لتسليط الضوء على ما حدث في اقبية التعذيب وقصور الحكم/ بوليفيا .. ثالث محاولة للكشف عن جرائم الدكتاتورية


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 5624 - 2017 / 8 / 29 - 00:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

بعد مرور 35 عاما على انهيار آخر ديكتاتورية عسكرية في امريكا اللاتينية، أطلقت بوليفيا لجنة تاريخية لكشف الجرائم المتعلقة بحقوق الإنسان، المقترفة على اراضيها. لقد تم في بوليفيا التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، خلال سنوات 1964 – 1982 تعذيب وتصفية الآلاف من المعارضيين اليساريين او دفعهم الى الهجرة القسرية. حيث استعان قادة انقلابات اليمين العسكرية مثل الرئيس السابق هوغو بنزر (1971-1978)، وزعيم "انقلاب الكوكايين" ما سمي "انقلاب الكوكايين" لويس غارسيا ميزا (1980 – 1981) ما سمي بالجلادين الذين عذبوا وقتلوا مقاومي النازية الألمانية والفاشية الايطالية، مثل النازي الألماني كلاوس التمان والنازي الايطالي الجديد ستيفانو ديل شياي.
وخلال حقبة الحرب الباردة كان بامكان الطغم اليمينية في بوليفيا، نظرا لنهجها المعادي للشيوعية، الاعتماد على الدعم اللامحدود الذي كانت تقدمه الدكتاتوريات العسكرية المماثلة في كل من الارجنتين وتشيلي.
وبحسب تقارير اعلامية محلية تم في 21 آب الحالي، وهو نفس اليوم الذي نفذ فيه الانقلاب الشهير في بوليفيا عام 1971 بقيادة هوغو بنزر، اداء اعضاء لجنة كشف الحقيقة اليمين الدستورية.
وقال وزير الدفاع البوليفي ريمي فيريرا في مقابلة تلفزيونية ان مهمة اللجنة هي جمع المعلومات عن الجرائم الجنائية للمسؤولين في الجيش ومحاكمتهم، فضلا عن "استعادة الذاكرة التاريخية" للحقبة غير الديمقراطية. وقال لويس ارينيز، القائد العام للقوات المسلحة البوليفية: "نود الاعتذار للأسر المتضررة". وأوضح أن "مؤسسة الزيتون"، كما يسمى جيش الأنديز بسبب لونه الموحد، سيقدم اسهامه في المراجعة التاريخية والكشف عن الحقيقة.
وسينطلق عمل اللجنة من القانون الصادر في كانون الأول 2016 . وتتألف اللجنة من وزيرة الصحة السابقة نيلا هيريديا، ورئيس اتحاد نقابات العمال السابق إيدغار راميريز، و مستشار الرئيس إيفو موراليس، والشخصية أوسيبيو جيراندا، والناشطة في مجال حقوق الإنسان إيزابيل فيسكارا، والعامل الزراعي النقابي تيودورو بارينتوس. وتمتد ولاية لجنة الحقيقة إلى سنتين قابلة للتجديد لمدة ستة أشهر فقط.
وبعد انتهاء اللجنة من اعمالها ستقدم عرضا تاريخيا ، بالاضافة الى تقرير نهائي يتضمن توصيات بشأن كيفية التعامل مع هذا الفصل المظلم من تاريخ بوليفيا المعاصر. ولتمكين اللجنة والفريق العلمي المرتبط بها من انجاز المهمة ينص قانونها على فتح كامل الأرشيف الرسمي للدولة البوليفية، وكذلك الوثائق التي بحوزة مسؤولين سابقين.
ومعلوم ان اللجنة الجديدة ليست أول محاولة لإلقاء الضوء على ما حدث في أقبية التعذيب والقهر وفي قصور الحكام. ففي عام 1982، بعد أيام قليلة فقط من توليه مهام منصبه ، شكل أول رئيس منتخب ديمقراطيا بعد حقبة الدكتاتورية، هرنان سيليس سوازو، "اللجنة الوطنية للكشف عن مصير المواطنين المختفين قسرا". وتم الكشف حينها عن 150 حالة، و 14 جثة من ضحايا دكتاتورية هوغو بنزر، وكانت بوليفيا حينها مشمولة بالخطة المخابراتية المعروفة باسم "خطة كندور" العابرة للحدود والهادفة الى مطاردة قوى اليسار، والتي نفذتها اجهزة المخابرات في كل من بوليفيا والارجنتين والبرازيل، وتشيلي، بدعم ورعاية مباشرة من المخابرات المركزية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1997، شكلت لجنة خاصة للبحث عن جثة الزعيم الاشتراكي النقابي مارسيلو كيروغا سانتا كروز، الذي قتل في عهد انقلاب لويس غارسيا ميزا ، لكن تم انهاء عمل اللجنة في السنة ذاتها، بعد فوز الدكتاتور السابق بانزر في الانتخابات الرئاسية غداة تحوله الى "ليبرالي جديد".