ما بعد الاستفتاء.. الهروب الى الامام


سمير عادل
الحوار المتمدن - العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

كتب الرفيق العزيز سامان كريم مقال بعنوان "ما بعد الاستفتاء.. تعمقت الصراعات القومية"، يؤكد فيه على نفس الاستنتاجات السياسية التي كتبها قبل اجراء عميلة الاستفتاء في مقال بعنوان " حول استفتاء الاقليم والدولة القومية الكردية، وسياسة ماركسية".
قبل الخوض في مناقشة التصورات الانفة الذكر التي جاءت في كل مقالات سامان كريم حول الاستفتاء، اود ان اثبت بأن مداخلتي تأتي من عضو ينشط في الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي يعمل في جغرافية معينة هي العراق، وليس من زاوية شيوعي على العموم او من كردستان. وهذا يعني عندما نناقش المسألة القومية الكردية في العراق، فيجب اخذها ضمن رزمة واحدة في الاوضاع السياسية في العراق، والتي يمكن تلخيصها في الوضع السياسي الراهن ومعضلات المجتمع الواقعية، وهذا في سياق الصراع على السلطة الذي هو مفتاح الصراع على تشكيل الدولة وهويتها السياسية والدستور.
هل ان استقلال كردستان هو مشروع ومخطط امريكي؟
في الحقيقة كنت اتوقع من سامان كريم ان يقول شيئا اخر غير الذي اشار اليه في استنتاجه القديم وخاصة ان جميع الدول الاقليمية ومجلس الامن والجامعة العربية والاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية وقفوا ضد اجراء الاستفتاء واتخذ الجميع موقفا حازما بعد الاستفتاء، وخاصة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، والتي دفعت رئاسة اقليم كردستان بإصدار بيان شديد اللهجة ضد الموقف المذكور، وطالبتها الاعتراف بنتائج الاستفتاء الى جانب التدخل لحلحلة الازمة بين بغداد واربيل. اي ان موضوعة سامان كريم التي استندت بكاملها في رفضها للاستفتاء على انها سياسة امريكية و"سيكون الانفصال في هذه المرحلة، في اطار سياسة امريكية كما شرحنا اعلاه. .." وفي مكان اخر " انفصال و تشكيل الدولة بقيادة البرزاني في هذه المرحلة الانتقالية، سيكون بالضد من المصالح الطبقية للعمال على الصعيد الاقليمي والعالمي. ببساطة لأنه سيؤدي الى تقوية موقع ومكانة امريكا،..""هذه السياسة في التحليل الاخير تنسجم والاتجاه العام لحركة الرأسمال العالمي لصالح احد اقطابها وهي امريكا عند البرزاني. خصوصا وبرايي ان امريكا جادة في تحقيق هذا الامر، ربما يختلف مع البرزاني حول التوقيت"- مقال: استفتاء الاقليم والدولة القومية الكردية وسياسة ماركسية- نشر في "الحوار المتمدن". وفي مقاله الاخير الذي أشرنا اليه في البداية، يؤكد على ما ذهب اليه في مقاله الاول ". "هذه هي السياسة الامريكية على الاقل منذ احتلال العراق ولحد الان و مشروع بايدن لحل مشاكل العراق كان واضحا بهذا الاتجاه...).
نود الاشارة هنا، بان المفارقة الكبيرة في الموقف الدولي، هي ان روسيا اعلنت بخلاف موقف الدول وخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي ستصبح كردستان احدى قلاعها في المنطقة وان الاستفتاء هي سياسة امريكية مثل الحرب على داعش واحتلال العراق للكويت مثلما اشار الى ذلك كريم، فأن شركة غازبروم العملاقة العالمية الروسية اعلنت بأنها لن توقف عملها في كردستان، وكان موقف كرملين، انه يحترم خيار الشعب الكردي لكن يفضل بقاء العراق موحدا، اذ لم يشر الى انه يعترف او لا يعترف بالاستفتاء ونتائجه، وتصريح بوتين الاخير بأنه "لا مصلحة لاحد بقطع النفط على كردستان العراق"، كما اشار ان روسيا لم تتحدث عن الاستفتاء كي لا تشعل الموقف، وفي مؤتمره الصحفي الاخير في انقرة مع اردوغان لم يشر الى موضوعة الاستفتاء بالرغم ان اردوغان تحدث مطولا بالضد من الاستفتاء. اي ما نريد ان نقوله هنا، ان الموقف الروسي، وبخلاف امريكا وايران وتركيا، لم يعادي الاستفتاء الذي يعتبر نقطة مهمة، ولم يشر الى الموقف الروسي اي من المراقبين والمحللين وتم اغفاله او طمسه. يعني اذا كان الامر كذلك، فان روسيا اكثر مرنة الى حد كبير من الولايات المتحدة في هذا الموضوع. فكيف الاستفتاء هو جزء من مشروع امريكي لاعادة تقسيم العالم؟!
لنعود الى اطروحته، فكما اشار وبصواب اي سامان كريم، ان امريكا فقدت مكانتها وقيادتها للعالم. ونضيف بدورنا اليه وفي اول خطاب لاوباما في ولايته الثانية قال ان الاولوية السياسية بالنسبة لأمريكا هي التركيز على منطقة المحيط الهادي- التشديد منا. وكان على اثر ذلك قرارها بالانسحاب التدريجي لأمريكا من الشرق الاوسط الذي دشن في زمن اوباما، ويمكن تلمسها في القضية السورية. بيد ان البرجوازية القومية الكردية لم تر هذه النقطة، وفي الحقيقة كانت تتطلع الى دور امريكي مساند (وهي المتطلعة الى اي دور من الاخرين لكسر عزلتها!)، اذ نظرت الى امريكا بمنظار عقد التسعينات ومشروع الشرق الاوسطي الكبير والنظام العالمي الجديد الذي انهار في نهاية العقد الاول من الالفية الجديدة. لقد وقعت البرجوازية الكردية في فخ (عقد الامال)، ولكن المعطيات الواقعية غير عقد الامال.
ان كريم حاول من خلال تحليله اعطاء اطار نظري وسياسي تحليلي الذي اصبح خاطئا من الناحية العملية لرفض موضوعة الاستفتاء التي ليس لها علاقة بالموقف الامريكي او الدولي لاتخاذه معيار في تقييم صحة الاستفتاء وانفصال كردستان عن العراق.
مثلما اشرنا ان مواقف القوى، وبالاخص المجلس الامن، يدلل على ان كل القوى الامبريالية وفي مقدمتها امريكا تقف بالضد من هذه السياسة. فكيف تقف بالضد من هذه السياسة في الوقت التي تؤلب كل القوى الدولية على الوقوف بوجه الاستفتاء والاستقلال؟! ان هذا تناقض على كريم ان يجد حلا له. ان الموضوع لايحتاج الى نظريات وابحاث ودراسات. ان موقف امريكا والامبريالية العالمية واضح بدون الحاجة الى اي شرح. قرار مجلس الامن فند تماما كل الاساس الذي تقف عليه مواقف كريم بهذا الصدد.
من جهة اخرى، كان كريم من بين المدافعين عن سياسة الاستفتاء واستقلال كردستان عام 1995 التي طرحها الحزب الشيوعي العمالي، وليس لديه اي ملاحظة من هذا القبيل، اي "ضمن مشروع امريكي لاعادة تقاسم المنطقة"، في الوقت الذي كانت كردستان في وقتها تحت الهيمنة الكلية لعالم احادي القطب الامريكي وتحت الحماية الامريكية، اذ الم تكن نفس كردستان في تلك الفترة امارة امريكية بأمتياز وعبر منع الطيران في خط 36 الذي سمي NO Fly Zone، وانها بقيت بحماية امريكية حتى الاحتلال، الذي تحول كل جغرافية العراق بكردستانه الى منطقة نفوذ امريكية؟! لماذا دافع عن هذا الطرح في وقته ويرفضه الان؟ اذا كانت منطلقاته هي هذه التي يذكرها اليوم، فالاولى ان منطلقاته تشمل تلك المرحلة اكثر بكثير من اليوم! ان هذا تناقض واضح لا لبس فيه!
طبعا نحن لا نريد ان نثبت صحة اجراء الاستفتاء من خلال التحليل الذي نقدمه مثلما فعل كريم، (اذ ان الاستفتاء بالنسبة لنا هو نابع من وجود معضلة سياسية اسمها المعضلة القومية الكردية وحاجة هذا "الورم"، "السرطان" الى الحل)، بل نريد ان نبين؛ حتى الاطروحة التي اعتمدها كريم لنفي الاستفتاء واعطاء حق الجماهير في كردستان بالانفصال ليس لها اي سند مادي والذي اتخذها قسم من اليسار والشوفينين القوميين والمتمركسين سلاحا نقديا ضد الاستفتاء وحق جماهير كردستان في تقرير مصيرها.

من المسبب الاساسي في تصاعد النعرات القومية؟!
من اجل رفض مسالة الاستفتاء، يلجأ سامان كريم الى مسالة اخرى يلخصها بعنوان المقال الاخير لسامان كريم هو " مابعد الاستفتاء.... تعمقت الصراعات القومية". ان استنتاجه، بأن الصراعات القومية تعمقت بعد الاستفتاء وهذا ما تنبئ اليه كما يؤكد هو. اي ما معناه، لنكف عن سياسة الاستفتاء حتى لاتتصاعد النعرات القومية!!
