لم أكن أهذى .


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 23:45
المحور: كتابات ساخرة     

إخترت هذا المقال لأكسر حدة مقالاتى الصارمة السابقة التى تناولت الحياة والطبيعة والوجود والإنسان بمنظور فكرى فلسفى لأقدم هنا تأملاتى فى طفولتى وصباى بطرافتها والتى لم تتخلص من مشاغبة ومشاكسة فكرة الإله , وكأننى جُبلت لأشاكس الدين والإله , وإن كانت تأملاتى فى بداياتها توقفت عند السؤال والدهشة والرفض دون أن تقدم حينها تحليل فكرى فلسفى منطقى لسبب هذا الهذيان المصاحب لفكرة الإله بحكم حداثة السن , وإن كنت قد تلقيت نعت بالهذيان والجنون حينها من والدى لأدرك بعد مسيرة عمرى فى البحث أننى لم أكن أهذى بل فكرة الإله والدين تحمل فى ثناياها كل الهذيان والتهافت .

- الله والصمت .
كان تأمل الله الصامت من أوائل تأملاتى المُندهشة والمُشفقة على الإله لتنطلق مع السنين تأملات أخرى تتحسس حجم العبث الذى نال فكرة الإله من إطلاق صفاته وقدراته بلا حدود فبدلا من أن تمنحه التمجيد والتعظيم والإعجاب أفقدته المعنى وغمرته بالعبثية .
الله أزلى أبدى قبل كل الدهور وكذلك هو واحد أحد متفرد خالق الوجود وهذا يعنى أن كل المخلوقات من إنس وجن وشياطين وحتى الملائكة الخادمة المُسبحة له جاء وجودها فى وقت لاحق , فأنت لا تستطيع القول بوجود ملاك مصاحب للإله فى أزليته وإلا أفقدته ألوهيته , وهذا يعنى أن الله منذ الأزل ولأحقاب زمنية سحيقة فى اللازمان كان وحيداً بلا ونيس ولا جليس ولا خادم .. كان الله وحيداً يعيش فى صمت رهيب مطبق .!
المُفترض ان الله ظل صامتاً بعد الخلق أيضا فليس لكلى العظمة والجلال أن تكون له عائلة أو صديق أو ونيس يأنس ويحتاج صحبته علاوة على إستحالة تواجد علاقة بين اللامحدود والمحدود و بين الخالق والمخلوق , فالله لن يحكى ويتواصل ويتسامر مع حدا ليعيش هكذا حياة سرمدية صامتة .!
ياله من شعور قاسى وحالة وجودية عبثية بلا معنى , فالله صامت صمتاً رهيباً فى أزليته وأبديته لا يحكى مع حدا فلا وجود لأى شئ يكسر وحدته وصمته القاتل .! من هنا أشفقت على الإله من وحدته وصعوبة حياته فهو لأزمنة ممتدة لم يكن له كرسى ولا عرش ولا حتى قالب طوب يقعد عليه علاوة على عدم وجود تلفزيون وستالايت .. يااااه ما أصعب حياة الآلهة وبؤسها وعدميتها .!

مشاغبات مع فكرة معرفة الإله .
- أتذكر مشهد طريف فى طفولتى فى بداية خربشاتى لفكرة الإله فقد هوسونى وفلقوا دماغى بفكرة أن الله يراقبنى ويرصد كل خطواتى ويعرف كل شاردة وواردة , لتلوح فى ذهنى فكرة وهو ان أغير من عاداتى عند ذهابى للمدرسة لأقوم بحركات مفاجئة جديدة غير متوقعة أثناء سيرى للمدرسة كأن أقفز فجأة ثم أهرول ثم أتوقف بعدها لتكون خطواتى عشوائية وليدة لحظة عفوية وليست كشكل معتاد لسيرى حتى ألخبط الله ! .. عندما يعلم أبى بأدائى هذا وتبريرى أننى ألخبط معرفة الله نظر لى وقال : إنت اتجننت .!
أسألكم : هل بالفعل إتجننت حينها أم أننى فاجئت الله بحركاتى العبثية ولخبطته أم أن الله كان يعلم بكل حركاتى العبثية ومُسجل هذا فى أجندته أو لوحه المحفوظ من الأزل , أفيدونى أفادكم الله .!

- مشهد آخر فى طفولتى المشاكسة لفكرة الله عندما كنت أسمع قول المسيح أن شعور رؤوسكم محصاة لأقول هل أكيد ربنا بيعرف وضعية وتسريحة شعرى , لأقف أمام المرآة لأنكش شعرى أو أغير تسريحته رأسا على عقب فى حركات سريعة متعاقبة وأتخيل الله إتلخبط ويهرول لمعرفة تسريحة شعرى .. ولأعلم بعدها من التراث الدينى أن الإله يدرك عدد القمل فى رأس كل منا ومن منها حامل ومن منها عذراء ومن الذكر المسئول عن الحمل .وفى أى مكان من الرأس تمت عملية النكاح !
لا يقول أحد أن هذا عبط وجنون منى .. فهو بالفعل عبط وجنون بالنسبة للعقل المنطقى الموضوعى بدون فكرة الإله العالم بعدد شعور رأسى , ولكن أسأل ماذ إستفاد الإله من تلك المعرفة الخايبة عن عدد الشعر والقمل ؟! .
لقد توصلت من هذه التأملات الطريفة أن الإله أعظم وأنزه من أن يهتم بكل تلك المواضيع الخايبة ليحصى شعرى راسى أو يهتم أن يرتب لإنزلاقى على قشرة موز لتنكسر ضلوعى لأتلمس بفكر ذاتى حينها فكر الربوبية عن ذاك الإله الذى خلق وترك الأمور بدون أن يدس أنفه .

- جال فى خاطررى فكرة عن علم الله ومعرفته المطلقة فى مشهد سيرى بالشارع لأنزلق من على قشرة موز وأدخل المستشفى حيث أوضع فى قميص من الجبس , لأقول هل هذا المشهد فى علم الله وتقديره ليرد أصولى ببغائى : نعم ايها الكافر . لأقول متى كان هذا المشهد فى فكر الاله وعلمه وتقديره هل من الأمس أو من شهر أو من سنه , ليقول قائل قبل أن تولد وهنا أسأل وأدع الفكر الدينى ينطلق , فلو قلنا أن إنزلاقى على قشرة موز وذهابى للمستشفى كانت قبل ولادتى فهنا علم الإله وترتيبه حادث وليس مطلق , ولتتمنطق الأمور فستكون معرفة الإله بشأن قشرة الموزة منذ الأزل ممتداً فى الازلية فلا تستطيع القول منذ مليار سنه مثلا فهنا صارت معرفة مستحدثة طارئة على الإله وليست مطلقة أى أن قشرة الموز فى الازل مع الإله وطالما الإله أزلى فقشرة الموز أزلية فى كينونة الإله لا تفارقه . أى أن المادة أزلية كالإله .

- الله وتغيير الأقدار .
هل يمكن للإله أن يغيرأقداره التى خططها ورسمها ورتبها منذ الأزل فلنسترسل فى مثال قشرة الموز ونفترض أنى مؤمن لأطلب من الله فى دعائى وأنا أسير فى الشارع أن يحفظنى من كل شر وسوء ومكروه ويسترها معى , فهل دعائى هذا سيحول دون إنزلاقى على قشرة الموز , فإذا لم يحفظنى الله وفق معرفته ومشيئته التى لا تتغير فلا معنى هنا للدعاء ليصير شكل عبثى ودروشة عالفاضى , وإذا إستجاب الله وحفظنى من الأنزلاق على قشرة الموز فكيف لى أعرف تدخله ؟علاوة أن هذا يعنى ان معرفته ليست مطلقة فدعائى غير من موقفه وترتيباته ليقول قائل ان الله علم منذ الأزل أنك ستدعوه وإنه سيستجيب لدعائك لأتماهى فى هذه السفسطة والتمثيلية الخايبة وأقول إذن مُقدر لى أن أنزلق على قشرة موز , إذن الدعاء بالنجاة ليس له معنى .!
يمكن إستدعاء مشهد تحويل اليهود لقردة وخنازير إذا اعتبرنا هذا المشهد حقيقة وليس تحقير وردح وسب من الله , فهل الإله لم يدرك قسوتهم وجحودهم إلا تلك اللحظة أم أنه يعلم هذا منذ الأزل , فلو كان يعلم فلم يكن هناك أى داع ليتورط فى الإعلان عن إصطفاءهم وأنهم أفضل الخلق فى العالمين .

