حديث حول الإستنارة


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 5508 - 2017 / 5 / 1 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


أظن أن أي جهد علي طريق إستنارة الدينية والثقافية لابد أن يأخذ في اعتباره احترام المعتقدات الدينية وغير الدينية علي حد سواء

وأن إبداء النقد العقلاني والموضوعي لأفكار رجال الدين وتفكيك إلتباساتها المعادية للعلم والتقدم والمعاصرة والتحرر الوطني وكشف أقنعتها الحقيقية هو أفضل مائة مرة من مجرد السخرية والمكايدة والنيل من اشخاصهم والحرص علي الحط منها وتحقيرها مهما وصلت درجة التسلط والتخلف الفكري وسلاطة اللسان الدعوي لبعض الدعاة والمشايخ لأن ذلك لن يكون في صالح جذب المجتمع طرفاً في معارك الإستنارة والتحديث الديني

والمعلوم أيضاً أن الإستنارة لاتعني علي الإطلاق رفض الدين والتدين ولا تعني الرد علي الأصولية الدينية بأصولية مايمكن نقله من انساق فكرية جاهزة ومعلبة عن دول المركز الأوربي من غير تناول نقدي أو إبداع محلي وفي مفارقة مع الجدل العقلي ونسخه
ومن ثم استدعاء تلك الأنساق علي حالتها كأدوات سابقة التجهيز في معاركنا المحلية

بينما من الواجب ألايتعارض التدين مع احترام الحقوق الإنسانية والقانونية للآخر الغير متدين علي أن يمارس الأخير احترامه الفعلي للأديان والمتدينين في علاقة تقوم علي أساس المواطنة والمساواة في المراكز القانونية والحقوقية وفي إطار احترام الجميع متدين وغير متدين لحرية الفكر والعقيدة

هكذا أفهم الحرص علي إنجاح أي جهد في اتجاه التحديث الفكري والثقافي والديني ، وهو الذي ينبغي أن يكون بدوره إبداعاً وطنياً مصرياً متفرداً

ذلك انما ينبع من اعتقادي أنه بغير الإنطلاق من احترام الواقع لانجاح لأي مسعي حقيقي نحو تغييره إلي الأفضل

_____________
حمدى عبد العزيز
1مايو 2017