بنك استثمار


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5460 - 2017 / 3 / 14 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بنك استثمارنا...
...هو التعبير الملموس عن كوننا منطقة منتجة من مناطق العالم المتطورة، وهو كما أرى ليس كعشرات بنوك الاستثمار العربية الموجودة من ناحيتين: الأولى عندما تعمل هذه البنوك على استثمار نقودها في الخارج بقصد الربح والربح فقط، والثانية عندما توظف هذه البنوك نقودها في الداخل بقصد الربح كذلك ولكن في مشاريع لن ترفع من مكانة البلد الاقتصادية والعلمية والثقافية، وتتركه دومًا متوقفًا على اقتصاد وعلم وثقافة الغرب أمريكا على التحديد.

استثمار النقود...
...في الخارج يكون بضخ عشرات المليارات مئات المليارات في مجموعات إنتاج سبق وثبتت قدميها على الأرض وأثبتت مقدرتها على الربح، وفي الداخل بتكريس بعض هذه المليارات الملايين إما لبناء الفنادق والعمارات وإما لشراء الأغذية والثياب، والربح أكيد للرأسمال العربي في كلتا الحالتين.

استثمار طفيلي...
...كهذا نتيجته مدن متطورة في ظاهرها كمدن الخليج والسعودية ومتخلفة في باطنها، فهذا التطور المزعوم لا يبدل شيئًا من بنيتها، وبلغة النقود ما يتبدل التراكم المالي، وهلم جرا.

استثمارنا شيء آخر...
...في الخارج لن تقف نقودنا وقفة المتفرج، لأن استثمارنا ككل استثمار عربي غايته الربح، وشرطه لا ككل استثمار عربي المساهمة في الإنتاج العائد علينا بالفائدة وذلك من ناحيتين: الأولى تكنولوجية في عالم الثورة التكنولوجية عالم اليوم وذلك بإنشاء فروع للمصانع عندنا فيكون هناك تشغيل لليد العاملة عندنا وعند الغرب عند أمريكا، ويكون هناك توزيع للمعرفة ننهل منه وفي الوقت نفسه يرفد الغرب وأمريكا في زمن المنافسة فيه على أشدها ويسندهما مقابل سندهما إيانا. وفي الداخل سيتعدى استثمارنا المشاريع الاستهلاكية إلى المشاريع الإنتاجية، يكفي أن نتخيل مشروعين عملاقين كشق خطوط سكك حديدية من المحيط إلى الخليج وكتصنيع الزراعة في أراضينا الخصبة (الجزائر أم البطاطا تستورد البطاطا!!!) لتصديرها، دور مُلْزِم نلعبه في غدٍ يتضاعف فيه عدد سكان العالم بالمليارات.

بنك استثمارنا...
...إذن هو بنك لتغيير وجه العالم العربي بالفعل، ونقله من عالم رأسمال ريعي تابع إلى عالم رأسمال إنتاجي مستقل.

سنبدأ بمائة مليار...
...فالسعودية والإمارات لن تساهما بملياراتهما في المشروع التكنولوجي لسوفت بنك الياباني بعد أن أُلْغِى، واستعداد السعودية بخمسين مليار والإمارات بثلاثين يعني التأهيل المالي لبنكنا، وعلى كل "تعاون"، غربًا وشرقًا أقصى، أن يكون كما طرحت، بما في ذلك التوقيع منذ يومين على مذكرة تعاون في مجال الثورة الصناعية الرابعة بين السعودية واليابان.