- خطر فى بالى فكرة عن الله كلى العلم والمعرفة والمقدر والمرتب للأمور منذ الأزل فلا تبديل ولا تغيير فى إرادته ومشيئته وعلمه وأقداره , لأقول أن الله يعلم ان التوراة ستُحرف لينزل بالأنجيل ويُحرف هو أيضا ليضل مليارات البشر ليصيروا وقودا لنار جهنم لأسأل هنا : هل الله كان يعلم فعلاً أن رسالتيه التوراة والإنجيل سيحرفا قبل أن يقع التحريف أم أن أحبار وكهنة اليهود والنصارى خدعوه فلم يفطن , ليقول مؤمن بحماس أن الله كان يعلم فغير ذلك سينال من الوهيته ومعرفته المطلقة , لنسأل سؤال آخر : هل كان بإمكان الله أن يَحول دون تحريف كتبه فلو قلت نعم فقد أخطأت فهذا ينسف معرفة الله ومشيئته وترتيبه , وإذا قلت لا فقد أصبت ولكن هنا اصبح الإله أحمق غافل أو بروجرام لا يمكن أن يحيد عما تم برمجته عليه .

- كنت افكر فى قضية معرفة الله المطلقة وأقول ان الله يعلم الغيب ويعرف كل شيء .. يعرف الماضي والحاضر والمستقبل .. إذن الله يعلم ما إذا كنت سأكون فى الجحيم أم فى ملكوت السموات , فما دام الله كلى المعرفة , إذن فقد تم تحديد مصيري وانتهى الأمر فلما الجلبة ووجع القلب .!
طيب . . لماذا إذن يتحتم علي الذهاب للكنيسة وأداء الصلوات المملة والإلتزام بالصيام السخيف , فأي عمل طيب أقوم به لن ينفعني و أي عمل شرير لن يضرني .!
للتوضيح أكثر: لنفترض أن الله يعرف أن مصيري هو الجنة مثلا إذن فلأطلق العنان لشروري ونوازعي , لأنه حتما سيأتي يوم وأتوب فيه ولو رغماً عني مادام الله يعرف أن مصيري الجنة , أليس كذلك؟ وإذا كان الله يعرف أن مثواي سيكون الجحيم إذن فلأطلق العنان أيضا لشروري ونوازعي , فماذا سأستفيد من إلتزامي الديني مادام الله يعرف أن مصيري هو النار؟!
هذه الخربشة لا تخرج إطلاقاً عن مفهوم المعرفة والمشيئة والترتيب الإلهى , ولعل النص الدينى علاوة على فلسفة الفكرة الإلهية تعطى تأكيد لهذا وأكثر مثال قوى هو قول محمد : ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويُؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد. فوالله الذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة ) رواه البخاري ومسلم .!!
إذن إذا كانت الأمور هكذا فلما نحرص على الصلاح ونتجنب الشهوات فهى بايظة بايظة أو بايظة وسيصلحها الله .!

-عندما يكون فى علم الله المطلق إنك فى الجنه وذاك فى الجحيم فهذا لابد أن يتحقق وإلا فسدت معرفته الكلية وفقد ألوهيته فهو يعلم كل شئ عن مصيرك , فتصور أن معرفته المطلقة تدرك انك ستكون فى الجنه وستنكح مليار حورية وميعاد كل منها فى النكاح , فلو خابت معرفته فسيفقد ألوهيته لذا ستدخل الجنه رغماً عن أنفك لتنكح المليار حورية وتشرب تريليون كاس من الخمر .
لو سلمنا بذلك فهذا معناه هل يمكن أن أفاجئ الله بشيء لم يتوقعه , فهذا ليس صحيحا إيمانيا .. وإن سلمنا بأن علم الله لا يتغير فهذا معناه أننا مُسيرون إلى المصير الذي يعرفه الله مهما فعلنا سواء لعصيانه أو لمرضاته, فلماذا الاجتهاد في العبادات ووجع القلب والراس .

- لى سؤال : الله يعلم مصير كل واحد منا قبل ان يخلقه أشقى أم سعيد , أفى الجنه أم فى الجحيم . لن أكتفى بسؤالى ما هذا العبث ؟ ولما الخلق ؟ وكل هذه الجلبة طالما يعلم النتائج ؟ ولكن سؤالى هو لماذا هذا فى الجنه وذاك فى الجحيم فما الذى جعل قدر ونصيب هذا بالذات فى الجنه وذاك قدره فى الجحيم , فالعملية عشوائية مزاجية فالإختيارات تمت قبل الخلق .!

أنا وأحمد .
ـ أول صداقة أدركتها كانت منذ نعومة الأظافر مع أحمد لتتكون علاقة إنسانية تحقق وجودى كإنسان .. ذات يوم قمت فزعاً من النوم عندما شاهدت فى حلمى كابوسا لأحمد وهو يشوى فى الجحيم كالخروف حيث يمر سيخ حديدى من دبره مخترقا أحشائه لينفذ من قمة رأسه وليقلبه زبانية جهنم على نار حامية وسط ضحكاتهم الهستيرية وصرخات وبكاء أحمد لأقوم فزعاً من النوم لأجد صدر أمى لتعلم الكابوس الذى راودنى بعدما سمعت من أبى أن مصير كل من لا يؤمن بالمسيح هو بحيرة النار والكبريت لتطمئنى أمى الطيبة على حال أحمد وأنه سيكون فى الملكوت معنا .
هذا الكابوس من صلب القكر والإيمان الدينى لأستغرب من عقلية تسمح لهتلر أن يدخل الملكوت متى إعترف بخطيته وذنوبه وتاب , فالرب يغفر أعتى الذنوب بينما اللى حظه هباب من الجغرافيا فمصيره بحيرة النار والكبريت .!

- يقولون أن الله يبتلينا بالمصائب والبلايا لنقول تهذباً وخنوعاً أنه يختبر إيماننا كم إختبر إيمان أيوب , ولكن هل يختبر الله إيمان الأطفال البائسين والمشوهين والمتخلفين ذهنيا ستقول : لا فهو هنا يختبر إيمان ذويهم على تحمل المصائب والبلايا والألم .. إذن لقد فهمت الآن إذن الأطفال هم فئران تجارب وسلمللى على الرحمة والحكمة والعدل .

- هل يوجد مؤمن واحد على ظهر الأرض شديد التقوى لديه يقين هائل بالعالم المسحور والجنه الخالدة ويعيش حياته على أمل أن يحظى بهذا العالم الآخر الخالد ونعيمه سيدع مرض ينهش فى جسده حتى يسرع للإلتحاق بعالم سرمدى يتمناه ويفرح به أم أنه سيتشبث بالحياة المؤلمة بأظافره حتى الرمق الاخير .. لن يترك المرض يميته بل سيتحمل الألم ويسارع للطبيب على أمل الحياة بالرغم أن حلمه بعالم الخلود والهناء على بعد خطوات فلماذا لا يحقق حلمه ويدع المرض ينهشه .. لماذا يكون حريصاً على أرض الشقاء والألم لينصرف عن عالم المتعة والخلود بالرغم أنها على بعد خطوات ! .. لن نقول منافقين ولكن هكذا هو الإنسان عندما يواجه وهمه .

- المرض من الله وإبتلاءه أليس كذلك .. لا يمكن أن نعتبره خارج إرادة الله ومشيئته وتقديره أليس كذلك .. إذن معنى أنك تسرع لعلاج المرض أنك تعارض إرادة الله وتتحدى مشيئته إذن أنت كافر وغير مؤمن لأنك ترفض تقديره وتتحداه فى ترتيبه .. يقول متفذلك الله خلق الداء والدواء ولكن مقولة خلق الدواء هذه غير صحيحة , فالإنسان منذ القدم وحتى الآن لم يدرك الدواء ليقوم الداء بفعله ولكن سنتغاضى عن ذلك ونقول أن خلق الداء والدواء يعنى العبث .. أى هو خلق الداء ويدرك أننا سنقضى على مخططه بالدواء .. أراد المرض والبلاء وخطط ودبر وقدر له بل سجله فى أجندته الإلهية لنأتى نحن لنفسد مخططاته .

