كوريا الديمقراطية والعقل الاستراتيجي الصيني

في حال تهديد كوريا الديمقراطية الولايات المتحدة بصواريخها، فان الصين ستقف على الحياد التام. ، وفي حال وجهت واشنطن وسيئول صواريخهما إلى كوريا الديمقراطية، ، فإن الصين سوف تفعل كل شيء لمنع ذلك. ه .هذا ما يقوله العقل الاستراتيجي الصيني في الوقت الذى شارف فيه " الصبر الاستراتيجي " الأمريكي مع كوريا الديمقراطية على النفاد .
خلال الحرب الكورية الأمريكية 50/53 التى راح ضحيتها 3 ملايين انسان وقفت الصين الشعبية الى جانب كوريا الديمقراطية وارسلت آلافا من الجنود والمتطوعين ومن بين من سقطوا دفاعا عن كوريا ابن الرئيس الصيني ماوتسي تونغ وبقي ملف الحرب الكورية مفتوحا حتى الآن واقترب من أن يغلق فصله الاول ببداية حرب جديدة قد تكون فيها الكلمة الأخيرة لا لبيونغ يانغ ولا لواشنطن وانما هذه المرة لبكين وموسكواللتين رغم زوال الاشتراكية فيهما ما زالا في تناقض أساسي مع الولايات المتحدة الأمريكية يصعب حله بدون حرب.
هل يسير عالمنا نحو حرب نووية شاملة ؟ ربما !! والمؤكد ان احتمالات تلك الحرب تزداد قوة هذه الأيام فأمريكا التى لعبت خلال العشرين عاما الماضية لعبة الحرب في الوطن العربي حيث لا قدرات نووية تغامر بالتوغل شرقا لتحارب دولا لها أسنان ومخالب ذرية .
قبل ايام ارسلت كوريا صاروخا بالستيا حلق فوق اليابان لأول مرة ولم تستطع لا امريكا ولا اليابان اسقاطه وذلك كرسالة تقول ان ضرب قاعدة غيوام ممكن ولن تحول دونه عقبة اليابان الجغرافية فكوريا الديمقراطية تعتبر اليابان وأمريكا نفس الشئ خاصة ان اليابان قوة استعمارية سابقة لم ينس الكوريون والصينيون ايضا جرائمها . وأضحت الطريق الصاروخية الى غيوام مفتوحة وربما الى الاسكا وبقية الأراضي الامريكية فبين بيونع يان وواشنطن لا فواصل غير الماء والفضاء .
في خضم التصريحات والتصريحات المضادة غرد ترامب متوعدا الكوريين الديمقراطيين بنار وغضب لم يشاهد العالم قط لهما مثيلا وبمتاعب لا يستطيعون حتى تخيلها، ناشرا على حسابه في تويتر صورا للقاذفات الاستراتيجية "بي–بي 1" في قاعدة "غوام" العسكرية. وعندما لاحظ تصميم كوريا الديمقراطية على التحدي قال ان رئيسها بدا متفهما ومسؤولا ولكن الرئيس اياه هو من ظهر بعد ايام وهو يتابع اطلاق الصاروخ الذي عبر أجواء اليابان ثم وهو يتفقد قنبلة هيدروجينية يبدو انه تم تجريبها البارحة مما أحدث زلزالا قالت الصين ان قوته تجاوزت 6 درجات من سلم ريختر .
الصين التى هى الآن القوة الاقتصادية الثانية عالميا بعد امريكا تثير رعب الناتو على المدى الاستراتيجي بينما تثير الآن رعبه روسيا تاكتيكيا التى تشغل على صعيد الاقتصاد العالمي المرتبة 12 من ناحية الناتج المحلي الإجمالي وقد نجح حلف الناتو على مدى اكثر من خمسين عاما فى دق اسفين بين روسيا والصين ولكنهما الآن يقتربان من بعضهما البعض وسط تغيرات جيواستراتيجية متلاحقة عالميا فكأنما هناك ترتيب لأحلاف كبري قبل ان تتكلم الصواريخ والطائرات والمدافع والبنادق والبوارج والدبابات .
العقل الاستراتيجي الصيني عقل يجيد المخاتلة الى أبعد مدى يمكن أن يتصوره العقل الامريكي الذي يدرك الآن أن كوريا الديمقراطية يمكنها أن تدمي الوجه الأمريكي قبل أن ياتي التنين ليجهز على الضحية بأكملها .