عن كوبا وقائد ثورتها الرفيق الراحل فيدل كاسترو


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     



عن كوبا[1] وقائد ثورتها الرفيق الراحل فيدل كاسترو[2]
 
 
 لاشك بأن الملايين من اليساريين والوطنيين الديموقراطيين التقدميين المناهضين للإمبريالية حول العالم، شعروا بالحزن العميق بإعلان وفاة قائد الثورة الكوبية، الأمين العام للحزب الشيوعي الكوبي الرفيق فيدل كاسترو، وبادروا إلى رثائه عبر مهرجانات العزاء في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، أعلنوا فيها تأكيد وتجديد تضامنهم مع كوبا وقيادتها في مواصلة النضال ضد الامبريالية الأمريكية وكل أشكال ومظاهر العدوان والاستغلال الرأسمالي.
كما بادر إلى رثائه عدد من الاحزاب والفصائل الشيوعية والماركسية العربية عموماً وجبهتنا الشعبية على وجه الخصوص التي اكدت في خطابها على مآثر تجربة القائد الراحل ورفاقه في التضامن مع شعبنا الفلسطيني في نضاله ضد العدوان الصهيوني من أجل الحرية والاستقلال، بمثل ما أكدت على ثبات موقفنا الاممي الماركسي الراسخ في التضامن مع كوبا الثورة، وفي مواصلة النضال ضد الامبريالية الأمريكية والحفاظ على منجزات الثورة الكوبية والارتقاء بها.
كاسترو .. من الطفولة إلى الثورة:
ولد كاسترو في العام 1926، وتربى في حضن أمه "لينا روز" التي كانت خادمة لدى زوجة أبيه الأولى، ولم يعترف والده رسمياً ببنوته إلا بعد أن بلغ كاسترو سن السابعة عشر من عمره، وكانت قد بدأت تتراكم في عقله وروحه عوامل الحقد الشخصي والطبقي ضد ظلم السادة الاقطاعيين بفعل ممارسات والده الاقطاعي وموقفه الظالم تجاه والدته ورفضه الاعتراف بأبنائه الستة (كاسترو و راؤول و رامون وثلاث شقيقات) الذين انجبهم منها إلا بعد سنوات طويلة من المعاناة، الأمر الذي راكم في روح كل من كاسترو وشقيقه راؤول أقوى مشاعر الحقد الطبقي التي دفعت راؤول للالتحاق بالحزب الشيوعي الكوبي، ودفعت كاسترو إلى العمل الثوري لإسقاط النظام الاقطاعي كله.
التحق كاسترو في جامعة هافانا/ كلية الحقوق عام 1945، وسيصبح هذا المحامي الشاب المسكون بالحقد الطبقي الثوري من أكثر ثوار العالم شهرة، بعد أن أسس عام 1953 مع مجموعة من رفاقه أول نواة ثورية لإسقاط نظام الرئيس الكوبي آنذاك "باتيستا"[3]، الذي جعل من كوبا مرتعاً للفساد والاستغلال الطبقي والاستبداد والتبعية والخضوع للسياسات الأمريكية.
كان الشعب الكوبي[4] يعيش في بؤس مؤلم، وفقر مدقع في عهد حكومة باتيستا الفاسدة. وكانت كوبا عبارة عن مبغى ومجمع لنوادي القمار والجنس لأثرياء وسياح أمريكا. ورغم أن فيدل قد وُلِد ونشأ في عائلة ثرية،  إلا إنه لم يتحمل الوضع المزري للقسم الأعظم من الشعب الكوبي حيث الفرق الشاسع بين غالبية الشعب الفقيرة والأقلية جداً من الاثرياء الفاسدين، فانحاز إلى طبقة الفلاحين الفقراء المحرومين من نعيم بلادهم، أي أنه - بالتعبير الماركسي- انسلخ عن طبقته.
وفي مثل هذه الظروف، أواخر عام 1952 قام كاسترو بتأسيس النواه الثورية الأولى، التي استطاعت تنظيم مجموعات من الشباب، معظمهم من الطلاب والعمال، وبعد نحو عام من التدريب والتهيئة، اجتمع تحت قيادة كاسترو نحو 150 شاباً، انتقلوا من هافانا ليقوموا بهحومهم في 26 تموز 1953 على ثكنة المونكادا (معسكر للجيش الكوبي) في سنتياغو دي كوبا، مستهدفين الاستيلاء على السلاح واللجوء إلى الجبال للاحتماء بها ومن ثم الزحف على المدن، واشعال الثورة لإسقاط نظام باتيستا، ولكن الخطة فشلت ولوحق الثوار وتم اعتقال وسجن عدد منهم.
إن فشل الهجوم دفع البلاد إلى المزيد من القمع والملاحقة، وقد حكم على كاسترو و30 من رفاقه بالسجن لمدة 15 سنة، إلى أن حان موعد الانتخابات العامة التي فرضها الرأي العام على حكومة باتيستا، والتي أجريت العام 1955، حيث صوت المجلس الجديد بالعفو عن فيدل كاسترو ورفاقه، وعند خروجهم من السجن غادروا البلاد والتجأوا إلى المكسيك، حيث أسس كاسترو ورفاقه حركة 26 تموز (تخليداً للهجوم الأول على المونكادا).
 وهناك – في المكسيك- تعرف إلى رفيق دربه القائد الأممي الثوري الخالد جيفارا، وبدأ كاسترو بالتعاون مع أحد رفاقه من ذوي الخبرة العسكرية في تدريب المجموعة الثورية الأولى المكونة من حوالي 85 ثائراً، وبتاريخ 25/نوفمبر/1956 بدأوا انطلاقتهم الثورية على ظهر المركب "غرانما" الذي حمل 82 ثائراً مع عتادهم وبنادقهم وأدويتهم وطعامهم، متجهين صوب شواطئ كوبا التي وصلوها بعد رحلة بحرية لمدة سبعة أيام من المعاناة القاسية في البحر، وفوجئوا عند وصولهم الشاطئ بهجوم طائرات "باتيستا" عليهم حيث استشهد وفقد معظمهم، ولم ينجُ سوى 12 ثائر من بينهم كاسترو وجيفارا، توجهوا – حسب الخطة- إلى جبال السييرا مايسترا، الشديدة الوعورة والمغطاه بالغابات التي يصعب اجتيازها[5].
بعد فترة وجيزة تجمع من تبقى من الثوار، وكانت فرحتهم غامرة حينما علموا أن رفيقهم كاسترو ما زال على قيد الحياة، ووصلوا إليه بواسطة بعض القرويين، وبعد ذلك اللقاء، خططوا لمعركة سريعة لتحسين المعنويات، وتحقق لهم ما ارادوا حين كسبوا معركة لابلاتا التي انتصرا فيها في 17 كانون الثاني (يناير) 1957 أي بعد ستة أسابيع من وصولهم إلى الشواطئ الكوبية، حيث هاجموا الثكنة الصغيرة التي تقع على مصب نهر لابلاتا في سيرامايسترا، تلك المعركة التي انتشرت أخبارها مثل النار في الهشيم، الأمر الذي عاظم من معنويات الثوار وزاد من ثقتهم بأنفسهم وعزز من قدراتهم.
"إن قصة الثورة الكوبية وزعيميها الرئيسيين، كاسترو وجيفارا، لهي قصة رومانسية وبطولية بالأساس. حيث أبحر فقط 82 من المقاتلين، بقيادة فيدل، في قارب صغير (الجرانما) من شرق المكسيك ليرسوا على ساحل كوبا في الثاني من ديسمبر 1956. وقد هوجم المقاتلون فورًا من جانب القوات الجوية الكوبية ليسقط أغلبهم ضحايا ويتفرق الباقون. وعندما تجمع الباقون منهم في جبال سييرا مايسترا كان عددهم قد انخفض إلى اثنى عشر مقاتلًا. ولاحقًا انتصرت الثورة  في يناير 1959 وهرب الديكتاتور الفاسد والوحشي باتيستا من كوبا ليسير جيش كاسترو الثوري منتصرًا في هافانا"[6].
في تلك المرحلة، كان فيدل يزداد اقتراباً من الشيوعية ومن أفكارها ومفاهيمها كلما كانت الثورة تتقدم، وكان للحزب الشيوعي دورا بارزا في ذلك. وتمثل ذلك الدور أولاً في إرسال عدد من كوادر الحزب للالتحاق مع فيدل في الثورة، وفي المرحلة الأخيرة من الثورة بالإضراب الذي أعلنه الحزب بقيادة أمينه العام بلاس روكا في العاصمة هافانا، تمهيداً لدخول الثوار إليها واستقبالاً شعبياً عامراً لها ولهم ولشعاراتها ولأفكارهم فيها"[7].
في البداية، "لم يكن فيدل حين أطلق ثورته في مطلع خمسينات القرن الماضي شيوعياً ملتزماً، ولكنه كان صديقاً للشيوعيين من بعيد. كان شقيقه راوول عضواً في الحزب الشيوعي، أما هو فكان مثقفاً يسارياً ديمقراطياً. كان كاسترو وحركته قوميين ديمقراطيين لا اشتراكيين ولا شيوعيين، لكن عناصر وقوى الثورة المضادة من الاقطاعيين والرأسماليين أرباب النظام البائد الذين هربوا إلى أمريكا، قاموا بتشكيل مجموعات عسكرية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية CIA في محاولة لإسقاط النظام الثوري، فيما سمي بغزوة خليج الخنازير[8]، فكان رد فعل كاسترو ورفاقه التوجه نحو تأميم المصانع والمزارع الكبيرة، ونحو المعسكر السوفياتي، حيث  أعلن كاسترو عام 1961 تحول الثورة الكوبية إلى ثورة اشتراكية.
