الفكر السائد


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5447 - 2017 / 3 / 1 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

المثالية كنظام مثالي كفكر سائد

مثلي مثل الباحث والروائي الفرنسي تييري كروزيه أنا لا أبحث عن دحض النظام المثالي، فهو كالله لا يدحض، ووجوده كوجود الله نتيجة طبيعية، هذا لا يعني اعترافًا مني بوجود الله، ولكن بسيادة الله سيادة النظام المثالي على العالم، وسحقه لنا. وأرى كما يرى الباحث والروائي الفرنسي تييري كروزيه أن الرأسمالية والعولمية والملكية والديمقراطية التمثيلية في أتعس أحوالها الحالية تتأتى من الفكر المثالي، ونقد الرأسمالية، نقد العولمية، نقد الأنظمة السياسية، وفي نفس الوقت الأكل والشرب والنوم في أحضان المثالية، دون أن نبدل طريقة التفكير، لن يجعلنا هذا النقد أن نبدل شيئًا في العالم. ستسقط رؤوس، كما حدث في الربيعات العربية، وتعلو رؤوس، ولن يتبدل شيء، فالربيعات العربية لم تؤدِّ إلى رؤية جديدة للعالم، والرؤية الجديدة هي التي تؤدي إلى نظام جديد.

الفكر السائد بين النظرية والممارسة

الفكر السائد كفكر مثالي يبرر للتحكم والاستبداد، يبرر للمراتب الاجتماعية وطبقات المجتمع (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات)، فنظريًا الفكر السائد يقول حركة الإخوان المسلمين ليست الاستبداد ليست التحكم ليست الطبقات ليست المراتب، بينما من خلال تجربة هذه الحركة في غزة في تركيا في مصر (أنا لا أتكلم عن شرعية مرسي التي أقرها) على الأرض، بمعنى الفكر السائد عمليًا، تظهر هذه الحركة حركة تحكم واستبداد ومراتب وطبقات، وبشكل أعم من هذه الناحية أصحاب الفكر السائد (إخونجية وشيوعية وشيعية ودرويشية ومحلبية وساندويشية و... و... و...) الذين يفكرون في كون العالم بنى طبقية يرفعون حاكميهم على رؤوسهم دون إرادتهم، هذا لا يعني أن كل الحكام استبداديون وتحكميون، في الغرب هم شيء آخر، لكن الناس ضحايا الفكر السائد بأفكارهم يساندون حكمهم ويبررونه.

الفكر السائد الفكر الشبكة

فكر الشبكات الاجتماعية لهو فكر أصحاب الفكر المثالي في معظمهم، الفكر السائد، فكر التبعية، وفكر التبعية ليس الفكر الواحد، والهوية الواحدة، هناك عدة أفكار للفكر الواحد، وعدة هويات، بمعنى يتعدد الفكر المثالي من داخله، ويتفرق هويات من داخل أصحابه، ليكون في النهاية لا اختلاف هناك. هذا لا يعني أنه لا توجد هويات من خارج الفكر المثالي، لكنها تبقى هويات هامشية، وإن طرحت الفكر النقيض للفكر السائد، وهذه هي حالي وحال الشباب الذين يؤيدونني، وليس بالضرورة يفكرون مثلي.

الفكر النقيض للفكر السائد

هذا الفكر موجود كما قلت، نحن أصحابه، لكن خصومنا من المثاليين وغير خصومنا، يتهموننا بضعف المنطق والبعد عن الواقع، نعم بكل بساطة، بكل تبسيط، بينما هم أفذاذ في طرح المفاهيم المجردة الأبعد ما يكون عن الواقع، الأبعد ما يكون عن المنطق، وعن تساؤلاتنا الأقرب ما يكون من الواقع، الأقرب ما يكون من المنطق، يقولون "فكر زيادة" على وزن "سكر زيادة" "فكر كتير" "كلام مْسَأَفين"! طيب فلنتحاور، ولا يتحاورون، يكتفون بإلقاء التهم الجاهزة، فهم المتهِمون وهم القضاة.