رائف بدوي كلمات خيالية


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 19:24
المحور: الادب والفن     

عندما

يرفضُ النايُ البكاء، فهذا يعني أنَّ الحريةَ لم تعدْ تَعْرِفُ الحزنَ على رائف بدوي، وأنَّ زِنزانتَهُ لم تعدْ تُصِرُّ عليهِ النومَ في أحضانِها.

عندما

يرفضُ الطائرُ الفضاء، فهذا يعني أنَّ السماءَ لم تعدْ تُغطي بالغيمِ رائف بدوي، وأنَّ ذراعَهُ لم تعدْ شيئًا آخرَ غيرَ البرقِ في أنامِلِها.

عندما

يرفضُ الكأسُ كلَّ شيءٍ غيرَ الماء، فهذا يعني أنَّ الشِّفاهَ لم تعدْ تظمأُ الظمأَ الذي لم يَرْوِهِ رائف بدوي، وأنَّ قُبُلاتِهِ لم تعدْ بجفافِ بئرٍ في بَيْدائِها.

عندما

يرفضُ السوطُ العَناء، فهذا يعني أنَّ الظلالَ لم تعدْ تَخْضَعُ لإرادةٍ أخرى مِنْ غيرِ إرادةِ رائف بدوي، وأنَّ شمسَهُ لم تعدْ بسوادِ الذَّهَبِ في نهارِها.

عندما

يرفضُ الجلادُ الدماء، فهذا يعني أنَّ النِّرْجِسَ والياسَمِينَ والفُلَّ الأحمَرَ لم تعدْ بيضاءَ ولا خضراءَ في حديقةِ رائف بدوي، وأنَّ وُرُوُدَهُ لم تعدْ تضحكُ من أشواكِها.

عندما

يرفضُ المَلِكُ الانحناء، فهذا يعني أنَّ العروشَ لم تَعُدِ العروشَ ومليكُها رائف بدوي، وأنَّ جلالتَهُ صاحبٌ لنا نحنُ البسطاءُ في صَرْحِهِ لا في قُصُورِها.

كيف

إذن لا يكونُ رائف بدوي مليكَ القلوب؟

كيف

إذن لا يكونُ رائف بدوي قهقهةَ الحدائق؟

كيف

إذن لا يكونُ رائف بدوي حريرَ السوط؟

كيف

إذن لا يكونُ رائف بدوي ماسَ الكأس؟

كيف

إذن لا يكونُ رائف بدوي جَناحَ الفكرة؟

كيف

إذن لا يكونُ رائف بدوي رَقْصَ الناي؟

ستحلِّقُ

النايُ جناحًا ويغدو الجناحُ كأسا

سيعتذرُ

السوطُ عنِ الأوجاع

وتبقى

الحدائقُ مورقةً في الشتاء

مورقةً

ستبقى الحدائقُ تحتَ المطر

وَمِنِ

المطرِ سنبني حُلْمَ العالم