لن ينصلح التعليم إلا إذا


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 19:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي     

لن ينصلح التعليم إلا إذا
----------------------------------
إصلاح التعليم هو سر تقدم مصر إقتصادياً وحضارياً وأخلاقياً وثقافياً وإجتماعياً وسياسياً وأيضا إصلاح التعليم الحقيقى هو الهزيمة المؤكدة للإرهاب ، وأنا هنا لا أريد التحدث عن إصلاح التعليم بالشكل الكلاسيكى النمطى الذى نسمعه من كبار الموظفين وحفاظ الأكاديميون ، وأنا أتكلم من خلال خبرتى وعملى كمدرس بكل مراحل التعليم من الإبتدائى حتى الجامعى وقد زرت أماكن التعليم فى 45 دولة تقريبا مما يجعلنى أقول أن التعليم فى بلادنا متخلف عن مثيله فى بلاد الدنيا بشكل خطير ، مما يستوجب قيام ثورة تعليمية، يضع قواعدها شخصيات إبداعية وعلماء النفس، ولفعل ذلك توجد عدة قواعد يجب أن تحسم بقوانين ولوائح وأضحة مثل أولا :- تجريم الضرب فى المدارس ومنع أى مدرس يحمل عصا بيده من العمل بالتدريس مدى الحياة مثل كل البلاد المحترمة ، ثانياً:- رفع المواد الدينية من مناهج الإبتدائى والإعدادى والتى تؤسس للتقسيم الطائفى منذ الصغر فالدين يُدَرس للمكلفين البالغين فقط كما أمر شرعنا الحنيف ، ثالثاً :- تغيير الرؤية الرسمية للتعليم من قيود وقواعد صارمة إلى تعليم يعمق الحرية ويقوى الشخصية ويجعلها صادقة شجاعة فلا عقاب بدنى مطلقا مع إعلاء حق الإختلاف فى وجهات النظر وإحترام تعدد الأراء وتعلم النقد العلمى لكل أمور الحياة وكيفية العمل بروح الفريق ، رابعاً :- ايضا علينا أن نستمع لعلم وعلماء النفس من أجل وضع قوانين منظومة التعليم كما فعلت دول عديدة مثل استراليا التى لا يوجد بها نظام رسوب فالكل ناجح فى الإبتدائى والإعدادى والثانوى الفرق فقط فى الدرجة التى تظهر أهميتها فى إنتهاء المرحلة الثانوية فالحاصل على مئة بالمائة أمامه فرصة أختيار الكلية أما من يحصل مثلا على 30% ففرصته تكون فى المعاهد العليا الفنية مما جعل التعليم بسيط وسلس ولا طوارىء من أجل أمتحانات الثانوية وايضا إعلاء أهمية العلم على الشهادة
خامساً :- لا يوجد فى تعليم الدول المتقدمة نظام المحفوظات فالتركيز كله على الفهم وحب التعلم
سادساً :- يجب أن يكون التعليم العملى متساوى مع التعليم النظرى بنسبة 50% لكل منهما
سابعاً :- أن تكون السيادة فى المناهج التعليمية للمواد العلمية على المواد الأدبية
ثامناً :- الاهتمام باللغة الأجنبية وبالأخص الإنجليزية لغة العلوم الحديثة
تاسعاً :- التوسع فى التعليم الفنى وإعلاء شأنه
عاشراً : - إختيار المدرس على مستوى عال وإجتيازه لجنة عليا من الطب النفسى تؤكد على حُسن منطقه وسلامة عقله
ذلك إذا أردنا فعلا إصلاح التعليم وكان لدينا مسؤول له رؤية منطقية ابداعية .
الشيخ د - مصطفى راشد عالم أزهرى أستاذ الشريعة ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام E - [email protected]