إصلاح الإسلام


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ككل دين...
...إصلاح الإسلام كما حاول كل المصلحين العرب (خير الدين التونسي، عبد الحميد بن باديس، جمال الدين الأفغاني، محمد عبده...) يكون بفهمه تبعًا للعصر الذي نعيش فيه وليس تبعًا للعصر الذي عاش فيه، وكما حاولت أنا يكون بفهمه تبعًا للسياق الذي تفرضه لغة القرآن علينا من داخله وليس تبعًا للسياق الذي تفرضه لغة القرآن علينا من خارجه، وللتبسيط أكثر يربط المصلحون العرب الإسلام بأزماتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية بينما أفصل أنا الإسلام عن أزماتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

المصلحون العرب...
...ينظرون إلى الإنسان ليس بما يفعل من خير أو شر كما أنظر أنا إلى الإنسان، ولكن بما يفعل الإسلام بالإنسان من خير، والإسلام لديهم لا يفعل بالإنسان إلا الخير، فالأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تزول بإرادة الإسلام، لأن المسلم لا يعرف الشر، حتى ولو عرف الشر، فبفضل الإسلام تكون الغلبة للخير، وهي لا بد أن تكون، عندهم تصبح الحتمية ضرورة سياسية ضرورة اجتماعية ضرورة اقتصادية بينما عندي تصبح الضرورة حتمية سياسية حتمية اجتماعية حتمية اقتصادية، وللتبسيط أكثر يربط المصلحون العرب الإسلام بحلول لمشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية بينما أفصل أنا الإسلام عن أي حل لمشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ينتهج المصلحون العرب...
...خطة رضائية توفيقية بين الإسلام كعقيدة والعلم كممارسة ليقعوا في خطأين خطأ التأويل وخطأ التحكيم، فهم لا يريدون من المسلم أن يكون مسئولاً أمام القرآن فقط، بل أمام التكنولوجيا، وهذه هي حال معظم "طلائع" العالمين العربي والإسلامي اليوم، فليكن، لكنها ليست حال ملايين عشرات إن لم تكن مئات ملايين ناس هذين العالمين الذين يتوارثون علمهم الجاهل وجهلهم العالم جهلهم الأزلي، لسيطرة السلطات الدينية عليهم، بينما أنتهج أنا خطة زمنية دنيوية لنظام أُبْعِدُ فيه المسجد عن ممارسة كل السلطات السلطة السياسية أولها، وأدنو إلى هذا النظام بالسلطات المدنية، لا شيء غير السلطات المدنية، وأنا بذلك أقوم بتأنيس الإسلام، تحت معنى أخلع عليه صفة بشرية، عندما أجرده من ثياب الإيديولوجيا، ولا أترك عليه سوى ثوبه الروحي، فالإسلام ككل دين لا يمكن إصلاحه.

يمكن إصلاح المؤسسة الدينية...
...لا الدين، ولهذا الإصلاح اقترحت تأسيس فاتيكان مكة والمدينة، كمجمع ديني أهم مهماته العمل على تكريس فصل الدين عن الدولة وتفسير المسلم العلمي للقرآن.