عندما كان المهدي شعلة...


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 5686 - 2017 / 11 / 2 - 12:39
المحور: الادب والفن     

كان الشعب يحلم...
بأن يحمل...
عظيم الأمل...
في مستقبله...
عندما...
كان المهدي شعلة...
وكان منحازا...
في كل سلوكه...
وفي فكره...
إلى الشعب...
إلى كل الكادحين...
حتى يتأتى...
وعي الشعب...
بكل حقوقه...
بعد القيام...
بما زاد...
عن الواجب...
بأضعاف مضاعفة...
******
فشعلة المهدي...
كانت تضيء الأفق...
حتى صارت...
متكررة...
تبعث...
في ثنايا الشعب...
الأمل...
******
وكان المالكون...
لكل العقارات...
يعملون باستمرار...
على إطفاء...
شعلة المهدي...
حتى لا يتبين الشعب...
ما يملكون...
ما ينهبون...
ما يستفيدون...
من وراء الاتجار...
في كل ممنوع...
من امتيازات الريع...
من تهريب البضائع...
حتى لا يتحرك الشعب...
من أجل...
استرجاع المنهوب...
من أجل...
منع الاتجار...
في كل ممنوع...
من أجل منع...
امتيازات الريع...
من أجل منع...
تهريب البضائع...
******
والشعلة...
حين تضيء...
تنير الظلام...
ولا ظلال...
في ضوئها...
لكل الكائنات...
حتى يتضح...
على ضوئها...
لكل المتربصين...
بالناهبين...
بالراشين / المرتشين...
بتجار السموم...
بالمستفيدين...
من امتيازات الريع...
بالعاملين...
على نشر...
أدلجة دين الإسلام...
بالمرسلين...
إلى كل التخوم...
من أجل التجسس...
على حياة الناس...
وتدبير اتهام...
للمعارضين...
بما لم يفعلوا...
بدعوى الحرص...
على إزالة الحكم...
بدعوى...
تدبير مؤامرة...
ضد الحكام...
بحثا...
عن صيغة الاتهام...
ضد المهدي...
فيفشل...
كل الحكام...
أمام ما يحمله...
المهدي...
من آمال عظيمة...
إلى الشعب...
إلى كل كادح...
مما يتيح...
ضمان استمرار الشروط...
لاستمرار الإضاءة...
التنبعث...
من شعلة المهدي...
حتى يستمر...
الوعي الصحيح...
بما يقوم به الحكم...
بما يقوم به...
كل عملاء الحكم...
في حق الشعب...
في حق كل الكادحين...
******
وإذا كان ضوء...
شعلة المهدي...
تكشف كل الخبايا...
تعد الشعب...
لفضح...
ما يقوم به...
كل الحكم...
في كل الخبايا...
لصالح الحكم...
ولصالح كل العملاء...
اللا يفكرون...
إلا في امتيازات الريع...
******
يا أيها الآتون...
من كل الأزمنة...
إلى هذا الزمن...
ومن كل الأمكنة...
إلى هذا المكان...
أفلا تعلمون...
أن شعلة المهدي...
تضيء الأفق...
ولا تعرف الانطفاء...
حتى يتعرف الشعب...
على كل فعل دقيق...
حتى لا يصاب الشعب...
من الحاكمين...
من العملاء...
بما يسيء...
إلى الشعب...
إلى كادحيه...
******
والحاكمون...
صاروا...
لا يعرفون...
مصدر حب المهدي...
من الشعب...
والعملاء...
صاروا...
لا يدركون...
أن حب المهدي...
متواتر...
وأن شعلته...
تتمدد...
لتصير شمسا...
لتصير آية...
من آيات صدق النضال...
ليصير المهدي...
في الشعب...
ويصير الشعب...
في المهدي...
وتصير الشعلة...
للمهدي...
للشعب...
لتزداد قوة...
حتى يختفي...
الحكم المستبد...
حتى يختفي...
كل العملاء...
من وراء أشعة...
الشعلة الحارقة...
لكل الأوراق...
اليملكها الحكم المستبد...
التتوفر...
بين أيدي العملاء...
******
يا ناظرا...
إلى ما فوق السماوات...
إلى ما تحت الأرضين...
مما لا نستطيع...
تخيله...
فتذكر...
أن ما فوق السماوات...
أن ما تحت الأرضين...
رهين...
بإرادة الغيب...
وما يجري...
في واقعنا...
يستحق الاهتمام...
يستحق...
أن يكون جميلا...
وإذا كان خبيثا...
نعمل...
على إزالة خبثه...
حتى يصير...
في ذمة التاريخ...
ويتحول واقعنا...
إلى عمق الجمال...
******
فهل نرتضي...
لأنفسنا...
أن نصير أغبياء...
حتى نعتبر...
أن الغباوة أصل...
في واقعنا...
أو أن نصير خبثاء...
حتى يعم الخبث...
كل مجالات الحياة...
