القمني: ترتيب آيات القرآن حسب تاريخ نزولها


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 03:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

أبدأ بإعلان عن كتابي
في القرآن اكثر من 2500 خطأ لغوي
-------------------------
هذا أول كتاب في التاريخ عن الأخطاء اللغوية في القرآن - مجانًأ
حمله ووزعه وانشر الرابط في كل وسائل التواصل الإجتماعي https://goo.gl/ghpn13
.
والآن أريد أن انقل اليكم اقتراح د. سيد القمني بترتيب آيات القرآن حسب تاريخ نزولها ومعها هامش بأسباب نزولها
وقد جاء هذا الإقتراح ضمن مقابلة اجراها معه أشرف عبد الفتاح عبد القادر ونشرها في الحوار المتمدن تحت عنوان:
إصلاح الإسلام فرض وواجب حتى لا نبقى آخر أمة أخرجت للناس
عام 2004 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=14424
.
المشكلة في تركيب الدين أنه يحمل كثير من التناقضات الداخلية
-----------------------------------------
* تثار الآن نقاشات وجدل حول تجديد الخطاب الديني، فما رأيك في هذه القضية وهل المطلوب تجديد الخطاب الديني أم تحديثه أم ماذا؟ وكيف؟
إن ذعر الاقتراب من الدين الإسلامي نقداً أو تفكيكاً وتحليلاً أو لمجرد تقديم قراءة وتفسير جديد، جعل الجميع يحذرون الاقتراب من جوهر المشكلة رغم أن المشكلة الآن هي في تركيب الدين نفسه وتكوينه الذي يتفرد به عن معظم الأديان الأخرى، والتي وسمته بخصائص جعلته يحمل كثيراً من التناقضات الداخلية في المفاهيم والأحكام سمحت بمحاولات تدخل لرأب الصدوع وإزالة التناقضات لكنها سمحت من جانب آخر للمشتغلين بأمور الدين باستخدام أبعد خطاب ممكن عن أخلاقيات الأديان، فاتسم خطابهم بالخداع والانتهازية و التبرير والتجميل. وبحسابات المصالح، وحلف العمائم مع السلطات لم ينشغل هذا الخطاب بالناس بل بإثبات صدق وجهة نظر واحدة، دون وجهات نظر أخرى محتملة يفرضها شكل الإسلام وظروف نشأته وتطوره وتكوينه عبر ثلاث وعشرين سنة هي عمر تفاعل الوحي وجدله مع واقع الأحداث حينذاك، وكان ممكناً أن تؤسس متغيرات الوحي وتبدل أحكامه لتعددية فكرية ناضجة في ظل الإسلام، لكن الحلف المبكر الذي قرر استخدام الدين لمصالحة لم يترك على الساحة سوى وجهة نظر واحدة هي الصادقة وعداها هو الباطل، وأن أصحاب هذا الرأي الواحد هم "الفرقة الناجية" وما عداها من فرق إسلامية هالك.
ومع تثبيت المفاهيم والنصوص وتحرك الواقع وظهور التناقضات بين جديد الواقع وقديم الدين لم ينشغل الخطاب الديني بالناس ولا إصلاح الأخطاء أينما كان أصحابها، قدر ما شغله مفهوم العار البدوي الذي لا تؤلمه الهزائم والتخلف قدر ما يؤلمه انكشاف هذا العار وذيوعه، ولأن رؤية واحدة كانت هي السائدة عبر التاريخ، فقد ساد تصور أن هذه الرؤية هي الدين نفسه، لذلك فإن أي انتقاص منها أو عار يلحقها هو بالضرورة لاحق بالدين ذاته وهو الأمر غير المسموح به.
.
لو أردت قراءة المصحف قراءة مرتبة لقرأته من آخره لأوله
----------------------------------------
*ما المقصود بالتناقضات الداخلية؟
حتى أوضح المقصود بالتناقضات الداخلية سأضرب هنا مثلاً واحداً وإن كان أكثرها حساسية لدى المؤمن وأبعده أثراً في حياة المسلمين، أقصد تلك التناقضات الناشئة عن طريقة جمع المصحف العثماني التي لم ترع في تصنيفها وتبويبها قواعد التصنيف والتبويب المعروفة ، كأن تجمع آيات التعبد معاً والتشريعات معاً وعلى الترتيب الزمني والقصص الوعظي معاً وقوانين الأخلاق معاً، بل أنها لم تراع الترتيب الزمني للآيات وارتباطها بأحداث الواقع وجدلها معه وتأثرها به وتأثيرها فيه وتغيرها وتبدلها حسب متغيرات هذا الواقع وهى سمه فارقه تميز الإسلام عن بقية الأديان. الحكمة الوحيدة في الترتيب العثماني _ إذا كانت حكمة _ هي السير في ترتيب النصوص من السور الأطول إلي السور الأقصر دون أي رابط موضوعي ولا زمني . هذا بينما السور الأقصر كانت هي الأولى زمناً بحيث لو أردت قراءة القرآن قراءة شبه مرتبه فعليك البدء بآخر المصحف رجوعاً إلى أوله.
.
*لماذا لا يقوم عالم مسلم فدائي بترتيب آيات القرآن حسب تاريخ نزولها ومعها هامش بأسباب نزولها؟
ربما لأن هذا العالم الفدائي غير موجود، ولا شك أنه إن وجد فإن التنظيمات التي تسمي نفسها إسلامية ستصدر فتوى باغتياله، كما حدث معي.
.
القرآن بحاجة إلي إعادة ترتيبه وإعادة النظر به
-------------------------------
*ما المشكلة في هذا الترتيب العكسي؟
نتيجة هذا الرتيب في الجمع، تجاورت الآيات الناسخة مع الآيات المنسوخة، وسبق حكم حكماً آخر تال له حسب الترتيب الزمنى، واختلطت آي السلم بآي الحرب، وآيات حرية الاعتقاد بآيات فرض الإسلام دينا وحيداً صحيحاً ومن يعتقد بغيره فلن يقبل منه. ولا عبره هنا بقول من يصرون على أن هذا الترتيب توقيفي أي كان وقفاً على النبي وجبريل، وأنهما من رتباه على هيئته الحالية، لأنه لو كان الأمر كذلك ما ظلت مصاحف الصحابة الكبار على اختلافها بعد موت نبيهم وحتى زمن عثمان بن عفان، ولأنه حتى لو كان الأمر كذلك فإنه يظل بحاجة إلى إعادة نظر.
.
ينتهي هنا نص د سيد القمني حول ترتيب آيات القرآن حسب تاريخ نزولها ومعها هامش بأسباب نزولها
.
لم يكن د سيد القمني الأول الذي اقترح هذا الأمر. فقد سبقه إليه على سبيل المثال الدكتور محمد احمد خلف الله عام 1977 والمرحوم نصر حامد أبو زيد.
ولكن للأسف لم يقم المسلمون بهذه المهمة لأسباب مختلفة.
وللأسف - أو لنقل لحسن حظي - كنت الوحيد الذي قام بهذه المهمة في طبعتي العربية وترجماتي الفرنسية والإنكليزية وقريبا جدا الإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي.
ويمكن تحميل أو طلب الطبعة العربية والترجمة الفرنسية والإنكليزية من خلال هذا الربط: https://goo.gl/72ya61
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb