الحلقة التاسعة عشر والعشرون من رواية ( إنه أخى )


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 13:28
المحور: الادب والفن     

الحلقة التاسعة عشر
رواية ( إنه أخى )
------------------------------
مشهد أول :- صباحاً
من داخل فيلا القس يوسف وزوجته دكتورة نيفين --- يتناول القس يوسف وزوجتة نيفين وأبنهم زكريا الذى أصبح عمره ثلاثة أعوام -------------- يتناولون طعام الفطور --- ويقول القس يوسف لزوجته :- من فضلك يانيفين ---- انهارده طالما عندك أجازة من الشغل --- تاخدى زكريا وتروحى بيه عند ماما وبابا لأنهم كلمونى من يومين وزكريا واحشهم جداً --- وأنا بأذن الرب لما أخلص الكنيسة أحصلكم وأجيلكم على هناك علشان نتغدى سوياً --- فينتبه زكريا للكلام--- فيصيح سعيدا انا عايز اروح لجدو وتيتة – فيضحكا --- وتقول نيفين :- صدقنى يأبونا هما كمان وحشونى --- خلاص هنسبقك -- ده زكريا بيموت فيهم -- وانت متبقاش تتأخر---------- القس يوسف لزكريا :- مبسوط ياعم زكريا – انك هتشوف جدو وتيتة -----– زكريا قائلا :- مبسوط أوى يابابا أصل انا بحبهم أوى --- القس يوسف :- كلنا بنحبهم يازكريا
مشهد ثان :- صباحاً
من داخل فيلا هند وابراهيم ---- هند تقول للخادمة نعيمة:- – هاتيلى فطورى أنا ومدام صافيناز بغرفة مدام صافيناز --- فتقول نعيمة :- حاضر ياستى وتنصرف ------- ثم تصعد هند لغرفة صافيناز وتدق الباب – فيأتى صوت صافيناز من خلف الباب تقول أدخل --- فتفتح هند الباب وتدخل --- وتقول لصافيناز صباح الخير -- فترد صافيناز – صباح الورد – فتقول هند أنا قلت للخادمة تجيبلنا الفطور هنا نفطر أنا وأنت – فتقول صافيناز :-- جيتى فى وقتك ياهند ----- وفى هذه اللحظة تدق الخادمة الباب --- فتقول هند:- ادخل ---– فتدخل الخادمة نعيمة وهى تدفع ترولى عليه الفطور وتتركه أمام أنتريه الغرفة---- ثم تقول أى خدمة تانى ياستى – هند :- شكرا يانعيمة – وتخرج نعيمة وتغلق باب الغرفة خلفها ----- وبعد لحظة صمت تنظر هند لصافيناز وتقول بصوت حزين --- أنا قلت أسيبك أمبارح ترتاحى من السفر --- وأنا دلوقتى عايزاكى تسمعينى وأسمع منك --- وتستطرد هند:- أنا عندى كلام كتير بس مش عارفة ابدأ منين ------------ بقالى أكتر من خمسة وثلاثين سنة وأنا بتعذب ------- فتنتفض صافيناز قائلة :- خير ياهند مهو أنتى زى الفل وزوجك بسم الله ماشاء الله فى منصب مهم رفيع وعندك ابن يشرف --- وأى حد يفتخر بيه ----- ناقصك ايه ياهند مالك --- هند :- الحمد لله لكن ناقصنى شىء واحد -- وحمل أنا لوحدى شايلاه فى قلبى -- مخلينى باأتعذب من 35 سنة --- رغم كل اللى انا فيه من نعيم --- صافيناز :- قلقتينى ياهند فيه ايه --------- هند :- الوحيد اللى أقدر أحكيله وعنده الحل هو أنتى ياصافيناز -- انتى الوحيدة اللى عارفة سرى وألمى ----------– صافيناز مقاطعة :- بتقصدى ايه ياهند ------- أوعك تكونى ياهند بتقصدى الموضوع القديم --- هند :- ايوة ياصافيناز ------ ابنى عمر ---- فتسقط هند جالسة على الكنبة الموجودة بجانب السرير --- وهى تقول :- ياااااااااه 35 سنة ولسة مانستيش -------– ده أنا كنت نسيت تماما ---------- هند قائلة :- لا فى عرضك ياصافيناز أنا ببحث عنك بقالى 35 سنة علشان تساعدينى ألاقيه لازم تركزى--- وترجعى ذاكرتك--- ده ابنى وحته منى --- ----- صافيناز قائلة :-- وياترى ياهند فكرتى كويس فى وضعك الإجتماعى والأسرى الحالى وابنك وزوجته -- ومنصب زوجكك – وهتقولى أيه لأبراهيم ---- فتقول هند :- كل ده مش مهم --- المهم ألاقى ابنى وأشوفه قبل ما أموت وبرد نار قلبى -- -- ---- صافيناز :--- فكرى كويس ياهند متتسرعيش -------- هند بصوت حزين :-- بقالى 35 سنة بتعذب وببحث عنك وأنا بفكر-- وصورته مغابتش عن خيالى ---- وياترى عمر عايش ولا ميت ياصافيناز --- أنتى لازم تقوليلى كل شىء تعرفيه ياصافيناز يوصلنى لأبنى عمر --------- صافيناز لهند :- طالما انتى مصممة أنا هحكيلك كل أللى أعرفه علشان أنا كمان أخلص ضميرى --- هند :- وأنا كلى أذان صاغية ---- صافيناز :- تأخذ نفس عميق وتعود برأسها على الكنبة إلى الوراء--- ثم تعود صافيناز بالذاكرة لما قبل 35 سنة وهى تحكى بصوت كله درامة وشجن من لحظة ولادة هند ----- ثم حملها للطفل عمر بعد منتصف الليل بعد نوم هند من أجل ان تحل المشكلة ---------- ثم كتابتها لكلمة سامحونى على الورقة ووضعها بلفافة الطفل ---- ثم حمل الطفل بسيارتها إلى سور مستشفى الشاطبى للولادة بالأسكندرية – ثم وضعه على الرصيف والأنتظار بعيداً فى الظلام حتى أتت سيارة نزل منها قس وأخذ الطفل ------ فتنتفض هند قائلة :- بأنزعاج قس بتقولى قس ---- ابنى خده قس --------- صافيناز :- ايوه ياهند ده هو اللى حصل ----- هند وهى تبكى بحرقة وتقول :- ازاى تسيبى ابنى ياخده قس ------------ صافيناز :- ايه اللى كنت أقدر أعمله -- وكان كل همى أخلصك من المشكلة اللى وقعتى فيها ---------------- هند والدموع تنسال من عينيها قائلة :- وانتى فاكره شكل القس ده --------------- صافيناز :- ربما لو شفته أفتكره ------ هند وهى تبكى :- من فضلك ياصافيناز تركزى مينفعش ربما دلوقتى أرجوكى ساعدينى – وتبكى هند ---------- صافيناز :- تربط على كتف هند لتهدئتها قائلة :- بأذن الله هنوصل لمكانه بس اهدئى علشان نعرف نفكر وهانعمل ايه ونبدأ البحث ازاى ------- وتستطرد صافيناز قائلة :- بعتقد كمان من المهم قبل منبدأ فى أى شىء لازم نقول لأبراهيم لأنه كدا كده هيعرف --- هند :- عندك حق أنا كنت كتير أبقى حزينة ويسألنى ابراهيم مالك ويكون الكلام على لسانى -- لكن ميطلعش وما أقدرش أقوله وتخونى شجاعتى --- لكن دلوقتى بعد العمر ده وانتى معايا هقوله
مشهد ثالث :- ظهراً
من داخل منزل القس حنا وزوجته مريم --- يجلس على السفرة القس حنا والأم مريم ------- والقس يوسف وزوجته دكتورة نيفين وأبنهم زكريا الذى يجلس بجوار الأم مريم يتناولون الغداء --- والأم مريم تطعم زكريا بفمه وهى تقول :- فعلا المثل اللى بيقول أغلى من الولد ولد الولد مثل صحيح --- ثم تستطرد قائلة بيفكرنى بيك يابونا يوسف وانت صغير – القس حنا قائلا :- عندك حق ياأم يوسف أنا روحى فى الولد العفريت زكريا ده – فيقول القس يوسف :- يابختك ياعم زكريا راحت علينا خلاص --- فتمسك الأم مريم بيد يوسف وتقول مش ممكن انت غلاوتك بالقلب --- ويقول القس حنا :- موجها كلامه ليوسف ونيفين قائلا :- انتو لازم تسيبولنا زكريا انهاردة يبات معانا علشان نشبع منه ----- فتقول الدكتورة نيفين :- أيه رأيك يازكريا هتروَح معانا ولا تقعد مع جدك وجدتك --- فيقول زكريا بسرعة وبصوت عالى ---- لا هستنا مع جدى وجدتى --- فيضحك الجميع
مشهد رابع :- ليلاً
فى حديقة فيلا هند وابراهيم والأضواء خافتة ------------ تقف هند وصافيناز ومعهم ابراهيم بجوار الأشجار العالية بعيدا عن الفيلا --- ويقول ابراهيم منفعلا :--- معقول اللى بسمعه منكم ده -- أزاى وليه تخبوا عنى حاجة زى دى ويبقالى ابن من 35 سنة ----- وأنا معرفش أن كان عايش ولا ميت --- ثم ينظر لهند قائلا :- علشان كده كنتى دايما سرحانة وحزينة وبتدورى على صافيناز -------- ثم يسود الجميع فترة صمت وترقب وتفكير ---------- فتقول صافيناز :- بتفكر فى ايه وناوى تعمل ايه يا ابراهيم ----- فيقول ابراهيم :- مش عاف حقيقى مش عارف – من فضلكم سيبونى شوية ---------- فتنسحب هند وصافيناز بهدوء لداخل الفيلا ----- ويقف ابراهيم مستندا على شجرة بجوار شجرة الصبار وهو ينظر بشرود وتفكير لشجرة الصبار ---------- ثم يرفع نظره للسماء وكأنه يحلم بكابوس .
------------------------------------------------------------------------
الحلقة العشرون
-----------------------
مشهد أول :- ليلاً
من داخل فيلا هند وابراهيم ------------ هند وصافيناز بداخل حجرة هند --- ويدخل عليهم المستشار ابراهيم قائلا : -- من ساعة ماأنتم سبتونى وأنا عقلى مبطلش تفكير -- وعندى ذهول وكأنى بحلم أو بشوف فيلم سينما ----- صافيناز :- وياترى قررت هتعمل ايه ------ ابراهيم :- طبعا ها أبحث عن ابنى لو هيكلفنى هذا كل ماأملك أو حتى أفقد وظيفتى --- المهم يكون ابنى لسة عايش ---- هند :- أنا قلبى بيقولى أنه لسة عايش ---- ابراهيم :- بعد تفكير يقول فين التليفون --------- هند :- عندك أهه عايزه ليه ------- ابراهيم :- هكلم مدير مكتبى يحدد لى ميعاد مع قداسة البابا شنودة -----هو اللى يقدر يساعدنى فى الوصول لهذا القس --- صافيناز :- برافو عليك يا ابراهيم ده التفكير السليم ----- ابراهيم :- يرفع سماعة التليفون ويضغط على ارقام مدير مكتبه فيرن جرس التليفون ثم يرد مدير مكتبه قائلا أمرك يافندم ---- فيقول ابراهيم :- أيوة يابهاء أنا عاوزك تعمل ليا ميعاد مع قداسة البابا شنودة فى أقرب وقت --- وده لقاء خاص غير رسمى---- وكلمنى بمجرد متحدد الميعاد ---- بهاء :- أمرك يافندم ---- ابراهيم يشكره ويغلق السماعة --- وتقول هند :- خير مافعلت يا ابراهيم دى أول خطوة صحيحة ----- ثم يتحرك ابراهيم فى الغرفة فى قلق وتفكير--- ثم يقول المكتوب هو اللى هيكون ------------- وبعد لحظات يرن التليفون فيلتقته ابراهيم بسرعة قائلا :- ايوة يابهاء عملت ايه ---- فيقول بهاء اتصلت يافندم بديوان قداسة البابا ---- وحددوا ميعاد غدا الثامنة مساء لسيادتك -- ابراهيم :- شكرا يابهاء --- ثم يغلق السماعة ثم ينظر لهند وصافيناز قائلاً :- ميعادنا غدا الساعة الثامنة مساء مع قداسة البابا
مشهد ثان :- ليلاً
على باب قصر القس حنا والأم مريم ومعهم الطفل زكريا ----------- وهم يودعون القس يوسف وزوجته دكتورة نيفين اللذان يستقلا سيارتهما وينطلق القس يوسف بالسيارة عائدا لبيته --- والأب حنا والأم مريم ومعهم زكريا يلوحون لهم بالسلامة حتى تختفى السيارة عن الأنظار ----- وبداخل السيارة تقول د نيفين :- على فكرة بباك ومامتك متعلقين كتير بزكريا وهو كمان متعلق بيهم ------- فيقول القس يوسف :- طبعا يانيفين بيعوضهم غيابى
مشهد ثالث :- ليلاً
من باب فيلا ابراهيم وهند ------ تدخل سيارة الشيخ أحمد وبجواره الدكتورة شيرين الحامل بالشهر الخامس ------ وبعد أن يركن السيارة ويوقف المحرك وينزلا ----- يدخلا من باب الفيلا الداخلى وتستقبلهم الخادمة نعيمة ---- فيسألها احمد عن والده ووالدته والضيفة صافيناز هانم --- فتقول نعيمة كلهم موجودين بحجرة هند هانم من بدرى ياسيدى -- فتقول دكتورة شيرين وهى تنظر لأحمد وتبتسم :- يظهر أن مامتك وبباك ومدام صافيناز كانو اصدقاء جداً وبينهم حكايات كتيرة وذكريات قاعدين يسترجعوها ------ الشيخ أحمد :- فعلا أنا كنت بأسمع ماما تتكلم كتير عن مدام صافيناز وياما دورت عليها علشان تعرف مكانها .