مداعبة تعليقات فاخر فاخر للتسلية٢


حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن - العدد: 5377 - 2016 / 12 / 20 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

مداعبة تعليقات فاخر فاخر للتسلية٢
اختلفنا في موضوع البضاعة. فانا حتى كتبت مقالا بعنوان البضاعة اللاراسمالية والبضاعة الراسمالية.
الا ان فاخر فاخر كتب "المنتوجات التي كان ينتجها المهنيون في عصور العبودية والاقطاع لم تكن بضاعة"
والتزاما بنصيحة الاخ فاخر الهامة لم اجب بنفسي على هذه العبارة بل سالت كارل ماركس عن رايه في البضاعة فاجابني على سؤالي قائلا:
"ان البضاعة هي في بادئ الامرمادة خارجية، شيء، يلبي بفضل خصائصه حاجة ما من الحاجات البشرية. وطبيعة هذه الحاجات ــ سواء كان مصدرها المعدة ام الخيال ــ لا يغير في الامر شيئا، كما ان القضية لا تنحصر في كيف يلبي الشيء المعني الحاجة البشرية بصورة مباشرة كوسيلة للمعيشة، اي كمادة للاستعمال، ام بصورة غير مباشرة كوسيلة للانتاج."
"ويمكن النظر الى كل شيء نافع، مثل الحديد والورق والخ. من وجهتي نظر من الجانب الكيفي ومن الجانب الكمي. فكل من هذه الاشياء هو مجموع الكثير من الخصائص ولذلك يمكنه ان يكون نافعا بمختلف جوانبه وان الكشف لاستخدام الاشياء هو من عمل التطور التاريخي." ولم يضف ماركس كلمة واحدة على تعريفه المقتبس اعلاه عن ماهية البضاعة.
واورد ماركس مثلا على البضائع بقوله: ويمكن النظر الى كل شيء نافع، مثل الحديد والورق والخ. وعبارة ماركس هذه تعني كل شيء نافع وان الحديد كان منذ الغرام الاول من الحديد الذي اكتشفه البشر واستخرجوه من الطبيعة وحتى الان وكل الحديد الذي سيستخرج من الطبيعة في المستقبل هو بضاعة وان كل ما صنع من الحديد من سكين او منجل او مطرقة او سندان وحتى المصانع الكبرى واعمدة ناطحات السحاب هي بضاعة.
وفقا لتعريف ماركس هذا للبضاعة يعني ان البضاعة هي شيء خارجي. وهذا يعني ان البضاعة هي شيء، مادة واي شيء اي كل مادة. وانها مادة خارجية اي ليست جزءا من جسم المنتج. وان هذه المادة الخارجية هي شيء نافع مثل الحديد والورق والخ. وهذه الالى اخره تعني ان كل شيء نافع خارج عن جسم الانسان ينتجه هو بضاعة .




وقد اورد ماركس في كتاب الراسمال اربعة جداول سماها الشكل العام للقيمة اقتبست جدولين منها
الشكل العام للقيمة
سترة واحدة =
عشرة ارطال من الشاي =
اربعون رطلا من البن =
كوارتر واحد من الحنطة = عشرين ذراعا من النسيج
اوقيتان من الذهب =
نصف طن من الحديد =
س من البضاعة أ =
الخ =
في هذا الجدول يعتبر ماركس سترة واحدة، كمية من الشاي او البن او الحنطة وكمية من الذهب والحديد كلها بضائع تساوي كل منها عشرين ذراعا من النسيج.
وهذا يعني حين كانت البضاعات التي انتجها الانسان قليلة العدد كان يبدو كما لو ان اية بضاعة ينتجها تمثل قيمة جميع البضاشع المنتجة في المجتمع.
والجدول الثاني الذي اقتبسته باسم الشكل النقدي جدول يعتبر كل من البضائع التالية تساوي اوقيتان من الذهب. اي ان الذهب في هذا الجدول اصبح نقودا. وهذا يعني ان كل البضائع التي ينتجها البشر تمثل قيمتها كمية من الذهب، النقود.
عشرون ذراعا من النسيج =
سترة واحدة =
عشرة ارطال من الشاي =
اربعون رطلا من البن = اوقيتان من الذهب
كوارتر من الحنطة =
نصف طن من الحديد =
س بضاعة أ =
وهذا يعني ان كمية وعدد البضائع المنتجة ازداد كميا ونوعيا بحيث اصبح الذهب معبرا عن قيمة جميع البضائع في المجتمع. وان الفرق بين جدول واخر هو التطور الكمي الذي يتحول الى تغير نوعي.
ان اية بضاعة من البضائع المذكورة في الجدولين تعني ان كل ما ينتج منها هو بضاعة. فاذا كان الحديد بضاعة فهذا يعني ان كل ما يصنع من الحديد بضاعة.
اخترت الجدول الاول لان الذهب فيه كان بضاعة. واخترت الجدول الثاني لان الذهب فيه اصبح نقودا.
ان العبارة الاخيرة في كل جدول "س بضاعة أ" في الجدول الاول تساوي عشرين ذراعا من النسيج وفي الجدول الثاني تعني انها تساوي "اوقيتان من الذهب"
يلاحظ القارئ ان ماركس لم يشترط اي شرط غير كون البضاعة شيء خارجي (عن جسم منتجها). وانها ذات فائدة وتنحصر الفائدة في جسم المادة المنتجة (القيمة الاستعمالية) وتشكل جسمها.
كتب فاخر "النقطة المركزية في هذا الحوار هو ماهية البضاعة
قوجمان يقول هناك بضاعة لارأسمالية
وأنا أقول المنتوحات ما قبل الرأسمالية ليست بضاعة"
تجاهل فاخر كل ما جاء من الامور المقتبسة من ماركس وتوصل الى قراره النهائي في العبارة اعلاه. وهي عبارة صحيحة. فحسقيل استند فيها الى ما كتبه كارل ماركس واكد على قول ماركس وايده. اما فاخر فقد جاء بعبارته معاكسا لماركس ولم يقل لنا من اين اقتبس او على من استند في ذلك.
ان ماركس لم يشر في تعريفه للبضاعة الى النظام السائد في حينه. بل اعتبر القماش والحديد والذهب والحنطة كلها بضائع بدون ان يشترط كونها في نظام راسمالي او نظام لاراسمالي عبودي او مشاعي بدائي. يكفي ان المادة المنتجة تكون ذات فائدة وهذا كل شيء.
ثم ان ماركس يرى ان البضاعة اما تكون ذات فائدة مباشرة اي مادة للاستعمال المباشر للمعدة اي الطعام او تكون وسيلة انتاج لسلعة اخرى. فاذا اخذنا القمح كمثال فهذا يعني اننا لو اشترينا الخبز مباشرة من الخباز لاكله تكون فائدة البضاعة مباشرة كطعام. اما اذا نظرنا الى القمح في مراحله الانتاجية فان الفلاح الذي يزرع القمح لا يمكن استعماله مباشرة كطعام بل ان القمح الذي ينتجه يكون وسيلة انتاج لبضاعة اخرى اي تحويل القمح الى طحين والطحين ليس للاستعمال المباشر كطعام بل وسيلة انتاج للعجين والعجين هو وسيلة انتاج للخبز الذي يصبح صالحا للاستعمال المباشر كطعام.
ان تعريف ماركس للبضاعة يعني انه حتى حين كان االبشر يبادلون عظام الماموث عند بداية وجود البشر كانت هذه العظام بضائع لانها شيء خارجي عن البشر ويجري تبادلها مع بشر اخرين على انها بضاعتهم التي انتجوها وعملوا على تنظيفها وجعلها ذات فائدة صالحة لاستعمال بشر اخرين.
وقد خصص ماركس بعد هذه الجداول عدة فصول في كتاب الراسمال ليبرهن على ان ليس بالامكان تحويل النقود الى راسمال (اي تحويلها من بضاعة لا راسمالية الى بضاعة راسمالية) باية صورة عن طريق الخداع او بيع البضاعة باغلى من قيمتها او شراء البضاعة بارخص من قيمتها. وبعد هذه الفصول بين كارل ماركس عن طريقة تحويل النقود التي ليست راسمالا الى راسمال بالعثور على بضاعة معينة تختلف عن سائر البضائع بانها قادرة عند استعمال قيمتها الاستعمالية في الانتاج تنتج بضاعة تزيد عن قيمتها التي اشتراها بها. هذه السلعة هي السلعة الوحيدة في المجتمع، سلعة قوة العمل.
هذه السلعة اصبحت متوفرة للبيع حين تحرر العمال بمعنى انهم اصبحوا مالكين لقوة عملهم من ناحية وليس لهم طريقة للعيش بدون بيعها من الناحية الثانية. وبهذا فقط تحولت النقود من نقود لاراسمالية الى نقود راسمالية.
الا ان فاخر فاخر تجاهل كل ذلك واصر على ان الانتاج قبل الراسمالية لم يكن بضائع.
وبعد تجاوز اللغو المبتذل المنحط حول ماركسية الدجاج غير الطائر وماركسية الحمام الطائر.
انا توصلت الى رايي استنادا الى ماركس. اما فاخر فاخر فلم يشر الى المصدر الذي استند اليه في التوصل الى رايه. هل وضع فاخر رايه من عنده ومن اختراعه ام اقتبسه من مصدر اخر؟
فقرار فاخر فاخر "المنتوجات التي كان ينتجها المهنيون في عصور العبودية والاقطاع لم تكن بضاعة" قرار لا قيمة علمية له.
كان تعليق فاخر فاخر بعد ذلك "كانت البضائع الصينية والشرق أسيوية تملأ المخازن والأسواق في الأزمة الأخيرة في أميركا والمفلسون هم الرأسماليون وقد أفلست خزائن بنوكهم"
هذا التعليق صحيح جزئيا وخاطئ في جزئه الاخر. صحيح ان البضائع الاستهلاكية ملات اسواق الولايات المتحدة. ولكن هذا لم يكن لان الصين اشفقت على الشعوب الاميركية الجائعة فتبرعت لوجه الله ان تزود الولايات المتحدة ببضائعها لانقاذها من الموت جوعا.
تعليق فاخر فاخر التالي: "زبدة ردي تجدها في البضائع في السوق التي لا قيمة استعمالية لها كما رآها قوجمان
بالغ الأسف أن قوجمان والربيعي ثرثرا كثيراً دون أن ينفيا أن القاسم المشترك لجميع البضائع في جميع الأسواق هو ساعة/عمل"
النصف الثاني من التعليق يجده فاخر فاخر في النص الذي اقتبسته من كتاب الراسمال سابقا ولم يفهمه فاخر فاخر ولم يعره اي اهتمام حيث يشرح كارل ماركس موضوع ساعة / عمل وهو يتهم حسقيل والربيعي بالثرثرة وعدم نفي القاسم المشترك في جميع الاسواق هو ساعة / عمل.
اما القسم الاول من التعليق فهو لغو لا معنى له. فهو يدعي وجود في السوق بضاعة او شيء او مادة لا قيمة استعمالية لها. وان تعريف البضاعة هو كونها شيء اي مادة لها فائدة موجودة في جسم مادتها ولا تنفصل عنه. فاين وجد فاخر بضائع في السوق لا قيمة استعمالية لها؟ ان كان يجد في اي سوق بضاعة كهذه فليدلنا عليها. واتهام حسقيل بقولها كذب وبهتان.
وتعليقه الاخير هو:"قال فاخر فاخر أن القاسم المشترك لجميع البضائع في السوق هو (ساعة/عمل) وها هو الماركسي الضليع حسقيل قوجمان ينبه فاخر فاخر إلى أن (ساعة/عمل) لا بد أن تكون مبذولة في إنتاج بضاعة ذات قيمة استعمالية وليس في بضاعة لا قيمة استعمالية لها!!!" وهذا هو نفس اللغو حول وجود بضائع لا قيمة استعمالية لها ويتهم حسقيل قوجمان بانه ينبه فاخر فاخر أن (ساعة/عمل) لا بد أن تكون مبذولة في إنتاج بضاعة ذات قيمة استعمالية وليس في بضاعة لا قيمة استعمالية لها!!!"
احد الاسباب التي جاء بها فاخر فاخر لاعتبار الانتاج قبل النظام الراسمالي ليس بضاعة هو ان ذلك الانتاج ليس له سوق عمل. وهذا موضوع لم نناقشه او نتحدث عنه سابقا لذا ساحاول في حلقة قادمة ان اناقش موضوع السوق او سوق العمل.