الترشيح لنبي جديد


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 03:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

في كل وظائف العالم، هناك سن للتقاعد.
وفي كل مجال من مجالات العلم، يمر عالم ويأتي عالم جديد يبني على ماسبق
وفي كل مجالات التقنيات الحديثة، مثل التلفونات المحمولة، كل شركة تخرج سنويا موديل جديد
.
وكل باحث يقوم من سنة إلى اخرى بعمل طبعة جديدة لكتبه لكي تواكب التقدم العلمي
وكل من لا يجدد يموت.
.
المجال الوحيد الذي لا يخضع لهذا النظام هو نظام القدسيات
هل رأيتم طبعة جديدة للتوراة... رغم مرور اكثر من 2000 سنة على صدورها؟
وهل رأيتم طبعة جديدة للإنجيل؟
وهل رأيتم طبعة جديدة للقرآن؟
.
هندسة البناء تتطور لكي تجاري متطلبات العصر.
فلا يمكن لك ان تبني اليوم بيوتًا وفقًا لنظام البناء قبل عدة عقود.
وهناك قوانين تفرض اشتراطات جديدة للبناء. خاصة في مجال الحماية من الزلازل.
ونسمع من وقت لآخر عن انهيار بنايات وموت الساكنين فيها... لأن المهندسين لم يراعوا انظمة البناء التي تفرضها القوانين.
.
الدول العربية والإسلامية تنهار الواحدة بعد الأخرى
شلالات دماء، ودمار دون توقف
أليس هذا دليل على أن تلك الدول مبنية على نظام لم يعد يصلح للحماية من الزلازل؟
وإذا انت لم تقر بذلك، فهذا يعني انك حكمت على العالم العربي والإسلامي بالإنهيار التام.
ولكن على أي أساس بنيت تلك الدول؟
باللغة العربية نتكلم عن الدستور .... والدستور في اللغة الألمانية Grundgesetz
وهذه الكلمة الألمانية اكثر دلالة من مثيلتها العربية. فهي تعني القانون الاساسي
القانون الأساسي يعني الأساس الذي تبني عليه الدولة... فإذا انت بنيت دولة على أساسات معيبة فكأنك بنيت بيتًا على الرمل... فسرعان ما تتفسخ جدرانه ويقع السقف على الساكنين فيه.
.
وما هي أساسات الدول العربية والإسلامية؟
للرد على هذا السؤال يكفي ان تنظر في دساتير تلكل الدول....
فكل تلك الدول تقريبًا تعتير الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع
والجامعة العربية نفسها تبنت مشروع يسمى مشورع صنعاء الهدف منه توحيد القوانين العربية على أساس الشريعة الإسلامية.
وتتناسى ان الإسلام والشريعة الإسلامية هي نتاج القرن السابع الميلادي.
هل تتصور بناء ناطحة سحاب اليوم متبعًا نفس نظام البناء في القرن السابع الميلادي... وحسب ما كان يقوله المهندسون في القرن السابع الميلادي؟
اترك لكم الجواب.
.
يجب ان نقر بأن إسلام وقرآن القرن السابع لم يعد يصلح للقرن الواحد العشرين
وأن محمد لم يعد يصلح كنبي للقرن الواحد والعشرون.
ولذلك لا بد للدول العربية والإسلامية من فتح باب الترشيح لنبي جديد يتفق مع متطلبات القرن الواحد والعشرين.
ومن شروط المرشح الجديد أن لا يدعي العصمة، وأن لا يطالب بمنصب إلى الأبد. وأن يثبت جدارته في مواقبة التقدم الإجتماعي.
وبطبيعة الحال يجب ان تتم اقالته في حال فشله في مهمته.
تماما كما هو الأمر مع كل مهندس يترشح لمنصب في شركة.
كما انه يجب ان يترك عمله كنبي حال بلوغة سن التقاعد لكي يتيح الفرصة لغيره.
.
لذلك اطلب من الدول العربية والإسلامية فتح باب الترشيح لمنصب نبي بدلًا من محمد...
وأن يكون اختيار النبي الجديد من قِبَل لجنة متخصصة
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb