الدور الهدام لسورة الفاتحة 15


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

هذا آخر مقال عن مفهوم الآيتين
اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ (اليهود) وَلاَ الضَّالِّينَ (النصارى)
التي يكررها المسلم السني 17 مرة في اليوم، والمسلم الشيعي 10 مرات في اليوم
اعتمادا على كتابي: الفاتحة وثقافة الكراهية، والذي صدر في اربع لغات:
العربية https://goo.gl/FBKDDe
الفرنسية https://goo.gl/mUIWnF
الإنكليزية https://goo.gl/aeHdu2
والألمانية https://goo.gl/Duz1mp
آمل ان يفهم المسلمون كيف ان تعاليم ديانتهم تحث على الكراهية، وأن هذه الكراهية هي التي تسبب في خراب بلادهم والعالم. ولذلك عليهم اعادة النظر في تلك التعاليم.
.
ما قاله المفسرون بالتسلسل التاريخي وفقا لوفاتهم
----------
الخليلي
ما زال حيًا - إباضي
جواهر التفسير
وجمهور المفسرين: على أن المراد بالمغضوب عليهم اليهود وبالضالين النصارى، وذكر ابن أبي حاتم أنه لا يعلم خلافا بين المفسرين في ذلك، وهو من التفسير المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج عبد الرزاق وأحمد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير والبغوي وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد الله بن شقيق قال: أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى على فرس له، ويسأله رجل من بني القيْن فقال: من المغضوب عليهم يا رسول الله؟ قال: (اليهود) قال فمن الضالون؟ قال: (النصارى) وأخرجه إبن مردويه عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجابه بما ذكر، وأخرج البيهقي عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بني القيْن أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله. إلخ وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شقيق قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاصر أهل وادي القرى فقال له رجل. إلخ، وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسّنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المغضوب عليهم هم اليهود وإن الضالين هم النصارى وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه والطبراني عن الشريد قال: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليم وهذا التفسير مروي عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وروى عن الربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكثير من أئمة التابعين فَمن بعدهم، قال الشوكاني: والمصير إلى هذا التفسير النبوي متعين وهو الذي أطبق عليه أئمة التفسير من السلف.
وعضد هذا التفسير باقتران ذكر اليهود بالغضب وذكر النصارى بالضلال في عدة آيات من الكتاب نحو قوله عز وجل: بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (البقرة: 90) وقوله: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ السَّبِيلِ (المائدة: 60) وقوله عز من قائل: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ اسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (المائدة: 78) وقوله تعالى: قُلْ يأَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السَّبِيلِ (المائدة: 77)، والأوْلى - كما قال الألوسي: الاستدلال بالحديث، لأن الغضب والضلال وردا في القرآن لجميع الكفار على العموم قال تعالى: وَلكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ (النحل: 106) وقال: إِنَّ اذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلالاً بَعِيداً (النساء: 167) وقال إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (الفرقان: 44).
واليهود والنصارى جميعا جديرون بوصف الضلال، حقيقون بالغضب، لذا يتوجه السؤال عن وصف اليهود بالمغضوب عليهم والنصارى بالضالين وأجاب عنه ابن جرير: بأن الله وسم لعباده كل فريق بما تكررت العبارة عنه به وفهم به امره ولم يره ابن عطية هذه الإِجابة تشفي غليلا - وإنها لكذلك - لذلك عدل عنها إلى الجواب، بأن أفاعيل اليهود من اعتدائهم وتعنتهم وكفرهم، مع رؤيتهم الآيات، وقتلهم الأنبياء بغير حق أمور توجب الغضب في عرف الناس فسمى الله ما أحل بهم غضبا، والنصارى لم تصدر منهم هذه الأشياء، وإنما ضلوا من أول أمرهم، دون أن يقع منهم ما يوجب غضبا خاصا بأفاعيلهم في عرف الناس بل، الغضب العام الذي يستحقه كل كافر، فلذلك وصفت كل واحدة من الطائفتين بما وصفت به.
ونقل الفخر الرازي تضعيف هذا التفسير، لأن منكري الصانع والمشركين أخبث دينا من اليهود والنصارى، فكان الاحتراز عن دينهم أوْلى، واختار الفخر أن يُحمل المغضوب عليهم على كل من أخطأ في الأعمال الظاهرة وهم الفساق، ويَحمل الضالون على كل من أخطأ في الاعتقاد، لأن اللفظ عام والتقييد خلاف الأصل، وذكر وجها آخر وهو أن المغضوب عليهم الكفار، والضالين المنافقون، لأن الله تعالى بدأ بذكر المؤمنين والثناء عليهم في أوائل البقرة ثم ثنَّى بذكر الكفار وتوعّدهم، ثم ثلّث بذكر المنافقين وتصوير أحوالهم، فيُحتمل أن يكون المغضوب عليهم هنا الكفار والضالون المنافقين كما أن المُنعَم عليهم المؤمنون، ورد ذلك الألوسي بأنه لا قول لقائل، ولا قياس لقايس بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين، وحكى القرطبي أن المغضوب عليهم هم متبعو البدع، والضالين هم الذين ضلوا عن سنن الهدى وذكر عن السُّلَمِيّ في حقائقه، والماوردي في تفسيره، أنهما حكيا: بأن المغضوب عليهم من أسقط فرض هذه السورة في الصلاة، والضالين من ضل عن بركة قراءتها. قال القرطبي: وليس بشيء، ونقل عن الماوردي قوله: وهذا وجه مردود لأن ما تعارضت فيه الأخبار وتقابلت فيه الآثار، وانتشر فيه الخلاف، لم يجز أن يطلق عليه هذا الحكم.
ويرى بعض المفسرين أن المغضوب عليهم هم الذين نبذوا الحق وراء ظهورهم بعد معرفتهم به، وقيام حجته عليهم، والضالين هم الذين لم يعرفوا الحق رأسا، أو عرفوه على غير وجهه الصحيح، ومن بين القائلين بذلك الإِمام محمد عبده، وأوضح أن المغضوب عليهم ضالون أيضا، لأنهم بنبذهم الحق وراء ظهورهم قد استدبروا الغاية واستقبلوا غير وجهتها، فلا يصلون منها إلى مطلوب ولا يهتدون فيه إلى مرغوب، ولكن فرقا بين من عرف الحق فأعرض عنه على علم، وبين من لم يظهر له الحق فهو تائه بين الطرق لا يهتدي إلى الجادة الموصلة منها، وهم من لم تبلغهم الرسالة، أو بلغتهم على وجه لم يتبين لهم فيه الحق، فهؤلاء هم أحق باسم الضالين، فإن الضال حقيقة هو التائه الواقع في عماية، لا يهتدي معها إلى المطلوب، والعَماية في الدين هي الشبهات التي تلبس الحق بالباطل، وتشبّه الصواب بالخطأ.
.
أبو بكر الجزائري
ما زال حيًا - سلفي
أيسر التفاسير
المغضوب عليهم: من غضب الله تعالى عليهم لكفرهم وافسادهم في الأرض كاليهود.
الضالين: من اخطأوا طريق الحق فعبدوا الله بما لم يشرعه كالنصارى.
معنى الآية:
لما سأل المؤمن ربَّه الصراط المستقيم وبينه بأنه صراط من أنعم عليهم بنعمة الإيمان والعلم والعمل. ومبالغة في طلب الهداية إلى الحق، وخوفاً من الغواية استثنى كلاً من طريق المغضوب عليهم، والضالين.
.
أسعد حومد
ما زال حيًا - سُنِّي
أيسر التفاسير
صِرَاطَ - وَهُوَ طَرِيقُ عِبَادِكَ الَّذِينَ وَفَّقتَهُمْ إلى الإِيمَانِ بِكَ، وَوَهَبْتَ لَهُمُ الهِدَايَةَ والرِّضَا مِنْكَ، لاَ طَرِيقُ الَّذِينَ اسْتَحَقُّوا غَضَبَكَ، وَضَلُّوا طَرِيقَ الحَقِّ والخَيْرِ لأَنَّهُمْ أَعْرَضُوا عَنِ الإِيمَانِ بِكَ، والإِذْعَانِ لِهَدْيِكَ.
.
عبد الرحمن محمد عبد الحميد القماش
ما زال حيًا - سُنِّي
جامع لطائف التفسير
قال القرطبي -رحمه الله-: اختلف في المغضوب عليهم والضالين من هم؟ فالجمهور أن المغضوب عليهم اليهود، والضالين النصارى، وجاء ذلك مفسراً عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم وقصة إسلامه أخرجه أبو داوود الطيالسي في مسنده، والترمذي في جامعه، وشهد لهذا التفسير أيضاً قوله سبحانه في اليهود وباءوا بغضب من الله (آل عمران: 112) وقال: وغضب الله عليهم (الفتح: 6) وقال في النصارى: قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل (المائدة: 77). وقيل المغضوب عليهم المشركون، والضالين المنافقون، وقيل: (المغضوب عليهم) من أسقط فرض هذه السورة في الصلاة و(الضالين) عن بركة قراءتها حكاه السلمي في حقائقه والماوردي في تفسيره، وليس بشيء. قال الماوردي: وهذا وجه مردود، لأن ما تعارضت فيه الأخبار وتقابلت فيه الآثار وانتشر فيه الخلاف لم يجز أن يطلق عليه هذا الحكم، وقيل: (المغضوب عليهم) باتباع البدع و(الضالين) عن سنن الهدى، ثم قال رحمه الله وهذا حسن، وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأعلى وأحسن.