كان أول إنجاز لفيديل كاسترو ورفاقه أنهم حوّلوا الى وطن مستعمرة أميركية تنتج المنتوج الأوحد: السُكّر، وتخدم كملهى ونادي قمار ومبغى للأثرياء وزعماء المافيات. هو وطن أراده فيديل قبل أي شيء آخر مستقلا كريماً في مواجهة العداء الاميركي السافر الذي واجه الثورة منذ أيامها الاولى بالحصار ومحاولات خنق أنفاسها التي الهبت جماهير أميركا اللاتينية وحجز تأثيرها في سائر العالم الثالث[9].
بادر كاسترو إلى الاتفاق مع الحزب الشيوعي ومع التنظيم الطلابي، لتشكيل نوع من الإتحاد بين تلك التنظيمات تمهيداً لإعادة تأسيس الحزب الذي سيقود كوبا الاشتراكية. وكان ذلك الحزب هو الحزب الشيوعي الجديد الذي أنتخب فيه الرفيق القائد الراحل فيدل كاسترو أميناً عاماً له في المؤتمر التأسيسي للحزب الذي عقد في عام 1965[10].
"كان كاسترو يحاول من موقعه في المسؤولية على رأس الحزب الشيوعي الكوبي والدولة الكوبية أن يجتهد في إعطاء أفكاره الماركسية سمتها الخاصة اللصيقة ببلده كوبا وبأمريكا اللاتينية، وبالشروط الخاصة لهذه المنطقة من العالم[11].
لقد تطورت المجابهة مع الولايات المتحدة بحيث دفعت وطنيين وديمقراطيين وتقدميين كوبين الى التجذّر فكرا وممارسة وصولا الى تبني الماركسية عبر الحزب الشيوعي الموحد الذي تم تأسيسه عام 1965.
 أعطى النموذج الكوبي وجها جديدا للماركسية، وأسهم في إطلاق يسار عالمي جديد عبر العالم، فبالاشتراكية حرر فيديل كاسترو الكوبيين السود من التمييز العنصري، ومنح النساء حقوقا واسعة ودورا اكيدا في الحياة العامة، وأدخل شعباً بأكمله في المدارس بعد القضاء التام على الأمّية، وبنى أنجح أنظمة الرعاية الصحية في أميركا اللاتينية، مفاخرا بأن كوبا بلد يموت فيه الناس بسبب تقادم العمر لا بسبب المرض، وحقق اقتصاده درجة الصفر في نسب البطالة، وأعاد توزيع الأرض والثروة، فيما تسجل له إحصائيات الامم المتحدة أدنى معدلات التفاوت الطبقي في العالم[12]. 
أعطت الثورة الكوبية للتضامن بين الشعوب أحد انبل معانيه: تضامن الفقراء مع الفقراء، والمناضلين من أجل الخبز والحرية مع أقرانهم، فاسهمت الوحدات الكوبية المقاتلة بدورها في غير ساحة من ساحات الحرية، في في الكونغو وغانا ونيكاراغوا وأنغولا وأثيوبيا واليمن، وذروة ذلك الدور الإسهام في إسقاط نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا. وفي السلم مارست الثورة الكوبية تضامنها من خلال الأطقم الطبية والتعليمية العاملة على مكافحة الأوبئة والأمراض والأمية في غير بلد من القارة الافريقية، إلى جانب دورها في مساندة كفاح الشعب الفلسطيني ضد الدولة الصهيونية، من أجل حريته وتقرير مصيره، وقدمت العديد من أشكال الدعم والتأييد لفصائل المقاومة الفلسطينية ومن بينها جبهتنا الشعبية التي حازت دوماً على احترام الرفيق القائد الراحل كاسترو والرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الكوبي، علاوة على التقدير العالي من الرفيق الراحل كاسترو لرفيقنا المؤسس الراحل جورج حبش والقائد الوطني الراحل ياسر عرفات وغيرهما من الرفاق والأخوة في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية.
كان فيدل كاسترو الرمز المثير للقلق بالنسبة للإمبريالية الأمريكية، فقررت أن تمارس إزاء فيدل وإزاء دولته الجديدة سياسة حازمة من خلال التدخل والتآمر والحصار من أجل خنق هذه البؤرة الثورية التي كانت تهدد بوهجها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في القارة الأميركية، فقرر الإتحاد السوفياتي بالمقابل أن يقدم لها الدعم، حتى ولو على بُعد ألوف الأميال منها، فأرسل إليها، بالسفن الحربية في عام 1962، صواريخ لتحميها من أي غزو جديد لها بعد عدوان خليج الخنازير. فخلقت تلك الصواريخ بين موسكو وواشنطن أزمة كادت تشعل حرباً كونية، وانتهت الأزمة بإعادة الصواريخ السوفياتية إلى نقطة انطلاقها مقابل تعهد الإدارة الاميركية بعدم تكرار غزو كوبا[13].
