مؤلف ومصادر القرآن 10 (قصة موسى 2)


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5370 - 2016 / 12 / 13 - 22:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

نتابع في هذا المقال ومقالات لاحقة من سلسلة "مؤلف ومصادر القرآن" قصة موسى. ونعتمد أساسا على مقدمة وهوامش طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي المتوفرة مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4).
.
قصة موسى في مدين
--------------
هناك إشارة لهذه القصة في سورة طه (م45-20: 40)
وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى
.
وقد توسعت فيها سورة القصص (م49-28: 22-28) وهي:
----------
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ * وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
.
تعليق على هذه الآيات
--------------
قصة زواج موسى في القرآن خليط بين روايتين توراتيين واحدة تخص يعقوب والأخرى تخص موسى. ونحن ننقل الروايتين.
.
رواية يعقوب
---------
يقول سفر التكوين فيما يخص يعقوب:
ثمَّ قامَ يَعْقوبُ ومضى إِلى أَرضِ بَني المَشرِق. ونَظَرَ فإِذا بِئرٌ في الحَقْل، وإِذا ثلاثةُ قُطْعانٍ مِنَ الغَنَمِ رابِضةٌ عِندَها، لأَنَّهم مِن تِلكَ البِئرِ كانوا يَسْقُونَ القُطْعان، والحَجَرُ الَّذي على فَمِ البِئرِ كانَ ضَخْمًا. وكانَ، إِذا جُمِعَتِ القُطْعان، يُدَحرَجُ الحَجَرُ عن فَمِ البِئر، فتُسْقى الغَنَم، ثُمَّ يُرَدُّ الحَجَرُ على فَمِ البِئرِ إِلى مَوضِعِه. فقالَ يَعقوبُ لِلرُّعاة: مِن أَينَ أَنتُم أَيُّها الإِخْوان؟ قالوا: مِن حاران. فقالَ لَهم: أَتَعرِفونَ لابانَ بْنَ ناحور؟ فقالوا: نَعرِفُه. فقالَ لَهم: أَسالِمٌ هو؟ قالوا: هو سالم، وهذه راحيلُ اَبنَتُه آِتيَةٌ مع الغَنَم. فقالَ لَهم: هُوَذا النَّهارُ طويلٌ بَعدُ، ولَيسَ الآنَ وَقتُ جَمعْ المَواشي، فاَسْقوا الغَنَمَ واَمضُوا بِها فآرْعُوها. قالوا: لا نَقدِر، حتَّى تُجمَعَ القُطْعانُ كُلُّها وُيدَحرَجَ الحَجَرُ عن فَمِ البِئرِ فنَسْقي الغَنَم. وبَينَما هو يُخاطِبُهِم، إِذ أَقبَلَت راحيلُ مع غَنَمِ أَبيها، لأَنَّها كانت راعِية. فلَمَّا رأَى يَعْقوبُ راحيلَ، بِنتَ لابانَ أَخي أُمِّه، وغَنَمَ لابانَ أَخي أُمِّه، تقدَّمَ ودَحرَجَ الحَجَرَ عن فَمِ البِئر وسَقى غَنَمَ لابانَ أَخي أُمِّه. وقَبَّلَ يَعْقوبُ راحيل ورَفَعَ صَوتَه وبَكى. وأَخبَرَ يَعْقوبُ راحيلَ أَنَّه آبْنُ أُخْتِ أَبيها وآبنُ رِفْقَة، فَركَضَت وأَخبَرَت أَباها. فَلَمَّا سَمِعَ لابانُ خَبَرَ يَعْقوبَ آبنِ أُخْتِه، رَكَضَ إِلى لِقائِه وعانَقَه وقَبَّلَه وأَتى بِه إِلى مَنزِلِه. وأَخبَرَ يَعْقوبُ لابانَ بِكُلِّ ما جَرى. فقالَ لَه لابان: أَنتَ عَظْمي ولَحْمي حَقًّا، وأَقامَ يَعْقوبُ عِندَه شَهْرًا. ثُمَّ قالَ لابانُ لِيَعْقوب: إِذا كُنتَ أَخي، أَفتَخدِمُني مجَّانًا؟ أَخبِرْني ما أُجرَتُك. وكانَ لِلابانَ آبنَتان، اِسْمُ الكُبْرى لَيئَة، وأسْمُ الصُّغْرى راحيل. وكانت لَيئَةُ مُستَرخِيَةَ العَينَيِن، وكانَت راحيلُ حَسَنَةَ الهَيئَةِ جَميلَةَ المَنظَر. فأَحَبَّ يَعْقوبُ راحيلَ وقال: أَخدِمُكَ سَبْعَ سَنَواتٍ بِراحيلَ اَبنَتِكَ الصُّغْرى. فقالَ لابان: لأَن تأخُذَها أَنتَ خَيرٌ مِن أَن أُعطِيَها لِرَجُل آخَر، فأَقِمْ عِنْدي. فخَدَمَه يَعْقوبُ براحيلَ سَبْعَ سِنين، وكانَت في عَينَيه كأَيَّامٍ قَليلة مِن مَحبَّتِه لَها. وقالَ يَعْقوبُ بَعدَ ذلك لِلابان: أَعْطِني اَمرَأَتي فأَدخُلَ عَلَيها، فإِنَّ الأُمي قد كَمَلَت. فجَمَعَ لابانُ جَميعَ أَهْلِ المَكان وأَقامَ وَليمة. وعِندَ المَساء، أَخَذَ لَيثَةَ أبنَتَه فزَفَّها إِلى يَعْقوب، فدَخَلَ علَيها. وكانَ لابانُ قد وَهَبَ زِلْفَةَ خادِمَتَه خادِمَةً لِلَيئَةَ آبنَتِه. فلَمَّا كانَ الصَّباح، إِذا هي لَيئَة. فقالَ يَعْقوبُ لِلابان: ماذا صَنَعتَ بي؟ أَلَيسَ أَنِّي بِراحيلَ خَدَمتُكَ؟ فلِمَ خَدَعتَني؟ فقال لابان: لا يُصنَعُ في بِلادِنا أَن تُعْطى الصُّغْرى قَبلَ الكُبْرى. أَكَمِلْ أُسبوعَ هذه، فنُعطِيَكَ تِلكَ أيضًا بِالخِدمَةِ الَّتي تَخدِمُها عِنْدي سَبْعَ سَنَواتٍ أُخْرى. فَصَنعَ يَعْقوبُ كذلك وأَكمَلَ أُسبوعَ هذه، فأَعْطاه راحيلَ آبنَتَه آمرَأَةً لَه. وأعطى لابانُ لِراحيلَ ابنَتِه بِلْهَةَ خادِمَتَه خادِمةً لَها. فَدَخَلَ يَعْقوبُ على راحيلَ أيضًا وأَحَبَّها أَكثَرَ مِن حُبِّه لِلَيئَة. وعادَ فخَدَمَ لابانَ سَبْعَ سنَواتٍ أُخْرى (تكوين 29: 1-30).
.
رواية موسى
---------
يقول سفر الخروج:
وسَمعَ فِرعَونُ بِهذا الخَبَر، فطَلَبَ أَن يَقتُلَ موسى، فهَرَبَ موسى مِن وَجهِ فِرعَونَ وآنطَلَقَ إِلى أَرضِ مِديَن وجَلَسَ عِندَ البِئْر. وكانَ لِكاهِنِ مِديَنَ سَبْعَ بَنات، فجِئنَ وآستَقَينَ ومَلأنَ المَساقِيَ لِيَسْقينَ غَنَمَ أَبيهِنَّ. فجاءَ الرُّعاةُ وطَرَدوهُنَّ. فقامَ موسى وأَنجَدَهُنَّ وسقى غَنَمَهُنَّ. فلَمَّا جِئنَ رعَوئيلَ أَباهُنَّ قال: لِماذا أَسرَعتُنَّ في المَجيءِ اليَوم؟ فقُلنَ: إِنَّ رَجُلًا مِصرِيًا خَلَّصَنا مِن أَيدي الرُّعاة، واَستَقَى أيضًا لَنا وسَقى الغَنَم. فقالَ لِبَناتِه: وأَينَ هو؟ لِمَ تَركتُنَّ الرَّجُل؟ آدْعونَه لِيَأكُلَ طَعامًا. فقَبِلَ موسى أَن يُقيمَ عِندَ الرَّجُل، فزَوَّجَه صِفُّورَةَ آبنَتَه. فَولَدَتِ اَبنًا فسمَّاه جِرْشوم لأَنَّه قال: كُنتُ نَزيلًا في أَرضٍ غَريبة (خروج 2: 15-22).
ويلاحظ هنا أن في القرآن حما موسى كان له إبنتين، بينما في التوراة ذكر لسبع بنات. بينما حمو يعقوب فقد كان له ابنتين.
.
قصة تكلم الله مع موسى من وسط النار وارساله لمصر
----------------------------------
جاءت هذه القصة مكررة ومملة في سبع سور بصورة مختصرة ومطولة، أطولها سورة طه. ونبدأ بالسور القصيرة:
.
سورة الفرقان (م42-25: 35-36)
---------
وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا
.
سورة النازعات (م81-79: 15-17)
----------
هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
.
سورة مريم (م44-19: 51-53)
---------
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا
.
سورة النمل (م48-27: 7-12)
-----------
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
.
سورة الشعراء (م47-26: 10-17)
----------
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ * فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
.
سورة القصص (م49-28: 29-35)
----------
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ * اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ
.
سورة طه (م45-20: 9-36 و 42-48)
------
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى * وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى * لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى [... ] * اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى
.
تعليق على هذه الآيات
--------------
أصل هذه القصة التوارة. ولكن، يجب أن نلاحظ، بالإضافة إلى التكرار القرآني، ما يلي:
الواد المقدس طوى:
--------
جاءت هذه العبارة في سوة النازعات (الآية 16) وفي سورة طه (الآية 12).
وكلمة طوى بالسريانية تعني المبارك. فيكون معنى العبارة "بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ المبارك".
وقد جاء في الآية 49-28: 30: فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ.
ولكن قد يكون هناك خطأ في ترجمة أو نسخ آية سفر الخروج 3: 5 التي تقول بالعبرية: שַׁל־נְעָלֶיךָ מֵעַל רַגְלֶיךָ כִּי הַמָּקֹום אֲשֶׁר אַתָּה עֹומֵד עָלָיו אַדְמַת־קֹדֶשׁ הוּא وترجمتها الحرفية هي: شيل نعليك من رجليك لأن المكان الذي انت واقف عليه مكان مقدس هو. وكلمة (هو) تكتب في العبرية (هوا). فوضعت بالعربية طوا. والفرق بين (هوا) و(طوا) بالعبرية قليل.
وقد يكون الخطأ ناتج من ان قرب مكة واد يسمى ذي طوى جاء ذكره في أحاديث نبوية. وخلافًا لما يعتقده المسلمون ليس هناك واد في سيناء بهذا الإسم. ويروي إبن الملقن في كتابه البدر المنير حديثًا يقول: لقد حج هذا البيت سبعون نبيا لهم، خلعوا نعالهم من ذي طوى تعظيمًا للحرم. وربما ظنوا ان موسى هو أحد هؤلاء الأنبياء (انظر مقال علي سعداوي: الوادي المقدس طوى، خطأ في الترجمة http://goo.gl/c9tYuC).
.
هارون وزيرا أم نبياً؟
--------------
تقول الآية 42-24: 35: وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا.
وتقول الآية م44-19: 53: وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا
ويستعمل سفر الخروج 7: 1-2 كلمة نبي: فقالَ الرَّبُّ لِموسى: أُنظُرْ! قد جَعَلتُكَ إِلهًا لِفِرعَون، وهارونُ أَخوكَ يَكونُ نَبيَّكَ، أَنتَ تتَكلَّمُ بِكُلِّ ما آمُرُكَ بِه، وهارونُ أَخوكَ يُخاطِبُ فِرعَونَ لِيُطلِقَ بَني إِسْرائيلَ مِن أَرضِه.
.
وسوف نستمر في المقال القادم في سرد قصة موسى ومصادرها.
.
تصبحون على (ا)سلام.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4
ترجمتي الفرنسية من امازون https://goo.gl/wIXhhN
الترجمتي الإنكليزية من امازون https://goo.gl/wQ6Twq
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb