العجل البلجيكي والعقل الوهابي !!!


عبدالله أبو شرخ
الحوار المتمدن - العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

انتشر فيديو على صفحات مواقع التواصل يوضح مشاهد لعجل بلجيكي غريب من نوعه، فهو سمين لدرجة أنه يتحرك بتثاقل واضح، أو كأنما هو عبارة عن كائن يلعب كمال الأجسام بحيث يبدو جسمه كرات لحم منتفخة كل واحدة على حدة !

إلى هنا لا غرابة في الموضوع، بل كل الغرابة تكمن في تعليقات الناس البسطاء والذين أجمعوا على تعليق ( سبحان الله )، من دون أن يعلق أحدهم بأن هذا النوع من العجول هو نتاج تعديلات وراثية وتغذية معينة .. أبدا .. الهندسة الجينية لا تخطر لهم ببال، وقد يتخيل القاريء / ة أن المعلقين غير متعلمين أو غير متخرجين من جامعات، بل إن الطامة الكبرى هو أنهم خريجون جامعيون !!!

طبعاً لا خطأ في التسبيح بحد ذاته، فنحن نسبح الله عند دراستنا لحياة النحل أو النمل، نسبح الله لمدى ترامي الكون الرهيب من حولنا، لكن أن نسبح الله لأجل عجل سمين دون أن يتدارك أحد الموقف ليقول للناس بأن ثمة تعديلات وراثية تقوم بها الشركات الزراعية الحديثة في الدول الغربية فهو تخلف وليس تسبيحا لله !

بكل صراحة الجامعات العربية المحلية، خاصة في غزة، تعلم الناس التسبيح والتكبير وأن الديك يرى ملائكة وأن الحمار يرى الشياطين كما تعلمهم التنطع وقتل المرتد وعدم التسامح، وبالمقابل فإن الدول المتقدمة استحدثت علوما جديدة لا تدرس في العالم العربي، مثل الهندسة الجينية أو تكنولوجيا النانو أو أمن المعلومات أو ثورة الاتصالات وهندساتها الإلكترونية المختلفة.

لو تأملنا الدول الصناعية العملاقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا وألمانيا وبريطانيا والغرب الأوروبي، فسنجد أن الدولة تخصص موازنات كبيرة للتعليم والبحث العلمي، بينما في بلادنا تخصص الأموال لشاء السلاح وبناء مراكز التجهيل والتطرف.

غداً ستكون الذكرى الأولى لنشر مقال " عندما تصبح الجعلصة ثقافة شعب "، وإليكم الرابط لمن فاته المقال العام الماضي:
http://www.wattan.tv/news/155934.html
----------------------------------------------
على أي حال، لا يبدو أن الجعالصة قد تغيروا من عام مضى إلى الآن، لم يراجع أحد مخرجات hلتعليم التافهة، ولم يتأمل أحد أحوال جيش البطالة من الشباب الذين قد يجدوا في داعش حضناً دافئاً لأحلامهم الآخروية بعد أن وجدوا أنفسهم بلا عمل ولا أمل في مستقبل زاهر. اليوم خضت نقاشاً مع شاب من غزة خريج جامعة الأزهر، وللأسف كان يوزع فتوى القتل ( من بدل دينه فاقتلوه ) على حساب آيات القرآن الكثيرة التي تؤكد أن عقاب المرتد هو حسابه في الآخرة وليس قتله في الدنيا .. الشاب استند إلى فتوى ابن فوزان الوهابي، ولا نعلم في غزة، من سيكون الضحية المقبلة لهذا التعليم وهذا الفقه الأسود !

دمتم بخير