فليخجلوا - الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت


سامى لبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5457 - 2017 / 3 / 11 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت ( 98 ) .

من الأسباب التى تدعونى لنقد الأديان أن التهافت والهراء صار حكمة وقداسة ومصدر للإحتفاء مما يقود إلى تغييب وتسطيح وتزيف الوعى , فالتغييب والتسطيح يأتى من تمرير جبال من الخرافة والتهافت وعدم التوقف أمامها بل التأقلم معها , والتزييف عندما يصير الهراء والتهافت حكمة .
لسنا هنا بصدد فضح الخرافات فى الأديان وتلك المغالطات العلمية الفجة التى تفيض بها النصوص المقدسة بل نحن أمام نقد نصوص تتسم بالسذاجة والهراء أو قل البساطة والبراءة حتى لا يغضب أحد لنخلص إلى إثبات رؤيتى النقدية التحليلية القائلة ببشرية الأديان وأنها فكر ورؤية وخيال إنسان قديم هكذا كانت معارفه ووعيه ولا علاقة لها بغازات السماء .
الهدف الثانى هى رسالة موجهة لأصحاب الإعجاز العلمى فى القرآن والكتاب المقدس أصحاب التزييف والتلفيق لنقول لهم فلتخجلوا فنصوصكم تحمل من السذاجة ما يكفى لتخجلوا .. ولا يقتصر الخجل على أصحاب الدجل العلمى بل على كل من يدعى أن تلك النصوص كتابات مقدسة جديرة بالإحتفاء والتقديس .

- لدينا الكهرباء ونهتدى بدون قصة النجوم .
فى تكوين 1: 16( فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم ) . وفى أرميا ( هكذا قال الرب الجاعل الشمس للإضاءة نهارا وفرائض القمر والنجوم للإضاءة ليلا ) . وليأتى القرآن ليؤكد هذا التصور فى سورة الملك 5( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين ) .
لن نعتنى بقصة أن النجوم الهائلة رجوم للشياطين فيكفى المؤمنين ما يتحملونه من حرج ولكن لنا أن نتوقف أمام نجوم بحجم الشمس أو أكبر أى تعادل مليون مرة حجم الأرض هى بمثابة مصابيح للزينة لتبث لنا نقاط ضوء خافتة لنقول ما هذا الهراء , فلسنا بحاجة لتلك النجوم فلدينا الكهرباء التى لم تسعف خيال الإله فلم يشير لها .
فى الأنعام 97 ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) . فلتستغرب من منظور القدماء للنجوم فهم رأوها كمصابيح للإنارة فى السماء وتارة اخرى كهداية الملاح فى ظلمات البر والبحر ولكن لك أن تفرط فى الإستغراب عندما تجد من يزالون يرددون هذه الصور الساذجة . أقول كيف لنجوم فى حجم شمسنا أو أكبر منها وظيفتها تحديد الإتجاهات فى مسيرتنا بالصحراء أو البحر .
العلم والتطور الإنسانى جعل مليارات النجوم بلا أى معنى لتتبدد تصورات النصوص المقدسة , فلسنا بحاجة الى تلك الاضواء الخافتة للنجوم بعد ان توفرت لنا الإنارة بالكهرباء كما إستطاع الإنسان أن يهتدي في ظلمات البر والبحر والجو بدقه متناهيه بجهاز لا يتعدى وزنه أكثر من 400 جرام .
هل تعلمون أن السفن فى البحر لا يسيرها القبطان وإنما تسير بالأوتو بيلوت ؟ كذلك الطائرات فهى تعتمد على نظام الجى بى إس أو الجلوبال بوزيشن سيستم . و ذلك بإستقبال إشارات من القمر الصناعى ومقارنتها مع قاعدة على الأرض ومن هنا يتم حساب إحداثيات الموقع و تقوم السفينة أو الطائرة بتغيير مسارها حسب المعلومات الواردة إليها , فما يقوم به القبطان فى هذه الحالة هو التدخل فى حالة الطوارئ فقط , كما تستطيع الملاحه والاهتداء حاليا فى تجوالك بسيارتك ببرنامج كمبيوتر على اتصال بقمر صناعى ولا معنى لقصة النجوم .!

- سنبلغ مرادنا بدون شق الأنفس .
فى سورة النحل 5 ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .
هذه الآية غريبة فى إطروحاتها , فالله يُعلن أنه خلق الأنعام فيها دفء ومنافع كالأكل , وأن الجمال للركوب حين يريحون ويرجعون وتحمل أثقالهم ومتاعهم فى ترحالهم فما كانوا ليبلغوا مقاصدهم إلا بشق الأنفس , فهل لم يدرك العرب فوائد الأنعام والجمال إلا حينها .! أى أن القرآن جاء ليخبرهم بتلك الإكتشافات العظيمة الغائبة عن وعيهم ! , أم أن كاتب القرآن أراد أن يمن على البدو بهذه المنافع لينسبها لإله رحيم رؤوف وهنا ألا يحق لعبدة الآلهة الأخرى أن ينسبوا تلك المنافع لآلهتهم لتسقط حجة وفضل ومنة الله الإسلامي .
لا تكتفى هذه الآية بهذه الرؤية فلنتوقف عند ( وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ ) لنلقيها فى وجه من يبشرون بالإعجازالعلمى بالقرآن ولنلقيها أيضا فى وجه من يقولون بأن آيات القرآن رسالة وخطاب للبشر فى كل زمان ومكان , فالطائرات والسفن العملاقة والشاحنات الضخمة تنقل أثقالنا الكبيرة بدون شق الأنفس , لقد بلغنا أقصى الأرض دون مشقة الأحمال ودون الحاجة إلى البغال والحمير والجمال .
الآية إذن تعبر عن صاحب فكر هذا الزمان مخاطباً فكر أهل هذا الزمان فلا يقل أحد إنها خطاب لكل زمان ومكان وليخجل أصحاب الإعجاز العلمى عن عجز القرآن التنبأ بإكتشافات علمية حديثة كالطائرات والسفن العملاقة والشاحنات فى حمل الأثقال بدون مشقة .

- لم نعد بحاجة للريح والشراع .
فى سورة يونس 22( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) .
فى هذه الآية ينهج كاتب القرآن نفس النهج الذى يريد إثبات وجود الإله ونعمه بالإدعاء بتحكم الله بالرياح ليمكن أن يدعى صاحب إله آخر أن إلهه هو من يتحكم فى الرياح وله هواية تسيير المراكب وأتصور أن الأغريق القدماء هم أول من إبتدعوا قصة إله الريح .
- فى سورة الشورى 32( ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام إن يشأ يُسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لأيات لكل صبار شكور) .
هذه الآية أيضاً ملك فهم وخيال بيئتها ولا تنبئ عن أى معرفة أو إشارة للمستقبل ليثبت عصرنا عدم جدواها , فالسفن اليوم تتحرك بالمحركات ولا تستخدم الأشرعة فهل كان الله يجهل المستقبل ؟
لم يرتقى مفهوم الرياح الذى يسير الفلك عن مفهوم هذا الزمان , فالنص ابن بيئته ومعارفها ولكن هذه الآية لا معنى فى زماننا ففى عصرنا تسير السفن العملاقة دون أن تضع فى حساباتها حركة وقوة الريح .
لم يذكر هذا النص التسيير فى الجو فقد إكتفى بالبر والبحر فهل كان يعلم الإله أن البشر سوف يركبون الجو بل يصلون إلى القمر ويخططون لغزو المريخ .!

- لماذا لم يظهر الاعجاز العلمى فى التنبؤ بالطائرات .
فى سورة الزخرف: 12- 14 ( وجعل لكم من الفلك والأنعام ماتركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولون سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا مقرنين وإنا الى ربنا منقلبون ) .
هذه الإية إمتداد لسابقتها التى تعتنى بالتسيير فى الأرض والبحر ولا تشير أى إشارة عابرة للسير فى الجو مما يؤكد بشرية القرآن وأنه نص يدور فى إطار مفاهيم ومعارف زمانه فلم يتطرق النص الى ركوب البشر الطائرات التي تسير في الجو والتي أصبحت الغالبية من البشرفي عصرنا تتنقل بها من بلد الى بلد بل داخل الأوطان نفسها .
سيقول قائل أن البشر حينها لن يفهموا معنى التسيير فى الجو , لنقول وهل القرآن جاء لمجتمع هذا الزمان فحسب فإذا كان كتاباً إلهيا فهو لكل زمان ومكان , وأين أصحاب الإعجاز العلمى الذى يدعون بأن القرآن سبق عصره وأشار إلى علوم وإكتشافات مستقبلية فى عصرنا بل ألمح إلى الإنفجار الكبير كما يزعمون , فلماذا الإغفال عن الطائرات .
عندما تقرأ القرآن ترى أن ما جاء به لا يتعدى ما كان ملاحظاً ومعروفاً في ذلك الوقت فالأمور هكذا , فكاتب النص يتكلم فى حدود معارفه , فمحمد شأنه شأن أي إنسان عاش في القدم فمعارفه محدوده لينسب كل شيء إلى تلك القوى الخفية التي إسمها الإله ولم يكن يعلم بأن البشر فى العصر الحديث قادرون على الوصول إلى تلك الدرجة من تحدي الطبيعة وتقليدها بشكل مذهل .

- الله جعل من الخرسانة والحديد بيوتا .!
فى سورة النحل 80( اللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ) .
هل هذه حجة الله على وجوده وقدراته أن يشير للبشر عما يفعلون , فهل يتقبل عاقل هذه الرؤية أم الإنسان منذ فجر التاريخ جرب وأبدع هذه الوسائل البدائية للمعيشة بدون حاجة لآلهة أو أشباح , فالأمور لا تحتاج إنزال إشارة من القرآن لشرح كيف تُصنع أثاث بيتك من الصوف والوبر , فالبشر يفعلون هذا بدون تلك الإشارة , وإذا كانت الأمور تحتاج فلنسأل لماذا لم يشير علينا بإنشاء منشآتنا الخرسانية والمعدنية ؟ ولكن هل من يحكى فى جلد وأوبار وشعر الأنعام جدير أن يحكى فى منشآت متقدمة يا أصحاب الإعجاز العلمى .

- طينتك نوعها إيه ؟
روى عن هوذة ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير سمعت الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض ، والأحمر ، والأسود ، وبين ذلك ، والسهل ، والحزن ، وبين ذلك ، والخبيث ، والطيب ، وبين ذلك . وكذا رواه أبو داود ، والترمذي ، وابن حبان في صحيحه من حديث عوف بن أبي جميلة الأعرابي ، عن قسامة بن زهير المازني البصري ، عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . وقال الترمذي : حسن صحيح .
هذا المشهد كان جدير به أن يكون ضمن سلسلتى ( مائة خرافة مقدسة ) ولكن وجدته يقتحم هذا المقال ليفضح بشرية النص وصاحبه فهكذا كان التفكير الساذج البسيط فى تفسير تباين لون جلد البشر , فلا أجد ضرورة تبيان سذاجته كما لا أنسى السؤال عن حال أصحاب الدجل العلمى .. عذرا اصحاب الإعجاز العلمى , أين أنتم .

- نحن نأتى الماء المعين بالطلمبات والمضخات .
فى سورة الملك ( قل أرأيتم ان اصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءً معين ) آية واضحة المعنى ولكن تجد المسلمين يهزون رؤوسهم من عظمة محتواها فهى تسأل المشركين عمن يأتيهم بماء معين ولكنها لا تعطى أى إثبات بتفرد ألوهية الله الإسلامى بهذا الفعل , فيمكن أن يدعى كل صاحب إله أن إلهه هو المسئول عن تفجير العيون والينابيع . ولكن هل هذه الآية تجرؤ على سؤال إنسان اليوم عمن يأتيه بماء معين فسيكون جوابه قاطعاً من الطلمبات والمضخات التى صنعها الإنسان , فهل لنا أن نقول أن الطلمبات نسخت هذه الآية أم أن هذه الآية جاءت مواكبة لآفاق فكر أهل زمانها فلم تغادره والدليل ( قل) وإذا كانت كذلك فلا يقل أحد أن النص المقدس يتجاوز المحلية إلى العالمية فهو رهين بيئته وخيالها ومعارفها أما أصحاب الإعجاز والبشارات العلمية فى القرآن فليخجلوا .

- أين أنتى يا أمريكا بصواريخك الذكية .
هذا المشهد للطرافة ولكن لن يخرج عن بشرية النص أيضا , ففى سورة الأنفال ( وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) . فالسبب المانع لإهلاك القوم كما أهلك الله أقواما آخرين هو لوجود النبي محمد بينهم أى أن الله يخشى أن تصيب حجارته محمد فتؤذيه أى يتأذى من نيران صديقة .
هل لنا نتوقف أمام هذا المنظور البدائى للعقاب والذى تجد جذوره فى الكتاب المقدس , كما هل لنا أن نتأمل تناول مشهد الرب القاذف للحجارة كما فى سفر يشوع وهذه الآية , فهل هذا الإله البدائى الطائش لا يدرك أن حجارته ستصيب الأطفال والأبرياء , ولكن لنا أن نتوقف أمام فنتازية هذا المشهد , فالإله عاجز أن يلقى بحجارة تصيب الكفار ولا تصيب محمد فليس لديه حجارة ذكية كحال الصواريخ الأمريكية الذكية التى تصيب أهدافها بدقة ولكن يبدو أن الإله بحاجة للبنتاجون الأمريكى لمعرفة هذا الإختراع العظيم لينتج حجارته الذكية .

- إنتو مش بتخافوا ليه؟!
موضوع الكسوف والخسوف موضوع معروف سببه علمياً , فعندما يمر القمر بين الأرض والشمس يحصل كسوف للشمس لأن القمر يغطي جزء منها, واذا مرت الأرض بين القمر والشمس واصبح ظلها على القمر يحصل خسوف للقمر. وهذا الموضوع يحصل من 4 مليارت سنة بانتظام ويمكن حسابه بدقة وليس له علاقة بذنوب وتخويف وخرابيط اخرى .
الإيمان الإسلامى يتعامل مع ظاهرة الكسوف بمنظور ساذج مضحك فهو يطلب من المسلمين الخوف والفزع عند مشاهدة الكسوف , ففى صحيح مسلم عن أسماء بنت أبى بكر-رضي الله عنهما - أنها قالت : فزع النبى -صلى الله عليه وسلم- يوما - تعنى يوم كسفت الشمس - فأخذ درعا حتى أدرك بردائه فقام للناس قياما طويلا لو أن إنسانا أتى لم يشعر أن النبى -صلى الله عليه وسلم- ركع ما حدث أنه ركع من طول القيام ) . كذلك ( إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم) أخرجه مسلم في كتاب الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف .
يقول النووي تفسيراً : ( معناه أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهوا ، ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به إنسان ).- شرح النووي على مسلم (3 / 318) .
وقال الشيخ محمد بن عثيمين في الضياء اللامع من الخطب الجوامع (1 / 328) : ( فيا أمة محمد إن كسوف الشمس أو القمر لحدث عظيم مخيف ، وأكبر دليل على ذلك ما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند كسوف الشمس من الفزع والصلاة ، وما حصل له فيها من أحوال ، ثم تلك الخطبة البليغة التي خطبها ، فعلينا أن نفزع لحدوث الكسوف ، وأن نلجأ إلى مساجد الله للصلاة والدعاء والاستغفار ، وأن نتصدق لندفع البلاء ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإعتاق في كسوف الشمس ؛ لأن عتق الرقبة فكاك للمعتق من النار ، فأسباب البلاء والانتقام عند حدوث الكسوف قد انعقدت ، والفزع إلى الصلاة ، والدعاء ، والاستغفار ، والصدقة ، والعتق يدفع تلك الأسباب .
أيها المسلمون : فإذا حصل الكسوف في أي وقت ، وفي أية ساعة من ليل ونهار ، فإفزعوا إلى الصلاة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك ، ولم يستثن وقتا من الأوقات ، ولأنها صلاة فزع ومدافعة بلاء ، وتصلى في أي وقت حصل ذلك ، وليس عنها نهي ، فتصلى بعد العصر ، وبعد الفجر ، وعند طلوع الشمس ، وكل وقت ، واعلموا أن السنة أن تصلى جماعة في المساجد كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلى خلفه الرجال والنساء ، فإن صلاها الإنسان وحده ، فلا بأس بذلك لكن الجماعة أفضل ) . إنتهى .
ما بالكم لا تفزعون , فهل ربنا بيهوش فشوش .. طب حسابكم عنده عسير .

- الشمس تتوقف فى السماء حتى يفرغ الهمج من قتالهم .
النص فى الكتاب المقدس لا يكتفى بتقديم صور تعتنى وتخاطب خيال ووعى ومعارف إنسان قديم بل تبث فكر وتفسيرات خاطئة للطبيعة لن يشفع لها تبرير إنها تخاطب فكر إنسان قديم فليس معنى أنك تبسط الأمور أن تقدم وتقر بمعلومة خاطئة , لذا هذا المشهد كان حرى أن يُرفق فى سلسلة مائة خرافة ولكن أضمه لتبيان سذاجة وهراء النص المقدس .
فى سفر يشوع 10
10: 5 فاجتمع ملوك الاموريين الخمسة ملك اورشليم و ملك حبرون و ملك يرموت و ملك لخيش و ملك عجلون و صعدوا هم و كل جيوشهم و نزلوا على جبعون و حاربوها
10: 6 فارسل اهل جبعون الى يشوع الى المحلة في الجلجال يقولون لا ترخ يديك عن عبيدك اصعد الينا عاجلا و خلصنا و اعنا لانه قد اجتمع علينا جميع ملوك الاموريين الساكنين في الجبل
10: 7 فصعد يشوع من الجلجال هو و جميع رجال الحرب معه و كل جبابرة الباس
10: 8 فقال الرب ليشوع لا تخفهم لاني بيدك قد اسلمتهم لا يقف رجل منهم بوجهك
10: 9 فاتى اليهم يشوع بغتة صعد الليل كله من الجلجال
10: 10 فازعجهم الرب امام اسرائيل و ضربهم ضربة عظيمة في جبعون و طردهم في طريق عقبة بيت حورون و ضربهم الى عزيقة و الى مقيدة
10: 11 و بينما هم هاربون من امام اسرائيل و هم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة عظيمة من السماء الى عزيقة فماتوا و الذين ماتوا بحجارة البرد هم اكثر من الذين قتلهم بنو اسرائيل بالسيف
10: 12 حينئذ كلم يشوع الرب يوم اسلم الرب الاموريين امام بني اسرائيل و قال امام عيون اسرائيل يا شمس دومي على جبعون و يا قمر على وادي ايلون
10: 13 فدامت الشمس و وقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه اليس هذا مكتوبا في سفر ياشر فوقفت الشمس في كبد السماء و لم تعجل للغروب نحو يوم كامل
10: 14 و لم يكن مثل ذلك اليوم قبله و لا بعده سمع فيه الرب صوت انسان لان الرب حارب عن اسرائيل
أرى المسلم يسخر ويضحك من سذاجة وهراء الكتاب المقدس فهكذا حال الدينيين عموماً لا يلتفتون لحجم الهراء فى نصوصهم ليسعدهم أن يسمعوا هراء المعتقدات الأخرى التى تنافسهم فى الخرافة , ولكن يؤسفنى أن أبدد متعة المسلم بمشهد الشمس الواقفة فى السماء لأذكره بحديث صحيح لمسلم يذكر هذه الواقعة ويقرها .
جاء في صحيح مسلم جـ5 ص 145 عن أبي هريرة " قال رسول الله غزا نبي من الأنبياء.. فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، إلههم أحبسها على شيئًا فحبست عليه حتى فتح الله عليه " وروى أحمد في سنده عن أبي هريرة قال رسول الله (صلعم) أن الشمس لم تحبس على بشر إلاَّ ليوشع .
هل لنا أن نتوقف أمام هذا الإله الذى يوقف الشمس ليطيل النهار حتى يفرغ الهمج العبرانيين من قتلهم وذبحهم للبشر ولكن يجب ألا ننصرف عن هذا الفهم الخاطى بإيقاف الشمس لندرك أننا أمام نص بشرى لم يكتفى بسذاجته وجهله ليعلن عن همجيته أيضا.

- عهد الله فى ظاهرة طبيعية .
وأنا صغير كنت أستغرب من قسم زملائى المسلمين والمسيحيين بكلمة "عهد الله" لأسأل عن ماهو "عهد الله" فلا أجد مُجيب ولكنى إكتشفت بعد سنوات ماذا يعنى عهد الله .
فى سفر التكوين الاصحاح التاسع :
(12 وقال الله هذه علامة الميثاق الذي انا واضعه بيني وبينكم وبين كل ذوات الانفس الحيّة التي معكم الى اجيال الدهر.
13 وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الارض.
14 فيكون متى انشر سحابا على الارض وتظهر القوس في السحاب
15 اني اذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حيّة في كل جسد.فلا تكون ايضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد.
16 فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا بين الله وبين كل نفس حيّة في كل جسد على الارض) سفر التكوين ( 9- 12:16
إذن عهد الله هو فى ألا يغرق الأرض ثانية وليتخذ من قوس قزح كشئ يذكره قبل الإقدام على هذا العمل الطائش .
أتصور من التهافت أن نشرح سذاجة هذا الفكر وتهافته بتبيان تفسير قوس قزح فيزيائيا طبيعيا ولكن هل لنا أن نسأل المسيحى واليهودى عندما يرون قوس قزح فهل يتوجهون بالصلاة إلى الرب لينتبه لقوس قزح ويِتذكر عهده .!

- نسيت.. هناك عهد آخر , عهد ختان القضيب .
نختم بهذه الطرافة فعهد الله صار بين أفخاد الرجل ليكون عهده بختان قضيب أحباءه وليعتنى بهذا العهد عندما يدمر ملاكه مدن الأغيار فسيقوم الملاك بشلح كل ذكر فمن سيراه مختونا فسيعفيه ومن يراه غير مختون سيدمره .
فى تكوين 17 ( هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر".
11 فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم
12 ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في اجيالكم وليد البيت والمبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك
14 واما الذكر الاغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها أنه قد نكث عهدي ) .

- الخلاصة .
قد يقول قائل ان تلك النصوص التى تراها تحمل السذاجة موجهة لأصحاب هذا الزمان لنقول هذا هو المطلوب إثباته , فالنصوص من وعى وفكر ومعارف أهل زمانها وليست لكل زمان ومكان مما ينفى عنها القداسة والإطلاقية والحكمة لذا لا يصح الإشارة بأن القرأن لمح للإنفجار الكبير كما يدعون فأهل هذا الزمان لن يفهموا ذلك فإذا قيل أن تلك الإشارات لزماننا فلما لم يشير إلى كل منجزات عصرنا بدلا من الإكتفاء بالأنعام والبغال .. إذن تحن أمام كتابات لا تزيد عن أى كتاب بشرى يتوجه برسالته لأهل زمانه وفقا لمعارفهم وفهمهم وذوقهم , وإن كان لى القول بأن الكتب البشرية لم تصل لهذا الهراء .
أما أصحاب الإعجاز العلمى فى القرآن والكتاب المقدس فليخجلوا ولا نسمع لهم صوتا وليكفوا عن محاولات التلفيق والترقيع والغش التى يمارسونها فحرى أن يفسروا هذا التهافت والخرافة أولا , فالنصوص تفضح نفسها بكم من السذاجة والتهافت تُحسد عليه كما لم تغادر فهم ومعارف وخيال زمانها .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .

- إستمراراً لما أتبعته من نهج جديد فمن لم يستمتع بالأفكار فليستمتع بموسيقى من مكتبتى الموسيقية.
Just for you- GIOVANNI MARRADI
https://www.youtube.com/watch?v=UyCdJ88ZJI4&spfreload=10