علمانيون..انتهازيون!


قاسم حسين صالح
الحوار المتمدن - العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


علمانيون..انتهازيون!
(دراسة استطلاعية)


اعتدت أن أجري دراسات استطلاعية للظواهر او الحالات السلبية التي حصلت وتحصل في زمن حكم الاسلام السياسي..ومن بين أخطرها ما اشيع عن علمانيين وماركسيين تكاثروا في خطب ودّ نقيضهم في الفكر والسلوك من قيادات سياسية اسلامية.وبهدف الوقوف على صحتها توجهنا في (اصبوحة اليوم)،التي صارت تقليدا في (الفيسبوك) يجتذب نخبة كبيرة من المثقفين والأكاديميين،بالآتي:
( احقر الانتهازيات..علماني يقصد حزبا اسلاميا
ويحصل منه على منصب مهم(عميد كلية مثلا).
ساهم في التعليق (257)..وطلب عدد منهم تحليلها سيكولوجيا ،وفي ادناه نماذج منها نوردها بالأسم والنص:
• راحت المباديء ياصديقي..عصر السلطة والمال،والا كيف تفسر ماركسي يصبح من حزب الدعوة ويصبح الدين أمل الشعوب وليس افيون الشعوب. د. ياس خضير البياتي.
• من اجل الكرسي- العقرب،لم يبق أحد. د.عبد الكريم راضي جعفر.
• هذا انتهازي في صحن علماني!. جاسم المطير.
• الأحزاب الأسلامية ترجمة مشوهة عن جوهر الأسلام الذي يرفض التحزب.مؤسسة التعليم دمرها المتأسلمون كما دمروا بقية المؤسسات. د.سناء الخزرجي.
• ما اكثرهم وما اكثر المرائين الذين يترددون على الجوامع لاسيما يوم الجمعة كي يراهم الآخرون. هاتف الثلج.
• هنالك الكثير يعدونها شطارة. د. سعد العبيدي.
• الانتهازية قذارة ووسخ ،والعلماني الذي يلبسها تشم رائحته بسهولة فتقرف منه اسرع. باسم العبيدي.
• المبدأ الفكري هو الأساس ،والفرد المتلون هو ملوث اجتماعيا فبئس لهكذا شخصيات مهما علا شانهم ،وهم كثر في هكذا زمان. كرار العراقي الشمري.
• للمنصب لعاب يسيل ورؤوس تميل. رياض عبد الكريم.
• مستقلون وعلمانيون لا حد لهم انبطحوا لفساد الاسلام السياسي وافسدوا الرصانه الجامعية .انهم في كل مكان ،وتكاد لا تخلو كلية منهم.اتمنى عليك أن تعطي هذا الموضوع أهمية أكبر بما عهدناه فيك خبيرا في علم نفس المجتمع. ناصر الحجاج.
وقبل ان نحلل ونستنتج،عمدنا بـآلية علمية مغايرة بأن توجهنا في منشور آخر بالسؤال الآتي:
( الثابتون على المبدأ المنحاز للوطن والناس في العراق،أي الحالات من الآتي تنطبق عليهم؟ "اختر اثنتين فقط").
• الشعور بأنهم خسروا حياتهم.
• الندم على فرص اضاعوها.
• الشعور براحة الضمير لصوتهم النقي.
• كسب محبة الناس واحترامهم.
• الشعور بالغبن من شقاء العيش.
ترتبت نتائج البدائل بحسب نسبها المؤية ،على النحو الآتي:
• الشعور براحة الضمير لصوتهم النقي (46%)
• كسب محبة الناس واحترامهم(24%)
• الشعور بالغبن من شقاء العيش(13%)
• الشعور بأنهم خسروا حياتهم(12%)
• الندم على فرص اضاعوها(5%)
تحليل واستنتاج.
تشير النتائج الى ان 70% من الذين استطلعت آراؤهم ينظرون الى العلمانيين الثابتين على المبدأ بأنهم يشعرون براحة الضمير لصوتهم النقي،ويحظون بمحبة الناس واحترامهم،فيما يرى 30% منهم ان العلمانيين الذين ما طرقوا ابواب احزاب الاسلام السياسي توزعوا بين من يشعر بالغبن من شقاء العيش،والشعور بأنهم خسروا حياتهم،والندم على فرص اضاعوها.
وتفيد النتائج بوجود عدد كبير من العلمانيين حصلوا على مناصب مهمة في مؤسسات الدولة لاسيما في الوسط الجامعي.وان هذا حصل بتبريرات تبدو مقنعة للطرفين،خلاصتها ،ان احزاب الاسلام السياسي بتعيينها علمانيين تدفع التهمة عن نفسها بانها تحتكر السلطة،وتبرير العلمانيين ان حصولهم على هذه المناصب افضل من ان تسند لسياسيين اسلاميين.
ومع ان كلا التبريرن يبدوان منطقيين، الا انهما غير صحيحين لبدهية عملية،هي ان العلماني يجب عليه ان يلتزم بتعليمات من منحه هذا المنصب وان ينفذ اوامره..ما يعني ان الرابح في هذه (الصفقة) هو احزاب الاسلام السياسي،والخاسر فيها هو هذا العلماني الذي تحول الى (سلعة) تخضع لضوابط البيع والشراء.
وسيكولوجيا،يعيش هذا النوع من العلمانيين حالة من التناقض الوجداني،فهو يتباهى بالمنصب حين يكون بين من يجهل حقيقته،ويعيش حالة استصغار النفس حين يكون بين علمانيين ثبتوا على المبدأ وبينهم من هم افضل واكفأ منه،وآخرون عرضت عليهم مناصب واعتذروا او رفضوا.
والمفارقة،ان بين هؤلاء العلمانيين من أدام صلته بقوى علمانية،وانهم يدعون لحضور مؤتمرات وطنية ويتحدثون كما لو كانوا علمانيين اقحاح ،و يكتبون في صحف علمانية واخرى محسوبة على التيار المدني،وفي هذا خطورة اخلاقية وسياسية ووطنية،لأن في مشاركاتهم هذه تزكية لموقفهم واشاعة لسلوك سيصبح ظاهرة تأخذ عنوان (الانتهازية العلمانية)..تشكل خدمة كبيرة لانفراد قوى الاسلام السياسي بالسلطة والثروة.وعليه فان الموقف الذي تتطلبه القضية الوطنية هو ان لا يكون هنالك مكان لهذا الصنف الخبيث من الأنتهازيين في حال يساوي وبين علمانيين يعانون شقاء العيش والتهديد وآخرون وضعوا اكفانهم على راحات أيديهم،لثباتهم على المبدأ...منطلقين من حقيقة ان الذين يغيرون مسار التاريخ هم الثابتون على المبدأ..فيما الانتهازيون مصيرهم الى مزبلته!.