تحول كاسترو إلى رمز ثوري كبير بالنسبة إلى الشعب الكوبي وإلى شعوب أميركا اللاتينية، بالنظر إلى كونه شكل تحدياً للإمبراطورية الأمريكية في عقر دارها بعد أن كانت مخابراتها قد عاثت فساداً في القارة على امتداد عقود طويلة وحولت بلدان أميركا اللاتينية إلى جمهوريات موز خاضعة لإرادة ومصالح الشركات الأميركية المدعومة من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة"[14].
كما كان كاسترو يتعامل مع قضايا بلدان العالم الثالث، المتمثل بالقارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، فيما يشبه الأب الروحي لشعوبها. وكانت تلك القضايا، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، مصدر اهتمامه الدائم ومصدر همومه المتصلة بهموم دولته الكوبية وهموم شعبه. وكان يرى في الدول الرأسمالية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، المصدر الأساسي لمتاعب ولصعوبات ولخراب بلدان العالم الثالث.
وعلى أساس هذه القناعات بالماركسية والأفكار الاشتراكية وتجربتها في كوبا، "لم يقبل فيدل كاسترو أن يقلد غورباتشوف في مشروعه الذي حمل اسم البرسترويكا، أي إعادة البناء للتجربة الاشتراكية في الإتحاد السوفيتي وبلدان المنظومة الاشتراكية، التي كان الخلل البنيوي يراكم صعوباتها ويجعلها على حافة الانهيار.
أعلن كاسترو، بعد انهيار التجربة السوفياتية، أنه كان على حق في موقفه من خيارات غورباتشوف الفاشلة التي فتحت الباب أمام الاقتصاد الرأسمالي.. ولذلك نجد القائد الماركسي الثوري الراحل كاسترو يتعمد تغيير هتافه التقليدي في أحد الاحتفالات السنوية بالعيد الوطني لكوبا، من شعار "الوطن أو الموت" إلى شعار "الاشتراكية أو الموت"، انطلاقاً من إدراكه العميق للآثار الفكرية والسياسية الناجمة عن ارتداد جورباتشوف ويلتسين عن الاشتراكية صوب الليبرالية الجديدة باسم الديمقراطية الرأسمالية.
خاف كاسترو من أن تقود تلك الإصلاحات إلى خسارة التجربة الاشتراكية في بلاده، إذ أن هذا النوع من الإصلاحات، سواء في كوبا أم في سواها من البلدان المشابهة لها في المناطق الأخرى من العالم، يثير مسألة شديدة التعقيد تتعلق بجوهر تلك الإصلاحات وفي استهدافاتها وفي طرائق تحقيقها وفي الإجراءات المتصلة بها، ولا يستطيع أحد أن يقدم لأحد وصفة جاهزة لها. فالمسؤولون عن بلدانهم يستطيعون من مواقع السلطة في نظام ديمقراطي، إذا كانوا مهتمين بتحقيق تقدم بلدانهم، أن يحددوا طبيعة تلك الإصلاحات ووظيفتها، وأن يقدروا مدى قدرتهم على الوفاء بشروط تلك الإصلاحات وبمدى تحمل شعوبهم تبعاتها المباشرة بانتظار نتائجها الإيجابية المحتملة"[15].
"ولأن مسؤولياته كانت كبيرة ومرهقة بالنظر للثقة التي منحه إياها الكوبيون، فإنه كان شديد القلق وشديد الوجع إزاء ما كانت تواجهه كوبا من مفاعيل الحصار. لكنه كان شديد الإصرار في الآن ذاته على الاستمرار في نهجه من دون تنازلات خوفاً من أن يخسر تجربته وتاريخه وكل ما ارتبط بالوعود التي قدمها لشعبه باسم الثورة وباسم مرجعيتها الاشتراكية.
لكن أملاً كان قد بدأ يبرز في مطلع الألفية الثالثة تمثل في ما كانت تشهده أمريكا اللاتينية من تحولات، وهي تحولات جديدة غير مبسوقة تمثلت بتحرير العدد الأكبر من بلدان القارة الجنوبية من السيطرة المباشرة للولايات المتحدة الأميركية. كما بدأت –بمبادرة من كاسترو وشافيز- تتسارع الخطوات لإنشاء اتحاد يضم عدداً من بلدان أميركا اللاتينية شبيه بالإتحاد الأوروبي. وهي تحولات أنعشت الأمل بالنسبة إلى الكوبيين"[16].
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ويطرحه الكوبيون، ويطرحه الكثيرون من أصدقاء كوبا في العالم، هو السؤال التالي: ماذا بإمكان هذه التحولات الجارية في أميركا اللاتينية أن تقدم لكوبا في مواجهة صعوباتها، وفي التصدي للمؤامرات المتتالية عليها، خاصة بعد رحيل مؤسس الثورة وقائدها فيدل كاسترو؟
ربما ستكون المراهنة على التحولات الديمقراطية الثورية التي تشهدها أميركا اللاتينية، وإلى قوى مناهضة العولمة.
