لعبة أمريكية في السعودية


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5689 - 2017 / 11 / 5 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

النظام السعودي

من المستحيل إصلاحه، فهل يصلح القمع الماخور الوهابي؟ هل تصلح الاعتقالات بيوت دعارة آل سعود؟ هل تتحرر المرأة السعودية بقيادة السيارة؟ هل ينهض الرجل السعودي بالذهاب إلى دور السينما؟ هل تزول من الرؤوس عقود من القهر الديني؟ والشيوخ والأئمة وباقي رجال الدين، تلك الحشرات الاجتماعية التي تتغذى من دم السعوديين باسم الدين، هل من الممكن سحقها بقدم المصلحين الذين هم بدورهم حشرات اجتماعية تتغذى من دم السعوديين باسم الدين؟ إنها الحلقة المفرغة في بلد كالجحيم أو هو الجحيم.

النظام السعودي

من اللازم اقتلاعه من جذوره، كالشجرة النخرة التي من اللازم اقتلاعها من جذورها، فلا ثمرًا تعطي، ولا ظلًا تأخذ، قانون الأخذ والعطاء، قانون الحياة، لم يعد قانونها، قانونها قانون الموت، فالنظام السعودي ميت اجتماعيًا، النظام السعودي ميت سياسيًا، النظام السعودي ميت اقتصاديًا، وما يجري اليوم من لعبة أمريكية في السعودية يتم على أساس كيف يُدار موت هذا النظام اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا.

اجتماعيًا

إجراءات الدكتاتور الصغير ستخفف من التذمر الشعبي، ستؤجل الهبة الشعبية، ستزعزع المخالف في الرأي، لكنها لن تؤجل كثيرًا التغيير الفعلي الذي يصبو السعوديون إليه.

سياسيًا

وعود الدكتاتور الصغير بسعودية معتدلة على صورته اللامعتدلة، أيعقل هذا؟ ستوهم التغيير، لكنها صورة توهم الظن مؤقتًا في القطيعة مع الإسلام الوهابي السرطاني، وفي الواقع ما يجري هو تبديل احتكار سياسي لحكم مطلق عجوز على صورة سلمان باحتكار سياسي لحكم مطلق شاب على صورة ابن سلمان.

اقتصاديًا

هنا نصل إلى بيت القصيد، مع برامج التسييب الاقتصادي، والتي تتراوح بين التخصيص (تحويل ما هو من القطاع العام إلى القطاع الخاص) والتخفيض (تخفيض مساعدات الدولة)، الآرامكو من ناحية، والنفقات من ناحية، فيقع اقتصاد السعودية تحت رحمة الرأسمال الأمريكي، الرأسمال العالمي، عندما نعلم أن عدد المشاركين في المؤتمر الاقتصادي "دافوس في الصحراء" 2500 صاحب قرار في العالم.

سياسة الإنهاك بالتدريج

سياسة أمريكية في السعودية منذ عهد بعيد، مع محمد بن سلمان، تدخل مرحلة أخيرة لاستنفاد السعودية من نفطها على أبشع وجه. وبالمقابل، لاستنفاد إيران من نفطها ومن نفوذها على أبشع وجهين، فما يجري حاليًا في لبنان خير مثال، ولتذكير إيران أن مناطق نفوذها (وضمنيًا نفطها الذي يضطرها الأمريكان إلى إنفاقه سدى بالمليارات) تبقى مناطق نفوذ أمريكية.

بينما

سياسة السلم كما نرى واقتصاد الاستثمار كما نجد، فيهما فائدة للجميع، للأمريكيين وللسعوديين وللإيرانيين ولباقي شعوب المنطقة، تحت شرط إسقاط النظام السعودي القديم، وتأسيس النظام العلماني الجديد، نظام كافة الحريات، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.