لايوجد مانع شرعى يمنع الرجال من لبس الدهب


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 20:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

ورد إلى موقعنا على الإنترنت سؤال من العميد - محمد محمود يسال فيه عن حكم الشرع فى لبس الرجال للدهب ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول :-
بداية بتوفيق من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلباً للدعم من رسله وأحبائه نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام، وكل المحبة والسلام لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله كما نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لا نفرق بين أحداً منهم اما بعد---------
فقد ذهب الكثير ممن يُسمون أنفسهم فقهاء إلى تحريم لبس الدهب للرجال، مستندين إلى بعض الأحاديث المكذوبة على سيدنا النبى ، مثل ماورد فيما يسمى بصحيح مسلم ،عن ابن عباس ض ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه، وطرحه وقال: "يَعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده". فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله ص خذ خاتمك انتفع به فقال: لا والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله ص------ وايضا ماروى عن أبي أمامة الباهلي ض ، أن النبي ص قال: "ما كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريراً ولا ذهباً" (رواه مايسمى مسند الإمام أحمد )------- ايضا ماروى عن عبد الله بن عمرو ض ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة". (رواه الطبراني ورواه الإمام أحمد ) -------------ايضا ماروى عن أبي سعيد ض ، أن رجلاً قدم من نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب فاعرض عنه رسول الله ص وقال: "إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار". (رواه مايسمى بسنن النسائي )------ ايضا ماروى عن البراء بن عازب ض ، قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبع: "نهى عن خاتم الذهب". الحديث (رواه مايسمى بصحيح البخاري )--------- ايضا ماروى عن عبد الله بن عمر ض قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس خاتماً من ذهب فلما رأى الناس تقلده نبذه، وقال: "لا ألبسه أبداً" فنبذ الناس خواتيمهم. (رواه مايسمى بصحيح البخاري ) وهذا الكلام لا يليق بسيدنا النبى فكيف يلبس الدهب المحرم كما يدعون فترة ثم يكتشف بعد ذلك أنه حرام فكيف يكون النبى وهو وحي يوحى كما قال تعالى فى سورة النجم( إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى (4) لا يعرف هذا الأمر من بدايته ---- ونحن نقول لهم بأن هذه الأحاديث وغيرها التى تتكلم عن الذهب جميعا مكذوبة على سيدنا النبى ونتحدى هؤلاء ممن يطلقون على أنفسهم فقهاء أن يأتونا بسند كامل لأى من هذه الأحاديث المكذوبة ، أو يقدم لنا مصدر موثق لها ،لأن الكتب المسندة بلا دليل للأمام البخارى والأمام مسلم والأمام أحمد والأمام النسائى والأمام الطبرانى مطبوعة والطباعة عمرها 200عام ، وهؤلاء الأئمة ماتوا من حوالى 1200 عام، ولا توجد مخطوطة أو نسخ لها لأى من هؤلاء الأئمة، والكتب المطبوعة لها مؤلفين معلومين حديثى الزمن ، ولم يذكروا لنا كيف نقلوا عن الأصل لهؤلاء الأئمة ، مما يعنى إنتفاء مصدر هذه الأحاديث وأنها مدسوسة حديثا ً ، وخصوصا أنها تتعارض مع آيات قرأنية مثل قوله تعالى ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (لأعراف: 32 ) فالآية صريحة فى تحليل الزينة للرجال والنساء والنص القرآنى لا ينفيه حديث بل نص قرأنى ناسخ -- ولا يملك أو يصح لفقيه أن يحرم أو يحلل من غير نص - وإلا يعتبر كاذباً على الله لقوله تعالى ( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (النحل:116 )
ايضا لأن الرسول ص لا يحرم ، لقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم:1 ) لأن التحريم لايكون إلا بنص إلهى – لذا نحن نفتى بقلبٍ مطمئن بعدم وجود مانع شرعى من لبس الرجال للدهب أى أن الذهب مباح للرجال ولا شىء فيه .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه .
----------------------------------------------
الشيخ د - مصطفى راشد عالم أزهرى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من
أجل السلام ورفض العنف ت موبايل وفيبر وواتساب وايمو وماسينجر
0061452227517 ===== [email protected]