لكن العولمة البديلة، العولمة الإنسانية التي تسعى من خلالها قوى التقدم والديمقراطية في العالم لكي تضع حداً لعولمة الرأسمال الفالت من عقاله، هذه العولمة ستحتاج إلى زمن ليس بالقصير لكي تكون قادرة على جعل وحدة العالم وحدة إنسانية.
ستبقى المراهنة في كل الأحوال، بالنسبة للكوبيين وبالنسبة إلى جميع شعوب العالم، على النضال الطويل الذي لا بد منه ولا غنى عنه من أجل تحقيق المطامح العريقة لشعوب العالم في الحرية والتقدم والاشتراكية والديمقراطية في تلازمها كشرط أساسي وليس في الفصل بينها.
لكنه سيكون على القيادة الكوبية عموماً، والحزب الشيوعي بقيادة الرفيق راؤول كاسترو، أن يبحثوا عن الطريق الواقعي الثوري والديمقراطي الجديد، الذي يحفظ لكوبا حريتها ويحقق لها تقدمها ويحول دون أي احتمال، ولو كان مستبعداً، يمكن أن يقود إلى خسارة التجربة الاشتراكية وخسارة هذه الحرية.
وهذا يعني أن على الجيل الجديد في القيادة الكوبية أن يبادر إلى القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ليس بالضرورة تقليداً للصين أو لسواها، بل انطلاقاً من واقع كوبا والحفاظ على مكتسبات تجربتها الاشتراكية بالذات، وتكريسها بصورة ديمقراطية تلتزم بالرؤية الاشتراكية وتطويرها والارتقاء بها عبر الالتحام بالجماهير الشعبية ذات المصلحة في العدالة الاجتماعية والاشتراكية الديمقراطية والحرية.
لا شك أن كوبا بقيادة القائد الثوري الراحل الرفيق كاسترو والرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي، استطاعت - رغم ظروفها الاقتصادية[17] الصعبة - أن تحقيق نهضة كبيرة في ميادين العدالة الاجتماعية ومحو الأمية والتعليم والطب والرياضة وغيرها، لكن ذلك وحده غير كاف، إذا ما عرفنا حاجات الإنسان المادية والروحية، لاسيما ضرورات إشاعة الحريات، ودخول عالم الحداثة والتنمية، وخصوصاً في ظل العولمة وما بعدها... اذ يبدو أن معركة الحداثة والديمقراطية والحفاظ على التجربة الاشتراكية وتطويرها ستكون – بعد رحيل القائد فيدل كاسترو- المعركة أو الاختبار الأهم والأكثر صعوبة من كل معركة خاضتها كوبا طوال حياة القائد الراحل كاسترو، خاصة وأن قيم ومفاهيم الحداثة والتطور الديمقراطي باتت اليوم – إلى جانب العدالة الاجتماعية في ظل النظام الاشتراكي- ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاوزها في المرحلة الراهنة، ليس للشعب الكوبي فحسب، بل أيضاً لكل الحركات الثورية الماركسية في امريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
"لقد بنى فيديل كاسترو سلطة للحزب الأوحد في ظل حكم فردي ازداد اتكالا على الأمن والعسكرة والتسلّط البيرقراطي. وهذا تشوّيه كبير لمشروع تحرر وطني حاول تكريس تجربة جديدة في الديمقراطية التشاركية. ولكن الا تقع أية مسؤولية في ذلك على نحو نصف قرن من الحصار الخانق والتجويع والعزل والتحريك الذي لا ينقطع للتمرد الداخلي المسلّح لتأديب جزيرة رفض أهلها الاستمرار في لعب دور القاصر والتابع للإدارة الامبراطورية الأميركية؟".
"باكراَ، التقط فيديل كاسترو الطور النيوليبرالي المتعولم الذي دخلته الرأسمالية. ونشر اكتشافه على العالم في خطاباته الشهيرة. وبعد تنحيّه عن السلطة لشقيقه راؤول[18]، ظل القائد المشاغب ينتقد حتى النظام الذي بناه محذّراً من إعلاء السوق على الانسان وتنصيب الحقوق الفردية والشخصية في وجه الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ومحاربة الحق في المساواة باسم الحرية"[19]. 
إننا في الجبهة الشعبية، من منطلق العلاقات الرفاقية الدافئة، ومن حرصنا على تعزيز الدور الطليعي لكوبا وتجربتها الاشتراكية وتطوير مسيرتها باستلهام التراث الثوري للقائد الخالد الرفيق فيدل كاسترو، نعتقد أن المتغيرات الدولية عموماً، وفي امريكا اللاتينية خصوصاً، في ظل العولمة الامبريالية المتوحشة، تستدعي مراجعة التجربة الكوبية من موقع الحفاظ على مكتسباتها وانجازاتها، صوب تحقيق نقلة نوعية تدرجيه تتجاوز أوضاع النموذج السوفياتي البيروقراطي، بمثل ما تتجاوز الحالة الفردية الشعبوية البطولية التي ميزت تجربة القائد الراحل كاسترو، مع الحفاظ عليها في عقول ووجدان الشعب الكوبي، نبراساً ومرشداً يتم استلهامه في خلق كوبا الديمقراطية الاشتراكية الجديدة.