فلماذا لا نتجنب...
أن نصير أغبياء؟...
حتى يصير الذكاء...
من سمات الوجود...
والذكاء...
لا ينتج إلا الجمال...
والجمال يتطور...
ولا يتراجع...
ولا يتحول...
إلى مجال خبيث...
لأن الذكاء...
مرتبط بالأمل...
والأمل...
مصدر...
كل طموحات الشعوب...
طموحات العمال / الأجراء...
طموحات الكادحين...
والطموحات...
لا تكون خبيثة...
فهي مصدر كل الجمال...
ومبعث كل تحول...
في واقعنا...
من أجل أن يصير الكون...
جميلا...
لا وجود فيه...
للانتهازيين...
لأي شكل...
من أشكال قبح الوجود...
******
إننا عندما نتأمل...
فيما كان عليه المهدي...
من دينامية نادرة...
تجعله...
يعمل ليل نهار...
من أجل تحقيق...
طموحات الشعب...
طموحات العمال / الأجراء...
طموحات الكادحين...
سوف ندرك...
من وراء تأملنا...
أن المهدي...
كان يصارع...
من أجل المحبوب...
ومحبوب المهدي...
هو الشعب...
بمن فيه...
من عمال / أجراء...
من كادحين...
والصراع...
من أجل المحبوب...
دليل...
على عمق عشقه...
والعشق لا يتوقف...
في سبر الأغوار...
حتى يتمكن...
من عمق القلوب...
حتى يتزود...
برحيق الارتباط...
والرحيق يزيل...
كل النتوءات...
كل الدماميل...
كل الالتهابات...
القد تصيب العلاقة...
بين الشعب...
بين العمال / الأجراء...
بين الكادحين...
وبين المهدي...
******
ألا تتذكر...
أن الأرض...
لا تنبت...
إلا ما يزرعه الفلاحون...
وأن الولادة...
لا تأتي...
إلا بعد الزواج...
وأن الغنم...
لا بد لها من الفحل...
وكل أنثى...
من الحيوانات...
لا بد لها...
من حيوان ذكر...
فلماذا نهتم بالفكر...
فيما فوق السماوات...
فيما تحت الرضين...
لماذا لا نعتبر...
أن الصراع...
ليس فيما بين السماوات...
والأرضين...
وأن الصراع الينتج...
أي تحول...
يجري فيما بين الطبقات...
فوق هذه الأرض...
وملكية العقارات...
وكل الوسائل...
المعتمدة...
في إنتاج البضائع...
تصير موضوعا...
للصراع...
حتى يصير الصراع...
مشروعا...
حتى ينحرف...
عن أصله...
ويصير طائفيا...
لغويا...
أو عرقيا...
أو دينيا...
******
فالمهدي في فكره...
في إعداد الشعب...
في إعداد العمال / الأجراء...
في إعداد باقي الكادحين...
لخوض الصراع...
كان يدرك...
أن الصراع...
لا يكون إلا بين الطبقات...
وليس بين اللغات...
أو بين المذاهب...
أو بين الأديان...
أو بين الأعراف...
غير أن تحريف التاريخ...
يستمد قوته...
من تحريف الحقائق...
لتسيل أنهار...
من دماء الشعوب...
في إطار صراع...
لا شرعية له...
والصراع حين يصير...
طبقيا...
يصير...
ببعد وطني...
يساهم...
في تحول المجتمع...
يساهم في تطوره...
في اكتساب الوعي...
بالذات...
وبالواقع...
والمهدي حين اختار...
شكل الصرع الطبقي...
اختار الوطن...
اختار الربط...
بين تحرير الوطن...
من الاحتلال...
وبين تحرير العمال / الأجراء...
وباقي الكادحين...
من الاستغلال...
مهما كان مصدره...
لأن الربط الجدلي...
يحقق المستحيل...
في فكر اليسار...
في ممارسته...
في فكر الشعب...
في ممارسته...
******
وإذا كان الأمان...
من ضرورات الاستقرار...
فإنه يرتبط...
بتحقيق الصراع...
لكل الأهداف...
والصراع في بداياته...
أيديولوجي...
تنظيمي...
سياسي...
ولا يصير تناحريا...
إلا بعد استنفاذ المهام...
التجري...
في إطار ديمقراطية الشعب...
في إطار الاعتراف...
بأن الصراع...
في ديمقراطيته...
لا ينتج...
إلا استمرار التخلف...
حتى لا يستفيد الشعب...
حتى لا يستفيد...
العمال / الأجراء...
حتى لا يستفيد...
باقي الكادحين...
من أشكال الصراع...
فنسير حتما...
في تجاه صراع التناحر...
اليشترط فيه...
أن يصير وسيلة...
لانعتاق الشعب...
لانعتاق...
العمال / الأجراء...
لانعتاق الكادحين...
من همجية الاستغلال...
في ظل حكم الاستبداد...
اللا يتردد...
في قمع اليسار...
في اعتقال الشرفاء...
من أفراد اليسار...
في اختطاف...
في اغتيال...
من يقلق راحته...
من تمكن...
من التأثير...
في جماهير الشعب...
في العمال / الأجراء...
في باقي الكادحين...
******
والمهدي حين هاجر...
إلى خارج هذا الوطن...
كان يدرك...
أنه لا يستطيع الإقامة...
في هذا الوطن...
وكان في اعتقاده...
أن تواجده...
في بلاد الرأسمال...
ينجيه من الاعتقال...
فكان التحالف...
بين مخزن دولتنا...
وبين الرأسمال...
وبين موساد...
صهاينة التيه...
سيقود...
إلى التخلص منه...
فكان اختطافه...
وكان سفك دمه...
وكان إخفاء الجريمة...
فصار المصير مجهولا...
******
فلو كان المهدي يدرك...
أن اللجوء...
إلى بلاد الرأسمال...
لا ينجيه...
من آلام التتبع...
ما هاجر...
إلى بلاد الرأسمال...
ولاختار الهجرة...
إلى الصين...
أو إلى أي دولة...
ليست تابعة...
إلى الرأسمال...
يتحرر فيها الشعب...
من الاستغلال...
ولا ينساق...
أي فرد...
وراء المغريات...
يلتزم...
بحدود العمل...
كما يلتزم...
بحدود التعامل...
ولكن المهدي...
الصدق...
أن بلاد الراسمال...
ديمقراطية...
وهو يناضل...
من أجل ديمقراطية الشعب...
في وطنه...
أدى ضريبة...
تصديق الرأسمال...
فكان ما كان...
فصار شهيدا...
صار عريسا...
للشهداء...
******
والعرسان كلهم...
يعيشون الاحتفال...
بيوم دخلتهم...
والمهدي...
عاش الاحتفال...
بيوم الاستشهاد...
بصيرورته...
عريسا للشهداء...
ليعيش من بعده...
فكره فينا...
في الحركة...
وممارسته...
من خلال ما نتلقى...
من دروس...
في الحركة...
على نهج المهدي...
اليلازمنا...
في مجرى الحياة...
******
فهل نذكر...
ما كانه المهدي؟...
أم نذكر...
ما آلت إليه الحركة...
بعد المهدي؟...
أم نلتزم...
بنهج المهدي؟...
بدون ذكر...
ما كانه المهدي...
ما ألت إليه الحركة...
بعد المهدي...
لأن الالتزام...
بنهج المهدي...
يلزمنا...
بذكر المهدي...
بفكر المهدي...
ولأن ما آلت...
إليه الحركة...
يؤلمنا...
ويحول دون القيام...
بالالتزام...
بنهج المهدي...
اليقتضي الربط...
بين الصراع...
داخل الحركة...
وبين الصراع...
بقيادة الحركة...
حتى تتخلص الحركة...
من الانتهازيين...
من الخونة...
اليعرفون...
أشكال الصراع...
في المجتمع...
اليستغلون...
كل أشكال الصراع...
لصالحهم...
حتى ينفضحوا...
فيتخلص منهم...
كل الأوفياء...
للحركة...
لكل الشهداء...
لعريس الشهداء...
******
ألا يا مالك الأمر...
في مدينتنا...
في قريتنا...
في كل إقليم...
في كل جهة...
على مستوى...
كل جهات الوطن...
لماذا تنحشرون...
في شؤون الحركة؟...
لماذا...
تلغمون الحركة...
بالمخبرين؟...
لماذا...
تسألون الناس...
عما يفعلون؟...
لماذا...
لا تسالون أنتم...
عما تفعلون؟...
بشؤون الناس...
بما قررتموه...
لتقديم الخدمات...
لعامة الناس...
لخاصتهم...
لماذا توزعون...
امتيازات الريع...
على العملاء؟...
على المخبرين؟...
لماذا تسمحون...
بالاتجار...
في كل السموم؟...
وفي كل ممنوع؟...
لماذا تغضون الطرف...
عن تهريب البضائع...
من وإلى هذا الوطن؟...
لماذا لا تحرصون...
على حماية...
اقتصاد الوطن؟...
لماذا لا تهتمون...
بمصير الأجيال؟...
لماذا لا تحدون...
من الاستغلال؟...
لماذا تبقون...
على المقهورين...
ضحايا؟...
وتغمضون العيون...
على ما يقوم به...
القاهرون...
في حق الضحايا...
أتدرون؟...
لماذا اختطاف المهدي؟...
لأن المهدي...
لا يقبل ما تفعلون...
ومن صار على نهجه...
لا يقبل ما تفعلون...
واليسار...
على نهج المهدي...
لا يقبل...
ما تفعلون...
وما تفعلون...
لا يمكن وصفه...
إلا بالفساد...
في ظل اعتماد الاستبداد...

ابن جرير في 16 / 10 / 2017

محمد الحنفي