ثقافة العنف والغريزة-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 19:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (75) .
- لماذا نحن متخلفون (46 ) .

أكتب حاليا بحثاً عن الأديان على عدة أجزاء أستهله بأن الدين هو أدلجة العنف باحثاً فى سيكولوجية العنف الإنسانى الذى وجد سبيله فى الفكر الدينى بأدلجته وتقنينه مُستعرضاً جذور العنف البشرى وكيف تم صياغة العنف فى شكل معتقد ودين يُجذر هذا العنف ويؤصله فى شكل علاقات تجعل ممارسة العنف مُمنهج ومُقدس , ليمنح الممارسات العنفية لذة وإرتياحية لتتم لأمور بضمير مُستريح مُتلذذ لأستنبط هذه الرؤية من طبيعة الإنسان وطبيعة الدين بمنهجه ونهجه وتعاليمه وقصصه بل طقوسه أيضا بعد أن أتحفنا بمئات النصوص الداعية للعنف فى القرآن والكتاب المقدس ليعتبر العنف والقتل الموجه للآخر المغاير عمل مَحمود يُثاب صاحبه بإزدواجية غريبة بتعامله مع نفس السلوك الواحد ثم يقولون لك أن الدين جاء بمنظومة أخلاقية سامية .
هذا المقال هو تأكيد لرؤيتى أن الدين أدلجة العنف لأنصرف هنا عن بحثى فى الجذور السيكولوجية وتاريخ وفلسفة العنف بعدما قدم لى الصديق بارباروسا آكيم رابط فيديو لحوار بين عراقيين عن الهم العراقى , وماذا بعد داعش , ليصطدمنى ويقتلنى مشاهد سُردت أثناء الحوار عن إنتهاك اليزيدات على يد جيرانهم المسلمين لأتأكد من هذه المعلومة فى الإنترنت وليتوجه قلمى نحو الخوض فى أن الإسلام هو إطلاق الغريزة والهمجية فى الإنسان .
https://www.youtube.com/watch?v=QT2YJhz73rs&feature=youtu.be

لن أتكأ فى الإستشهاد بإنتهاكات داعش بالرغم أنها مُستمدة من آيات قرآنية وتعاليم ونهج محمد والصحابة والتاريخ الإسلامى المُشبع بالإنتهاكات والدم والقهر والإغتصاب , فقد نجد مسلم طيب يستنكر هذه الممارسات الداعشية ويعتبر تلك الأفعال الهمجية مُسيئة للإسلام , والإسلام برئ من هذه الهمجية , ليكون توقفى أمام إنتهاكات تمت على يد مسلمين غير مؤدلجين أى من عراقيين مسلمين لجيرانهم اليزيدين والمسيحيين ليغتصبوا نساءهم وينهبوا ممتلكاتهم ويحتلوا منازلهم ويقفوا فى طابور النخاسة يشترون نساءهم , وليقف المرء مفزوعاً من هذه البشاعة والهمجية , فالإنتهاكات تمت أيضا على يد جيران الأمس من يزيديين ومسيحيين شاركوا المسلمين أحزانهم وأفراحهم فكيف ينقلب هذا المسلم إلى وحش ينتهك حياة وكرامة وعرض جاره اليزيدى والمسيحى؟!! كما لا يخفى على أحد أن الدواعش لم يكن لهم أى سطوة وقوة وتمدد وهيمنة بدون ظهير شعبى إحتضن نهجهم وأيدلوجيتهم وساعدوا على إرساء أرجلهم على الأرض , وكان لهذا الظهير بعض الحظ من ممارسة غريزة العنف والتوحش.

نحن أمام مشهد لا يجب أن يمر بدون التوقف أمامه فهو من البشاعة والهمجية والصدمة ليفضح الثقافة الإسلامية ومدى بشاعتها عندما تتغلغل فى نفوس المسلمين .. لن نتحدث عن الدواعش وسنمرر تلك التبريرات الكاذبة أنهم ليسوا من الإسلام ولا يمثلونه ليكون إعتنائى بمشهد هذا الجار المسلم الذى عاش مع اليزيدى والمسيحى ردحاً من الزمان لنجده يشارك الدواعش النهب والسبى وإغتصاب نساء اليزيديات وليحتل منازلهم ويتوجه إلى سوق النخاسة لشراء يزيدية فكيف نفسر هذا المشهد ؟!!.

يؤسفنى ويؤلمنى تناول هذا المشهد لأستدعى مشاهد من مصر تلك البلد التى يتغنون دوماً بوحدتها الوطنية والنسيج الواحد وتقبيل اللحى وتلك المعايشة بين المسلمين والأقباط لتتبدد تلك الصورة تماماً عندما يثير السلفيين الفتنة الطائفية لينقلب المسلم العادى إبن الوحدة الوطنية وروح التعايش إلى معتدى على الأقباط وحارق ومُخرب لبيوتهم وكنائسهم , فأين ذهب التاريخ المشترك والنسيج الواحد ليتعدى المسلم على جاره المسيحى بعدما كان بالأمس يحييه ويشاركه طعامه .

مشهد آخر يتفرد به العراق فى فجاجته ولا يعنى هذا أنه معدوم فى كافة الأقطار الإسلامية , فكيف نفسر هذا الصراع السنى الشيعى الشرس , وهذا القتل على الهوية المذهبية وتفجيرات المساجد والحسينيات , فما السبب فى الكراهية والعداء والقتل بين مذهبين إسلاميين يؤمنان بنفس الدين والكتاب والنبى العربى , ولماذا تصل الأمور لهذا الصراع الدموى العنيف بين أبناء الدين الواحد بعد ان عاشوا فى سلام رغماً عن أنوفهم فى عهد صدام ؟.. أنا أعرف السبب .

الإسلام هو ثقافة إطلاق الغزيرة والعنف وأدلجتها لتدفع المسلم لممارسة غرائزه بتلذذ وضمير مستريح , فالعنف فى الجين الثقافى الإسلامى لتتم ممارسته بشكل موسع متهور مُنفلت همجى , فالقتل والذبح أسهل معادلة فى الإسلام فهناك نصوص وتاريخ يَحث على قتل الكافر والمشرك والمنافق والمرتد .. ولتتسع دوائر العنف لتأكل النار نفسها لنرى صراع دموى شرس بين مذهبين إسلاميين , فجين العنف كامن متوحش متمدد لا يعرف التوقف .

نصوص وتاريخ طويل تحتفى بالغزو والنهب والسبى والإغتصاب لتغلف تلك الرغبات العنيفية الوحشية بورق تغليف جميل يُدعى جهاد , لتمر هذه التعاليم والسلوكيات أمام المسلم منذ نعومة أظافره ليجد الإحتفاء بالإنتهاكات والهمجية فى النص والتاريخ الإسلامى , فعندما يجد على سبيل المثال أن خالد بن الوليد كأكبر إرهابى فى التاريخ هو مجاهد رائع يقترب من القداسة .. عندما يجد المسلم مشاهد بشعة فى التاريخ الإسلامى كشق أم قرفة , وإتخاذ النبى صفية زوجة له فى يوم قتل زوجها وأبوها وأخوها ويرى أن هناك عشرات من المشاهد البشعة فى النص والتاريخ الإسلامى فبدلاً من أن تجد الإستنكار أو حتى الخجل تحظى على الإحتفاء والتقدير لتصير قدوة لتشكل ثقافة البشاعة .

لقد تم الإحتفاء بالإنتهاكات وإطلاق الغرائز فى الإسلام لتجد هوى لدى المريدين لأرى أن هناك علاقة جدلية بين النص والتاريخ والبشاعة لأقول أن أصحاب الهمجية والبشاعة أنتجوا نصاً وتاريخ ليجد هوى فى نفوس وعقول بشعة ليتم إحتضان النص والتاريخ , ولتتكون ثقافة تقوم بتوريث وتأصيل البشاعة والغريزة لتنتج دوائرها الجهنمية ويستمر النهج والسلوك البشع لينتج بشعيين يحتفون بتلك الثقافة البشعة .

يوجد شئ غريب فلم تفلح الحداثة فى تهذيب سلوك المسلم لتظل الهمجية رابضة تحت الجلد لأكتشف شئ يؤسفنى إكتشافه أن المسلم غير مضمون السلوك والأخلاق طالما تواجدت الثقافة الإسلامية على يد السلفيين لتطفو الجينات المتخلفة فى داخل المسلم تُمارس فعلها فى حفلة من حفلات إطلاق الغريزة .

داعش قاربت على الدحر والإنتهاء ولكن هل هذا يعنى أن العراق أو غيرها من الدول الإسلامية فى سبيلها للشفاء من الإنتهاكات والتخلف ,أقول من يأمل فى ذلك هو واهم فستظل هناك تنظيمات سواء داعش أو نسخ شبيهة , فالثقافة الإسلامية موجودة قادرة دوماً على إفراز جماعات أخرى .

الأديان عموماً هى أدلجة العنف كما سيأتى فى بحثى القادم ولكن يتقرد الإسلام بفجاجة طرحه العنيف إضافة إلى إطلاق الغرائز الإنسانية من جماحها ومكابحها , لأقول أنه لولا إطلاق غريزة العنف والشهوة ما كان للإسلام حضوراً بل حضوره وتمدده كونه يخاطب ويداعب النزعات والغرائز العنيفة والسادية فى الإنسان .

ما الحل ؟
قبل أن نطرح حل لابد أن نؤكد بأنه لا سبيل للخروج من دائرة التخلف والبشاعة والعنف والهمجية فى حضورالثقافة الإسلامية ولا أمل للتحرر من هذا المستنقع بحضورالسلفيين الذين يمثلون صقور الإسلام ومروجى المشروع القديم الداعين لإستحضار ثقافة الإسلام العنيف والمنشطين لجينات العنف والكراهية .
لا حل إلا بمراجعة قوية وشجاعة للتراث الإسلامى وكل تمظهراته بشفافية وجرأة فلن يُجدى القول مثلاً بأن الدواعش ليسوا من الإسلام فهذا القول مُراوغ ومٌخادع وكاذب ما لم يُظهر أن الدواعش نهجوا نهج مختلف عن الإسلام وتاريخه الطويل فى القهر و الغزوات والقتل والسبى والإغتصاب
إذن الحل بإستئصال الثقافة الإسلامية ومفرداتها والمروجين لها ولن يتم هذا إلا بنهج قاسى وثقافة علمانية مدنية بديلة تدين التراث وتستنكره أمام الأطفال منذ نعومة أظافرهم مع إحلال تربية وثقافة مدنية بديلة ترسى قواعد الحرية وكرامة الإنسان مُرسخة لمفاهيم السلام والمحبة والتعايش المشترك .. لا يوجد حل غير ذلك .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
- إعتدت أن أقدم فى مقالاتى الأخيرة قطع موسيقية من مكتبتى الموسيقية لإستمتاع أحبائى القراء بها ولكن لن أفعل هذا هنا , فالمصيبة والفجيعة كبيرة لا يجب التخفيف منها ليصير الإستمتاع بالموسيقى خطأ وخطيئة .