الخليج سيحترق والعالم


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ترامب من ناحيته

لا يمكنه أن يشن حربًا على إيران بقرار، فلا بد لكل حرب من مبررات، ولا بد للحرب التي ستحرق الخليج والعالم من مقدمات، تمامًا كما حصل عشية الحرب العالمية الأولى، عندما دفعت ألمانيا النمسا إلى تهديد صربيا بعد اتهامها بكل التهم، كما تفعل اليوم أمريكا وهي تدفع السعودية إلى تهديد قطر بعد اتهامها بكل التهم، قطر حليفة الإيرانيين، فتهديد قطر يعني تهديد إيران، وها نحن في صميم المثل المعروف "وين دانك هاي دانك".

سلمان (بالأحرى ابن سلمان) من ناحيته

تلقف كلام ترامب، وجعل من خطتِهِ خطتَهُ، فالعميل يعمل بأمر، وهذا شيء طبيعي، لكنه سيحقق رغبته الجامحة في القضاء على إيران، أو على الأقل في تقليم أظافرها، وبالتالي تحطيم قوتها، وما كانت صفقة الأسلحة الضخمة التي وقعت عليها السعودية مع ترامب عند زيارته إلا البداية، الآن وكل شيء على أتم استعداد مع ال 11 ألف جندي أمريكي في القاعدة العسكرية في قطر.

الصراع

ليس فقط على النفط كما يمكن أن يتوهم البعض، فنفط المنطقة في جيب أمريكا، الصراع على إعادة تقسيم المنطقة جيوسياسيًا ليس حسب دويلات ولا مملكات أو دول تابعة إلى أكثر من نفوذ غربي وشرقي، أمريكا كألمانيا في العام 1914 عندما كانت تريد أن تكون سيدة المنطقة الاستراتيجية في الإمبراطورية النمساوية الهنغارية وما حولها تريد أن تكون سيدة هذه المنطقة الاستراتيجية وما حولها بلا منازع، حلقة الوصل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وأمريكا سيدة هذه المنطقة الاستراتيجية وما حولها يعني سيدة العالم، سينجر عالم الأقوياء فرنسا ألمانيا روسيا الصين الهند... إلى ساحات القتال، ولن ينجو أحد من الدمار، الحكام الإسرائيليون الذين يؤيدون السعودية وحلفاءها ضد قطر، هم أيضًا سوف يدفعون الثمن غاليًا.

فلا بأس

من تدمير مجتمعات بأكملها، لا بأس من قتل الملايين، لا بأس من تهجير الملايين، ويا مرحبا وألف هلا بالبربرية التكنولوجية، بربرية الحداثة، فليس هناك لا قبل حداثة ولا بعد حداثة، هناك حداثة بربرية، حداثة همجية، حداثة أمريكية.

بينما نحن

حداثتنا حداثة التواصل والتبادل بين الأمم، حداثة التفاهم لا التقاتل، حداثة السلم لا الحرب، الكل يعرف رؤيتنا الإنسانية، رؤيتنا الكونية، رؤيتنا البشرية، رؤيتنا للبشر ومن البشر، ويا ما أسهل حل كل شيء بهذه الرؤية، رؤية لا غالب ولا مغلوب، لا قوي ولا ضعيف، لا أشقر ولا أسمر، لا أبيض ولا أسود، لا عربي ولا غربي، لا مسلمي ولا مسيحي، رؤية العالم لها مفتوح على العالم، رؤية "ساذجة" في عالم ترامب وسلمان (بالأحرى ابن سلمان)، لكنها الرؤية الوحيدة التي لها عين العقل لا عين المدفع.