الدور الهدام لسورة الفاتحة 10


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5534 - 2017 / 5 / 28 - 03:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

كما وعدتكم، استمر هنا بعرض مفهوم الآيتين
اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ (اليهود) وَلاَ الضَّالِّينَ (النصارى)
اعتمادا على كتابي: الفاتحة وثقافة الكراهية، والذي صدر في اربع لغات:
العربية https://goo.gl/FBKDDe
الفرنسية https://goo.gl/mUIWnF
الإنكليزية https://goo.gl/aeHdu2
والألمانية https://goo.gl/Duz1mp
.
ما قاله المفسرون بالتسلسل التاريخي وفقا لوفاتهم
----------
ابن عربي
توفى عام 1240 - سُنِّي صوفي
تفسير القرآن
اهدنا الصراط المستقيم أي: ثبتنا على الهداية ومكّنا بالاستقامة في طريق الوحدة التي هي طريق المنعم عليهم بالنعمة الخاصة الرحيمية التي هي المعرفة والمحبة والهداية الحقانية الذاتية من النبيين والشهداء والصدّيقين والأولياء، الذين شاهدوه أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً، فغابوا في شهودهم طلعة وجهه الباقي عن وجود الظل الفاني.
غير المغضوب عليهم الذين وقفوا مع الظواهر، واحتجبوا بالنعمة الرحمانية، والنعيم الجسمانيّ، والذوق الحسيّ عن الحقائق الروحانية، والنعيم القلبي، والذوق العقليّ كاليهود إذ كانت دعوتهم إلى الظواهر والجنان والحور والقصور، فغضب عليهم لأن الغضب يستلزم الطرد والبعد والوقوف مع الظواهر التي هي الحجب الظلمانية غاية البعد. ولا الضالين الذين وقفوا مع البواطن التي هي الحجب النورانية واحتجبوا بالنعمة الرحيمية عن الرحمانية، وغفلوا عن ظاهرية الحقّ، وضلّوا عن سواء السبيل، فحرموا شهود جمال المحبوب في الكلّ كالنصارى إذ كانت دعوتهم إلى البواطن وأنوار عالم القدّوس ودعوة المحمديين الموحدين إلى الكلّ، والجمع بين محبة جمال الذات، وحسن الصفات، كما ورد في القرآن الكريم: وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة (آل عمران، الآية: 133)،اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به (الحديد، الآية: 28)، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا (النساء، الآية: 36)، فأجابوا الدعوات الثلاث. كما جاء في حقهم: وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ (الإسراء، الآية: 57)، يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا (التحريم، الآية: 8)، ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا (فصلت، الآية: 30). فأثيبوا بالجميع على ما أخبر الله تعالى: جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى (البينة، الآية: 8)، لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ (الحديد، الآية: 19)، فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ الله (البقرة: 115)، للذين احسنوا الحسنى وزيادة (يونس، الآية: 26).
.
ابن حيان الغرناطي
توفى عام 1256 - سُنِّي
البحر المحيط
وقيل المغضوب عليهم: اليهود، والضالّون النصارى، قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، والسدي، وابن زيد. وروي هذا عن عدي بن حاتم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا صح هذا وجب المصير إليه، وقيل اليهود والمشركون، وقيل غير ذلك.
.
أبو حيان الغرناطي
توفى عام 1256 - سُنِّي
النهر الماد
وروي عدي بن حاتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المغضوب عليهم هم اليهود وإن الضالين هم النصارى.
.
ابن عبد السلام
توفى عام 1262 - سُنِّي
تفسير القرآن
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ: اليهود، والضالون، النصارى. اتفاقاً خُصت اليهود بالغضب لشدة عداوتها.
.
القرطبي
توفى عام 1273 - سُنِّي
الجامع لأحكام القرآن
غير المغضوب عليهم ولا الضالين اختلف في المغضوب عليهم والضالين من هم فالجمهور أن المغضوب عليهم اليهود، والضالين النصارى، وجاء ذلك مفسرا عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم وقصة إسلامه، أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، والترمذي في جامعه. وشهد لهذا التفسير أيضا قوله سبحانه في اليهود: وباءوا بغضب من الله (البقرة: 61 وآل عمران: 112).
وقال: وغضب الله عليهم (الفتح: 6) وقال في النصارى: قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل (المائدة: 77).
وقيل: المغضوب عليهم المشركون. والضالين المنافقون. وقيل: المغضوب عليهم هو من أسقط فرض هذه السورة في الصلاة، والضالين عن بركة قراءتها. حكاه السلمي في حقائقه والماوردي في تفسيره، وليس بشيء. قال الماوردي: وهذا وجه مردود، لان ما تعارضت فيه الاخبار وتقابلت فيه الآثار وانتشر فيه الخلاف، لم يجز أن يطلق عليه هذا الحكم. وقيل: المغضوب عليهم باتباع البدع، والضالين عن سنن الهدى.
قلت: وهذا حسن، وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأعلى وأحسن.
.
البيضاوي
توفى عام 1286 - سُنِّي
أنوار التنزيل وأسرار التأويل
قيل: المغضوب عليهم اليهود لقوله تعالى فيهم: من لعنه الله وغضب عليه والضالين النصارى لقوله تعالى: قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وقد روي مرفوعا ويتجه أن يقال: المغضوب عليهم العصاة والضالين الجاهلون بالله لأن النعم عليه من وفق للجمع بين معرفة الحق لذاته والخير للعمل به وكان المقابل له من اختل إحدى قوتيه العاقلة والعاملة والمخل بالعمل فاسق مغضوب عليه لقوله تعالى في القاتل عمدا وغضب الله عليه والمخل بالعقل جاهل ضال لقوله: فماذا بعد الحق إلا الضلال.
.
النسفي
توفى عام 1310 - سُنِّي
مدارك التنزيل وحقائق التأويل
والسبيل والمراد به طريق الحق وهو ملة الإسلام صراط الذين أنعمت عليهم بدل من الصراط وهو في حكم تكرير العامل وفائدته التأكيد والإشعار بأن الصراط المستقيم تفسيره صراط المسلمين ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه وآكده وهم المؤمنون والأنبياء عليهم السلام أو قوم موسى قبل أن يغيروا غير المغضوب عليهم ولا الضالين بدل من الذين أنعمت عليهم يعنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من غضب الله والضلال أو صفة للذين يعنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة وهى نعمة الإيمان وبين السلامة من غضب الله والضلال وإنما ساغ وقوعه صفة للذين وهو معرفة وغير لا يتعرف بالإضافة لأنه إذا وقع بين متضادين وكانا معرفتين تعرف بالإضافة نحو عجبت من الحركة غير السكون والمنعم عليهم والمغضوب عليهم متضادان ولأن الذين قريب من النكرة لأنه لم يرد به قوم بأعيانهم وغير المغضوب عليهم قريب من المعرفة للتخصيص الحاصل له بإضافته فكل واحد منهما فيه إبهام من وجه واختصاص من وجه فاستويا وعليهم الأولى محلها النصب على المفعولية ومحل الثانية الرفع على الفاعلية وغضب الله إرادة الانتقام من المكذبين وإنزال العقوبة بهم وان يفعل بهم ما يفعله الملك إذا غضب على ما تحت يده وقيل المغضوب عليهم هم اليهود لقوله تعالى من لعنه الله وغضب عليه والضالون هم النصارى لقوله تعالى قد ضلوا من قبل.
.
الخازن
توفى عام 1341 - سُنِّي
لباب التأويل في معاني التنزيل
اهدنا الصراط المستقيم (...) قال ابن عباس: هو دين الإسلام، وقيل هو القرآن وروى ذلك مرفوعاً. وقيل السنّة والجماعة وقيل معناه اهدنا صراط المستحقين للجنة. صراط الذين أنعمت عليهم هذا بدل من الأول، أي الذين مننت عليهم بالهداية والتوفيق، وهم الأنبياء والمؤمنين الذين ذكرهم الله تعالى في قوله: فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين (النساء: 69) وقال ابن عباس: هم قوم موسى وعيسى الذين لم يغيّروا ولم يبدلوا وقيل هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته غير المغضوب عليهم يعني غير صراط الذين غضبت عليهم. والغضب في الأصل هو ثوران دم القلب لإرادة الانتقام ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا الغضب فإنه جمرة تتوقد في قلب ابن آدم ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه " وإذا وصف الله به فالمراد منه الانتقام فقط دون غيره وهو انتقامه من العصاة وغضب الله لا يلحق عصاة المؤمنين إنما يلحق الكافرين ولا الضالين أي وغير الضالين عن الهدى وأصل الضلال الغيبوبة والهلاك يقال ضل الماء في اللبن إذا غاب فيه وهلك وقيل غير المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى. عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال " أخرجه الترمذي، وذلك لأن الله تعالى حكم على اليهود بالغضب فقال: من لعنه الله وغضب عليه وحكم على النصارى بالضلال فقال: ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وقيل: غير المغضوب عليهم بالبدعة ولا الضالين عن السنة.
.
ابن القيم الجوزية
توفى عام 1350 - سُنِّي
التفسير القيم لابن القيم
قد ثبت في الحديث الذي رواه الترمذي والإمام أحمد وابن أبي حاتم تفسير المغضوب عليهم بأنهم اليهود والنصارى بأنهم الضالون.
.
ابن جزي الغرناطي
توفى عام 1357 - سُنِّي
التسهيل لعلوم التنزيل
المغضوب عليهم اليهود، والضالين: النصارى، قال ابن عباس وابن مسعود وغيرهما، وقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل ذلك عام في كل مغضوب عليه، وكل ضال، والأول أرجح لأربعة أوجه روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم وجلالة قائله وذكر ولا في قوله: ولا الضالين دليل على تغاير الطائفتين وأن الغضب صفة اليهود في مواضع من القرآن: كقوله فَبَآءُو بِغَضَبٍ (البقرة: 90)، والضلال صفة النصارى لاختلاف أقوالهم الفاسدة في عيسى بن مريم عليه السلام، ولقول الله فيه: قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السبيل (المائدة: 77).
.
وإلى مقال قادم مع مفسرين آخرين
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb