العظماء معنا


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5641 - 2017 / 9 / 16 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الصراعات

لا بد من الصراعات، لن نضع حدًا لها، ولن نرى عالمنا تدور ماكينته دونها، وإلا كنا ساذجين وطوباويين. حقًا للصراعات وجه دميم، الحروب، الدماء، المجاعات، الأثداء المقطعة في الأحلام المرعبة، ولكن، كذلك، للصراعات وجه جميل، التكنولوجيا، الفيراري، الجيت سيت، الرغيف الفرنسي الذي اسمه "العصا"، وأحلام المراهقين. للصراعات وجهان إذن، وجهها الوحشي ووجهها الإنساني، ونحن نريد استغلال هذا الوجه، الوجه الإنساني، بعبقرية مشروعنا التنويري.

تخيلوا

هتلر وستالين وتشرشل وروزفلت أصدقاء، والصداقة مجردة دومًا من كل إيديولوجيا، لكانت الحرب العالمية الثانية لم تقع، ولكان لكل منهم حصته من تورتة العالم، لا كما هو مرسوم في برنامج كل منهم، لا كما تمليه على كل واحد منهم إيديولوجياه، لكن حتمًا لكان كل واحد منهم راضيًا، وَلَنَقَلَ كل واحد منهم الصراع بينه وبين الآخر إلى مستوى أعلى من مستويات التطور، وفي أسوأ الأحوال لكانت الحرب العالمية الثانية خفيفة الوطأة، محدودة، قليلة، وعذابات البشر بكثير أقل. وقس على ذلك الكثير من الأمثلة، غاندي والملك جورج الخامس، هوشي منه وكنيدي، عرفات وبن غوريون. كلنا على علم بالبنيتين الفكرية والتحتية، تواشجهما، امتداداتهما، تداخلهما، جدلهما، وأبدًا عندما تكون الصراعات إلا التناقض بينهما، وليس هذا فحسب بل التناقض في البنية الفكرية نفسها على حساب البنية التحتية، تدميرها، فكل المآسي التي تنتج عن هذا التدمير إنتاج للفكر، فكر نسميه الفكر الغلط الذي هو الإيديولوجيا.

من فهمنا العلمي هذا للصراعات الدائرة

سنستثمر الوجه الإنساني فيها على طريقتنا، فنحول أو نؤجل أو نقلل من تراجيديات زمننا، وذلك عندما نجعل من قوس قزح، مؤسستنا، فضاء للصداقة والسلم لكل عظماء العالم من سياسيين ومثقفين واقتصاديين، يخلعون فيه معاطفهم الإيديولوجية، ويعودون كما كانوا دومًا إنسانيين، لبعض الوقت على الأقل، الوقت الذي يلتقون فيه، ليس على غرار الجي 5 أو الجي 7 أو الجي ما لست أدري، حيث يأتي قادة الدول الأقوى في العالم بكل إيديولوجيا العداء لبعضهم وللعالم، ليناقشوا مصير دمار البشرية. ترامب وماكرو وميركل وبوتين وشي جينبنغ ليسوا في ثياب الحداد على المصالح والنفوذ، بل في ثيابهم العادية. طبعًا هؤلاء العظماء ليسوا أملنا البراغماتي، أملنا البراغماتي الرؤساء الذين لم يعودوا رؤساء، أوباما، ساركوزي، محمد خاتمي، لأنهم من خارج الحكم سيؤثرون، من خلالنا، على من هم في داخل الحكم. وكذلك العظماء الآخرون في ومن كل المجالات، ثقافة، اقتصاد، علم اجتماع، علم نفس، علم كيمياء، علم إنسان، إلى آخره إلى آخره إلى آخره، جوائز نوبل في المقدمة.

سنعطيهم مكافآت لجهدهم المثمر

مكافآت سخية، وسندخلهم أو نعيد إدخالهم في فضاء الإنسان.


آنساتُ "أفينيون"
تعالي معي لِنُقَطِّعَ الرسام
لِنُنْقِِذَهُ
لِنَمْنَعَهُ من الانتحار
بينَ سيقانِكُن
سيقانُكُنَّ الإجرام
لَذَّةُ العالمِ على حلمةٍ مُقَطَّعَةٍ إلى مُكَعَّبَيْنْ
لنجعلَ منهُ مجرمًا إنسانيَّا
على شاكلتِكُن

من قصيدتي "بيكاسو"