المجتمع المدني في الايديولوجية الألمانية


نايف سلوم
الحوار المتمدن - العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:24
المحور: المجتمع المدني     


إن معنى الكلمة الضيق يَنْسخ معناها الواسع ، لكنه لا يشطبه، لا يرمي به في البحر ليبقى المعنى الضيق من دون محتوى، أي ليبقى فارغاً .
فعبارة: الكلب حيوان ، مؤلفة من كلمتين: "الكلب" كنوع أضيق من "الحيوان" كجنس، الجنس يشتمل على عدة أنواع.
لكننا عندما نقول: الكلب حيوان، يحضر إلى الذهن الكلب كنوع محدد من الجنس الحيواني.
هكذا نصل إلى أن معنى الكلمة الضيق [يَنْسخ] معناها الواسع.(2)
فمعنى كلمة "مدني" civil أوسع على امتداد التاريخ البشري من معنى كلمة "بورجوازي" (Burgerliche). وهكذا تنسخ كلمة "بورجوازيّ" كلمة "مدنيّ"، والنسخ هنا "التبدُّل والرّفع والإزالة" (3) والإزالة هنا أيضاً لا تعني الحذف الفارغ من المحتوى القديم، بل هي النفي أو التجاوز الهيغلي؛ " فلكلمة تجاوز aufheben معنيان إنها تعني الاحتفاظ وتعني الإنهاء" (4)؛ تجاوز مع احتفاظ بما هو إيجابي في الآخر، هذا التجاوز الهيغلي أو النسخ ليس فارغاً إذاً، بل هو مليء بالمحتوى. أي أن المجتمع "البورجوازي" يحفظ ويحوي بشكل خفي (غير حاضر) مفهوم المجتمع المدني مع هيمنة جديدة (صفة مسيطرة جديدة) ألا وهي هذا التحرر من المراتبية الاجتماعية ومن الامتيازات الدينية والعسكرية-الإقطاعية. فهو المجتمع البورجوازي، كما ظهر في أوربا في القرن الثامن عشر، مجتمع مدني وقد تحررت علاقات الملكية فيه وتملصت "من الجماعة القديمة والوسيطة"(5).
مع تقدم مشروع البروليتاريا التحرري اعتباراً من ثورة 1848 في فرنسا، ومع الإصلاحات البورجوازية كرد فعل تجاه ذلك التقدم. بدا وكأن "المجتمع المدني" غير كاف كمفهوم للتعبير عن طبيعة الأوضاع المتحركة" خاصة مع المرحلة الإمبريالية التي تغدو فيها البورجوازية كطبقة عالمية "رجعية في الإيديولوجيا و السياسة على طول الخط" (6) ومع انحطاط هذه البورجوازية كطبقة عالمية، ومع تقهقر جذريتها، وبداية التهامها للمكاسب التي حققتها عبر تاريخ صعودها.
ومع الانحطاط الذي أصاب بروفا البروليتاريا ومشروعها التحرري التاريخي خاصة مع انفجار أزمة النظام السوفيتي في روسيا منتصف الثمانينات من القرن العشرين ومع العودة التعزيميّة للفكرة الدينية وأملها بتجديد أمجادها العتيقة ، بتنا نلاحظ هذه العودة "الجماعية" للنخب العربية المثقفة إلى فكرة "المجتمع المدني" بديلاً عن "المجتمع البورجوازيّ" . هكذا ظهر الانشغال الواضح بهذا المفهوم عند هؤلاء المثقفين.
لقد بات "المجتمع المدني" الخالص (المجتمع البورجوازي)، الخالص من الامتياز الديني والعسكري-الإقطاعي والإقطاعي المراتبيّ والطائفي والفئوي، بات هدفاً، بل مثلاً أعلى للنخب العربية المثقفة.
بهذه الطريقة يمكن فهم ظهورات المفهوم في حركته المتولدة من الحركة التاريخية الأساس والأشمل: صعود البورجوازية الأوربية وانحطاطها اللاحق اعتباراً من عام 1848 كطبقة عالمية : "يمكن القول بوجه عام أن انحدار الأيديولوجيا البورجوازية ينبثق من نهاية ثورة 1848 . من بعد ذلك لم تنتج البورجوازية أي شيء موجه نحو المستقبل"(7). لم يعد من بعد ذلك لدى البورجوازية أي مشروع تحرري إنساني بالرغم من التقدم التقني المثابر (8)
والنتيجة، لم تعد البورجوازية قادرة على إنجاز "مجتمع مدني- بورجوازي"، أي مجتمع خالص من الروابط الوسيطة والقديمة، خاصة في أطراف النظام الرأسمالي العالمي.
عادة ما يطرح "المجتمع المدني" الخالص (البورجوازي) على أنه مجتمع "المساواة للجميع: "المادة رقم 5. المساواة مكونة من أن القانون واحد للجميع، سواء كان يحمي أو يقاصص من جهة واحدة وعلى أنه مجتمع حق الحرية الذي هو "حق الملكية الخاصة" (9) ذلك أن التطبيق العملي لحق الحرية هو حق الملكية الخاصة ولكن ما الذي يكوِّن هذا الحق الأخير؟
"إن حق الملكية هو الحق الذي يملكه كل مواطن في التمتع والتصرف كما يشاء بأملاكه وأمواله ودخوله وثمرة عمله وصناعته (نشاطه، إنتاجه) "دستور 1793،المادة 16) (10)
"إنه حق الأنانية. هذه الحرية الفردية، مع تطبيقها، هي ما يشكل قاعدة المجتمع البورجوازي. إنها تجعل كل إنسان يرى في إنسان آخر لا تحقيق بل تحديد حريته"(11)
لم يعد بمقدور البورجوازية كطبقة عالمية إنجاز هذا "المجتمع المدني" الخالص أو البورجوازي، خاصة في أطراف النظام الرأسمالي العالمي ، بل بات يعتبر من المهام الديمقراطية الكبرى للاشتراكية الماركسية. وهو ما عبّرنا عنه بـ "انفصال الديمقراطية عن الليبرالية".(12)
"لقد ظهرت عبارة المجتمع المدني في القرن الثامن عشر حالما تملصت علاقات الملكية من الجماعة القديمة والوسيطة. إن المجتمع المدني بصفته هذه (متحرراً من الامتيازات الإقطاعية والدينية ومن الروابط العشائرية القديمة) لا يتطور إلا مع البورجوازية " (13).
بالنسبة للبورجوازية في أطراف النظام الرأسمالي العالمي ، يمكن إعادة صياغة العبارة السابقة الذكر كالتالي: "إن المجتمع المدني بصفته هذه لا يمكنه أن يتطور إلا مع البروليتاريا ومشروعها الديمقراطي الاشتراكي. يقول الياس مرقص : "تاريخ الإنسان ،اليوم، يتخطى كثيراً مهمة تكوين واتمام المجتمع المدني . أو بالأصح يتجاوزها بالمعنى الهيغلي للكلمة: يبقيها ويحذفها ويتخطاها بآن [وأنا أقول يبدلها ويرفعها و يزيلها أي ينسخها بالمعنى المتقدم ] ويضيف مرقص : في حيثيات عدة ، المجتمع الغربي منتكس عن المجتمع المدني- البورجوازي السابق : الجانب التذرري والانخلاعي يغلب أكثر فأكثر ، ويحمل توتاليتاريات [استبداداً] جديدة وقديمة . العالم الاجتماعي الإمبريالي مأزوم . التاريخ يطلب التجاوز ، الانعطاف الأكبر " (14)
هذا المجتمع الذي راح يتخلص من المرتبة الاجتماعية ، والطوائف الحرفية، والامتيازات الإقطاعية والدينية والعسكرية ومن الروابط القديمة (العشيرة) خزّن سلبياً (سلب وجود هذه العلاقات والروابط) في رابطة واحدة، وشكل أوحد للقيم، ألا وهو النقود كأعم شكل فعلي للملكية الخاصة الرأسمالية . هذا المجتمع المدني بات اسمه المجتمع البورجوازي كآخر شكل للمجتمع المدني.
"إن النقود تجعل كل شكل للتعامل (المعاشرة) والتعامل نفسه شيئاً صدفياً بالنسبة للأفراد"(15) فمن طبيعة النقود أن تجعل أية رابطة بين الأفراد تظهر الجانب المُشيأ في هذه العلاقة وتترك له السيطرة. يكتب ماركس في كتابه "الأيديولوجية الألمانية" محدداً المجتمع المدني :
"ومهما يكن من أمر فإن التنظيم الاجتماعي المشتق بصورة مباشرة من الإنتاج والتعامل والذي يشكل في جميع الأزمان أساس الدولة، وكل البقية الباقية من البنية الفوقية المثالية قد سمي على الدوام بهذا الاسم نفسه" (16).
إن المجتمع المدني يشتمل على مجمل علاقات الأفراد المادية ضمن مرحلة معينة لتطور القوى الإنتاجية. إنه يشتمل على مجمل الحياة التجارية والصناعية لمرحلة معينة وبذلك يتعالى على الدولة والأمة، بالرغم من أنه يتوجب عليه، من الجانب الآخر أيضاً ، أن يؤكد نفسه في علاقاته الخارجية بوصه أمة، وأن ينظم ذاته في الداخل بوصفه دولة"(17)
هكذا تكون دراسة "المجتمع المدني" في مراحله المتنوعة، على اعتباره أساس التاريخ برمته، الأمر الذي يستقيم في إظهار هذا المجتمع في عمله من حيث هو دولة، وكذلك في تفسير جميع المنتجات النظرية وأشكال الوعي المختلفة من دين وفلسفة وأخلاق، بواسطته، ورسم أصوله ونموه انطلاقاً من هذه المنتجات، وبهذه الطريقة يمكن بكل تأكيد وصف الأمر بأسره، في كليته وبالتالي دراسة الفعل المتبادل لجوانبه المتعددة. (18)
إذاً، المجتمع المدني هو مجمل علاقات الأفراد المادية ضمن مرحلة معينة لتطور القوى الإنتاجية. و هو ما تطور بحثه لاحقاً في كتاب رأس المال ليخلع عليه ماركس اسم "علاقات الإنتاج الاجتماعية- الاقتصادية "
إن هذا المجتمع مشتمل على جانبين حاسمين:
1-علاقات اجتماعية: أي علاقات الملكية الخاصة أو شكل الملكية الخاصة المهيمن ضمن مرحلة معينة. هذه الهيمنة لشكل محدد من الملكية الخاصة وبالتالي التبادل والتداول هو ما نسميه أسلوب أو نمط إنتاج معين. وهو مراحل عقدية لتطور القوى الإنتاجية، لدرجة من درجات تراكم الثروة وتقسيم العمل.
مع التطور المتنامي للقوى الإنتاجية تدخل هذه القوى في تناقض مع هذا النمط أو الأسلوب للإنتاج، أي تدخل في تناقض مع هذا الشكل المحدد للملكية الخاصة، بكلام آخر: تدخل في تناقض مع شكل توزيع شروط (وسائل) العمل ومع تقسيم العمل المشروط أصلاً بهذا الشكل للملكية الخاصة المهيمن (أسلوب إقطاعي..بورجوازيّ..آسيويّ الخ..).
2-علاقات اقتصادية بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة أي علاقات التبادل والتداول المشروطة بدورها بأسلوب الإنتاج المهيمن وشكل تقسيم العمل وشروطه.
وهذا مخطط للمجتمع المدني على العموم:
أولاً :
- علاقات اقتصادية // قانون القيمة (المساواة في السوق - البيع والشراء) التبادل والتداول .
- علاقات اجتماعية // قانون فضل القيمة، اللامساواة في العمق بين من يملك وسائل الإنتاج المادية ومن هو محروم من هذه الملكية (الاستغلال). شكل الملكية الخاصة المهيمن (شكل تقسيم العمل وتوزيع شوط العمل (توزيع وسائله)) وتمظهرات ذلك في العلاقات القومية والعلاقات الدولية (التفاوت بين الأمم)

- التمظهر الخارجي : (الأمة) أو القومية ،الإيديولوجيات (دين، فلسفة، أخلاق...)
- تنظيم ذاته في الداخل: الدولة؛ العنف المنظم للطبقة المسيطرة ؛ تنظيم الهيمنة والسيطرة للطبقة الحاكمة في سبيل تأبيد هذه السيطرة. والتنظيم الدولي أو التقسيم الدولي للعمل للابقاء على التفاوت .
ثانياً:
- اتجاه تطور القوى الإنتاجية.
(عندما يدخل تطور هذه القوى في تعارض شديد مع أسلوب الإنتاج (شكل الملكية الخاصة المهيمن) تتحول هذه القوى من إنتاجية إلى قوى هدامة وندخل عصر الثورات).

لقد تمت أول صياغة نظرية لهذا المجتمع (تسميته بهذا الاسم) في القرن الثامن عشر، إنه أول وعي للأفراد لعلاقاتهم الاجتماعية – الاقتصادية الجديدة. يقول هبرماس: "إن العتبة التاريخية التي تقع حوالي 1500 لم يتم إدراكها كتحديد [نظري] إلا في القرن الثامن عشر"(19)
"لقد كان القرن الثامن عشر قرن التجارة"(20) إنه قرن هيمنة رأس المال التجاري البورجوازي. لكننا يجب أن نلاحظ إلى أن وجود "المانيفاكتورة" و الفبارك إلى جانب تجارة متوسعة بفعل الاكتشافات الجغرافية (اكتشاف أميركا والطرق البحرية حول إفريقيا) والاكتشافات العلمية الجديدة (ميكانيكا نيوتن) هو الذي خلق الأرض الخصبة لصعود رأس المال الصناعي (الصناعة الكبيرة والسوق العالمية (تعميم المزاحمة)، وبالتالي صعود البورجوازية الصناعية الحديثة في أوربا كطبقة عالمية.
إن التفاوت في توزيع الثروة العالمي (شكل تقسيم وسائل العمل الدولي وتقسيم العمل الدولي (الأدوات والفعالية) قائم أساساً على هذا التفاوت في توزيع الثروة (تقسيم وسائل العمل ونتيجته ونوع الفعالية الفردية) على أساس قومي (وطني/ محلي). فالمجتمع البورجوازي الذي يقوم جوهرياً على الملكية البورجوازية الخاصة وما ينتج عنها من علاقات تبادل وتداول مشروط أساساً بهذا الشكل لتوزيع وسائل العمل وتوزيع منتوجه (العمل المتراكم أو الميت) على أساس قومي ودولي.
فهناك أصحاب الملكية الخاصة يقابلهم أصحاب العمل الفعلي، المحرومون من الملكية والثروة (الحي في خدمة الميت).
إن هذا المجتمع المدني البورجوازي مجبر على التعبير عن نفسه خارجياً على شكل جماعة متعاونة ومتساوية في الحقوق والواجبات وفي التملك (مع أن التعاون الوحيد بين هؤلاء الأفراد هو الاعتماد القسري المتبادل على بعضهم البعض بفعل تقسيم قسري للعمل).
بهذا الشكل تظهر هوية هذا المجتمع المدني على شكل قومية أو أمة! هذا من جهة واحدة.
لكنه (المجتمع المدني) مجبر في الداخل (كما في حروبه الخارجية) على قمع خصومه وإخضاعهم بواسطة هذا التعبير التجريدي والعام عن سيطرة الطبقة اجتماعياً وسياسياً. وهذا التعبير التجريدي يسمى الدولة.
الدولة: هذا العنف المنظم للطبقة المسيطرة ضد خصومها الداخليين والخارجيين، بهذه الدولة (السيطرة عبر الأجهزة) تدافع الطبقة المسيطرة عن امتيازاتها ووضعها الاجتماعي ، وذلك لتكريس شكل الملكية الاجتماعية السائد (الملكية الخاصة).
إن انحطاط التجربة السوفيتية المصابة بالمرض البيروقراطي جعل من هذا المجتمع المدني (البورجوازي) burgerliche Gesell shaft مثلاً أعلى للنخب العربية المثقفة على طريقة المثل القائل "الجوع أمهر الطباخين".
والمفارقة أن دعاة "مجتمع مدني" "نظيف" من بقايا الماضي ما قبل الرأسمالي يقعون في وهم أن البورجوازية مع انحطاطها في عصرها الإمبريالي ، ومع تعميقها للتطور اللامتكافئ داخلياً وخارجياً (21) قادرة في (نظرهم) على إنجاز هذا الشكل الصافي من المجتمع المدني (البورجوازي) ، حتى في أطراف نظامها الرأسمالي. في حين أن هذا المجتمع المدني (البورجوازي) الموعود لم يظهر أصلاً إلا في فترات اندفاع وشباب البورجوازية (زمن صعودها).
هكذا، مع انحطاط البورجوازية كطبقة عالمية، ومع ظهور رجعيتها السياسية على طول الخط (العصر الإمبريالي) أو ملكية رأس المال المالي، راح تطور القوى الإنتاجية في الصناعة الكبيرة والتقنية يدخل في تناقض مهيمن بين شكل الملكية الخاصة البورجوازي (ملكية رأس المال الصناعي والمالي) كآخر شكل للملكية الخاصة) وبين تطور القوى الإنتاجية والصناعة الكبيرة.(22) بين تنامي الطابع الاجتماعي للنتاج الرأسمالي وبين شكل الملكية الخاصة القائم
"إن التناقض بين أداة العمل والملكية الخاصة (كملكية خاصة بغض النظر عن شكلها) ليس سوى نتاج هذه (الصناعة الكبيرة)" . هكذا لا يكون القضاء على الملكية الخاصة من حيث الجوهر (كملكية خاصة) ممكناً إلا مع هذا التطور الكبير للصناعة الكبيرة. وهذا ما يذكرنا بعبارة برتولد بريشت النافذة "من أن الجذري ليس الاشتراكية وإنما هي الرأسمالية"




مراجع1:

1)ماركس-انجلز "الأيديولوجية الألمانية" ترجمة د.فؤاد أيوب.دار دمشق (1976).
2) باور-ماركس "حول المسألة اليهودية". ترجمة الياس مرقص. دار الحقيقة –من دون تاريخ. ص(11)
3- الشريف علي بن محمد الجرجاني "كتاب التعريفات" دار الكتب العلمية بيروت ط 1995 ص 240 . وجاء في الكتاب : نسخت الشمس الظل أزالته.
4) هنري لوفيفر "المنطق الجدلي " ترجمة ابراهيم فتحي دار الفكر المعاصر القاهرة ط1 1978 ص 19 .
الرفع Aufhebung التي تنطوي عند هيغل على معنى النفي والاثباتفي آن واحد .. وقد اخترنا كلمة الرفع ، والكلام لـ فالح عبد الجبار، لأنها تتضمن معنى إزالة الشيء ، ومعنى الارتقاء به إلى أعلى. [المقدمات الكلاسيكية لمفهوم الاغتراب ص91 ]
5- "الأيديولوجية الألمانية-مرجع سابق. ص(85).
6- يكتب لينين: "الإمبريالية هي عهد الرأسمالي المالي والاحتكارات التي تحمل في كل مكان النزعة إلى السيطرة، لا إلى الحرية، ونتائج هذه النزعة هي الرجعية على طول الخط في ظل جميع النظم السياسية" ص(164) من كتاب لينين: "الإمبريالية.." دار التقدم من دون تاريخ.
7) جورج لوكاش "تحطيم العقل" الجزء الثاني (شوبنهاور-كيركيغارد-نيتشه).ترجمة الياس مرقص. دار الحقيقة –الطبعة الأولى (1981-ص(93) أيضاً راجع كتابنا
8) د. نايف سلوم "مابعد الحداثة" مقالة "انحطاط الروح البورجوازية" دار التوحيدي 1998
9) "حول المسألة اليهودية-مرجع سابق ص(19).
10) "حول المسألة اليهودية-مرجع سابق ص(191).
11) "حول المسألة اليهودية-مرجع سابق ص(191).
12) د.نايف سلوم "في انفصال المهام الديمقراطية عن الليبرالية" منشور على موقع رزكار الالكتروني
13 الأيديولوجية ..مرجع سابق ص(85)
14) الياس مرقص "المذهب الجدلي والمذهب الوضعي" دار بي الطبعة الأولى 1991 ص23
15) كارل ماركس-فريدريك انجلز "منتخبات في 15 مجلداً. المجلد -1-ترجمة الياس شاهين-دار التقدم 1988. ص(183)
(الفصل الأول من الأيديولوجية الألمانية).
16) الأيديولوجية ...مرجع سابق ص(85).
17) الأيديولوجية ...مرجع سابق ص(85).
18) الأيديولوجية ...مرجع سابق ص(49-50).
-صياغة أخرى في المخطوطة: "في تفسير المجتمع المدني في أدواره المختلفة وفي انعكاسه العملي-المثالي. (الدولة وكذلك جميع المنتجات المختلفة وأشكال الوعي من دين وفلسفة وأخلاق..الخ) هامش ص(50) من الأيديولوجية الألمانية")
19- هبرماس: "القول الفلسفي للحداثة" ترجمة د.فاطمة الجيوشي-وزارة الثقافة-دمشق 1995. ص(14).
20) الأيديولوجية ...مرجع سابق ص(70).