دعنا نطرح سؤال بسيط، لو ان الاستفتاء الذي طرحناه منذ عام 1995 ويعتبر سامان كريم احد المشاركين بالإقرار على سياسة الاستفتاء والية مناسبة لحل المشكلة القومية الكردية، حدث وبقيادة شيوعية، الم تكن الصراعات القومية تشتد في تلك المرحلة؟ هل كان النظام الشوفيني العروبي في بغداد كان سيسكت اعلاميا وسياسيا و حتى عسكريا ضد جماهير كردستان، او لم يكن ليلجأ الى تشكيل حلف مع تركيا الى جانب ايران ضد جماهير كردستان مثلما فعلت حكومة العبادي؟ الم تسعى الطبقات الحاكمة الى اشاعة ابغض السموم القومية والتاليب القومي ومشاعر الكراهية و...؟! الم يالبوا القاصي والداني على الوقوف ضد جماهير كردستان وحق جماهير مليونية بالقرار على مصيرها السياسي؟!
من حسن المصادفة ان تنظم استفتاء كاتلونيا للانفصال عن اسبانيا بعد ستة ايام فقط من استفتاء كردستان، ولا اعتقد احد يتفق بأنه ايضا جزء من سياسة امريكية، كي نبين اوجه التشابه بين الاستفتاءين. ان الحكومة المركزية في مدريد لم تستخدم، لا السلاح الكيميائي ولا الانفال ضد الشعب الكتالوني، ولم تمارس الظلم القومي ضد الشعب الكتالوني بالوحشية التي مورست ضد الناطقين اللغة الكردية في كردستان، ولم تتحول القضية القومية في كتالونيا الى معضلة كبيرة في الوضع السياسي في اسبانيا مثلما هي القضية القومية الكردية في العراق. ولكن لننظر الى القمع الذي تعرض له المشاركين في الاستفتاء في كاتلونيا، و تعمق الصراع او الهوة بين مدريد وبرشلونة بعد اعلان نتائج الاستفتاء، وتظاهرات كبيرة ضد الحكومة واخرى مضادة في مدريد ضد الاستقلال. ان مجرد سقوط ما يقارب 900 شخص جريح على يد قوات الشرطة الاتحادية، تكشف عن التداعيات التي تركها ذلك الاستفتاء. يقول كريم بان المفروض ان يؤدي الاستفتاء الى السلم القومي في العراق. ويستخدم نفس الخطاب في مدريد بأن كاتلونيا خرقت الدستور وانهم انفصاليون ولن يسمح لهم بتقسيم اسبانيا..الخ. ودخل الاتحاد الاوربي على الخط ليهدد كاتلونيا بأنها ستكون خارج الاتحاد في حال استقلال كاتالونيا. وهي نفس مواقف تركيا وايران ولكن بلغة اخف، لان تقاليد حقوق الانسان والحركات الداعية للمساواة والتيارات الليبرالية التي لها جذورها في المجتمع، كل هذه العوامل لن تدع اسبانيا ولا الاتحاد الاوربي كأحتمال كبير في استخدام الجيش للهجوم على جماهير كاتلونيا. اي بعبارة اخرى ان البرجوازية تعي في عموم اوربا بأنها غير قادرة بسهولة على استخدام القمع لفرض الاستقرار في اسبانيا والا لجات اليها كما فعلت ايران وتركيا والعراق، بالرغم هناك ايضا محدوديات للتدخل العسكري من قبل تلك الدول تجاه كردستان العراق، والا لفعلت دون تردد.
والنقطة الاخرى يضع كريم المعتدي والمعتدى عليه في سلة واحدة. ان البرلمان العراقي قبل الاستفتاء، اصدر قرار بادانة الاستفتاء وبعد الاستفتاء اصدر 14 قرار ضد اجراء الاستفتاء وفرض حظرا جويا دوليا على كردستان، واشعل فتيل نشر سموم الشوفينية القومية، فماذا يعتقد اي مراقب موضوعي من البرجوازية القومية الكردية ان تفعل؟، فهي الاخرى ترد بنفس الاسلحة الصدئة الشوفينية. بالرغم ان حدة الخطاب الشوفيني في كردستان لم تصل الى المديات التي بلغتها في العراق الذي تحول للاسف الى كتلة من الشوفينية لحد انساق اليسار وان يكن بعبارات وافكار نظرية و"واقعية" و"عملية"!.
ان سامان، وحال الكثيرين من اليسار القومي، وبدل ان يدافع عن حق جماهير كردستان في الاستفتاء، يرفض الاستفتاء بحجة "تعمق الصراعات القومية". ان موقف كهذا لايختلف عن اي موقف ليبرالي "انسانوي على العموم"، بالوقوف بمسافة واحدة عن طرفي الصراع، ويغض النظر عن من المعتدي ومن المعتدى عليه. انه يطالب جماهير كردستان بالكف عن حقها وذلك كي لاتتصاعد او تتعمق الاجواء القومية! فاي موقف شيوعي هذا يطالب صاحب الحق بالكف عن حقه كي لايتمادى الطرف المعتدي؟! ان لم يكن هذا الموقف بصالح المعتدي، ماذا يمكن ان نصفه؟! ان ظاهر هذه الرؤية هو الوقوف على الحياد، بيد انه عملياً بالضد من جماهير كردستان للاسف.