فبعد أن انتصرت القوى الاشتراكية واليسارية في الانتخابات في اكثر من خمس دول في القارة، التي عرفت موجة الكفاح المسلح في الستينيات والسبعينيات وبعض الثمانينيات، وعاشت تجربة لاهوت التحرير في الثمانينيات، وها هي تجرب الطريق الاشتراكي سلمياً في الألفية الثالثة، تحت شعار "الثورة في صندوق الاقتراع"، بتأثير رياح الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والعدالة الاجتماعية التي لعبت دوراً كبيراً في ظروف العولمة الراهنة بعد انهيار التجربة السوفيتية، كما لعبت عبر العديد من مؤسسات المجتمع المدني دوراً كبيراً في نشر تلك المفاهيم .. على الرغم من وعينا بأن منطلقات وأهداف معظم تلك المؤسسات كانت – ومازالت- تستهدف الترويج والدعاية لمنطلقات وأسس الاقتصاد الحر والرأسمالية، لكن ذلك كله لا يلغي وعينا بضرورة استلهام القوى والحركات الثورية الماركسية في كوبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، وكذلك في أوساط أحزاب وفصائل اليسار العربي، جوهر مفاهم الحداثة والديمقراطية بالترابط الجدلي مع مفاهيم ومنطلقات الفكر الماركسي ومنهجه المادي الجدلي بما يحمي ويكرس مفاهيم الثورة الاشتراكية، وبالتالي خوض التجربة الديمقراطية دون خوف أو قلق طالما أنها واثقة من تجسيدها – فكراً وممارسة – لمصالح وتطلعات جماهير العمال والفلاحين الفقراء وكل المضطهدين.
 ولعل تجربة فوز اليسار في أميركا اللاتينية مدهشة ومثيرة وتستحق القراءة الدقيقة، لا سيما لجهة اصطفاف القوى والتحالفات الديمقراطية الجديدة، على الرغم من انحسار اليسار وتراجعه على المستوى العالمي. فقد استطاعت القوى اليسارية أن تحرز النصر عبر صندوق الاقتراع في كل من تشيلي بقيادة السيدة باشليه، وفي فنزويلا فاز القائد الراحل هوغو شافيز، ثم مادورا، وفي الإكوادور فازت القوى الاشتراكية اليسارية بقيادة موراليس، مثلما حازت على أغلبية المقاعد في البرلمان في باراغواي بقيادة لوغو.
ولعل تجربة نيكاراغوا مثيرة للجدل، فقد وصل دانيال أورتيغا، قائد الثورة الساندينية المسلحة سابقاً، إلى السلطة بعد غياب عنها 15 عاماً بواسطة صندوق الاقتراع[20] .
إن هذه التجارب الكبرى بحاجة إلى تأمل ودراسة، للاستفادة منها لاسيما من جانب فصائل وأحزاب وحركات اليسار في بلداننا العربية، للإجابة على سؤال: كيف تراجعت؟ ولماذا؟ وما هو أفقها؟
في رسالته بتاريخ 15 ديسمبر 2015 إلى الرفيق القائد مادورو (رئيس فنزويلا المنتخب بعد رحيل الرفيق القائد شافيز)، يقول الرفيق القائد فيدل كاسترو:
في تاريخ العالم، إن أعلى مستوى من المجد السياسي الذي يمكن لثوري أن يصل إليه، هو ذلك الذي وصل إليه المقاتل الفنزويلي اللامع، محرر أمريكا، سيمون بوليفار، واسمه الآن لا ينتمي فقط إلى هذا البلد الشقيق، بل إلى جميع شعوب أمريكا اللاتينية[21].
والمسؤول الفنزويلي الآتي من إرث الشرفاء، هوغو شافيز، فهم بوليفار وناضل لأفكاره حتى آخر لحظة من حياته. عندما كان صبياً، حضر المدرسة الابتدائية في البلاد، حيث أطفال بوليفار الفقراء اضطروا للعمل من أجل المساعدة في إعالة أسرهم.
الملايين من الأطفال والشباب الذين يحضرون اليوم في أكبر وأحدث نظام مدارس عامة في العالم هم فنزويليون. والأكثر يمكن أن يقال عن شبكة مراكز الرعاية الطبية في البلاد التي اهتمت بصحة شعبها، شجعان ولكن فقراء نتيجة لقرون من النهب الاستعماري الإسباني، وبعد ذلك من الشركات الضخمة متعددة الجنسيات. إنها البلاد التي استخرجت من أحشائها احتياطيات هائلة من النفط الأفضل..
والتاريخ يشهد أن العمال حافظوا على مكانتهم، وجعلوا من الممكن التمتع بالطعام المغذي والطب والتعليم والامن والإسكان والتضامن العالمي. يمكنك أن تسأل الأوليغارشية، إذا أردت: هل تعرفون كل هذا؟
الثوار الكوبيون- على بعد أميال فقط من الولايات المتحدة، التي حلمت دائماً بالاستيلاء على كوبا، وجعلها كازينو دعارة هجين، وتقديمه كنموذج لحياة أطفال خوسيه مارتي- سوف لن يتخلوا عن استقلالهم التام واحترامهم لكرامتهم.
