قطر


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5624 - 2017 / 8 / 29 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قطر تلعب بالنار

توقع أول أمس مع أمريكا على محاربة الإرهاب، وتعيد أمس سفيرها إلى طهران، فتقول لدول التحالف الأربع "طز" فيكم، الإرهاب الذي ترمونني بتهمته لم يعد له أساس من الصحة، وعلاقتي بإيران التي تريدون أن أقطعها لن أقطعها، ليكشف السفير الإيراني السابق لديها عبد الله سهرابي عن انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي كما ينوي أميرها، فتتكلم إيران باسم أميرها، وكأن قطر مزرعة من مزارع مواشيها، ولا يقف الأمر عند هذا الحد عندما تتحدث هيثر نوبرت باسم الخارجية الأمريكية عن قلقها لاستمرار الأزمة أكثر من اللازم، لاحظوا "أكثر من اللازم" هذه، وتؤكد أن الولايات المتحدة ستواصل الحوار مع الحكومة القطرية، لاحظوا "ستواصل الحوار" هذه، في الوقت الذي ينقطع فيه كل حوار بين قطر وجيرانها.

أمريكا إذن تشعل النار

وقطر تلعب بها، وهذا شيء طبيعي من بلد توجد فيه أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، فعن أي استقلال سياسي يتكلم تميم المجد؟! وعن أي إعلام حر والجزيرة وما أدراك ما الجزيرة المنبثقة من بحر الظلام الفضائي؟ وكأننا بقطر تنفذ الدور الأمريكي المرسوم لها مثلما ينفذ التحالف الرباعي زعيم الإرهاب الأول في العالم الدور الأمريكي المرسوم له.

إنها الريح التي تسبق العاصفة

لهذا طالَبَت مواقع التواصل المشبوهة في الخليج قيادات وحكام بلادها بتدخل فوري في قطر لقوات "درع الجزيرة" (جزيرة تاني يا قروش!)، وذلك لإسقاط نظام الدوحة، درع جزيرة بقوات تتجاوز الثلاثين ألف، ولهذا سارع وزير الخارجية الروسي إلى القيام بجولة في المنطقة، بينما وزير الخارجية القطري في الهند راح يتحدث عن حياديتها.

كل هذه المؤشرات

ليست مهدئات للخواطر –كما تحاول سلطة الإعلام العربي والغربي التسويق- كل هذه مؤشرات إلى أن احتراق الخليج والعالم قد بات وشيكًا، من البحر الأحمر إلى الخليج الفارسي، ومن البحر الأبيض إلى الخليج العربي، وكلا الخليجين خليج، لهذا نقول من البحر الأحمر والبحر الأبيض إلى الخليج ستمتد ساحات القتال، فلا ننس أن للأتراك موطئ قدم في قطر، وتركيا جزء من الحلف الأطلسي، هناك من ينسى أن تركيا تخضع للحلف الأطلسي، وقرارها الداخلي كالخارجي ليس بيدها، قرارها الداخلي كالخارجي بيد الحلف الأطلسي، ولتركيا أيضًا دورها الأمريكي مثلما لإسرائيل دورها الأمريكي، على اعتبار أنها للأمريكان مخزن سلاح وعتاد، وهم لهذا يزودونها بهما بالمليارات، ليس حبًا بها أو دفاعًا عنها، وإنما لاستخدامها في منطقة نفوذ يريدونها لهم، تمامًا كاستخدامهم للسعودية وباقي الدول العربية.

ترامب الذي تهزمه الأعاصير

في تكساس ستهزمه الأعاصير في جزيرة العرب، لهذا نحن ننصحه بإمعان النظر، والعمل بالسلم كما نرى، بالاستثمارات، وبربيع اقتصادي أمريكي، نعم في عز الزمهرير، ربيع اقتصادي عربي، ربيع اقتصادي عالمي، فيقول كما يقول الشيطان في "السيمفونية الخرافية" لبرليوز لا كما يفعل في الأديان.