ان جماهير كردستان تنشد حقها، لكن السبب الاساسي في تعمق الاجواء القومية هو ممارسات القوميين والطائفيين العرب الشوفينيين الذين لم يتورعوا عن القيام باي شيء لحشد القوى الشوفينين. ان نظرة بسيطة وعابرة لوسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات، ترى بعينك مديات الحقد الشوفينيني العربي والذي لم يسلم منه اليسار العراقي والعربي، الذي هو في اغلبه يسار قومي!

تناقضات الرفيق العزيز سامان كريم؟
ان تناقضات سامان كريم فيما يخص الاستفتاء كثيرة. حيث يقول في المقال المشار اليه "ان بناء الدولة بقيادة البرزاني لا يحل هذه المشاكل (المشاكل القومية) بل تعمقها اكثر، تعمق من جراحها". ولكن في مقال لنفس الكاتب نشر في "هاوبشتي" في 17 تموز 2014 اشار وبشكل صحيح ان (موضوعة الدولة ومحتوى الدولة ليست هي موضوعة الاستفتاء) ويضيف ايضا (ان موضوعة الدول ومحتوى الدولة هو عمل خارج الاستفتاء وذا صلة وربط بتوازن القوى قبل وبعد الاستفتاء. ان تكون الدولة في كردستان دولة كردية او كردية رجعية او دولة علمانية ومتمدنة او دولة جميع المواطنين الذين يقطنون في كردستان ..... كلها مربوطة بتوازن القوى، توازن القوى الطبقية بين الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية و....)  ويذهب ليؤكد (ليس هناك شرط مع الاستفتاء وان جر موضوعة الاستفتاء على ماهية الدول خطأ سياسي ولا صلة له بالية حل القضية). و يقول (هذا الفقرة هي اجابة على تلك التصورات الخاطئة التي تفرض ان مع بناء الدولة القومية في كردستان, حينذاك سوف لن يبقى لا الميليشيات و لا مناطق التابعة لحزبين الحاكمين و لا مشاكل مع جيرانه بما فيها العراق الجديد بعد انفصال كردستان). وبكلمة مختصرة ان هذا الطرح يناقض بشكل كلي التسطير النظري الذي جاء في مقاله " "استفتاء الاقليم والدولة القومية الكردية وسياسة ماركسية" وفي فقرة بعنوان (الدولة والسيادة) حول تشكيل الدولة في كردستان.
ولكن الشيء العجيب الاخر في التغيير المفاجئ لموقف كريم قبل ثلاث سنوات مقارنة مع اليوم، اذ اشار في مقابلة "الى الامام "العدد 253 الصادر في 14 تموز 2014، " برايي ليس بإمكاننا رفض هذه الالية لان الاوضاع غير مستقرة، طبعا علينا فضح كل جوانبها السلبية ونقدها هذا شئ اخر.... الخ. خصوصا يجب فهم الشيوعية كحركة سياسة مقتدرة في ظل هكذا ظروف اي ظروف ماتسمى في ادبياتنا بـ"السيناريو الاسود" هذا الظرف اصبح ظرفاَ ووضعا اعتياديا وليس استثناء في هذه المرحلة من نضالنا وخلال العشرون السنة الماضية نحن عايشناه مرات ومرات عديدة, تارة تلو الاخرى مثل هكذا ظروف- التشديد منا). ما لذي تغير بين الامس واليوم بالنسبة لكريم؟.
ان كل هذه الاجواء ستنتهي فقط عند تشكيل دولة مستقلة وتنهي المسالة القومية والى الابد، وهذا ما اكد عليه كريم في نفس المقابلة (برايي ان استقلال كردستان وعبر ألية الاستفتاء في هذه المرحلة سيكون لصالح الطبقة العاملة في العراق وكردستان ايضا...لماذا؟! براي ان القضية الاهم في هذه المرحلة هي ابعاد العمال والمجتمع من الارهاب والحركات والقوى البرجوازية الارهابية .. باستقلال كردستان براي ستبتعد الطبقة العاملة في كردستان على الاقل من هذا الوباء في هذه المرحلة وهذه قضية مهمة جداً لتطوير النضال الطبقي المباشر بوجه العدو الطبقي الحاكم. هذا اولا. ثانيا: سيضع حدا لمشاجرات ومهاترات وتاجيج الصراع القومي حيث تحاول الاحزاب القومية الكردية وخصوصا الحزب الديمقراطي الكردستاني في المناطق المتنازع عليها تاجيج هذا الصراع وبصورة شوفينية فجة خصوصا ضد العمال وبالتحديد ضد عمال النفط في منطقة باي حسن خلال الايام الماضية... ورأينا الاسلام السياسي القومي الحاكم بقيادة المالكي ايضا عبر ارساله قوات دجلة الى كركوك ومحاولة الضرب على الوتر القومي في هذه المناطق... ان استقلال كردستان براي سيضع حدا لانهاء هذا الصراع وهذا ايضا لصالح الطبقة العاملة في العراق وكردستان والمنطقة برمتها.... واخيرا ستضع البرجوازية الكردية والعربية في مواجهة مباشرة مع الطبقة العاملة بدون ملحقات او مقدمات قومية وهذا يؤدي الى شفافية الصراع الطبقي- التشديد منا). ونضيف ان مجرد وقف اطلاق النار بين الحزب العمال الكردستاني والجيش التركي واطلاق مفاوضات او هدنة، كان محل رفض من قبل القوميين الشوفينيين الاتراك فما بالك هناك استفتاء ومشاركة جماهيرية واسعة من اجل الانفصال. كما ان انهاء "تعميق الصراع القومي" لاياتي من عملية الاستفتاء بذاتها. بل انها مرتبطة بانهاء المعضلة القومية بالاساس، وليس بالاستفتاء بحد ذاته، اي بخلاف عنوان مقال سامان كريم.

ان مشكلة تصور ومنطق كريم اليوم، لا يرى عملية الاستفتاء وحل المسالة القومية من خلال الاوضاع السياسية في العراق، بل ينظر اليها بشكل منفصل ويضعها في قالب التحولات العالمية ثم يفصلها وبشكل جراحي ليضعه في قالب امريكا والبرجوازية القومية الكردية والبرزاني. لكن كريم اشار بصواب في 17 تموز 2014 عبر مقال (استقلال كردستان.. سياسة شيوعية) نشر في "هاوبشتي": "في الختام، لأتحدث قليلا عن لو كان الانفصال والاستفتاء سياسة القوميين او البارتي؟! قد يكون الامر كذلك، ولكني لا ارى هذا الان. البارتي منهمك بتشكيل حكومة في بغداد..... لكن لو افترضنا ذلك. عندها، انها ليست المرة الاولى في التاريخ التي تتطابق سياسة شيوعية مع سياسة برجوازية في نقطة معينة.  في نهاية عام 1991 ولاول مرة اصدرنا بيان ضد الحصار الاقتصادي على العراق... ولكن في ذلك الوقت كان حزب البعث الحاكم في بغداد قد شرع ومنذ مدة طويلة بهذه السياسة، هل كانت سياستنا خطأ في ذلك الوقت؟! اعتقد انها كانت سياسة شيوعية وصحيحة الى ابعد الحدود... وهي المرة الاولى التي طرحتنا خارج العراق.... وبهذا الصدد هناك نماذج كثيرة في العالم والمنطقة... الموضوع ماذا ينشد البارتي من هذه السياسة، وماذا انشد انا منها انا الشيوعي؟ هو باي اسلوب يقوم بدفع هذه السياسة وانت باي اسلوب؟ ان مجمل الموضوع هو هل استطعنا، نحن الشيوعيين، ان نعيد الارادة للجماهير.... الى اي حد ومستوى بعيد وعال؟! بنفس هذا الحد تستفاد الشيوعية والطبقة العاملة منه، بعكسه، تتضرر دون شك...". ماهو صلة تصوره الصحيح عام 2014 بموقف عام 2017. انه موقف يتناقض ب 180 درجة عن موقفه السابق الصحيح!

لقد نوهنا قبل اقل من عام من الان وفي مقال تفصيلي نشر في "الى الامام" العدد 363 في تشرين الاول 2016 بعنوان "ملاحظات اولية على تقسيم العراق.. الدولة، الهوية، الدستور)، الى ان بعد الانتهاء من سيناريو داعش، فأن العراق مقبل على اشتداد الصراع القومي والطائفي. وهناك دعوات لفيدرالية سنية، وايضا هناك طرح للكونفدرالية من قبل البرزاني وهو مشروع توسيع الفيدرالية ولا يحل القضية الكردية بل سيعمقها. لذلك اكدت هناك والذي لم يعترض عليه سامان كريم حينه، بأنه بالنسبة لكردستان فلدينا طرح الاستفتاء واستقلال كردستان، وان السعودية وتركيا ستدفع بدعم تأسيس فيدرالية سنية او حتى دويلة سنية بعد قناعتها بعدم امكانها ابعاد نفوذ الجمهورية الاسلامية من العراق. اي تصاعد الدعوات لتقسيم العراق ليس نتاج الاستفتاء كما يدعي كريم. لكن لماذا يستنتج هذا من اجراء الاستفتاء؟ كي يفند عملية الاستفتاء بغير ذي حق ويناقض كل ما جاءت وما تحدثت بها ادبيات الحزب والتي كان سامان كريم احد المشاركين في صياغة السياسات والقرارات الحزبية بهذا الصدد. وليس هذا فحسب بل يحاول كريم ان يضيف في المقطع الثاني من مقاله بأن الاستفتاء هو سياسة امريكية مثل الحرب على داعش او الحرب على الارهاب، وان "التقسيمات الطائفية و القومية...الخ هي نتاج السياسة الامريكية في المنطقة". ان خلط الامور بهذا الشكل يعني في التحليل النهائي هو محاولة يائسة للهروب الى الامام، والقفز على المسالة القومية في العراق. صحيح ان التقسيم الطائفي والقومي في العراق هو نتاج الاحتلال وسياسته، ولكن تبقى المسالة القومية ليس من صنع السياسة الامريكية. وحتى لو سلمنا بما يذهب اليه كريم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف نرد على المسالة القومية في العراق في خضم الاوضاع السياسية في العراق؟. ويقول في مكان اخر من نفس المقال "يجب غلق كل الملفات "القومية"، يجب ان تتحقق مسالتين لصالح الجماهير، الاولى : هو غلق الملفات والمشاكل العالقة التي تعاني منها تلك المنطقة: مثل المشكلة القومية او مشاكل حدودية او مشكلة على تقسيم الحدود البحرية, او انفصال او اندماج ...بهذا المعنى يتحقق "السلم القومي" اما الثانية: افرازات وتداعيات ايجابية على صعيد المواطنين او الجماهير داخل البلد او المنطقة التي بجري فيها الاستفتاء. ايجابيات لصالح نضالهم وانفتاح الصراع بين الطبقات."
انه يرفض الاستفتاء ويعتبرها سياسة امريكية فاشلة، وقبله يطلب غلق الملف القومي! ولكن في مكان اخر يقول "استفتاء والسعي من اجل اجراء الاستفتاء لصالح الجماهير او نتيجته لصالح الجماهير سيكون عبر قيادة قوة شيوعية لهذا المسار. بغيره ان اية محاولات من قبل القوى البرجوازية الكردية في هذه المرحلة, ستؤدي مباشرة الى ضد مصالح العمال و الكادحين و الى تشديد الحروب و الصراع القومي- نفس المقال" بيد ان المراقب عندما يسمع بهذا التصريح قد يستشف منه سياسة انتهازية بنفس القدر من الممكن الاستنتاج منه طرح لا يتعدى الاخلاص الأيديولوجي. ولكن لنقرأ ما قاله في مقابلة "الى الامام" حين كان ينظر للامور بصورة صحيحة " اذن براي ان التكتيك الشيوعي يتلخص بـ: في هذه الاوضاع هل تشارك القوى الشيوعية في هذه الالية ام لا؟! هذا هو السؤال....ليست القضية التأييد او عدمه.. بل القضية طرح الشروط المناسبة لأجراء هذه الالية ليكون اجرائها افضل من حيث الشفافية والنزاهة والاجواء من الحرية, هذا هو رايي بالنسبة لأجراء الاستفتاء الذي طرحه البرزاني في هذه المرحلة... لكن براي ان البرزاني يطرح مشروعه ليس بصفته قائدا قوميا لحركة قومية كردية.... بل بالعكس ادى هذا الطرح الى انشقاق سياسي كبير داخل هذه الحركة واحزابها وشخصياتها ليست في كردستان العراق فحسب بل في سورية وايران وتركيا ايضا... البرزاني طرح مشروعه السياسي بصفته ممثلا لمشروع دولي –إقليمي لتضعيف المحور المضاد لإيران والقوى المتحالفة معها في العراق والمنطقة وبالتالي القوى العالمية التي تقف في ظهريهما... هذا هو عنوان المشروع ومحتواه.. براي ان البرزاني غير جاد في هذه القضية في هذه المرحلة. ربما هذه السياسة تنفذ بعد اعوام ولكن انا اتحدث عن هذه المرحلة وسياسة للتنفيذ" ويضيف " براي حتى اذا كانت سياسة البرزاني سياسة عملية وفورية اي سياسة للتنفيذ بصورة فورية... ليس بامكان الشيوعية ان تمارس سياسة بالضد من عملية الاستفتاء هذه المسالة في غاية من الأهمية, من الطبيعي هناك ملاحظات وانتقادات حول كيفية اجراء الاستفتاء، اما معارضة "الاستفتاء" ليست سياسة مفيدة بل مضرة للشيوعية. ما عداها اي ما هو موقفنا من الاستقلال او عدمه... ربما نقرر عليه في حينه مثلا وهذه هي ايضا سلوك او مسار قابل للتطبيق السياسي"
ان الرفيق العزيز سامان كريم يتراجع ولا ندري سر هذا التراجع عن موقفه، وليس مهما بالنسبة لنا ان يغير شخص ما رايه بعد ثلاث سنوات، وهذه مشكلة الشخص نفسه، ولكن بنى اطروحته على ان الاستفتاء هو سياسة امريكية ومرتبطة بمكانة امريكا التي تراجعت في المنطقة وبأن البرجوازية القومية الكردية هي من تقود هذا الاستفتاء فيجب الوقوف ضده.
فيما الاخيرة اي البرجوازية القومية الكردية ، فهي، ستعيش احلك ايامها بسب الحملة الدعائية والسياسية ضد مشروع الاستفتاء والتهديد الاقتصادي والعسكري، وأن الحركة القومية الكردية قد تتراجع خلال المرحلة المقبلة، وهنا يأتي دور الشيوعيين في كردستان للمضي قدما بالدفاع عن نتائج الاستفتاء، وقد اكد عليه منصور حكمت، ان المضي للنهاية في هذا المشروع بحاجة الى قيادة مبدئية. واورد مثال فيما جاء في التجربة السوفيتية التي اشار اليها منصور حكمت، كان هناك افقين في المجتمع الروسي بعد ثورة اكتوبر، الافق البرجوازي والافق الاشتراكي، وكل واحد يريد عن طريق الية تصنيع روسيا الوصول الى هدفه، فالأول كان يريد بناء روسيا رأسمالية حديثة تنافس الغرب الرأسمالي، والثاني كان بحاجة الى التصنيع لإتمام مستلزمات الانتقال الى الاشتراكية، في نهاية المطاف استسلم الافق الاشتراكي امام الافق البرجوازي بقيادة ستالين. ويصح هذا المثال ايضا بالنسبة لاستفتاء كردستان، فالحركة الشيوعية والبرجوازية بالنسبة لهما، الاستفتاء وانفصال كردستان وسيلة لتحقيق اهدافهما، ولكن الى اي مدى تستطيع الحركة الشيوعية المضي قدما الى الامام، هذا السؤال يرد عليه شيوعيو كردستان. اذ يؤكد سامان كريم آنئذ في نفس المقال في "هاوبشتي" ""يصبح الموضوع ماهي سياسة الشيوعيين اذا اقيم الاستفتاء في 6 اشهر المقبلة، اذا افترضنا ذلك؟ ... سياسة البقاء في إطار العراق الراهن؟ او الانفصال؟ هذا مجمل البحث. ايهما بصالح العامل بوصفه طبقة؟ ان تحرير قسم من الطبقة العاملة من نار الارهاب عمل ضار، اذا لم تتمكن من انقاذ كل الطبقة العاملة؟ ان انهاء التهديد والحرب وتشديد النزعة القومية عمل سيء؟ لا اعتقد ان على الشيوعية ان تنتظر ان يقيم القوميين الاستفتاء، ينبغي العمل من الان من اجل اقامة عملية الاستفتاء وجعلها قضية الجماهير وجرها من ايدي البرجوازية، ب “نعم" كبيرة لانفصال كردستان واقامة الدولة. بالأخص ان الشيوعيين لما يقارب 20 عاما اقترحوا وطرحوا هذا وقدمنا للمحاكم حولها واشتبكنا في حرب".   
وكما وضحنا قبل قليل، فان الاوضاع السياسية التي تحدث يومها الرفيق سامان كريم، بإيجاب عن الاستفتاء في المقابلة المذكورة وفي مقاله المنشر في "هاوبشتي" لم تتغير بل اثبتت صحة ما ذهبنا اليها، سواء بالنسبة للصراع القومي او بالنسبة لمكانة امريكا التي اصبحت اليوم اضعف من عام 2014 وخاصة بعد دخول روسيا على الخط الصراع العسكري في سوريا والذي تحول بعدها موسكو الى بيت الحجيج لملوك وامراء دول الخليج وتركيا ومصر، او بالنسبة للتحولات العالمية.
ولذلك ان تعمق الصراع القومي بعد الاستفتاء هو شيء متوقع وسيتسمر اما بشكل مستتر او بشكل علني، ولكن مدياته تتصاعد حسب المعادلة السياسية وتوازن القوى، وكانت عملية الاستفتاء هي القمة التي وصلت اليها. وستستمر بإشكال مختلفة مثلما حدث قبل وبعد 10 حزيران 2014 الذي اعلن فيه داعش دولة الخلافة الاسلامية. فالفيدرالية والكونفدرالية هي عبارة عن مسكن او رشوة للأحزاب القومية الكردية عن طريق توسيع نفوذها وامتيازاتها بالسلطة السياسية، لكن لن تحل المشكلة القومية الا عبر استفتاء كما أكدنا عليه وتأسيس دولة في كردستان.

جواب ايديولوجي، ام اجتماعي سياسي؟
لقد غير الرفيق سامان سبل حله تجاه الاستفتاء 5 مرات. المشاركة في الاستفتاء حتى لو كان القوميون والبرزاني في مقدمته (سبيل حله عام 2014)، الذهاب للاستفتاء واعطاء صوت لا، مقاطعة الاستفتاء، استفتاء بقيادة الاشتراكيين، واخيرا سياسة اسقاط البرجوازيات المحلية. اي 5 سياسات ومواقف في 3 اشهر تقريبا تجاه الاستفتاء، و6 اذا حسبت موقف الحزب وبرنامج الحزب (الاستفتاء والاستقلال). بوسع المرء ان تتكون لديه فكرة عن نمط تعامل سامان السياسي مع هذه الموضوعة. لاتركها كلها واتحدث عن اخيرها.
ان سامان يرسم دورا ايديولوجيا للشيوعيين والماركسيين الذي يصح في كل زمان وفي كل مكان، ومفاده أن مهمة الشيوعين في العراق وفي كردستان هي اسقاط البرجوازيات المحلية كما اشار في نهاية مقاله الاخير، لكنه من الناحية العملية لا يقدم اي تكتيك او سياسة عملية واضحة للحركة الشيوعية ولا تسعف الطبقة العاملة باي شيء. انه جواب ايديولوجي صرف: الاشتراكية هي الحل.
العراق ليس بمجتمع عادي، الاوضاع السياسية وتوازن القوى في اطار عراق فيدرالي هش الى ابعد الحدود، ليس هذا فحسب، بل ان بامكان الاوضاع ان تتغير سريعا، بامكان ان تندلع الحرب حول عدة مسائل: حول المناطق المتنازع عليها، حدود الاقليم، حكم كركوك، تقاسم حصص النفط، حكم الموصل، الحملة على كردستان، التدخلات الاقليمية لايران وتركيا، استقواء الحشد الشعبي والحكومة المركزية وبالاخص بعد انتهاء داعش، يعني باختصار الف قضية وقضية بوسعها ان تضرم نار الحرب. جماهير كردستان والمنطقة في رعب حقيقي من الحرب وانفلات الاوضاع، جماهير رات الكيمياوي، والانفال والتطهير العرقي والتشرد المليوني، وان هذه اللوحة لاتغيب عن بالهم قط. فاذا جعلت من مسالة حل هذه القضية امرا فرعيا او ثانويا، فانك ان دللت على شيء فانك تدلل على انعدام حساسيتك تجاه المجتمع. كما ان عائقاً اساسياً جدياً امام عمال العراق وكردستان ونضالهم الاشتراكي يتمثل في سيادة الاوهام القومية. كي تسهل للعامل في كردستان والعراق ان يدرك ان البارزاني والعبادي هم ليسوا ممثلوه، يجب ان تحل المسالة القومية التي تعطي مجال رحب جدا لهم للادعاء بانهما ممثلين الكرد والعرب، وان العامل العربي مع برجوازيته والعامل الكردي مع برجوازيته تربطهما مصلحة مشتركة باسم العرب والكرد.
ليس ثمة شيوعية او انتصارها بدون تدخل نشط للشيوعيين في القضايا والتحديات الاساسية المستقطبة للمجتمع والسعي الى طرح سبيل حل عملي وواقعي. بهذا الطرح، لايخسر الحزب من تهمشه، بل يقدم الطبقة العاملة مجانا للتيارات البرجوازية كي تتلاعب بها وتجعلها وقود لمحارقها. سيقول العامل: الشيوعييين ناس طيبين ولكنهم ليسوا في الميدان، لايمكن الاعتماد عليهم، لا تاتي من اياديهم شيء.
ان اطروحة اسقاط البرجوازيات المحلية التي يقدمها سامان كريم في العراق وكردستان هي محاول للهروب الى الامام ويعتبر بمثابة سفينة نجاة لليسار من انعدام افقها وتخبطها حول المسالة القومية في العراق، والتنصل بالرد على احدى معضلات الاوضاع السياسية في العراق.

سبيل حل شيوعي!
واخيرا براي ان الخطوط العامة للسياسة العملية لإخراج العراق الى بر الامان هي كالاتي:
-الدفاع عن الاستفتاء ونتائجه دون اية مواربة او تردد او شروط لحل المسالة القومية وانهاء ملف الصراع القومي وابعاد جماهير العراق وكردستان عن اية حرب قومية مقبلة.

النضال والعمل من اجل تأسيس حكومة غير قومية وغير دينية وسن دستور علماني يعرف البشر في العراق بالهوية الانسانية. ان واحدة من المهام الفورية للشيوعيين هو العمل في تنظيم حركة واسعة وعريضة تضم الشخصيات والقوى العلمانية والعمالية والنسائية للوصول الى الهدف المذكور.

اما بالنسبة لمشكلة كركوك يأتي عن طريق نفس الورقة التي طرحها الحزب وهي "كركوك ذي هوية انسانية.. كركوك مدينة لساكنيها". وتشترط ان تكون الحكومة المحلية في كركوك حكومة غير قومية وعلمانية، ويذهب قسم من ريع نفطها الى القضاء على البطالة وتوفير الخدمات ورفع رفاهية سكان المدينة.

وفي الجانب الاخر النضال ضد كل اشكال الشوفينية القومية بكل اشكالها، عن طريق تشكيل جبهة انسانية في الجانبين العراق وكردستان.

تأسيس جبهة اممية عالمية للدفاع عن نتائج الاستفتاء وحق جماهير كردستان في تقرير مصيرها.