وداعاً كاسترو ..


الحوار المتمدن
الحوار المتمدن - العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 03:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

مؤسسة الحوار المتمدن تنعي احد ابرز واهم كتابها القائد الاشتراكي الكوبي فيديل كاسترو



إن أفضل وصف لقائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو هو .. شعلة أنارت درب العالم المظلم نحو الحرية , رحل كاسترو لكن أعماله الخالدة باقية في ضمائر الفقراء والمحرومين في كل بقاع الأرض , فقبل سنوات طويلة تقترب من العقود الستة نجحت كوكبة من المناضلين في تحويل أحلام الشعوب من مستحيل الى حقيقة تجسدّت على أرض الاشتراكية الحية الانسانية بكل معانيها في كوبا ..
فهي ( ثورة كاسترو ) كانت الأمل الهادي لملايين الثوريين في العالم من الذين يحلمون بغد الحرية والاشتراكية , غد تتوق فيه الشعوب الى نموذج جزيرة الحرية التي راحت تصدّر العلم لمحيطها بدلاً من آلات الموت والدمار , فمنذ عام 1960 وحتى يومنا هذا أرسلت كوبا عشرات الوف من الاطباء الى كل أصقاع أمريكا اللاتينية وأفريقيا , أطباء الاشتراكية الثورية حاملين معهم شعلة العلم المجاني لعلاج الفقراء , حاملين معهم حقائب الانسانية التي أثلجت قلوب الفقراء والمرضى والمحتاجين في العالم لعلاج مجاني , فقد كان هذا النوع من النضال لا يقل شراسة عن حمل البندقية في مواجهة قلاع التخلف والاستغلال والطمع , ورغم أن الجزيرة التي عشقت الحرية بقيت محاصرة من قلاع الجهل والتخلف في عالمنا إلاّ أنها صمدت بقوة العزم الذي لا يلين لمقارعة الغل والوحشية الطبقية التي وقفت خلف محاصرة رفاق ورفيقات كاسترو وجمهوريته الاشتراكية.
وعلى أثر الخطى العظيمة لقادة كوبا جنحت الغرانما نحو شاطئ الحرية ذات يوم , وأرسلت سدولها الثورية العظيمة على جزيرة الحرية لتشرق للعالم بلون جديد , لون الاشتراكية العلمية بمعايير العصر التي حولت ظلام كوبا الى نور مشرق أنار طريق الأحرار في العالم ..
لم تكن كوبا سوفيتية ولا صينية .. بل كانت هي نفسها كوبا الثورية فهي سرّ نجاح نفسها , وهي سرّ نجاح تجربتها , رحل اليوم العظيم الذي وقف خلف صناعة هذه الحرية , رحل كاسترو عن عالمنا , لكنه لم يرحل عن قلوب الفقراء والمحرومين والثوريين في عالمنا فأمثاله لا يموتون لأن أعمالهم وبطولاتهم خالدة وعظيمة , فهي ليست مسخّرة لأجل الأسياد كما فعل باقي الخدم ممن مرّوا على كوكبنا ليضعوا جهودهم في خدمة أعداء الانسانية , بل كانت شعلة ثورية لم يسمح لها التنفس واستنشاق الهواء بسبب الحصار القاسي عليها وعلى شعبها لكنها كانت شوكة في عيون من سوّلت له نفسه محاصرتها وحوّلت آمال الملايين من أبناء العالم الحر المتمدن الى حقيقة تترك أثارها في النفس كلما تقدم الزمن بها .
كاسترو في هذه المرحلة التاريخية كان تعبيرا عن شعوب تناضل في أرجاء المعمورة من اجل العدالة الاجتماعية و ضد الانحطاط ودمار البشرية والإبقاء على الإنسانية وتامين حياة أفضل قدر الإمكان والوقوف بوجه حمى الربح والفساد والبربرية التي تسود في ارجاء عدة .
رحل فيدل كاسترو عن عالمنا .. لكن أفكاره النيّرة بقيت خلفه تنير الطريق للملايين من الذين يتوقون لغد الاشتراكية الأفضل , لغد تنتهي فيه أصوات مصانع الأسلحة المميتة , ومصانع الأدوية المميتة , التحق كاسترو برفيق دربه العظيم تشي جيفارا لكنهما لا يفارقان خيال الحالمين بالغد الأفضل.

وداعاً كاسترو .. انت في قلوبنا الى الأبد .. بغض النظر إذا اتفقنا او اختلفنا في أساليب إدارة الحكم و آليات تطبيق الاشتراكية في كوبا.


الموقع الفرعي لفيدل كاسترو في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2859