- لو قلنا أن فلان مات لأنه أسرف فى الخمور أو التدخين أو الأكل , فلو كان حريصاً وحذراً ماكان قد مات بهذه السرعة فهل يكون قولنا هذا صحيحا إيمانيا ؟!.. هذا القول صحيح من ناحية التفسير العلمى الطبى ولكنه ينسف الإيمان لأن موت هذا الإنسان مُقدر وما الخمور أو التدخين إلا وسيلة للموت , فالله هو السبب لذا وفقا للإيمان فلتدخنوا وتسرفوا فى الخمور والحشيش فلك عمر مُقدر لن يفلح إقلاعك عن التدخين أو الخمور أن يزيد عمرك أو ينقصه يوم .!!

- الأعمار بيد الله .. وعليه هل أمريكا بما تملك من بنتاجون ومخابرات وأسلحة فتاكة تنسق مع الله أم تأتمر بأمره بأن تقصف الأعمار بدون يد الله .. وعليه أيضا هل يكون القاتل أداة لتنفيذ قصف العمر لنسأل من المؤثر على من يوجه المسدس ويضغط على الزناد .. الأصبع هو أصبع القاتل والله قابع فى الدماغ يوجه ويأمر بإطلاق النار .

- حسنا انتهى يوم القيامة وتم ادخال الملايين النار يحترقون إلى الابد أي إلى ما لا نهاية وآخرين يشربون الخمر وينكحون النسوان أمام الرب للانهاية .. فمالذي سيستفيده الله من كل هذا ؟!
إن قلت سيستفيد شيئا فالله ناقص ! وإن قلت لا يستفيد فالله عابث .!

- مشغول وحياتك مشغول .. مشغول لآخر الأسبوع مشغول .عبد الحليم حافظ .
ملايين الأطفال يموتون سنوياً في أفريقيا قبل أن يتعرفوا على المسيح المحب المخلص ولا على الدين الإسلامي الحنيف العظيم , فما الهدف من وجودهم , وما معنى آلامهم وموتهم ؟!
يبدو أن الله مشغول طول الوقت ومش فاضى فهو يُمسك السمَاء ألا تقعَ عَلَى الأرض وقاعد بينفخ في الهواء عشان المراكب تمشي .. يعني مشغول وحياتك مشغول ومش فاضي ل 24000 طفل يموتون يوميا من الجوع و 6000 طفل من السرطان كل يوم!!

طب شوف أكيد ربك عز وجل له حكمة من ذلك .. فمن الحكم المقترحة :
- أن نتعظ ونعتبر من حال الفقراء ونعلم ان الله حق وقادر على التسبب بمجاعة لنا لندرك قوة الله وبطشه .
-ان الله يريد أن يثبت لنا أن قدرته غير محدودة فمثلا يستطيع أن يميت طفلا من الجوع وهو يملك أن يطعمه لنفهم معنى الجبروت .!
- يحب الله أن نقول الحمد لله عندما نراهم فنكتسب بذلك حسنات كثيرة يعني كله لمصلحتنا .. ولنحظى على أروع التطبيقات لمبدأ الشماتة في الانسان الأقل حظا منك .. فالحمد لله أن اطفالنا ليسوا كهؤلاء .!
-رحمة لهم لكي يحميهم من أن يجوعوا ويتألموا وهم كبار .. شوفت الرحمة والمحبة !
- يحب الله أن يوصل رسالة للآدميين أنه يستطيع عمل أشياء بلا مبرر ,أى قدرة الاله على ممارسة المزاج , أو ربما هي واحدة أو أكثر من هذه الحكم أو ربما وقفوا في الطابور الرباني على الخزائن اللامتناهية للرب وكانوا قد وصلوا متأخرين فقال لهم ربنا "شطبنا" .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - امل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .