البديل التضامني في مواجهة الرأسمالية / مؤتمر عالمي في الأرجنتين حول الاقتصاد التضامني


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 23:58
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

في الايام 30 آب الماضي - 2 ايلول الجاري، استضافت الارجنتين اللقاءَ العالمي السادس للمصانع والمبادرات والعاملين في قطاع الاقتصاد التضامني.ويأتي انعقاد اللقاء بعد عشر سنوات من عقد اللقاء الأول، وشارك فيه هذه المرة قرابة 400 ناشط، يمثلون 25 بلدا، بضمنها الصين، المكسيك، جنوب افريقيا، والولايات المتحدة الامريكية. وتحت شعار "اقتصاد العاملات والعاملين"، ناقش الحضور مشاكل وممارسات واستراتيجيات الادارة الذاتية، فضلا عن الهدف السياسي المرجو من عملية التشبيك هذه، كبديل للرأسمالية.
وقد نظمت هذه اللقاءات، لأول مرة في عام 2007 من قبل قسم الفلسفة في جامعة بوينس آيرس، وأصبحت مكانا مركزيا لتبادل الخبرات بين المؤسسات والنقابات والناشطين في مجال الادارة الذاتية وقطاع اقتصاد التضامن. وانتج اللقاء عملية تشبيك عبر لقاءات مستمرة واتساع مضطرد. وجرت استضافة اللقاءات بشكل متناوب في بلدان العالم المختلفة. واكدت الوثيقة المطروحة للنقاش حرص المنظمين على تطوير هذا المنتدى باعتباره محطة لاجراء نقاش مفتوح حول انتاج بدائل للاقتصاد الراسمالي، والعمالة المؤقتة، والاستغلال، وانتاج الفقر.
وفي اطار اعمال اللقاء، الذي عقد في العاصمة بوينس ايرس ومدينة بيغوي، كانت هناك زيارات الى الشركات التي تعمل بالادارة الذاتية، وحلقات نقاش، ومجاميع عمل، وجلسات عامة مشتركة، جرت في اطارها، على سبيل المثال، مناقشة وتحليل للواقع السياسي والاقتصادي للرأسمالية العالمية اليوم. وتناولت التقارير االمطروحة والمناقشات مختلف المظاهر والخصائص الوطنية، مع نظرة خاصة الى المواقع التي تدار ذاتيا، والنضالات العمالية. وخصصت مجاميع عمل لمناقشة وضع النساء في مؤسسات الادارة الذاتية ودورهن في النضالات العمالية، تحدثت خلالها نساء من الصين حول مساهمتهن في النضالات النقابية، فيما تناولت الفرنسيات مساهماتهن في دعم العاملات في المصانع وفي النضالات العمالية. وأعربت نساء المكسيك عن قناعتهن بأنه لا يمكن إلغاء تقسيم العمل على أساس الجنس إلا إذا حاولت مؤسسات الادارة الذاتية القيام بذلك عمليا وبكامل الشفافية.
وكان هناك اتفاق عام في الجلسة العامة الأخيرة على ان اختيار بلدان أمريكا الجنوبية، ولا سيما الأرجنتين، مكانا لعقد اللقاء امر جيد، حيث شهدت الارجنتين عودة الى سياسات الليبرالية الجديدة، وخلال 18 شهرا من عمر حكومة اليمين المحافظ، جرى تعميق هشاشة ظروف العمل والاجور غير المستقرة. وبعد 12 عاما من حكم تحالف اليسار، اعاد انصار الليبرالية الجديدة الى الواجهة تصاعد التضخم، وعمليات تسريح العاملين، وظاهرة العمال الاجراء الذين يفتقدون الضمانات القانونية. وفي نفس الوقت يوجد في الارجنتين العديد من مواقع العمل في المدينة والريف التي تعتمد نهج الادارة الذاتية.
لقد عقدت جلسات اللقاء العامة في مصنع للملابس تحول الى نهج الادارة الذاتية في عام 2004 في اعقاب اعادة الهيكلة التي ارتبطت بازمة الارجنتين الاقتصادية المعروفة في عام 2001. ويعمل في المصنع 130 عاملة وعامل وفق مبدأ الاقتصاد التضامني والادارة الذاتية.
هذا وشددت جلسة اللقاء الختامية على ضرورة مواجهة حكومة الرئيس الارجنتيني ماكري، باعتماد بديل تضامني مشترك يحاول التركيز على الاحتياجات، ويكون عادلا اقتصاديا ويوفر ظروف عمل انسانية.