أنطربولوجيا العنف ...السجن ...ملاحم التشفي


مليكة طيطان
الحوار المتمدن - العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 04:09
المحور: سيرة ذاتية     

لكل فضاء حياتي جغرافية يشيد لها معمار , تخضع لضوابط دستور الرعب ومسخ إنسانية الإنسان ...مع العلم أنهم يصدرون أحكام تربية وتقويم وإصلاح , طبيعي أن يخضع المشهد لنمط حياتي لا يشبه نمط كافة الحيوات ...في نفس الآن تجده صورة مصغرة لبعض أنماط حكمها العنف والتهميش والاستئصال ...لهكذا سر حياتي محصور في تواصل بنغمات وايقاعات فنية ثقافية تدرج فيه إبداعات ذاكرة شعبية قد تجد لها موطنا منذ الأزل في ميدان جامع لفنا وحارات سيدي بولوقات وعرسة حوتا والملاح ...ولكي أكون منصفة رغم تنافر اللكنة والعادات حري بي أن أنصف مدينة خدوج ا وبنت الفقير والسحيمية وتراب الصيني والسوق الخانز ودرب الحبس ودريبة المزوقة ... مهلا لحظة من فضلكم أجمع فيها أنفاسي أرسل فيها زفرة ألم أختزلها في ...ظلموك في مهد لحظة طلقك وإسقاط رأسك المبدع الأديب إدمون عمران المالح ...
حياة مترعة بالفجيعة والكوابيس أصر على أن تكتب وتنقل شريعتها من أصحابها زوارها ضيوفها الأصليين وليس من طرف طفيليين جلهم تعود أن يقتات من بيع وهم حقوق الإنسان حتى ولو تعلق الأمر بسيرة كرب وألم الآخر ...سأنطلق عزيزي من أنطربولوجيا العنف الكامل المواصفات ...التعبير الصادق القادر على اختراق أوصال المتلقي حري أن ينساب من الجهاز الكلامي لمن مر أو مرت من تجربة آلة يوم القيامة الدنيوي ...تناولها من طرف حثالة الكتابة الطفيليين لا يعدو أن يكون ثرثرة فوق السطح كما حال مرتزقة بفلتات وانزلاقات تاريخ سنوات الجمر والرصاص فلا سيرة رماد ولا هم يحزنون بقدر ما أن الأمر يتعلق بشق مسلك انتهاز الفرصة وهذا ما حصل بالقوة والفعل استفادت منه خريجة أدب عربي المعلقات .
أن تستحضر مخزون ذاكرة بمسار زمني يفصله عن نصف قرن عقد من الزمن ليس بالهين سرد وقائع بتقنية حكواتي الحلقة .. مرحلة القلق الفكري ولجتها مؤخرا تحيلني أن أتناول سيرة من اقتسمت معهن فضاؤهن السجني مقرون بنتائج أرقى علم إنساني ( أنتربولوجيا الإنسان ) ...في البدء لست بمختصة أو ذات كعب عالي في التحليل وتجميع المعطيات ربما تسعفني بعض المبادىء الأولية في علم الاجتماع والنفس والتربويات وتمرس السياسة أساسا الشق النقابي حيث تجميع مآسي المستضعفين ضحايا تساهم في يسط ما يتعلق بسيرة رماد حقيقية كما عايشتها عن قرب وانخرطت في كتابة فصول بعض مستملحاتها المرهقة للمشاعير والإحساس .
هنا في هذا المكان المحكوم بنمط التردي والقسوة والتلجيم ...زمن أبواب حغرافيته مغلقة فلا من متابع أو ناقل لحياة مترعة بالحلم الإنساني الموؤود ...هنا تخضع الذوات لتنظيم همجي ينطلق ويستمر باستخفاف ...هكذا أطلق عمالقة شر دولة أياديهم الموهوبة للخيانة والبثر والاستئصال ...نعم السجن دولة بمؤسسات ...هنا رأيت العنف لا كقوة فزيائية من فرد صوب الآخر ...هنا شاهدت بأم عيني عنفا يلتوي كهندسة حلزون ...تعبير ضد النفس يتخذ أشكالا مختلفة لا تناسبها المصطلحات العلمية كالسادية أو المازوشية ما دام الأمر لحظي فرضته ظروف عيش تنتفي فيه حق الوجود كإنسان وبالتالي اعتبارهن نفايات مجتمع الضرورة تقتضي تجميعهن في ذات العتمة والسرداب .
......يتبع فسرد الأوراق لازال مستمرا .