عن الإسلام الوهابي (2)


حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن - العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 12:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

ركن سادس أضافته الوهابية
______________________
في محاولاتي المتأخرة لقراءة مركزة حول الإسلام الوهابي وقفت علي العديد من الإشارات الكاشفة التي أدعوا إلي إعادة قراءتها والتفكير فيها وتحليل كوامنها ودوافعها ونوازعها المتنوعة لنقرأ معاً :

[كتب المؤرخ الحجازي "ابن زيني دحلان"
((وقال له أخوه سليمان)) ]

سليمان بن عبد الوهاب هذا شقيق محمد بن عبد الوهاب الأب الحقيقي لكل عصابات الفاشية الدينية الإرهابية المتأسلمة الدعوية منها والمسلحة ، وظل فترة طويلة (علي حد قول " فاسيلييف " في كتابه "تاريخ المملكة السعودية") ظل مناوئاً لشقيقه يجهر بمعارضته في واحات وفيايفي نجد "

لينتهي كلامي مؤقتاً، ولنكمل كلام ابن دحلان
عن محاورة سليمان لأخيه محمد بن عبد الوهاب

[" وقال له أخوه سليمان يوماً
- كم أركان الإسلام يامحمد
فقال :
- خمسة
فقال :
بل أنت جعلتها ستة
السادس من لم يتبعك فليس بمسلم
هذا ركن سادس عندك للإسلام "[

أنتهت رواية بن دحلان إذن ... لكن كلام سليمان هذا قد أصاب جوهر حقيقة هامة إذ أن الأساس الذي بني عليه بن عبد الوهاب عقيدته هو فكرة "الفرقة الناجية" وهي لاتعتمد علي أي أساس في القرآن بل تعتمد علي حديث مروي بعد وفاة النبي بأكثر من مائة سنة
واعتبر بن عبد الوهاب أتباعه هو - بما أنه - (من وجهة نظره) من اتباع اتباع رسول الإسلام من السلف الصالح (الصحابة) التي هي الفرقة الناجية فإنه هو (أي بن عبد الوهاب) ومن اتبعه هم من (الفرقة الناجية) وما عدا ذلك هم كفار (إن كانوا علي غير ملة الإسلام) أو جاهليين مشركين (في حال المسلمين علي غير مذهبه فيما عدا ماسبق وهم استاذه بن تيمية وتلميذه بن القيم ومن قبلهما الأئمة الأربعة)!!!
وعلي هذا أسس بن عبد الوهاب لأفكار الجهاد والتكفير والطائفية والإستعلاء الديني وما إلي ذلك مما نقل عن أفكار تقي الدين بن تيمية وتلميذه بن القيم

وهذا مانقله رشيد رضا وحسن البنا وابو الأعلي المودودي وماأسس عليه شكري مصطفي وصالح سرية وعبد السلام فرج وعمر عبد الرحمن وأيمن الظواهري و ومعهم جميع مشايخ السلفية الدعوية أو الجهادية أفكارهم التي تدفع مجتمعاتنا العربية بل وكثير من المجتمعات الإنسانية ثمن انتشارها كثقافة للدم والهدم والتخريب والإرهاب
وكمرجح وظيفي لكافة اشكال التبعية والإستبداد السياسي