في ذكرى اسبوع الرفيق الراحل أبو علي فياض


حنا غريب
الحوار المتمدن - العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 23:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية     

كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في ذكرى اسبوع الرفيق الراحل أبو علي فياض

- أنصار في 22 كانون الأول 2017

ونحن نكرم فقيدنا الغالي المناضل الشيوعي ابو علي فياض، نكرم التاريخ بكل ما فيه من قيم ومبادئ واخلاص، نكرم مدرسة تربى فيها الآلاف المؤلفة من امثالنا نحن الشيوعيين المنتمين الى جيل السبعينيات، ذلك ان الرفيق ابو علي واحدا من الذين زرعوا جذور السنديانة الحمراء. انه عميدنا في التنظيم الحزبي. انتسب باكرا للحزب وبقي في ساحات النضال حتى الرمق الأخير.

انحاز ابو علي لقضايا العمال والفلاحين والمزارعين والفقراء. وعرف بمواقفه الوطنية الجريئة والشجاعة. حمل قضية فلسطين في قلبه ووجدانه. احتضن ثوارها. قارع عدوها الصهيوني وعملائه. تعرض للتهجير القسري بعد مداهمات عدة لمنزله نتيجة مواقفه الصلبة. شارك أبو علي في كافة النشاطات والتظاهرات والاعتصامات وفي جميع مؤتمرات الحزب...

ورغم تقدمه في السن أكمل المسيرة وبقي محتضنا الرفاق ومقدما النصح والخبرة لهم.

لم يناضل ابو علي من اجل السلطة، بل من أجل العدالة، ليس من أجل السياسة بل من أجل الأخلاق، ليس من اجل تحرير الأرض فحسب، وإنما من اجل تحرير الانسان.

هكذا أراد حياته...نضالا دؤوبا على كل الجبهات والمحاور ... نضالا من اجل القيم الإنسانية وضد كل اشكال الظلم والتمييز،



لا يتوقع أحد ان أمثال ابو علي واولاده واحفاده من بعده على امتداد بقعة هذا الوطن ان يتراجعوا، او ييأسوا، فها هم في قلب المواجهة ضد تحالف امراء الطوائف وحيتان المال.

انه تاريخ ناصع البياض به نفخر ونعتز، فلا استزلام فيه لمستعمر ومنتدب، ولا عمالة فيه لعدو صهيوني مغتصب لا رض فلسطين ومحتل للبنان ومعتد على ارضه وشعبه، ولا ارتهان فيه وتبعية للخارج،

تاريخك يا أبا علي تاريخ شعبنا المناضل الذي لا خضوع فيه للأذرع الاقتصادية للرأسمال المعولم الذي يصادر قرارنا الوطني والاقتصادي والاجتماعي ويضرب دولة الرعاية الاجتماعية لصالح دولة الريوع العقارية والمصرفية،

هذا ما كان شعبنا وحزبنا وقواه الحية يتصدى له ولا يزال في حراك اسقاط النظام الطائفي وهيئة التنسيق النقابية والحراك الشعبي والانتخابات البلدية الاخيرة، ويستعد له في الانتخابات النيابية التي نريدها معركة سياسية بامتياز نخوضها من موقعنا المعارض المستقل والساعي الى تجميع كل القوى المتضررة التي عبرت عن ارادتها في هذه الحراكات والتي ليست الا استمرارا لهذا التاريخ ووفاء لشهداء الحزب والشعب والمقاومة. تحية إلى أرواحهم الطاهرة وكل التحية للجيش اللبناني والقوى الأمنية التي أحبطوا بالأمس عملية إرهابية في بيروت كادت أن توقع عشرات الضحايا..

نستذكر هؤلاء لنستلهم من هذا التاريخ وصفحاته المجيدة اسماء المناضلين الذين مضوا ولا زالوا في القلب والذاكرةمن الرعيل الأول عبد هاشم وأحمد صفاوي وحسين جعفر وعفيف الدبس وأحمد الحسيني وأبو راجي وحسن محسن الحاف وهم الذين رافقوا أبو علي في مسيرته وتوزيع البيانات السرية الى قرى الجنوب كافة وصولا الى دمشق وانطلاقا من منزل العزاوي وبقيادة شهيدنا الكبير فرج الله الحلو ...

