إيران كلماتي الأخيرة


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5644 - 2017 / 9 / 19 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

نحن لن نكون فقط القاعدة السياسية العالمية

لفيدرالية الدول العربية ولكونفيدراليتنا مع إيران، نحن سنكون كذلك في السياسة العالمية طليعيين، وفي الثقافة العالمية، وفي التجارة العالمية، وفي أهم الأهم العلاقات العالمية. العلاقات العالمية: سنكون في كل مكان من نوادي "الجت ست" بكل أناقة سفرائنا، فالجت ست أقصر الطرق إلى ملء "كارنيه" كل واحد بصداقات الحكام الفعليين للعالم. التجارة العالمية: لما يمتلئ كارنيه علاقاتنا سيسهل علينا عمل صفقات تدر الأموال، فَهِم هذا بذكاء نادر ياسر عرفات، فنافس من هم الأدهى في العالم -الإسرائيليون- في أفريقيا، ذهب ونحاس وماس وحتى يورانيوم، وبسلطة المال الذي جاء به هذا التنافس الخلاق كان يدفع ميزانيات دول كدولة مالي، وكلامي هذا لا يأتي من فراغ، أخي المحامي أيمن كان الثاني في السفارة. الثقافة العالمية: ممثلونا وممثلاتنا كلهم مثقفون منهم الأفذاد، يكفي أن أذكر ممثلنا الفذ عبد الحسين سلمان في الفاتيكان، فهو بدراسته للمخطوطات العربية التي لا تعد ولا تحصى مع الحبر الأعظم ولدراسته سيؤسس مؤسسة للمؤسسة التي هي مؤسستنا، وقس على ذلك في كل سفاراتنا، فنكون شجرة المعرفة للمعرفة ولإيران.


السياسة العالمية:

أنا أكثر من يفهم كيفها السياسة في الغرب، "دواليبها"، الفريق الذي سيعمل معي، فريق متخصصين أفذاذ كذلك، سيقوم بشرح وعرض وتفنيد كل المسائل السياسية التي هي على علاقة بقضايا الشرق الأوسط واضعًا بعين الاعتبار مصلحة الغرب فبل مصلحتنا، هذه المصلحة التي هي القلب للغرب، لتكون المؤسسة العقل للغرب. على سبيل المثال الإرهاب، كملف عويص، والاستثمار، كملف يسيل له اللعاب، الوهابية، وبالتالي ضرورة إسقاط النظام السعودي، النفطية، وبالتالي ضرورة استغلال التعاون التكنولوجي، الكونفيدرالية، وبالتالي ضرورة إفهام الغرب أن إيران معنا مكسب سياسي للغرب ومكسب اقتصادي ومكسب حضاري وقوة سلام لا قوة عداء واعتداء... إلى آخره. ولتمرير كل هذا، إذ لا تكفي كتابة التقارير وإرسالها، سأذهب بسيارتي الفيراري -نعم الفيراري يا رب الأرباب! بالفيراري سأحيِّد الغرب وأحيِّد العالم فافهموها يا بشر العقلاء وغير العقلاء- سأذهب بسيارتي الفيراري لأقابل كل المسئولين، ابتداء من رئيس الجمهورية مرورًا برئيس الوزراء وليس انتهاء بهذا الوزير أو ذاك، وفي الفنادق الخاصة التي سأشتريها في باريس ولندن وواشنطن -نحن نقول شفافية إذن فلنقل على مسامع الجميع- سأقيم الحفلات التي ستنتهي دومًا بأقواس النار، والتي أدعو فيها أكبر رأس سياسي وأكبر رأس اقتصادي وأكبر رأس رأسمالي، وسأكون ليس صديقًا بل واحدًا منهم وفيهم.


طبعًا كل هذا يلزم أن يصاحبه "اختراق"

على مستوى العالم، فالعالم بشماله المتطور وجنوبه اللامتطور تحكمه آلية صنعتها أجهزة المخابرات والأجهزة الرأسمالية، آلية عمادها استراتيجية دعائية مهولة سنكون جواها في صميمها عندما ننتج رواياتي أفلامًا في هوليود، عندما نترجم كتبي إلى كل اللغات وننشرها ونوزعها في جميع مدن العالم، عندما تشدو البلابل بأشعاري، وتصفق الأيدي لمسرحياتي، عندما تعمل تلفزيونات الغرب من مسلسلاتي مسلسل "رعب" مثلاً أول، مسلسل "إرهابيون" مثلاً ثانيًا، مسلسلات لجمهور مشاهديهم. إذن الدخول في الاستراتيجية الدعائية الغربية ليس لبيع دشادش السعودية أو الأحجبة السوداء، الدخول إبداعي، يتعلق بالقيمة الإبداعية، ويبرهن على أن تلفزيوناتهم مسلسلاتها قمامة، على أن أدبهم العظيم وبعضه عظيم بالفعل ليس وحده عظيمًا، وكذلك عندنا، ليس هناك أفنان القاسم واحد أو اثنان أو ثلاثة، عندنا هناك أفذاذ شبان، الشيوخ كلهم سنلقي بهم في صناديق القمامة، سنذهب بشباننا إلى جوائز الأوسكار، سنشجعهم بجائزة تضاهي قيمتها المادية جائزة نوبل، لماذا جائزة نوبل هي نوبل؟ لقيمتها المادية، ريالات إيرانية كثيرة كثيرة.


بعد أن نكون جزءًا لا يتجزأ من ماكينتهم الدعائية

الإعلامية السياسية الاقتصادية الثقافية ماكينتهم الرأسمالية، بعد ذلك فقط، وكي ننجح في الخطوة الجبارة التالية، سنقوم بالترويج لإيران، ليس تزويقها، فالتزويق ليس من مبادئنا، الترويج اللي يستحق الترويج، الترويج غير المخادع، الترويج اللي ما بكذب، الترويج الصادق، فالغرب ليس غبيًا، الغرب ليس من الممكن الضحك عليه، الغرب قوة دعائية عالمية من ورائها أقوى الأجهزة، أجهزة تسحقك هي بترويجها ضدك، وكيلا تسحقنا في ملف الترويج الإيراني، على إيران أن تمهد لذلك، وتقوم بإجراءات في عقر دارها: تكنيس الشوارع والمكاتب من كل اللحى، فلا عبادة للحاكم، العبادة لله، روحاني وباقي الملالي الذين أحترمهم، يكفي أن يعرض التلفزيون الغربي صورهم، وعماماتهم تسحل عن جباههم، فيطعنوا المشاهد الغربي في خياله. وأنا، هنا، أطالب الحكام الإيرانيين بصورة جديدة دون عمامة ودون جبة ومع لحية خفيفة جميلة إن لم يشاؤوا حلقها، الصورة أهم الأهم. وبعد ذلك، أن يسمحوا باللامسموح للشبان والشابات، أن يبعثوا بالمعتقلين السياسيين عندنا، تحريرهم الأول، وبعد ذلك نبعثهم إلى بلدهم، تحريرهم الثاني، كل هذا ليس الآن، بعد عام من بدئنا...


أو بعد عامين ثلاثة أربعة خمسة عشرة

الملالي أحرار فيما يفعلون، سنتناقش أنا وهم، وسأقنعهم أو لا أقنعهم، هم أحرار. ومن طرفنا، هذا ليس تدخلاً في شئونهم، أنا أضعهم في الجو، وأوضح لهم ميكانزم لا يمكننا أن نحقق شيئًا دون الدخول فيه، دون لعب لعبته، دون أن نكون طرفًا في لعبته، دون أن يكون لنا دور في لعبته. يقال عن حق لا ممارسة صح بلا نظرية صح، وأنا أقول لا ممارسة صح بلا ممارسة صح، بمعنى ممارسة حسب شروط تُملى عليك، والشطارة كيف تحتويها... بعد كل ما عرضت وكل ما أوضحت كل ما اجترحت من معجزات تصب في مصلحتنا، مصلحة المصالح مصلحتنا، إن لم يقتنع الإيرانيون، فهم أحرار... أنا سأتغيب عن باريس ابتداء من 28 الشهر الجاري ولشهر، يمكننا أن نلتقي قبل هذا التاريخ في بيت بناتي، أو في لندن، كذلك في بيت بناتي.


إيميلي الذي تعرفونه:


[email protected]


وأن كنتم تعرفون تلفوني فتلفنوا!