21) راجع كتاب لينين "الإمبريالية.." ص(127) وكتاب ج.م.ألبرتيني "التنمية والتخلف في العالم الثالث."الطبعة الثالثة (1980). دار الحقيقة .ص (15).
22) الأيديولوجية ...مرجع سابق ص(61).

هوامش المجتمع المدني

*مََدَنَ: أقام..ومنه المدينة للحِصن..الجمع: مدائِن ومُدُن ومُدْن..
ومَدَن: أتاها (أي المدينة). والمدينة الأَمَة (مدينة:امرأة).
ومَدَّن المدائن تَمْديناً: مَصَّرها. ومَدْيَن: قرية النبيّ شُعَيْب..
مَدَنيّ: نسبة إلى مدينة النبي محمد (يثرب)، وإلى مدينة المنصور وأصفهان، وغيرهما.
مديِنِيّ أو الإنسان: مَدَنيّ..
والمدائن: مدينة كِسرى قرب بغداد، سميت (هكذا) لكبرها.. ومنها الميدان .
وتَمَدْيَن: تنعَّم "القاموس المحيط –ص1592"
*التَمْصير: التقليل وقطع العطية قليلاً قليلاً..والمُصَارة بالضم: المَوْضع تُمْصرُ فيه الخيل (تُحْصَر).
والمِصْر: الحاجز بين الشيئين، كالماصِر، والحَدُّ بين الأرضين..
ومَصَّروا المكان تمصيراً: جعلوه مِصْراً فتمصَّر.
ومَصْر: المدينة المعروفة...
والمِصْران: الكوفة والبِصْرة..
واشترى الدار بمصورها: بحدودها...وإبلٌ متمصِّرة: متفرقة. "القاموس المحيط.ص(312)"
______________
تعليق (1): المدينة: الإقامة والتحضُّر والاستقرار، ومنها الحضارة والمجتمع المدني والدولة.
المِصْر: الحدود، حدود المدينة (ظهور الزراعة وملكية الأرض) ، وتشير أيضاً، إلى تأهيل الخيل وتدجينها.
Civique، تربية (تأهيل)،
Civil: مَدَنيّ، مَدَنيّ-أهليّ.. "بورجوازيّ".
لغوياً:
Civil هي 1) صفة المدني، لا العسكري ولا الديني والكنسي، وهي (اسم) "السيفيل" أي من ليس جندياً أو رجل دين (قارن مع الامتيازات الدينية والعسكرية الإقطاعية..)
2)الحقوق المدنية هي حقوق الأشخاص في حياتهم الخاصة، بالتقابل مع حقوقهم السياسية (حياتهم العامة)،
3) ما يتصل بعلاقات الأفراد فيما بينهم: مثلاً "القانون المدني" والقانون الجزائي.
4) etat-civil هو الحالة المدنية أو الأهلية، "النفوس" ، ميلاد، زواج (أربع حالات:عازب، متزوج، أرمل، مطلق)، وفاة.
5) مهذَّب، مُتَمدِّن.
6) civique أقرب إلى فكرة الدولة والوطن والمواطن السياسية.
هو الولاء للوطن: civism- خائن:incivique
الكلمتان (civique,civil) من مصدر لاتيني واحد: يعني ابن المدينة، المدينيّ، المواطن (civil) و civitas هي المدينة (cite)، و"المدينة الفاضلة" هي المجتمع الفاضل.
عناوين أخرى شهيرة: "مدينة الله، "مدينة الشمس".."المدينة القديمة" من وضع الياس مرقص ، هوامش "حول المسألة اليهودية". هامش ص(169)
"المدينة-الدولة"، دولة المدينة city-state (كأثينا القديمة) (المورد 1991.ص(180).
*دِينَ الملك فهو مَدِين إذا دان له الناس، ولا يقال من الدَّين دِينَ فهو مَدِين إذا كثر الدين عليه.
"أدب الكاتب. ص(416).
*الدِّينة: الذُّل والداء والحساب، والقهر والغلبة، والاستعلاء والسلطان والمُلْك والحكم..والتدبير والتوحيد والمِلَّة والإكراه (الدِّينة من الدِّين".) "القاموس المحيط ص 1546"
____________
تعليق (2): الدِّينة : الدولة والسلطة والإكراه والإيديولوجيا.
*الدَّولة: انقلاب الزمان. ودواليك: مداولة على الأمر..والدَّاَلة: الشُهْرة.. ودال بطنه: استرخى كاندال..
وجاء بُدلاه وتولاه: (جاء) بالدواهي.
والإِدالة: الغَلَبَة..ودالت الأيام: دارت. والدَّول: انقلاب الدهر من حال إلى حال. "القاموس المحيط ص1293"
*"وإذا أردنا أن نهلك قرية أَمَرْنا مترفيها ففسقوا فيها فحقَّ عليها القول فدمّرناها تدميرا" (الإسراء/16)
أَمرْنا: أي كَثّرنا. وأَمِرَ المال وغيره يأمَر أَمَرَةً وأَمرَّاً إذا كثر ... آَمرنا مترفيها أي كَثَّرنا ..
"كتاب الآمالي" ص(103) لـ أبي علي القالي الجزء الأول.
*قرية الأنصار: يثرب أو المدينة."معجم الرائد (1172)"
*المِصْر: المدينة.
"..قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مِصْراً فإن لكم ما سألتم". (البقرة/16/). فلبث سنين في أهل مَدْين" (طه/40)
"ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مَدْين" (التوبة/70)
"ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها".القصص/15
"وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مَرَدوا على النفاق" (التوبة /101/)
"ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله" (التوبة/120)
_____
تعليق (3): أهل المدينة ، أصحاب المدينة: أي سكانها ومالكيها مع أرضها (ملكية الأرض، الزراعة والتحضُّر والاستقرار، والحدود المعروفة).
لاحظ، أهل المدينة هم الحَضَر مقابل الأعراب (البدو الرُحَّل)
الأعراب ليس لديهم حدود ولا ملكية أرض ولا موطن ثابت. تحول يثرب من قرية إلى مدينة مع بداية تشكل دولة الاسلام فيها على أثر هجرة النبي محمد إليها. لقد حولتها سلطة الدولة الجديدة. راجع رضوان السيد "مفهوم الجماعات في الاسلام" وخليل عبد الكريم "قريش من القبيلة إلى الدولة".
ذكرت كلمة مدينة أو المدينة أربع عشرة مرة في القرآن ، والمدائن ثلاث مرات، ومدين عشر مرات. وذكرت قرية أو القرية ثلاث وثلاثون مرة ، وقريتك مرة واحدة ، وقريتكم مرتين وقريتنا مرة واحدة ، والقريتين مرة واحدة ، والقرى تسع عشرة مرة .
*البورجوازي": عضو المجتمع (المجتمع =المجتمع المدنيّ أو البورجوازيّ)، انفصال وتعارض المجتمع والدولة.
المجتمع المدني والدولة السياسية، المحتوى والشكل، (الانشطار الدنيوي اللادينيّ بين الدولة السياسية والمجتمع المدني") "حول المسألة اليهودية ص(180) "حقوق الإنسان" و"حقوق المواطن"
"citoyen" تعني في نص ماركس بالفرنسية: "المواطن"=عضو الدولة و البورجوازي"= عضو المجتمع المدني أو البورجوازي. "حول المسألة اليهودية ص(180)"
Citizen: (1) المدينيّ : أحد سكان المدن، (2) المواطن؛ عضو في دولة (3) المَدَنيّ: من ليس بشرطيّ أو جنديّ. المورد ص 180 . لاحظ أيها القارئ أن الكلمة الفرنسية citoyen تعطي المعنيين الخاص والعام ؛ أي تشير إلى البورجوازي المديني الذي يعمل لمصلحته الأنانية الخاصة(الإنسان) من جهة ، وإلى المواطن المشتغل في الحقل السياسي العام . أي إلى الإنسان والمواطن
مراجع 2:
1) "القاموس المحيط" الفيروز آبادي. الطبعة الخامسة 1996. مؤسسة الرسالة.
2) باور – ماركس "حول المسألة اليهودية" ترجمة الياس مرقص. دار الحقيقة ، من دون تاريخ.
3) "أدب الكاتب" ، ابن قتيبة .مؤسسة الرسالة. الطبعة الثانية 1985.
4) "المورد" منير البعلبكي، دار العلم للملايين 1991.
5) معجم الرائد. جبران مسعود، 1965-دار العلم للملايين-بيروت.
6) كتاب الأمالي تأليف أبي علي اسماعيل بن القاسم القالي البغداديّ الطبعة الأولى دار الكتب العلمية 1996