|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: أفنان القاسم |
أريد ملياري من قطر!
حطت الطائرة الخاصة بفرانك لانج في مطار الدوحة، وجاءت سيارة أميرية حتى سلم الطائرة لحمله إلى قصر الشيخة لوزة، زوجة شيخ قطر. وهو في الطريق، كان ينظر من النافذة المموه زجاجها للحقيقة، فيرى جِمالاً تسير على أرصفة ناطحات السحاب، وبدوًا يسوقون سيارات الفيراري والبوغاتي والرولس رويس. رأى المصلين خارج المساجد عراة، الرجال من جهة، والنساء من جهة. مدينة فاحشة كانت الدوحة، مخلة بالحياء، للوراعة فيها رائحة الدعارة. وكانت تصل إلى الأذن، من ناحية البحر، صرخات أناس تقضم أجسادهم أسماك القرش. لم يكن يبدو على السائق أنه يسمع شيئًا، كان مكفنًا بكوفيته البيضاء وثوبه الأبيض. كان كل شيء في الدوحة مكفنًا بالأبيض، كل شيء حي، وكانت أضخم المراكز التجارية في العالم تبدو كالمقابر. قطب رجل التحري الخاص السابق، وفكر في أبولين دوفيل، ماذا كانت ستقول لو لم تزل على قيد الحياة؟ يلعن دين، فرانك. كانت السيارة الرسمية تخترق به الواقع، وكأنه كابوس من الكوابيس، على عكس ما اعتاد المرء عليه. كل ذلك بإرادة النقود، قال فرانك لانج لنفسه، لم يقل بإرادة الذهب الأسود، فالذهب الأسود بعد أن يتحول إلى نقود يصبح شيئًا آخر، وما كان يراه فرانك لانح هو هذا الشيء الآخر. كأثرى الواجهات في العالم. شانيل وإيف-سان لوران وكارتييه. هذا الشيء الآخر الفاحش على طريقته. كأكبر البنوك في العالم. كأهم الشركات في العالم. كأضخم الوكالات في العالم. كأعظم المؤسسات في العالم. كأرقى الجمعيات في العالم. كأرفع النوادي في العالم. كأندر البارات في العالم. كأفرد الملاهي في العالم. كأحمم الكرخانات في العالم. ككل أفعل تفضيل لهذا الشيء الآخر في العالم. رفع فرانك لانج رأسه إلى إعلانات دعائية عملاقة، وقرأ: لعبة الموت. خيول تعدو، وملء أعينها الرعب، وسيارات تطارد الخيول، ورمال تتهدم أعمدتها الرافعة للكون.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |