تعليق على خطاب السبسي خلال العيد الرسمي للمرأة


فريد العليبي
الحوار المتمدن - العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الخطاب جزء من حملة انتخابية مبكرة فطرح مشكلة المساواة في الميراث الآن والسكوت عنها خلال السنوات الماضية من عمر العهدة الرئاسية معناه تقسيم المجتمع الى قسمين قسم حداثي وقسم تقليدي فيكون الاصطفاف على هذه القاعدة اى ان في ذلك عودة للاستقطاب بين اليمينين الديني والليبرالي ، الذى كان له الفضل في صعود نداء تونس والباجي قائد السبسي للرئاسة وهذا من شأنه توحيد طيف واسع من الاحزاب والمنظمات " الحداثية " وتجاوزها للصراعات والتشققات التى عانت منها خلال الأشهر الأخيرة .
ـ يدرك الباجى ان النساء في تونس قوة انتخابية معتبرة لذلك حاول الظهور كمدافع عنهن بما في ذلك المحجبات لابعادهن عن اليمين الديني .
ـ أرسل الباجى الى الغنوشي رسالة مفادها ان التوافق انتهى عندما قال لنه يحاول تعويضه في ادارة علاقات تونس الخارجية . وبطبيعة الحال فإن هذه النهاية منتظرة طالما يتعلق الأمر الان بالتنافس بين اليمينين الليبرالي والديني ولكنه سيعود اذا ما فرضت نتائج الانتخابات القادمة ذلك .
ـ حاول الباجى ارضاء الاتحاد وبعض اليسار بالقول ان العلاقات مع سوريا غير مقطوعة وان ما يحول دون عودة السفير الآن ليس انقطاع العلاقة بين الدولتين وانما الأوضاع الأمنية .
ـ يخاطب الباجى أيضا قوى دولية لها اليد العليا في تحديد مصير السياسة في تونس وخاصة امريكا والاتحاد الأوربي بالقول نحن على طريق " الديمقراطية " التى تريدون سائرون .
ـ في المقابل سيرد اليمين الديني الفعل مستثمرا " المشاعر الدينية " وسيحشد المريدين والمناصرين والاتباع على قاعدة ان الاسلام في خطر طلبا لأصوات الناخبين .
ـ امام هؤلاء هناك قوى شعبية سياسية ونقابية وثقافية وجمعياتية مدركة للمخاتلة التي يتبعها اليمينان ستحاول ابراز ان المشكلة الرئيسية ليست حقوقية /قانونية بل سياسية اجتماعية تدور حول التشغيل والتنمية والثروة والسيادة الوطنية محاولة استعادة مهام انتفاضة 17 ديسمبر المؤجلة التنفيذ.