السعودية تنقل الإرهاب إلى إيران


عبدالخالق حسين
الحوار المتمدن - العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أفادت الأنباء عن "قتل ما لا يقل عن 12 شخصا وأصيب 42 آخرون في هجومين على مجلس الشورى (البرلمان)، وضريح الخميني في طهران. وشن مسلحون وانتحاريون الهجومين.. وادعى تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية أنه وراء تنفيذ الهجومين.. وإذا ثبتت مزاعم التنظيم المتشدد، فستكون تلك الهجمات الأولى التي يشنها التنظيم داخل إيران"(تقرير موقع بي بي سي-1). لا شك أن البرلمان وضريح الخميني يمثلان أهم الرموز الدينية والسياسية لإيران، لذلك لا بد وأن يكون رد الفعل الإيراني سيكون حاداً وشديداً.

والسؤال هنا من وراء هذه الهجمات، خاصة وقد جاءت متزامنة مع الأزمة القطرية، التي حصلت مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، وموقف قطر المعارض لتصعيد العداء مع إيران، والتي واجهتها السعودية وحليفاتها الإمارات والبحرين ومصر ودول عربية أخرى، بقطع علاقاتها مع قطر إثر اتهامها الدوحة "بدعم الإرهاب"، والسعي إلى تعزيز علاقاتها مع طهران.

نؤكد أن عنوان مقالنا هذا ليس رجماً بالغيب، ولا نريد أن نطلق الكلام على عواهنه، أو توجيه الاتهام جزافاً إلى السعودية بدون دليل، بل جاء بناءً على تصريحات أدلى بها ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وهو وزير الدفاع، والمعروف بتصريحاته النارية، وبتهوره في إشعال الحرب في اليمن، حيث صرح قبل أسابيع قائلاً:" ... ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية." (2)
لذلك نرى من حق إيران أن توجه إصبع الاتهام إلى السعودية(3).

وها هو محمد بن سلمان ينفذ تهديده، فماذا نريد أكثر من هذا الدليل. والكل يعرف بما فيه الغرب، حكومات وشعوب، وإعلام وباحثين أكاديميين، أن السعودية هي الممول الأكبر للتنظيمات الإرهابية ونشر التطرف الديني على المذهب الوهابي في العالم. وهذا الإرهاب الذي وقع اليوم في طهران، ليس تهديداً لإيران فحسب، بل وضد قطر أيضاً، فمن الممكن أن تحصل تفجيرات في الدوحة في المستقبل القريب، لتقابلها بالمثل في السعودية. فكلتا الدولتان تمتلكان المال، والأيديولوجية الوهابية الشريرة التي تبيح قتل الأبرياء، وتسيطران على تنظيمات إرهابية تنفذ لهما الأوامر. فالسعودية تسيطر على ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش)، وتنظيم القاعدة. وقطر تسيطر على (جبهة النصرة)، و(جماعة الأخوان المسلمين). فهاتان الدولتان هما حاضنتا وراعيتا الإرهاب الوهابي وتحت مختلف الأسماء. فهما قامتا بتدمير العراق وسوريا، كما قامت السعودية بتدمير اليمن بالقصف الجوي. وقد أكدنا مراراً في مقالات عديدة لنا عن دور السعودية في الإرهاب، وعلى سبيل المثال مقالنا الموسوم (السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها)(4).

وفيما يخص استخدام الإرهاب في الحروب الحديثة وبالوكالة، يقول الباحث الإماراتي الدكتور جمال سند السويدي في كتابه (آفاق العصر الأمريكي): "كذلك تتضمن النظرية استخدام الإرهابيين في هذه الحروب، ليكونوا جزءً من مزيج الإرهاب والتقنية المتقدمة، وعناصر أخرى مثل الدين والأيديولوجيا، والهجوم من الداخل على ثقافة المجتمع، كعناصر تنتج صراعات من الجيل الرابع."(ص 563)

لذلك وبناءً على ما تقدم، فإن السعودية، التي يقودها ملك مخرف، ووزير دفاع شاب متهور، تلعب بالنار وتدفع دول المنطقة إلى المزيد من الحرائق في المنطقة. وقد أثبت التاريخ أن من يشعل الحرائق فلا بد و أن تصل النار إلى بيته، وأفضل دليل على ذلك هو ما عمله الرئيس السوري بشار الأسد في دعم الإرهاب في العراق، إلى أن انقلب السحر على الساحر، حيث دمر الإرهاب بلاده، وقتل نحو نصف مليون، وشرد أكثر من نصف شعبه في الشتات. والسعودية ليست بمنجى من الحرائق التي أشعلتها في دول المنطقة.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــ
روابط ذات صلة
1- تقرير بي بي سي: مقتل 12 شخصا في هجومين على البرلمان وضريح الخميني في طهران
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-40184807

2- محمد بن سلمان: لن نُلدغ من إيران مرتين.. وسنعمل لتكون المعركة عندهم وليس في السعودية
https://arabic.cnn.com/middle-east/2017/05/03/saudi-mohammed-bin-salman-relationship-iran

3- اتهامات إيرانية للسعودية بالوقوف وراء الهجمات في إيران
http://www.akhbaar.org/home/2017/6/229142.html

4- عبدالخالق حسين: السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=740