العراق مهد الحضارات لا يمتلك سوى وزيرة واحدة فقط!


طلال الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 19:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات     

اطلعت قبل ايام على خبر مفاده ان التشكيلة الحكومية الجديدة في دولة الامارات تضم 31 وزيرا بينهم تسع نساء.
https://www.alhurra.com/a/united-Arab-emirates-government/398199.html

فعلقت في مواقع التواصل الاجتماعي بقولي متسائلا:
"اليس امرا مخجلا ان الامارات فيها تسع وزيرات, في حين ان العراق مهد الحضارات لا يمتلك سوى وزيرة واحدة الآن فقط؟"
فعلقت احدى الزميلات وهي طبيبة عراقية متخصصة في الولادة وامراض النساء وتعمل في اوربا بقولها:
"لا توجد (من النساء في العراق) من تطالب بحقوقها واثنين او ثلاثة لا يمكنهن بناء المجتمع اما عزيزاتنا ممثلات الاكراد فالشعب الكردي لديه نوعا من التحرر قبل العرب كما ان شمال العراق لم يعاني من الحصار ولا الجزء الثاني من الحروب اما معاناته زمن صدام فقد عانا منها الشعب العراقي بكل اطيافه ايضا".
ــــــ
واني اتفق مع هذه الزميلة جزئيا واود ان اضيف التالي.

نعم قد تكون هناك البعض من النساء اللواتي يطالبن بحقوقهن وعددهن في العراق لا يتجاوز عدد اصابع اليد في احسن تقدير, واننا لم نسمع بمظاهرة تقودها النساء من اجل حقوقهن او بمذكرات يرفعهن هن الى السلطات للاحتجاج او لرفع الظلم. فليس لهن من حركة جماهيرية او وجود على الشارع. فالقضية ليست على جدول اعمالهن. وهن, حالهن حال الرجل عندنا, يختزلن للاسف وجودهن الى كيان بيولوجي ويصارعن فقط, او في الاعم الاغلب, من اجل الوجود والبقاء في مجتمعنا الذي اصبحت فيه شريعة الغاب هي السائدة. واصبحت قوانين داروين في البقاء للاقوى هي المهيمنة. فانحط الانسان الى مرتبة الحيوان. والصراعات السياسية هي تعبير عن وحشية قوانين الغاب رغم تجلبب هذه الصراعات بجلابيب اثنية او عشائرية او دينية طائفية. ونفس الكلام يمكن ان يقال عن العنف تجاه المرأة كالتحرش الجنسي او خلافه.

والنساء من منهن في البرلمان يكونن هناك لتكملة النسبة المخصصة لاحزابهن وهن عموما رجعيات بالمرة واسيرات الفكر الذكوري. والحركة النسائية الآن, حسب ما اعتقد وارجو بالطبع ان اكون مخطئا, هي ميتة او شبه ميتة وهي لم تكن قوية اصلا, والعديد من النساء قد يكونن هن من الد اعداء المرأة واكثر عداوة لقضيتهن من الرجال ويهاجمن بكل ضراوة من يدعو الى تحريرهن ورفع الظلم عنهن. وهن يدافعن عن عبوديتهن التي تتستر خلف قناع التدين او العادات. ونساء مهزومات لا ينتجن سوى مجتمع مهزوم ومنكسر ومٌخدَر كمجتمعنا.

والقضية لا علاقة لها بالدين الى حد كبير. فلو قارنا المرأة في عموم العراق مع المرأة في ايران الجارة مثلا لوجدنا ان المرأة هناك تتمتع بوعي واستقلالية وبثقافة عالية وحريات اكثر مقارنة مع نساء العراق مع وجود الاستثناء النادر جدا طبعا. هذا علما ان ايران, على خلاف العراق, جمهورية اسلامية من ناحية رسمية وكما نعلم.

والمرأة في كردستان لربما تتعرض الى قمع اكثر من المرأة في جنوب العراق ووسطه حيث تسود في كردستان ظاهرة ما يسمى ختان النساء, التي اعتقد انها الآن ممنوعة رسميا, والكثير من الحوادث التي تسجل كانتحار من قبل النساء من قبيل حرق انفسهن هي في حقيقتها جرائم قتل لما يسمى غسل العار.

ونساؤنا يلوذن كالعادة بالصمت ويشيحن بعيدا بوجوههن ويزيدن من تبرقعهن, وكأن القضية لا تعنيهن. واللامبالاة, كما نعلم, هي اسم من اسماء الشيطان!