بيروت تل أبيب القسم الثاني تل أبيب الفصل الرابع1


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 20:48
المحور: الادب والفن     

عادت ساندرا وشالوم إلى البيت، وهما يأخذان بيد بعضهما، ولم يجدا ليا، فخرج جوردان من غرفته، عندما سمع أخته تنادي أختها: "ليا! ليا! أنت هنا؟" قال إن ليا لم تعد بعد، وظهرت من ورائه امرأة شقراء نصف عارية، وهي تتبسم عن لؤلؤ. قبلت ساندرا، ونظرت إلى شالوم بهيئة من يستميل المودة.
- هذه نورة، قال جوردان لشالوم، وهذا شالوم، ابن العم المصاب بالنسيان الذي حدثتك عنه.
- في هذا البلد، من حسن حظه أن يكون مصابًا بالنسيان، ابن عمك، قالت نورة وهي تشد على يده. ابني، إيغور، سَيُرَشِّح نفسه طوعًا ليصبحه.
- رفض ابن نورة أن يقوم بخدمته العسكرية في الأراضي، أوضح جوردان.
- في الأراضي المحتلة، صححت نورة، وبفضل جوردان لم يحاكم بصرامة.
- شالوم من حسن حظه بالأحرى لأنه خطيب ساندرا، رمى جوردان.
- كيف عرفت، سألت ساندرا أخاها.
- الأمر واضح.
- أي أمر؟
أومأ رأسه باتجاه يدها التي كانت دومًا في يد شالوم.
- نجحتِ أخيرًا في نشله من أختك ليا، المسكينة!
- أنا من يفضل. أليس هذا، شالوم، أنا من تفضل؟
- لو كان الأمر بيدي لفضلت ليا، رمت نورة قبل أن تسحب جوردان من يده، وتغلق باب الغرفة.
- لا تتدخلي أنت، صاحت نورة من ورائها. ثم، بين أسنانها: القحبة!
ليدافع جوردان عن ابنها بالقرب من هيئة أركان الحرب، كان على نورة أن تقبل النوم مع الكولونيل الشاب. نعم، أَعْطِ نُعْطَ. في الجيش كما في الحياة، وإلا لن يكون للحياة أي معنى، لن تكون الحياة. غدت الماما الروسية الجميلة عشيقة جوردان الذي توسط لصالح ابنها. ابن وحيد وأوحد. كانت اعادت ساندرا وشالوم إلى البيت، وهما يأخذان بيد بعضهما، ولم يجدا ليا، فخرج جوردان من غرفته، عندما سمع أخته تنادي أختها: "ليا! ليا! أنت هنا؟" قال إن ليا لم تعد بعد، وظهرت من ورائه امرأة شقراء نصف عارية، وهي تتبسم عن لؤلؤ. قبلت ساندرا، ونظرت إلى شالوم بهيئة من يستميل المودة.
- هذه نورة، قال جوردان لشالوم، وهذا شالوم، ابن العم المصاب بالنسيان الذي حدثتك عنه.
- في هذا البلد، من حسن حظه أن يكون مصابًا بالنسيان، ابن عمك، قالت نورة وهي تشد على يده. ابني، إيغور، سَيُرَشِّح نفسه طوعًا ليصبحه.
- رفض ابن نورة أن يقوم بخدمته العسكرية في الأراضي، أوضح جوردان.
- في الأراضي المحتلة، صححت نورة، وبفضل جوردان لم يحاكم بصرامة.
- شالوم من حسن حظه بالأحرى لأنه خطيب ساندرا، رمى جوردان.
- كيف عرفت، سألت ساندرا أخاها.
- الأمر واضح.
- أي أمر؟
أومأ رأسه باتجاه يدها التي كانت دومًا في يد شالوم.
- نجحتِ أخيرًا في نشله من أختك ليا، المسكينة!
- أنا من يفضل. أليس هذا، شالوم، أنا من تفضل؟
- لو كان الأمر بيدي لفضلت ليا، رمت نورة قبل أن تسحب جوردان من يده، وتغلق باب الغرفة.
- لا تتدخلي أنت، صاحت نورة من ورائها. ثم، بين أسنانها: القحبة!
ليدافع جوردان عن ابنها بالقرب من هيئة أركان الحرب، كان على نورة أن تقبل النوم مع الكولونيل الشاب. نعم، أَعْطِ نُعْطَ. في الجيش كما في الحياة، وإلا لن يكون للحياة أي معنى، لن تكون الحياة. غدت الماما الروسية الجميلة عشيقة جوردان الذي توسط لصالح ابنها. ابن وحيد وأوحد. كانت الحجة التي قدمها ليبرر رفض إيغور القيام بخدمته العسكرية في الأراضي المحتلة رفضًا باتًا. ابن وحيد وأوحد. لكن في الواقع، لم يكن إيغور يريد أن يلطخ يديه بالدم. كأبيه الذي كان –الذي كان دومًا- مناضلاً شيوعيًا، كان يعلق أهمية كبيرة على الثمن الذي يدفعه من أجل حريته وحرية الآخرين. شعب يقمع شعبًا آخر ليس شعبًا حرًا! وباسم هذه الحرية، لم يكن يريد أن يُتلاعَبَ به من أي شخص كان. هذا البلد، يعبده، والحالة هذه، الجنرالات، لا. لم يكن يريد أن يضحي بحريته من أجل حريتهم، لم يكن يريد أن يضحي بنفسه، أن يضحي بالأبرياء على هيكلهم. قدم جوردان هذا المُهر الذي يتحرك بشدة من فرط نفاد صبره إلى قائد الجيش كضحية، كضحية لمصيره هو نفسه: ابن وحيد وأوحد. أرملة لم يكن لها من عِماد غير هذا "الابن الوحيد والأوحد". قَبِلَ الجنرال دافيدسون، صاحب القلب الطيب، كما كان شائعًا، حجة جوردان. ليس لأن أبا جوردان كان صديقه الأفضل، لكن لأنه يثق به. بفضل جوردان يسيطر العساكر، بالتعاون مع الموساد، على قيادة المقاومة الفلسطينية. وكيلا يكشف للرأي العام أن هناك شبابًا فاسدين في الجيش يرفضون القيام ب "واجبهم المقدس" في الأراضي. لم يستطع جوردان أن يُجَنِّب الشاب المتمرد المثول أمام المحكمة العسكرية، فما كان يريده الجنرال دافيدسون أن يلقن درسًا لمتمردين آخرين، لا لشيء إلا للرمز. مضى كل شيء في جلسة سرية، ولم يُسْمَح للجرائد الإسرائيلية والغربية بتمثيلها حتى بصحفيين "مخلصين" للجيش، بمعنى مدفوعًا لهم: أُدِينَ إيغور بستة شهور سجن حُكْمًا مَعَ وقف التنفيذ.
في الواقع، لم يكن أبو جوردان قد فكر في حياته في الهجرة إلى إسرائيل على الإطلاق. أرض الميعاد، بالنسبة له، هناك حيث يعيش المرء كما يجدر به العيش، في فرنسا، في أمريكا، في منغوليا، في جزيرة العرب. الجنة هي هناك حيث يزدهر المرء ثقافيًا واقتصاديًا. لم يكن مؤمنًا بدين. على الدين أن يكون، بالنسبة له، اختيارًا شخصيًا مجردًا من كل حساب سياسي. ليس إلا عند ذلك نجد الارتياح الذي نبحث عنه لدى الله.
أينما وُجِدْنا.
حتى الله، في هذه الساعة، يمكنه أن يكون أية سلطة تخيفنا وتحمينا. لماذا إذن البحث عنه بعيدًا؟ لهذا كان قد رفض عرض صديقه الجنرال دافيدسون (في ذلك الوقت، لم يكن جنرال، كان كولونيل، لكن لِمَا أبداه من مآثر عسكرية خلال حرب السويس كانت له قوة الجنرال ونفوذه) اللحاق به في إسرائيل. "ستكون لك نفس الامتيازات في فرنسا"، قال له. "إذا كانت نفس الامتيازات في فرنسا، فما نفع ذلك"، أجاب أبو جوردان، صيدلي ذو سمعة وطيدة. بخلاف دافيدسون، الذي قبل أن يهاجر نهائيًا إلى أرض ميعاده، لم يكن له وضع يحسد عليه. لم يكن سوى موظف صغير ملحق بوزارة الدفاع. السلطة، النقود، العشيقات، التماثيل الصغيرة القديمة، سيارات الجيش –وسيارات اللوكس المركونة في الكراج، من فضلك- الشركات، مَربى الماشية، حقول الشمام والبطيخ، الفيلا على الساحل، مدينة يافا، ولِمَ لا كل المدن. عندما يغدو رئيس وزرا، كل هذا سيكون له، وستكون هذه أرض ميعاده. إذن، للدفاع عن امتيازاته، الغاية تبرر الواسطة: تصبح التوراة الخط المستقيم الذي يحدد وِجهة العذاب للعديد من الشعوب، وليس فقط للشعب اليهودي. لأنه يَسْخر من كل شيء، الجنرال دافيدسون. بالنسبة له، شمامة أو بطيخة تساوي أكثر بكثير من عدة رؤوس. والله وعدنا، والله وعدنا، والله، والله... ولا يقول "الله وعدني، الله وعدني..."، أبدًا. عندئذ، تغدو الشريعة الموسوية شريعته، كالشمام، كالبطيخ، هذه الرؤوس الصفراء والخضراء، كالرؤوس الأخرى، يهودية أم عربية، بيضاء أم سوداء أم حمراء.
لكن الحلم، الحلم الجميل، أقوى من الحالم دومًا. الحلم الجميل كالقيد، ولأنه كان مقيدًا بكل سحر وكل جنون الحلم، كان جوردان قد ترك باريس بعد وفاة أبيه مع أختيه الصغيرتين. الحق أن دافيدسون من كان من وراء رحيله. لمن ليس له دافيدسون، يتحول الحلم بسرعة إلى كابوس، فَنُمَوِّهُ كل شيء بكلمة، كلمة واحدة: الواجب! واجب حماية شمام وبطيخ الجنرال دافيدسون، أي نعم! كان الجنرال قد قال لجوردان: "يا بُنَيّ، أنت تعلمت العربية في السوربون وتتكلمها أحسن من كل هؤلاء الأغبياء المستشرقين، ربما أحسن من بعض العرب، ويشاء الواجب أن تعود إلى الجيش (لا يقول أن تعود إلى البلد)، مهمة وطنية كبيرة تنتظرك! أعرِفُ جيدًا أنك لست مؤمنًا بدين، لكنك حالم، فأهلاً وسهلاً بك في بلد الأحلام (لا يقول بلد الكوابيس)". كان ألفان من السنين هناك، أمام عينيه، في متناول يده، لكن خصوصًا هذا الواجب الوطني الذي يناديه، الذي يدعوه أن يأتي سريعًا. على عكس أبيه، سَمِعَ جوردان لدافيدسون، والدموع في عينيه، عندما كان يتكلم عن هذا الواجب نحو الوطن (وفرنسا؟) الذي يلح عليه في المجيء بسرعة. كذلك، كان ما يستولي عليه أن يبرهن للأساتذة من أولئك المستشرقين أنه أحسن منهم. "ثم، يا بُنَيّ، كان الجنرال قد تابع، مرتبتك، مسكنك، سياراتك اللوكس، عشيقاتك الشقراوات، تماثيلك الصغيرة من صحراء النقب، شمامك، وبطيخك، لا تقلق خاصة، سيكون كل شيء تحت أمرك. يمكنك الاعتماد على عمو دافيدسون. فَهِمت، جوردي؟" كانت ليا وساندرا لم تزالا صغيرتين، فلم تبديا اعتراضًا. كانتا تتمنيان السكن قرب البحر، فقط. كانتا تحلمان بامتلاك بيت يطل على الشاطئ، وكانتا ترغبان في الاغتسال بالملح والشمس وفي سماع صوت الموج. "صيادلة بلا حدود"، كحلم، جاء فيما بعد. في ذلك الوقت، ككل المراهقين، لم تكونا تعلمان أن من وراء الأحلام التي تتحقق في أرض الميعاد هناك دافيدسون دومًا، هناك جنرال.


يتبع القسم الثاني الفصل الرابع2

لحجة التي قدمها ليبرر رفض إيغور القيام بخدمته العسكرية في الأراضي المحتلة رفضًا باتًا. ابن وحيد وأوحد. لكن في الواقع، لم يكن إيغور يريد أن يلطخ يديه بالدم. كأبيه الذي كان –الذي كان دومًا- مناضلاً شيوعيًا، كان يعلق أهمية كبيرة على الثمن الذي يدفعه من أجل حريته وحرية الآخرين. شعب يقمع شعبًا آخر ليس شعبًا حرًا! وباسم هذه الحرية، لم يكن يريد أن يُتلاعَبَ به من أي شخص كان. هذا البلد، يعبده، والحالة هذه، الجنرالات، لا. لم يكن يريد أن يضحي بحريته من أجل حريتهم، لم يكن يريد أن يضحي بنفسه، أن يضحي بالأبرياء على هيكلهم. قدم جوردان هذا المُهر الذي يتحرك بشدة من فرط نفاد صبره إلى قائد الجيش كضحية، كضحية لمصيره هو نفسه: ابن وحيد وأوحد. أرملة لم يكن لها من عِماد غير هذا "الابن الوحيد والأوحد". قَبِلَ الجنرال دافيدسون، صاحب القلب الطيب، كما كان شائعًا، حجة جوردان. ليس لأن أبا جوردان كان صديقه الأفضل، لكن لأنه يثق به. بفضل جوردان يسيطر العساكر، بالتعاون مع الموساد، على قيادة المقاومة الفلسطينية. وكيلا يكشف للرأي العام أن هناك شبابًا فاسدين في الجيش يرفضون القيام ب "واجبهم المقدس" في الأراضي. لم يستطع جوردان أن يُجَنِّب الشاب المتمرد المثول أمام المحكمة العسكرية، فما كان يريده الجنرال دافيدسون أن يلقن درسًا لمتمردين آخرين، لا لشيء إلا للرمز، فمضى كل شيء في جلسة سرية، ولم يُسْمَح للجرائد الإسرائيلية والغربية بتمثيلها حتى بصحفيين "مخلصين" للجيش، بمعنى مدفوعًا لهم: أُدِينَ إيغور بستة شهور سجن حُكْمًا مَعَ وقف التنفيذ.
في الواقع، لم يكن أبو جوردان قد فكر في حياته في الهجرة إلى إسرائيل على الإطلاق. أرض الميعاد، بالنسبة له، هناك حيث يعيش المرء كما يجدر به العيش، في فرنسا، في أمريكا، في منغوليا، في جزيرة العرب. الجنة هي هناك حيث يزدهر المرء ثقافيًا واقتصاديًا. لم يكن مؤمنًا بدين. على الدين أن يكون، بالنسبة له، اختيارًا شخصيًا مجردًا من كل حساب سياسي. ليس إلا عند ذلك نجد الارتياح الذي نبحث عنه لدى الله.
أينما وُجِدْنا.
حتى الله، في هذه الساعة، يمكنه أن يكون أية سلطة تخيفنا وتحمينا. لماذا إذن البحث عنه بعيدًا؟ لهذا كان قد رفض عرض صديقه الجنرال دافيدسون (في ذلك الوقت، لم يكن جنرال، كان كولونيل، لكن لِمَا أبداه من مآثر عسكرية خلال حرب السويس كانت له قوة الجنرال ونفوذه) اللحاق به في إسرائيل. "ستكون لك نفس الامتيازات في فرنسا"، قال له. "إذا كانت نفس الامتيازات في فرنسا، فما نفع ذلك"، أجاب أبو جوردان، صيدلي ذو سمعة وطيدة. بخلاف دافيدسون، الذي قبل أن يهاجر نهائيًا إلى أرض ميعاده، لم يكن له وضع يحسد عليه. لم يكن سوى موظف صغير ملحق بوزارة الدفاع. السلطة، النقود، العشيقات، التماثيل الصغيرة القديمة، سيارات الجيش –وسيارات اللوكس المركونة في الكراج، من فضلك- الشركات، مَربى الماشية، حقول الشمام والبطيخ، الفيلا على الساحل، مدينة يافا، ولِمَ لا كل المدن. عندما يغدو رئيس وزرا، كل هذا سيكون له، وستكون هذه أرض ميعاده. إذن، للدفاع عن امتيازاته، الغاية تبرر الواسطة: تصبح التوراة الخط المستقيم الذي يحدد وِجهة العذاب للعديد من الشعوب، وليس فقط للشعب اليهودي. لأنه يَسْخر من كل شيء، الجنرال دافيدسون. بالنسبة له، شمامة أو بطيخة تساوي أكثر بكثير من عدة رؤوس. والله وعدنا، والله وعدنا، والله، والله... ولا يقول "الله وعدني، الله وعدني..."، أبدًا. عندئذ، تغدو الشريعة الموسوية شريعته، كالشمام، كالبطيخ، هذه الرؤوس الصفراء والخضراء، كالرؤوس الأخرى، يهودية أم عربية، بيضاء أم سوداء أم حمراء.
لكن الحلم، الحلم الجميل، أقوى من الحالم دومًا. الحلم الجميل كالقيد، ولأنه كان مقيدًا بكل سحر وكل جنون الحلم، كان جوردان قد ترك باريس بعد وفاة أبيه مع أختيه الصغيرتين. الحق أن دافيدسون من كان من وراء رحيله. لمن ليس له دافيدسون، يتحول الحلم بسرعة إلى كابوس، فَنُمَوِّهُ كل شيء بكلمة، كلمة واحدة: الواجب! واجب حماية شمام وبطيخ الجنرال دافيدسون، أي نعم! كان الجنرال قد قال لجوردان: "يا بُنَيّ، أنت تعلمت العربية في السوربون وتتكلمها أحسن من كل هؤلاء الأغبياء المستشرقين، ربما أحسن من بعض العرب، ويشاء الواجب أن تعود إلى الجيش (لا يقول أن تعود إلى البلد)، مهمة وطنية كبيرة تنتظرك! أعرِفُ جيدًا أنك لست مؤمنًا بدين، لكنك حالم، فأهلاً وسهلاً بك في بلد الأحلام (لا يقول بلد الكوابيس)". كان ألفان من السنين هناك، أمام عينيه، في متناول يده، لكن خصوصًا هذا الواجب الوطني الذي يناديه، الذي يدعوه أن يأتي سريعًا. على عكس أبيه، سَمِعَ جوردان لدافيدسون، والدموع في عينيه، عندما كان يتكلم عن هذا الواجب نحو الوطن (وفرنسا؟) الذي يلح عليه في المجيء بسرعة. كذلك، كان ما يستولي عليه أن يبرهن للأساتذة من أولئك المستشرقين أنه أحسن منهم. "ثم، يا بُنَيّ، كان الجنرال قد تابع، مرتبتك، مسكنك، سياراتك اللوكس، عشيقاتك الشقراوات، تماثيلك الصغيرة من صحراء النقب، شمامك، وبطيخك، لا تقلق خاصة، سيكون كل شيء تحت أمرك. يمكنك الاعتماد على عمو دافيدسون. فَهِمت، جوردي؟" كانت ليا وساندرا لم تزالا صغيرتين، فلم تبديا اعتراضًا. كانتا تتمنيان السكن قرب البحر، فقط. كانتا تحلمان بامتلاك بيت يطل على الشاطئ، وكانتا ترغبان في الاغتسال بالملح والشمس وفي سماع صوت الموج. "صيادلة بلا حدود"، كحلم، جاء فيما بعد. في ذلك الوقت، ككل المراهقين، لم تكونا تعلمان أن من وراء الأحلام التي تتحقق في أرض الميعاد هناك دافيدسون دومًا، هناك جنرال.


يتبع القسم الثاني الفصل الرابع2