وجع الرحيل


بدر الدين شنن
الحوار المتمدن - العدد: 5693 - 2017 / 11 / 9 - 19:33
المحور: الادب والفن     

وتسألني عن ربيع
الغائب
في غياهب الرحيل .
يقال :
إنه قد عاد
من الرحيل الغامض المضنى يا عمر .
عاد عودة الموجوع ..
المجروح حتى مخ العظم ..
بل .. قل .. مثل الشراع المشروخ
لكنه عاد شامخاً..
لاعباً فوق التيار ..
وحاضناً للنوارس .

لم يستطع الضعف
في عسف الظرف
أن يسور له الأمان
فتقدم الحلم ..
وسيج له
من أشواك الزهور أسواره .
وهرول الرحيل وراءه
يشده إلى الفناء ثانية
ومازال يرمي إلى فنائه .

بعجز الرحيل
عن تغييب ربيع
انفتح أفق جديد أمامه
عنوانه :
الرحيل ليس محتماً
اليوم .. أو عمداً .. أو غداً .
إن البقاء
هو الأحب والأقوى .

وعاد ربيع
من الرحيل يا عمر
وهو ليس هو
ما كانه قبل الرحيل
لم يعد كما كان ..
إن قلبه انطلق
في رحاب أحلامه
الأصعب والأجمل

صار أقرب إلى الشمس
نوراً .. ودفئاً .. وحقيقة ..
وأقرب إلى السلام .. والحب .. والطفولة ..
وبخاصة إلى عذوبة إشراقة الشباب .

يومان في حياة ربيع يا عمر
هما الرحيل .. والتمرد على الرحيل .