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره: ولا أعلم في هذا الحرف اختلافاً بين المفسرين. أ ه. وقال ابن جزي رحمه الله مرجحاً القول الأول بقوله: والأول أرجح لأربعة أوجه روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجلالة قائله، وذكر (ولا) في قوله ولا الضالين دليل على تغاير الطائفتين، وأن الغضب صفة اليهود في مواضع من القرآن، كقوله فباؤا بغضب والضلال صفة النصارى لاختلاف أقوالهم الفاسدة في عيسى ابن مريم عليه السلام ولقول الله فيه قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل
قال الطبري: فإن قال قائل أليس الضلال من صفة اليهود، كما أن النصارى عليهم غضب فلم لم يخص كل فريق بذكر شيء مفرد؟ قيل: هم كذلك ولكن رسم الله لعباده كل فريق بما قد تكررت العبارة عنه به وفهم به أمره.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق: وهذا غير شاف، والقول في ذلك أن أفاعيل اليهود من اعتدائهم، وتعنتهم، وكفرهم مع رؤيتهم الآيات، وقتلهم الأنبياء أمور توجب الغضب في عرفنا، فسمى تعالى ما أحل بهم غضباً، والنصارى لم يقع لهم شيء من ذلك، إنما ضلوا من أول كفرهم دون أن يقع منهم ما يوجب غضباً خاصاً بأفاعيلهم، بل هو الذي يعم كل كافر وإن اجتهد، فلهذا تقررت العبارة عن الطائفتين بما ذكر.
دلت هذه الآية الكريمة على أن المكلفين ثلاث فرق: أهل الطاعة، وإليهم الإشارة بقوله: أنعمت عليهم وأهل المعصية وإليهم الإشارة بقوله غير المغضوب عليهم، وأهل الجهل في دين الله والكفر وإليهم الإشارة بقوله ولا الضالين.
وتأمل كيف قال: المغضوب عليهم ولا الضالين، ولم يقل اليهود والنصارى، مع أنهم هم الموصوفون بذلك تجريداً لوصفهم بالغضب والضلال الذي به غايروا المنعم عليهم ولم يكونوا منهم بسبيل، لأن الإنعام المطلق ينافي الغضب والضلال، فلا يثبت لمغضوب عليه ولا لضال، فتبارك من أودع في كلامه من الأسرار ما يشهد بأنه تنزيل من حكيم حميد.
لم قدم المغضوب عليهم على الضالين؟ وأما تقديم المغضوب عليهم على الضالين فلوجوه:
أحدها: أنهم متقدمون عليهم بالزمان.
الثاني: أنهم كانوا الذين يلون النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتابين فإنهم كانوا جيرانه في المدينة، والنصارى كانت ديارهم نائية عنه، ولهذا تجد خطاب اليهود والكلام معهم في القرآن الكريم أكثر من خطاب النصارى كما في سورة (البقرة والمائدة وآل عمران). وغيرها من السور.
الثالث: أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى، ولهذا كان الغضب أخص بهم واللعنة والعقوبة، فإن كفرهم عن عناد وبغي كما تقدم فالتحذير من سبيلهم، والبعد منها أحق وأهم بالتقديم، وليس عقوبة من جهل كعقوبة من علم.
.
محمد بن جميل زينو
ما زال حيًا - سُنِّي
تفسير وبيان لأعظم سورة في القرآن
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ مفسر للصراط المستقيم، والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله الله تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا.
وقال الضحاك عن ابن عباس: صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين وذلك نظير ما قال ربنا في الآية السابقة.
من هداية الآية:
الترغيب في طلب الهداية إلى الصراط المستقيم: صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
الترغيب في سلوك سبيل الصالحين - الذين مدحهم الله وأثنى عليهم - وموالاتهم، والسير على طريقهم.
غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ:
قوله تعالى: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ: أي غير صراط المغضوب عليهم: المغضوب عليهم: هم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه.
وغير صراط الضالين: وهم الذين فقدوا العلم هائمون في الضلالة، لا يهتدون إلى الحق وأكد الكلام ب (لا) ليدل أن ثم مسلكين فاسدين وهما: طريقة اليهود وطريقة النصارى.
وإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم والعمل به، واليهود فقدوا العمل والنصارى فقدوا العلم، ولهذا كان الغضب لليهود، والضلالة للنصارى، لأن من عَلِم وترك استحق الغضب بخلاف من لم يعلم.
والنصارى كما كانوا قاصدين شيئاً لكنهم لا يهتدون إليه لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه وهو اتباع الحق فضلوا، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليهم.
لكن أخص أوصاف اليهود الغضب عليهم: قال تعالى عنهم: مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ. وأخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى: قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ.
روى حماد بن سلمة عن عدي بن حاتم قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ قال اليهود. وَلاَ الضَّالِّينَ قال النصارى هم الضالون وروى ابن مردويه عن أبي ذر قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المَغضُوبِ عَلَيهِمْ قال: اليهود، قلت: وَلاَ الضَّالِّينَ قال: النصارى.
من هداية الآية:
التحذير من صراط المغضوب عليهم، وهم اليهود الذين فسدت إرادتهم فعرفوا الحق وعدلوا عنه، ولم يعملوا به، لأن من علم الحق وتركه استحق الغضب من الله تعالى.
التحذير من صراط الضالين: وهم النصارى الذين فقدوا العلم، فهاموا في الضلال، لا يهتدون إلى الحق، فعلى المسلمين ألا يتركوا العلم والعمل، حتى لا يكونوا مثل النصارى واليهود.
التحذير من طريقة اليهود والنصارى، والترهيب من سلوك سبيل الغاوين والبراءة منهم.
التحذير من ترك العمل الذي وقع فيه اليهود، والتحذير من ترك العلم الذي وقع فيه النصارى.
.
مصطفى العدوى
ما زال حيًا - سُنِّي
سلسلة التفسير لمصطفى العدوي
تفسير قوله تعالى: ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم.
ثم قال سبحانه: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ (المجادلة: 14)، القوم الذين غضب الله عليهم هم اليهود، والقوم الذين تولوهم هم المنافقون، فالمنافقون تولوا اليهود، وصادقوهم، وناصروهم، وواعدوهم بالنصرة، فالآية في شأن المنافقين، ألم تر إلى هؤلاء المنافقين الذين تولوا وناصروا وآزروا قوماً غضب الله عليهم وهم اليهود؟ وقد وسم اليهود بأنهم مغضوب عليهم في عدة آيات، فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (الفاتحة: 7) قال: المغضوب عليهم هم اليهود)، وكذلك قال الله سبحانه: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ (المائدة: 60)، وهؤلاء اليهود؛ لأن الله عز وجل مسخ اليهود إلى قردة وخنازير، فالمغضوب عليهم هم اليهود، فلماذا خصوا بغضب الله عليهم، مع أن أهل الكفر كذلك مغضوب عليهم، والنصارى كذلك مغضوب عليهم؟ لماذا وصفوا ووسموا بهذه السمة والوصف؟ قال كثير من أهل العلم: لأنهم كفروا وجحدوا نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم على علم. (...)
وتفسير الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (الفاتحة: 7) بأن (غير المغضوب عليهم) هم اليهود، و(الضالين) النصارى؛ ليس معناه أن النصارى غير مغضوبٍ عليهم، بل هم كذلك مغضوب عليهم، وليس معناه أن اليهود غير ضالين، بل هم ضالون أيضاً، ولكنهم اختصوا بمزيد من غضب الله تعالى واللعنة عليهم جميعاً.
.
عبد الله بن عبد المحسن التركي
ما زال حيًا - سُنِّي
التفسير الميسر (معتمد من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف)
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ: دُلَّنا، وأرشدنا، ووفقنا إلى الطريق المستقيم، وثبتنا عليه حتى نلقاك، وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته، الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ: طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، فهم أهل الهداية والاستقامة، ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، وهم اليهود، ومن كان على شاكلتهم، والضالين، وهم الذين لم يهتدوا، فضلوا الطريق، وهم النصارى، ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال، ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام، فمن كان أعرف للحق وأتبع له، كان أولى بالصراط المستقيم، ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام، فدلت الآية على فضلهم، وعظيم منزلتهم، رضي الله عنهم.
.
صالح آل الشيخ
ما زال حيًا - سُنِّي
مناهج المفسرين
والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه من التفسير الشيء الكثير وإنما نقل عنه تفسير كثير من الآيات ولكنه ليس بالأكثر والصحابة رضوان الله عليهم نقل عنهم من التفسير أكثر مما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر آيات كثير بحسب الحاجة ففسر مثلا قوله جلّ وعلا للذين أحسنوا الحسنى وزيادة بأنّ الزيادة هي النظر لوجه الله الكريم جلّ وعلا وفسر قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين بأن المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى.
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb