أخطاء القرآن 1: مقدمة


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5320 - 2016 / 10 / 21 - 12:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

سلسلة حلقات حول أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية
---------------------------------
سوف أبدا بتسجيل سلسلة حلقات مع قناة "الجهر بالإلحاد" حول أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية
وستكون الحلقة الأولى في 23 اكتوبر 2016 في الساعة السادسة مساء بتوقيت القاهرة، الساعة 12 ظهرا بتوقيت نيويورك
https://www.youtube.com/watch?v=hrRcJAuY8C8
وهذه الحلقات تعتمد على طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي
مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD
وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4

وتتوازى هذه السلسلة مع سلسلة اخرى حول مصادر القرآن والتي سوف اسجل الحلقة الرابعة منها في قناة جسور يوم السبت 22 اكتوبر 2016 الساعة السادسة مساء بتوقيت القاهرة، الساعة 12 ظهرا بتوقيت نيويورك.
https://www.youtube.com/channel/UCBNdb6NVXLf9zUUqhAxfl4w
وتجدون سناريو هذه الحلقة في http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=535067
.
هدف هذه الحلقات
------------
ليس الهدف من هاتين السلسلتين اثبات أن القرآن كتاب بشري
فالتوارة والإنجيل والقرآن والف ليلة وليلة وغيرها من الكتب هي كتب بشرية ولا علاقة لله بهذه الكتب لا من قريب ولا من بعيد
ولا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك وبراز الطيور
ومن يقول عكس ذلك مكانه الطبيعي مصحة الأمراض العقلية.
.
الهدف من هاتين السلسلتين هو فهم القرآن كما يطالب القرآن قراءه:
افلا يتدبرون القران؟ (سورة النساء الآية 82 وسورة محمد الآية 24)
افلم يدبروا القول؟ (سورة المؤمنون الآية 68)
ويلاحظ هنا أن الدول العربية والإسلامية أنشأت آلاف مراكز تحفيظ القرآن ...
وداعش عملت مسابقات حفظ القرآن مع هدايا للفائزين سبايا ايزيديات https://goo.gl/ybZcaO
فتحفيظ القرآن الهدف منه تخدير وغسل المخ للسيطرة عليها بسهولة من قِبَل تجار الدين
والرئيس الأسد ذاته حفر قبره بيده من خلال معاهد الأسد لتحفيظ القرآن وهذه المعاهد فرخت لنا الإرهابيين
أما فهم القرآن فالهدف منه استعمال المخ واسترجاعه من تجار الدين.
ولا ادعي العصمة فيما اكتب، ولكنه اجتهاد آمل ان يأخذ به كل شخص.
.
عدم قبول المسلم بوجود أخطاء في القرآن
--------------------------
يقول القرآن: «لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» (61-41: 42). وفي آية أخرى: «قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» (59-39: 28). ومن الصعب على المسلم المؤمن، عالمًا كان أو جاهلًا، تقبل مجرد احتمال أن القرآن قد يحتوي على أخطاء لغوية أو انشائية. فهذه مسلمة المسلمات لا يمكن لأي مسلم التفريط فيها لأن ذلك إلغاء لمصدره الإلهي وتقويض للإسلام بأكمله وللمجتمعات المبنية على أسس دينية. ومن ينكرها منهم يعرض نفسه للخطر إذ يعتبر مرتدًا في نظر الشرع الإسلامي. ومن يرى منهم عيبًا في القرآن نسبه لقصور في عقول البشر وليس للقرآن. فالمسلم يتهم نفسه ولا يتهم قرآنه. وهذا ما جعل المسلمين يتشبثون بعدم تغيير إملاء القرآن لكي يتناسب مع الإملاء المتعارف عليه، فتغيير الإملاء يعني انتقالًا إلى نص أفضل من النص الحالي وانتقاصًا من كمال الله.
.
وعامة ينظر المؤمن إلى لفظ القرآن وليس إلى معناه. فهو واثق بأن النص من عند الله ولا يمكن بأي حال من الأحوال وجود نقص فيه أو خطأ أو خربطة. فلماذا إذن يتعب نفسه؟ والقرآن يقول عن الله: «لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ» (73-21: 23).
وقد جاء في كتاب المنتخب الصادر عن الأزهر التفسير الآتي لهذه الآية: «لا يُحاسب - سبحانه - ولا يُسأل عما يفعل، لأنه الواحد المتفرد بالعزة والسلطان، الحكيم العليم، فلا يخطيء في فعل أي شيء، وهم يُحاسبون ويُسألون عما يفعلون؛ لأنهم يخطئون لضعفهم وجهلهم وغلبة الشهوة عليهم».
وجاء في تفسير الكشاف للزمخشري (الذي يعتبر من المعتزلة الذين يحكمون العقل!): «إذا كانت عادة الملوك والجبابرة أن لا يسألهم من في مملكتهم عن أفعالهم وعما يوردون ويصدرون من تدبير ملكهم، تهيبًا وإجلالًا، مع جواز الخطأ والزلل وأنواع الفساد عليهم - كان ملك الملوك وربّ الأرباب خالقهم ورازقهم أولى بأن لا يُسأل عن أفعاله، مع ما علم واستقرّ في العقول من أن ما يفعله كله مفعول بدواعي الحكمة، ولا يجوز عليه الخطأ ولا فعل القبائح».
.
الفرق بين المؤمن والباحث
------------------
وعلى النقيض من المؤمن، يرى الباحث المتجرد أن كل نص مهما كانت قدسيته عند أتباعه هو نص بشري يقبل الخطأ والصواب إما في مجال المضمون وإما في مجال اللغة. وفيما يخص الأخطاء اللغوية والإنشائية، يتعامل الباحث مع القرآن كما يتعامل مع كتاب رياضيات أو فيزياء. فهو لا ينظر إلى المضمون، بل إلى سلامة اللغة التي كتب بها هذا الكتاب.
وقد تم أحيانًا تصحيح تلك الأخطاء من خلال اختلافات القراءات. ولكن تلك القراءات زادت الطين بلة في بعض الأحيان، خاصة وأن بعض كلمات القرآن جاء فيها أكثر من عشر قراءات مختلفة ومتناقضة. وهناك من يرى ان القراءات جزء من الوحي اعتمادًا على المقولة بأن القرآن نزل على سبعة أحرف. وهذه مجرد حيلة لكي لا يتم الاعتراف صراحة بأن في القرآن أخطاء. والقرآن الذي بين أيدي المسلمين وفي الجوامع لا يتضمن هذه القراءات، بل قراءة واحدة. ولو قام أحدهم بتصحيح القرآن معتمدًا على تلك القراءات لما سمحت بنشره الدول العربية والإسلامية ولأعتبر تحريفًا للقرآن، وهو ما يعاقب عليه فاعله.
.
تحايل المفسرين لتغطية أخطاء القرآن
------------------------
واذ لم يخف على المفسرين المسلمين وجود هذه الأخطاء في القرآن، حاولوا المستحيل لتبريرها بدلًا من الاعتراف بها، مستعملين في ذلك تعابير منمقة بدلًا من تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية سوف نعرضها لاحقًا. وهناك من يعصف بقواعد اللغة عصفًا لإرضاء النص القرآني. فهذا زكريا أوزون يقول: «إن حركة أواخر الكلمات لا تغير المعنى ولم يهتم بها الرسول. وقد قرأ الصحابة في حياته بقراءات عدة ومختلفة» . وهناك من قد يحتج بأن قواعد النحو مأخوذة أصلًا من القرآن. فكيف نحكم على القرآن من خلال تلك القواعد؟ والجواب على هذا الاحتجاج بسيط إذ انه يتم عامة استعراض أخطاء القرآن من خلال القياس الداخلي للقرآن. فما دام انه عامة يرفع الفاعل، استنتج النحويون أنه يجب رفع الفاعل. والخطأ يكمن في عدم احترام هذه القاعدة التي اخذها النحويون من القرآن. وهنا يمكن الاستشهاد بآيات القرآن ذاتها للدلالة على أن القاعدة التي اعتمدها القرآن لم يتم احترامها بتواتر. وقد اشرت إلى ذلك في الهوامش. ويلاحظ ان النحويين تلاعبوا أحيانًا بقواعد اللغة العربية لتبرئة القرآن، كما سنرى لاحقًا.
.
