تجار الدين في المغرب ... ليس في القنافذ أملس


مليكة طيطان
الحوار المتمدن - العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 17:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

نوال السعداوي قالت : إن الرسالة التي ترسلها المرأة بالحجاب رسالة خاطئة مثلها تماما مثل الرسالة التي ترسلها المرأة عندما تعري نفسها للإغراء مثلا.
في معرض الرد على وجهة نظر الدكتورة , في مثل هذه المقارنة الوضعية أشد وطأة على الأقل نبدأ بكل ممنوع مرغوب .
المشكل المطروح أن المرأة المحجبة أو المرأة التي تستعمل أنوثتها للإغراء تختزل قيمتها في الجسد فقط , بكل ما يتضمن الجسد من ايحاءات وتمويهات جنسية وكأن التصور المرتبط بالمرأة ليس له من بعد آخر غير البعد الجنسي .
حسب الدكتورة هند التعارجي ترى أن هذا الاختزال يمس المرأة على اعتبار أن المرأة ليس جنسا فحسب , فالمرأة المحجبة تحمل عضوها الجنسي فوق جبينها ممرة الخطاب التالي : إنني بضاعة أو شيء جنسي قابل للاستعمال لكن أحجبه لمن يسرع الخطوات لا أن يتجاهل . ( دور وارتباط الحايك أساسا لعوينة بتجارة الجنس في مدن مغربية (الصويرة أسفي ).
هو نتاج صيرورة أو رواسب ونوازع اللاوعي صبغت بشتى ألوان وطقوس وعادات اجتماعية ...نتاج حتمي لعضات عدة و تقاليد متخلفة صبغها بأحكام عقيدية مصدرها الله نقلها إلى نبيه ( القرآن و المتواثر باسم الأحاديث بمختلف درجاتها أيضا المتواتر عبر التابعين وتابعي التابعين حتى وصولها إلى قنوات وشيوخ الإفتاء .
الإستنتاج المحوري أن الحجاب له علاقة متزامنة مع الأنثوي لاصقة به في كل مرحلة زمنية للأسف بدأت تستدعي السياسي أيضا تخلق نفس التصور الجمعي لتجار الدين في السياسة بمعنى أكثر دقة استغلال هذا العقل المكلس الجمعي عند تجار الدين بشطحاته وطقوسه الأسطورية وإلباسها رداء الزمن السياسي المأمول تحقيقه عندهم ...تلك حقيقة تمتد مند انبلاج اللبنة الأولى للتنظيم الدولي للإخوان فالراحل الزعيم جمال عبد الناصر يوثق خطابا له بما هو محور نقاشه مع باني الفكر الوهابي في صيغته الإخوانية السيد قطب بالحرف يجهر الزعيم الراحل متهكما أن المرأة وحدها شكلت اهتمام الإخوان وعلى أن رجوعها للبيت والتزامها الحجاب وابتعادها عن الفضاء العام الذي هو حكر على الرجال فقط دون تدنيسه بالنساء , استطرد عبد الناصر في الخطاب واستغرب من عدم طرحهم لنمط السياسة والإقتصاد والحالة الاجتماعية وموقع الوطن من مثلث شر الصهيونية والغرب والأمريكان .وفق هذا المنطق تبقى المرأة صنم سرمدي يحوي الأساطير والحكايات والخرفات الأسطورية ونقطة الإسقاطات النجاسية والدونية القادمة من السماء .
مناسبة الاستطراد تقتضي فيه اللحظة السياسية المغربية استغلال الأنثوي كجناح منكسر قابل لإسقاطات استفزازية فيطفوا على سطح الأحداث العرجاء بفعل هيمنة الفكر المكلس ذو التوجه الأحادي حكاية المرأة والحجاب بصيغة أكثر وطأة واستفزاز لم يعد الجدل يتعلق بالحجاب المغربي العادي حتى ولو تعلق الأمر بالجلباب التقليدي والنقاب ...أخوة الحصار والحقد والضغينة بشكل تدريجي بدأوا في نشر حجاب داعش و القاعدة وطالبان من البرقع إلى الشادور وتلك حكمة تتوج حتى بنقاب الخليج الأسود المثير لفتنة الجسد المرفوض حضاريا وقيميا مادام الأمر يتعلق بعلامة خاصة للشبق الجنسي البترودولار ...فجأة استنهظت همة رفاق حقوق الإنسان واعتبرت منع تصميم وإنجاز هكذا لباس يدخل في إطار التضييق على الحريات الفردية وحقوق الإنسان ...بأي منطق نتعامل مع حالات فيها طرف المعادلة المعني بالأمر لا يؤمن بالوطن والوطنية ولا حتى بمن يبتغي فكرا آخر غير قوقعتهم باسم العقيدة ...نعم يتشبثون بالديمقراطية ويجعلون منها آلية مقدسة هم الذين لا يؤمنون بالديمقراطية الوضعية فقط يؤمنون بما تمليه السماء هكذا إذن توظف المرأة بتقنيات استفزازية من طرف فرع التنظيم الدولي للإخوان بالمغرب بعد أن استثب أمر ولوج دواخل شعب البسطاء بالترهيب والترغيب بعذاب القبر والثعبان الأقرع وجهنم وبئس المصير أو الجنة وحور العين والغلمان ...أن تستميل العواطف التي لا تؤمن بالأفكار فتلك هي إشكالية نخب معول عليها وظفت خناجرها في طعن من هم من يلتقيان معهم في نفس المرامي والأهداف نقط تماسهم أهملت وادعت السيدة كيلوباترا إما أنا هي اليسار ومن بعدي الطوفان .
والمغرب يعيش حالة استثناء بصيغة ما يطلق عليه لبلوكاج Blocage مباشرة بعد الانتخابات التشريعية 7 أكتوبر2016 مع العلم أن ما وصفوه بالحصار يعد نتيجة حتمية تم توظيفها من طرف أركان الدولة سواء في المرموز العميق أو الصريح الجلي ينسجم في ذلك مع ما تبقى من طيف الحداثة والتنوير والتقدمية وفي ظل غمزات ونعرات أحيانا لمن يقدم الذات الحزبية التي ينتمون إليها على أنهم وحدهم ضياء البلد وبعدهم الطوفان راسمين وراسمات دائرة الانتماء اليساري حدود منابرهم فقط فانطلق عزمهم وإصرارهم على إلغاء اليسار التاريخي من مربع اليسار أجل كبح جماح مد تجار الدين فرع التنظيم الدولي للإخوان بالمغرب من المفروض أن تعترف الناطقة الرسمية بضرورة إلتفاف القوى الحداثية التنويرية من أجل مواجهة الخصم الحقيقي المكلف بتنفيذ أجندة ظلامية يفتي فيها وينظر عمالقة شر أجانب بتمويلات بترودولارية خليجية على اعتبار أن المغرب القطرالمفروض عندهم إسلاميا ما زال بكرا قابلا لإسقاطاتهم وتنظيراتهم ذات الخيوط الرفيعة الممتدة إلى فكر مهندسي الاستئصال ابن تيمية والوهابية وليس بغريب أن يتم توظيف المسألة النسائية بصيغة الفرض والشريعة وبتقنيات شيطانية يطفو على سطح الأحداث حكاية الحجاب فيقدف بها إلى دائرة المغيبيبن من المريدين والخرفان والأتباع فتم تسريب حجاب يعد من غرائب أغطية تغلف الأجساد لا علاقة لها بالوطن والإنسان .
وعلى سبيل الختم يا نخبة التنوير والحداثة والتقدمية وحقوق الإنسان الضرورة تقتضي الإشارة أيضا إلى معطيات تعبر عن غياب أركان الدولة وتركت الحبل على الغريب وصل السيل من تحت أغطية تمويه دولة جرت على نفسها مصيبة كانت تبغي من ورائها ضرب اليسار في مقصم وتحويل الاتجاه من مع من اتخذ وظيفته ومهمته التربوية محرابا مستورا لتوظيف الفتوى والتوجيهات مستغلا سلطته الإدارية والتربوية حتى صارت بقدرة قادر بعض المؤسسات زوايا يتحكم فيها منطق الشيخ والمريد ...صدقتم تقية الإخوان القائلة بأنهم والزاوية على طرفي نقيض بدماء الشهداء كيف تفسرون في الانتخابات الأخيرة فوز تجار الدين في دوائر لا علاقة لهم بها كما هو حال السنطيحة تخراج العينين أو سلا ذات المقعدين ...اقتنعوا فجيشهم الاحتياطي يصدر أكاذيب المقاطعة لكن أصواتهم لمن يتقاسم معهم رغبة إبادة من يجادلهم في أمر النار والدار ... لا تحلموا بالمستحيل يا نخبة أعلنت على استقالتها من التفكير تركتم كرسي الوطن والنضال فارغا وانشغلتم بصراع أنا ومن بعدي الطوفان أنا وحدي اليسار هكذا حكمت تصفية الحساب لزعماء نصف دراع ...أيضا ويل لوطن انحرف فيه مثقفوه ...انتظروا إحساسي لا يخيب إنه العزم على تحقيق هلوسة الشيخ الإسلام أو الطوفان