لم يسقط شهداؤنا على هذه الارض الطاهرة من اجل ان تحكم هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي نهبت ثروات البلاد وحكمت عليه بالديون بينما حيتان المال يتنعمون بخيراته، واهالي الشهداء والأسرى يجري افقارهم ومعهم الاغلبية الساحقة من اللبنانيين.

ان الامانة تقتضي متابعة المسيرة: مسيرة تحرير اللبنانيين من الاحتلال الاسرائيلي، مسيرة تحريرهم من سجون ومعتقلات النظام الطائفي المذهبي،

واليوم مع الصفقة الرئاسية وتشكيل حكومة العهد الأولى على اساس المحاصصة الطائفية وإقرار بيانها الوزاري بسرعة قياسية، تعزّزت القناعة لدينا بان أطراف السلطة السياسية كل يفتش عن مصالحه الخاصة لا عن الإصلاح وإنقاذ البلد، الامر الذي دفعنا لإعلان "البيان الوزاري البديل" الذي يعكس رؤية الحزب لما ينبغي أن يكون عليه بيان الحكومة لو أريد له أن يشكل مدخلاً للإصلاح، ويؤسس لبناء دولة وطنية ديمقراطية مقاومة، على أنقاض هذه الدولة الفاشلة.

انها صفقة رئاسية قامت على ترتيب البيت الطائفي لإعادة انتاج السلطة السياسية الفاسدة وكأن شيئا لم يكن، فها هم البارحة يجتمعون في المجلس النيابي لا من اجل إقرار قانون للانتخابات النيابية على أساس النسبية خارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة بل من اجل إقرار قانون للايجارات يهجر المستأجرين الفقراء ويضرب حقوقهم وحقوق صغار المالكين ويخدم مصالح أصحاب الشركات العقارية ونظام الزبائنية عبر العودة لانشاء صندوق جديد للفساد.

انهم على نهجهم مستمرون في اضاعة الوقت لفرض قانون الستين وما يحكى عن قانون جديد، ليس الا توأمه، وهو أسوأ منه بكثير.

هكذا تمارس السلطة السياسية الفاسدة استغلالها الطبقي عبر إقرار قانون للانتخابات النيابية تعتدي فيه على صحة التمثيل فتسرق أصوات اللبنانيين لتنهب في ما بعد حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وتقوم بتغطيتها بشعار" الغبن الطائفي "، فيزداد الغني غنى والفقير فقراً.



فكما توحدت أطراف السلطة السياسية، على كلالقوى المتضررة اليوم التوحد في مواجهتها خلف برنامج قادر على إحداث خرق في بنية النظام السياسي الطائفي، وعبر التحرك في الشارع من اجل إقرار: قانون للانتخابات النيابية على النسبية وخارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة، وتحقيق المطالب النقابية والشعبية للقطاعات كافة، ومحاربة الفساد والفاسدين ووقف استخدام إدارة الدين العام أداة للاستمرار في نهب الشعب اللبناني.

ولأجل ذلك نتحرك اليوم مع كل المتضررين من هذا الواقع والطامحين لبناء دولة وطنية ديمقراطية مقاومة،

وندعو جميعاً للمشاركة الشعبية الكثيفة في تظاهرة التاسع والعشرين من هذا الشهر، التي ستقام في بيروت الاحد القادم الساعة الثانية عشرة ظهراً، انطلاقا من تقاطع مار مخايل – النهر وصولا الى ساحة رياض الصلح.

باق يا أبا علي في البيان والمنشور والاعتصام والتظاهر، باق مع كل بندقية مقاوم، باق ما بقي مناضل يحمل راية الحرية والعدالة في اي بقعة من بقاع العالم

باق ما بقي مناضل على هذه الارض التي احببتها في أنصار والجنوب وعلى امتداد الوطن...
وان رحلت عنا جسدا، فالأمل الذي اعطيتنا اياه لا يموت.

كل التعازي لأهلنا في أنصار. لعائلتك الكبيرة والصغيرة. لكل الرفيقات والرفاق في أنصار المناضلة الأبية التي يحتضن ترابها جسدك الطاهر.