أنا متأكد من أن الحياة الإنسانية على الأرض ممكن الحفاظ عليها فقط مع السلام بين شعوب الأرض جميعها، والإقرار بالحق في جعل الموارد الطبيعية على هذا الكوكب ملكية مشتركة، فضلاً عن العلوم والتكنولوجيات التي تم إنشاؤها من قبل البشر لتعم الفائدة جميع سكان الكوكب.
 
أيها الرفيقات .. أيها الرفاق ..
رحل فيدل كاسترو.. لكن أفكاره وسيرته النضالية ستظل باقية في عقول وقلوب رفاقنا بحيث يبقى حاضراً فينا رغم غيابه، فالانتماء الى فيدل كاسترو ليس شعورا وجدانيا بقدر ما هو التزام ثوري، بأعمق معاني الاممية ومناهضة الامبريالية وزعانفها الصهيونية والرجعية أينما كانت، ما يعني مواصلة النضال التحرري والاجتماعي الطبقي على طريق بناء البديل الثوري الاشتراكي ولو من قلب الحصار المتواصل من جيل الى جيل، وعلى ابواب مغارة الوحش الامبريالي الجشع. 
رحل فيدل كاسترو عن عالمنا .. لكن أفكاره الماركسية الثورية ، وتجربته المميزة بقيت خلفه تنير الطريق للملايين من الذين يتوقون لغد تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية تحت راية الاشتراكية.
وداعاً كاسترو.. انت في قلوب وعقول رفاقك الجبهاويين كما في قلوب وعقول رفاقك الماركسيين الثوريين في كوكبنا عموماً وفي بلدان أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا خصوصاً.


[1] (جمهورية كوبا) دولة تقع في منطقة الكاريبي في مدخل خليج المكسيك، تتكون من جزيرة كوبا وجزيرة لا جوفنتود التي تبلغ مساحتهما الإجمالية 110,886 كم2، وعدة أرخبيلات. هافانا عاصمة البلاد وأكبر مدنها، وسانتياغو دي كوبا ثاني أكبر مدن البلاد. ويبلغ عدد سكان الجزيرة 13 مليون نسمة عام 2015، غالبيتهم من أصول إسبانية.
يعود اسم "كوبا" للغة تاينو، وعلى الرغم من أن المعنى الدقيق للكلمة غير واضح، إلا أنه يمكن ترجمتها على أنها إما: " الأراضي الخصبة الوفيرة" (كوباو) أو "المكان العظيم" (كوابانا). كما يعتقد بعض العلماء أن كريستوفر كولمبوس أطلق عليها اسم "كوبا" نسبة إلى البلدة كوبا القديمة في منطقة بيجا في البرتغال.
[2] ولد فيدل أليخاندرو كاسترو روز على 13 أغسطس 1926، بالقرب من بيران ، في مقاطعة أورينت شرق كوبا، وكان فيدل كاسترو هو الطفل الثالث من ستة أطفال، بما في ذلك شقيقيه وراؤول ورامون، وثلاث شقيقات : Angelita وإيما و Augustina . وكان والده انجيل من الأثرياء وصاحب مزرعة للسكر، وكانت والدته  لينا روز غونزاليس خادمة لزوجته الأولى ماريا لويزا ارجوت، و في سن 17  اعترف بفيدل رسميا من قبل والده وتم تغيير اسمه من روز لكاسترو .
تلقى تعليمه في مدارس اليسوعية الداخلية الخاصة ، ونمي كاسترو في أسره غنية وسط فقر الشعب الكوبي، وكان من الموهوبين فكريا ولكن كان اهتمامه بالألعاب الرياضية أكثر من الدراسات، وبعد تخرجه في أواخر عام 1945  ألتحق كاسترو بكلية الحقوق في جامعة هافانا.
توفي مساء الجمعة 25/11/2016، القائد الثوري، الشيوعي الذي كرس حياته لخدمة شعبه والبشرية جمعاء، فيدل كاسترو، زعيم الثورة الكوبية، ورئيس حكومتها لما يقارب نصف قرن، منذ عام 1959. حتى تسليمه السلطة لأخيه راؤول عام 2006، بسبب مرضه.
[3] تولى رئاسة الجمهورية عام 1944.
[4] منذ عام 1950 سيطرت الولايات المتحدة على 80 % من المرافق الكوبية و 90 % من كوبا وعلى 100 في المئة من مصافي النفط في البلاد و 90 في المئة من مزارع الماشية و 40٪ من صناعة السكر. وسياحيا استغلت هافان كوجهة للأجانب الأمريكيين بنوادي للعب القمار والدعارة. فحينها لم يعرف العالم عن الدكتاتورية في كوبا بل لم تدخل كوبا التاريخ العالمي الحديث .
[5] يقول القائد الشهيد الرفيق جيفارا في وصفه لتلك الرحلة: "كنا جيشاً من الظلال والأشباح التي تتقدم كأنها مدفوعة بقوة بدنية غامضة، حيث تعرضنا للجوع وودوار البحر لمدة 7 أيام، ثم لمدة ثلاثة أيام مريعة على الأرض، في بعض المستنقعات"، لاسيما بعد هجوم قوات باتيستا عليهم وحصدها أرواح العشرات منهم لدرجة أن من تبقى على قيد الحياة، كادت قواه أن تخور، وبعضهم كان جريحاً، لدرجة أن جيفارا الذي أصيب بجراح أيضاً، فكر بالموت وبأن يترك نفسه عند جذع شجرة ويستعد لإنهاء حياته بكل كبرياء، مثل بطل جاك لندن الذي عرف أنه محكوم عليه بالموت متجمداً وسط ثلوج آلاسكا، فاختار طريقاً آخر أقرب منه.
[6] جون مولينو – لكن .. من هو فيدل كاسترو – الحوار المتمدن – 27/11/2016.
[7]  كتاب : قادة تاريخيون كبار في ثورات القرن العشرين – الجزء الثاني – كريم مروة – الدار العربية للعلوم ناشرون -  ط1-2012م .
[8] عملية غزو خليج الخنازير عام 1961 التي حاولت إسقاط الحكومة الكوبية من خلال القوة التي دربتها الولايات المتحدة من المنفيين الكوبيين مع دعم عسكري أمريكي. بدأت العملية في نيسان / أبريل عام 1961، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من تنصيب جون كينيدي رئيسًا للولايات المتحدة. هزمت القوات الكوبية المسلحة المدربة من قبل دول الكتلة الشرقية، قوات المنفيين في ثلاثة أيام. كما ازداد تدهور العلاقات الأمريكية الكوبية السيئة أصلاً في العام التالي مع أزمة الصواريخ الكوبية.
[9] فواز طرابلسي – فيدل كاسترو في التاريخ – موقع: الحزب الشيوعي اللبناني – 29 نوفمبر 2016 .
[10] في عام 1965، دمج كاسترو منظمته الثورية بالحزب الشيوعي الذي أصبح سكرتيره الأول، وأصبح بلاس روكا سكرتيره الثاني. خلف روكا بعد ذلك، راؤول كاسترو الذي كان وزير الدفاع وأكثر الأشخاص قربًا من أخيه فيدل، وأصبح ثاني أقوى شخصية في كوبا.
[11]  كريم مروة– مصدر سبق ذكر.
[12] فواز طرابلسي – مصدر سبق ذكر.
[13]  كتاب : قادة تاريخيون كبار في ثورات القرن العشرين – الجزء الثاني – كريم مروة – الدار العربية للعلوم ناشرون -  ط1-2012م .
[14] المصدر السابق – كريم مروة.
[15] المصدر السابق – كريم مروة.
[16] المصدر السابق – كريم مروة.
[17] بلغ الناتج المحلي الإجمالي لكوبا عام 2010 114.1 مليار دولار ، وبلغت حصة الفرد من الناتج الإجمالي حوالي 9 آلاف دولار، وفي هذا السياق، نشير إلى التزام كوبا بالمبادئ الاشتراكية والاسس الماركسية في تنظيم اقتصادها، خاصة في التخطيط للمؤسسات التي تسيطر عليها الدولة. تعود ملكية معظم وسائل الإنتاج للدولة وتديرها الحكومة، كما أن معظم القوى العاملة موظّفة من قبل الدولة، وقد شهدت السنوات الأخيرة اتجاهًا نحو المزيد من فرص العمل في القطاع الخاص. وبحلول عام 2006 شكّل العمل في القطاع العام 78 ٪ والقطاع الخاص 22 ٪، مقارنة بنسبة 91.8 ٪ إلى 8.2 ٪ في عام 1981.
 
[18] في يوم 31 يوليو/ تموز 2006، سلّم فيدل كاسترو –بسبب مرضه- مهامه الرئاسية مؤقتاً لأخيه، النائب الأول للرئيس، راؤول كاسترو، وفي شباط / فبراير 2008، استقال من منصبه كرئيس لكوبا، وتولى أخوه راؤول كاسترو في 24 فبراير/شباط مهام الرئاسة كرئيس جديد لكوبا. وفي خطاب القبول، وعد راؤول بأن تتم إزالة بعض القيود التي تحد من حياة الكوبيين اليومية. وفي آذار / مارس 2009، عزل راؤول بعض المسؤولين في فترة فيدل.
[19] فواز طرابلسي – مصدر سبق ذكر.
[20] كتاب: كوبا الحلم الغامض – تأليف: عبد الحسين شعبان – دار الفارابي – بيروت – الطبعة الأولى 2011 .
[21] فيدل كاسترو – رسالة إلى مادورو – الحوار المتمدن – 27/11/2016