أصناف اخطاء القرآن
--------------
ويمكن تصنيف أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية إلى عدة أنواع:
أخطاء نحوية
أخطاء إملائية
استعمال كلمات أو عبارات مبهمة
استعمال كلمات بغير معناها
ترتيب معيب لعناصر الخطاب
نقصان مبهم في الجملة
تكرار
انتقال من موضوع لآخر دون رابط بينهما
تناقض.
.
أكثر من 2500 خطأ لغوي وإنشائي
-----------------------
ويصل عدد أخطاء القرآن بأنواعها المختلفة إلى قرابة 2500 خطأ أذكرها بصورة مبسطة ومختصرة في هوامش طبعتي العربية للقرآن، مع روابطها على قدر الإمكان، معتمدًا خاصة على كتب التفسير. فمن يهمه المزيد من الشروحات يمكنه الرجوع لهذه التفاسير.
وحسب علمي ليس هناك كتاب شامل متخصص في أخطاء القرآن من طرف المنتقدين، بينما نجد كتبًا حول إعراب القرآن تعبر عن وجهة نظر الطرف الآخر.
ولا ندعي الشمول ولا العصمة فيما قمنا به، وكل أملنا أن تكون ملاحظاتنا إشارات على الطريق وبداية لعمل أوسع من قِبَل الباحثين، فهذا موضوع يستحق الدراسة والتعمق، بكل حيادية، بإعطاء الرأي والرأي الآخر.
.
ونشير هنا إلى ان الأخطاء التي تؤدي إلى إبهام في المعنى واختلاف في التفسير تعصف بادعاء البعض أن القرآن كتاب بليغ. فمن أسس البلاغة إبلاغ المخاطب المعنى دون إبهام والتباس.
وإن كان في القرآن عبارات بليغة فعلًا، فإننا نجد مقابلها آيات كثيرة بعيدة كل البعد عن البلاغة بسبب إبهامها، مما أدى إلى اختلافات شاسعة في فهمها حتى عند كبار المفسرين المعتبرين.
والقول بأن القرآن «يتميز بالدقة في اختيار الكلمة، والدقة في اختيار موضعها» هو مجرد هراء لأنه يتضمن تعميمًا بعيدًا عن الصواب.
وهنا لا بد من إلقاء اللوم على رجال الدين المسلمين وأساتذة الجامعات والإعلام لأنهم يتكلمون عن بلاغة القرآن ولا يتعرضون لعيوبه البلاغية، ناهيك عن أخطائه اللغوية والإنشائية، فأنشأوا لنا أجيالًا مغيبةً غير قادرة على التمييز بين ما هو غث وما هو سمين في القرآن، وساهموا في نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة التي تعيث في الأرض فسادًا، حاملة بيد شعار «القرآن دستورنا» وناشرة باليد الأخرى القتل وانتهاك الأعراض والدمار.
هذا، والآيات المبهمة في القرآن التي اختلف المفسرون في فهمها كثيرة جدًا، وقد أشرنا إلى بعضها في الهوامش مع إعطاء التفاسير المختلفة.
.
صعوبة اكتشاف الأخطاء
-----------------
وقبل استعراض أنواع الأخطاء مع بعض التفصيل نشير إلى ان اكتشافها ليس أمرًا سهلًا إمّا بسبب قدسية النص، أو التعود عليه، أو طريقة عرضه في الطبعات العربية دون تنقيط ودون فصل للفقرات.
وأفضل أسلوب لاكتشاف الأخطاء مقارنة كتب التفسير والترجمات التي تمت للقرآن. فإذا اختلف المفسرون والمترجمون اختلافًا شديدًا بحيث يكون أقرب إلى الاضطراب، فهذا دليل على وجود مشكلة جذرية في النص. وكما تقول الحكمة الشعبية: «إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق».
وهذا هو منهجي للكشف عن أخطاء القرآن إذ قمت بمقارنة عدد كبير من ترجمات القرآن بالفرنسية والإيطالية والإنكليزية خلال ترجمتي للقرآن في هذه اللغات، كما أنى اعتمدت على عدد كبير من التفاسير المعتبرة. وقد اشرت في الهوامش إلى هذه التفاسير.
.
وسوف نعود في مقال قادم إلى الأخطاء النحوية.
.
تصبحون على (ا)سلام.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4
ترجمتي الفرنسية من امازون https://goo.gl/wIXhhN
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb