تفسير ابن خلدون لاخطاء القرآن


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 12:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

القرآن الكريم مليء بالأخطاء اللغوية، وتزيد عن 2500 خطأ، ومن ضمنها الأخطاء الإملائية. وبطبيعة الحال الرسم العثماني يختلف كثيرا عن الرسم الإملائي المتعارف عليه. وإن كنا نقبل التغاضي عن هذا الإختلاف، إلا ان عدم التجانس لا يمكننا التغاضي عنه. فالقرآن يكرر كلمات يكتبها بصور مختلفة، على سبيل المثال:
- إبراهيم: كتبت هكذا 54 مرة (مع حرف ي) إلا في سورة البقرة 15 مرة ابراهم (بدون حرف ي)
- ابن أم: كتبت موصولة في الآية 45-20: 94 (يبنؤم) ومقطوعة في الآية 39-7: 150 (ابن أم)
- احسان: كتبت هكذا ومرة واحدة (مع حرف ا) و11 مرة أحسن (بدون حرف ا)
- اريكم: كتبت هكذا مرة واحدة (بدون حرف و) ومرتين اوريكم (مع حرف و)
- أسماء: كتبت هكذا 11 مرة (مع حرف ا) ومرة واحدة أسمئ (بدون حرف ا)
- أفواه ومشتقاتها: كتبت هكذا مرة واحدة (مع حرف ا) و11 مرة افوه (بدون حرف ا)
- ألا: كتبت هكذا (موصولة) إلا 11 مرة كتبت مقطوعة (أن لا)
- امرأة: كتبت هكذا 4 مرات (مع حرف ت مربوطة) و7 مرات امرأت (مع حرف ت مفتوحة)
- آناء: كتبت هكذا مرتين (بدون حرف ئ) ومرة واحدة آنائ في الآية 45-20: 130 (مع حرف ئ)
- أنباء: كتبت هكذا 8 مرات (بدون حرف و)، ومرتين انبؤا (مع حرف و)
- إِنما: كتبت هكذا (موصولة) إلا مرة واحدة مقطوعة (إِن ما)
ويمكن للقارئ العودة إلى مقدمة طبعتي العربية للقرآن وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن للمزيد من الأمثلة.
طبعتي العربية للقرآن مجانا https://goo.gl/MzdTib
طبعتي العربية للقرآن من امازون https://goo.gl/nKsJT4
الأخطاء اللغوية في القرآن من امازون https://goo.gl/QCKIax
الأخطاء اللغوية في القرآن مجانا https://goo.gl/rPXIuB
.
اعتبر مؤلفون مسلمون قدامى أن ثمة سرًا إلهيًا وراء الرسم العثماني المخالف للرسم الإملائي.
غير أن ابن خلدون (توفى عام 1406) يرفض هذا الادعاء ويعتبر الإملاء القرآني عيبًا ناتجًا عن كَتَبتِه الذين كانوا يجهلون الكتابة الصحيحة، وتداول الكتبة اللاحقون نفس الأغلاط تبركًا بالماضي.
فهو يقول:
وانظر ما وقع [...] في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم وكانت غير مستحكمة في الإجادة فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته أقيسة رسوم صناعة الخط عند أهلها ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركًا بما رسمه أصحاب النبي من بعده المتلقون لوحيه من كتاب الله وكلامه. كما يقتفى لهذا العهد خط ولي أو عالم تبركًا ويتبع رسمه خطاً أو صوابًا. وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فاتبع ذلك وأثبت رسمًا ونبه العلماء بالرسم على مواضعه. ولا تلتفتن في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط وأن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يتخيل بل لكل منها وجه. يقولون في مثل زيادة الألف في لا أذبحنه [48-27: 21]: إنه تنبيه على الذبح لم يقع وفي زيادة الياء في «بأييد» [67-51: 47] إنه تنبيه على كمال القدرة الربانية وأمثال ذلك مما لا أصل له إلا التحكم المحض. وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيهًا للصحابة عن توهم النقص في قلة إجادة الخط. وحسبوا أن الخط كمال فنزهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه وذلك ليس بصحيح. واعلم أن الخط ليس بكمال في حقهم إذ الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية كما رأيته فيما مر. والكمال في الصنائع إضافي وليس بكمال مطلق إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخلال وإنما يعود على أسباب المعاش وبحسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس.
إبن خلدون: كتاب تاريخ إبن خلدون، الجزء الأول: المقدمة، ص 419 http://goo.gl/QDQVhd.
.
ونجد الهوس الذي ينتقده ابن خلدون (توفى عام 1406) عند مؤلفين معاصرين. فهذا الزرقاني (توفى عام 1948) يقول في كتابه «مناهل العرفان في علوم القرآن»:
وكما أن نظم القرآن معجز فرسمه أيضًا معجز. وكيف تهتدي العقول إلى سر زيادة الألف في مائة دون فئة. وإلى سر زيادة الياء في بأييد وبأبيكم أم كيف تتوصل إلى سر زيادة الألف في سعوا بالحج ونقصانها من سعو بسبأ وإلى سر زيادتها في عتوًا حيث كان ونقصانها من عتو في الفرقان وإلى سر زيادتها في آمنوا وإسقاطها من باؤ جاؤ تبوؤ فاؤ بالبقرة وإلى سر زيادتها في يعفوا الذي ونقصانها من يعفو عنهم في النساء أم كيف تبلغ العقول إلى وجه حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة دون بعض كحذف الألف من قرءانا بيوسف والزخرف وإثباتها في سائر المواضع وإثبات الألف بعد واو سموات في فصلت وحذفها من غيرها. وإثبات الألف في الميعاد مطلقًا وحذفها من الموضع الذي في الأنفال وإثبات الألف في سراجًا حيثما وقع وحذفه من موضع الفرقان وكيف تتوصل إلى فتح بعض التاءات وربطها في بعض فكل ذلك لأسرار إلهية وأغراض نبوية. وإنما خفيت على الناس لأنها أسرار باطنية لا تدرك إلا بالفتح الرباني.
الزرقاني، محمد عبد العظيم: مناهل العرفان في علوم القرآن، دار الكتاب العربي، بيروت، 1995، ص 314 https://goo.gl/rvm9R6
.
ومن يريد المزيد من هذا الهوس، عليه أن يرجع إلى كتاب
شملول، محمد: إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة، دار السلام، القاهرة، 2006 http://goo.gl/S7Dp6G
وقد قدم له فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية خلال الفترة من 2003 إلى 2013
.
ملاحظة: اسمح بنشر التعليقات ولكن لا ارد عليها، تاركا للقراء إبداء رأيهم. وإن لم يتم نشر احد التعليقات من قبل إدارة الحوار المتمدن فهذا ليس بيدي.
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb