من هو سلام عادل؟ أسئلة وملاحظات وتعقيبات (1)


ارا خاجادور
الحوار المتمدن - العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 17:42
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية     

بعد نشر حلقات الموضوع الموسوم بـ: من هو سلام عادل؟ إستلمتُ رسائل كثيرة لم أتوقعها كماً ونوعاً. شملت تلك الرسائل أسئله كثيرة، بعضها له علاقه مباشرة بالموضوع، وأخرى لا علاقة لها بالموضوع المطروح أصلاً، ومن بينها تلك التي أرسلت الى موقع الحوار المتمدن، والتي سأعرضها كاملة، كما تعهدت في وقت سابق.

في البدء، أقول: يطيب لي أن أتحدث عن الشهيد سلام عادل القائد البارز في تاريخ حزبنا، وعن سيرته الخاصة والعامة، ولاسيما موقفه البطولي وصموده تحت التعذيب الجسدي المروع، ولكن في الموضوع السابق الذي جاءت هذه الأسئلة حوله سعيت الى عرض الجوانب الملموسة المشتركة مع الشهيد، مثلما عشتها معه، وحتى دون إبداء رأي بصددها لإعتقادي بأن ذلك يتيح للمتابع التعامل معها كمادة أولية تسعى الى أن تكون غير منحازة قدر الإمكان.

كان سكرتير عام حزبنا سلام عادل في ذلك الوضع الصعب بعد إنقلاب 8 شباط 1963 وخلال إعتقاله وتعذيبه أشد صلابة من أي وقت مضى في حياته، وهو تحت حراب وحوش الإنقلاب. وإستمر بإصرار على قناعته بأهمية حمل السلاح ضد الإنقلاب الفاشي، وضد تلك المؤامرة الإمبريالية.

أظهر الشهيد في الوقت نفسه ثقة عالية بالنفس وبالحزب والشعب، وهو تحت وطئة أعنف أساليب التعذيب همجية وقسوة، كان سلام عادل قائداً شجاعاً، إعترف معذبوه بأنه على الرغم من محاولات إنهاك جسده، تصرف كسياسي مناضل يعرف واجباته، وتصرف كقائد جيش أو رئيس دولة، وهو الذي يقدم شروطه للحوار حين طالبه بذلك جلادوه، مؤكداً على أن شروط التفاوض غير قائمة، ولكن إذا تحقق قطع العلاقات مع الإستعمار، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، سوف ينظر في الأمر. وهنا يبرز دور سلام عادل في الكفاح الفكري بالضد من التوجهات الرجعية والفاشية، وهنا كانت معركة الكفاح الفكري: "إقطعوا علاقاتكم مع الإستعمار".

هذا الموقف الصلب لسلام عادل والحملة الدولية ضد إبادة الشيوعيين جعلا علي صالح السعدي، أحد أبرز قادة الإنقلاب الدموي والمشرف على التحقيقات في قصر النهاية ـ قصر الرحاب الملكي، يأمر هيئة التعذيب بالتوقف عن تعذيب الشهيد لحين عودته من القاهرة، ولكن على الرغم من طلب السعدي من لجنة التحقيق التوقف عن تعذيب سلام عادل، إستمر التعذيب وبضرارة أكبر، يقابل ذلك موقف الشهيد الصلب الى آخر نفس في حياته الغنية بالتضحيات والصمود والإيثار.

ويدعي السعدي أنه تأخر ثلاثة أيام في القاهرة، بسبب سلسلة إجتماعات مع الرئيس جمال عبد الناصر وبعض معاونيه. كان عبد الناصر أكثر إحساساً بتأثير الحملة الدولية ضد إبادة الشيوعيين العراقيين بتلك الوحشية والسعة من المسؤوليين في قيادة الإنقلاب المتعطشين للبطش بالشيوعيين، وهنا حصلت فجوة بين الموقفين، مما دفع الرئيس المصري عبد الناصر الى القول: "صحيح أن البعثيين لا يعملون من أجل الوحدة بل يعملون من أجل السلطة فقط". وهذا هو إنتصار لسلام عادل في كفاحه الفكري.

بكل ثقة أقول: إن صمود سلام عادل وعجز معذبوه عن إنتزاع تنازل منه أو إذلاله عمق الشرخ بين البعثيين والقوميين العرب، وهو في ذات الوقت إنتصار للموقف الفكري ـ السياسي للشهيد.

إن ذلك الشرخ بين البعثيين والقوميين العرب مازال مستمراً الى يومنا هذا، ولم أسعى في المقال السابق أو المادة الحالية الى تقديم تحليل طبقي عن نشأة الطرفين،: حركة القومييين العرب وحزب البعث. ولا حتى إعطاء تقديرات عن دور الشهيد سلام عادل. كان كل هدفي تسجيل بعض المواقف عبر المعايشة المباشرة، وتركت كل حادثة أو موقف يتحدث عن نفسه بنفسه، ويعكس بذاته الكثير من الدلالات والمؤشرات، ويتيح لكل قارئ أن يستخدم أدواته المعتمدة في التحليل ليقترب من الواقع أو الحدث كما وقع. ولكن من جانب آخر أود إن أقول وبثقة عالية: إن إستشهاد سلام عادل جرى عبر جريمة قتل، وبسبق إصرار، وبأبشع الأساليب الوحشية.

إنتهت حياة ذلك القائد التاريخي بشكل مأساوي، ولكن إشعاع تجربته سيظل ينير الدرب للأجيال الحالية والقادمة، كما أناره لمن سبقهم. وسيظل سلام عادل شهيداً بارزاً من أجل قضية الوطن، وقائداً لامعاً في الحركة الشيوعية العالمية وفي البلاد العربية وفي وطنه ـ العراق.

إحتل الشهيد الموقع الذي هو فيه الى جانب مؤسس الحزب الرفيق الشهيد المقدام فهد ـ يوسف سلمان يوسف قائد حزبنا ومؤسسه على أسس قوية وراسخة ومتجددة. وأرى أن سر مجدهما (فهد وسلام) وإحترام الأجيال لهما يكمن في إخلاصهما للماركسية ـ اللينينية، وتعلقهما بالروح الوطنية العراقية الحقة والأممية الصادقة، وعيشهما بمستوى حياة عضوية الحزب من حيث كفاف العيش والضنك وتلمس معاناة الفقراء، والتعرض للإختفاء والمطاردة والسجون والمعتقلات واللحظات والساعات الصعبة، هذا الى جانب أن الشهيدين توّجا مسيرة حياتهما المثمرة والرائعة والمجيدة بتقديمها حياتهما في سبيل كرامة الشعب وحقوقه العادلة من أجل بناء أعلى جدار يحمي تلك السمعة المجيدة، وهذا يعني وفق كل المعايير ذرة التضحية.

وبصدد الأسئلة أدناه الواردة حول مأثرة سلام عادل، سواءً تلك التي ظهرت في نهاية كل حلقة من حلقات المقال السابق، أو تلك المرفقة في موقع الحوار المتمدن نشرت في حينها بصدد التصرف نحوها التنوية التالي في الحلقة الرابعة ، وهذا نصه:

تنويه:
يبدو أن خلل ما وقع بصدد نشر تعقيبات وملاحظات وإضافات الرفاق والأصدقاء الأعزاء على هذه الحلقة (الحلقة الرابعة) وما سبقها من حلقات، لأني ضغطت على مربع السماح الخاص بالموافقة على نشر كل ما ورد، ولم أوفق في ذلك. ولكن برمجة موقع الحوار المتمدن تسمح بوصول جميع التعقيبات والملاحظات والإضافات الى الإيميل الشخصي.

أقول أنا أتعامل بإحترام بالغ مع جميع ما يردني بغض النظر عن القرب أو البعد في وجهات النظر، مادام الهدف خدمة ما نعتقد أنه حقيقي وصادق وأمين، هذا الى جانب أن لا أحد يملك "الحقيقة المطلقة".

أعد كل الأعزاء الذين شاركوني في هذه الحلقة وبقية الحلقات، السابقة منها وحتى اللاحقة، بغض النظر عن إتجاه المشاركة الفكري أو المعلوماتي، بأنني سوف أنشر كل مساهماتهم الكريمة، وأعقب عليها بإخلاص، وضمن أجواء المحبة والإحترام والتقصي في حلقة مخصصة لهذا الغرض، خاصة ونحن نتناول أحد الرجال الذين سجلوا مجداً وتجربة وطنية رائعة، وأرجو ملاحظة أني كنت أحاول عرض التجربة الملموسة فقط، وهذا ما أعلنت عنه في الحلقة الأولى من هذه المادة التي بين أيديكم الكريمة، ولست بصدد تقويها الكامل أو سرد مذكرات الشهيد أو مذكراتي.

وأستميح الكل عذراً أني لا أكتب من منطلق التقديس الكامل أو العداء الكامل، كما يجري في الحياة السياسية والحزبية ببلادنا، ولا بلغة الحكومات الإجرامية والفاسدة: (نقصف وندمر ونضرب بيد من حديد). أرت فقط أن أقول بصدد هذه الحادثة أو تلك، هكذا كان موقف سلام عادل، كما شاهدت ورأيت وعشت.

وبديهي أن ما يختزن في ذاكرتي عن هذا البطل العراقي الكثير الكثير، أتمنى أن أوفق في الإشارة الى أبرزها، خاصة إذا كان من الممكن أن نستخلص منها بعض التجارب لليوم وللغد.

أسئلة وملاحظات وتعقيبات والردود عليها
تُعرض الأسئلة حسب أسبقية ورودها، دون أي إعتبارات آخرى، فكل الذين تداخلوا أعزاء، وأتمنى أن تكون ردودي بما يرتقي الى إهتماماتهم جميعاً.

ـ Almousawi A.S
سنوات التاريخ
العزيز المناضل الفذ ارا خاجادور
مبادرة جد ضرورية أن تتطرق الى عملاق شيوعي نادر الصلابة الخالد سلام عادل الذي هزت بطولتة العالم رقياً إنسانياً وفكراً، تجاوز الآم الجسد شموخاً، وحبذا ذكر تواريخ أي سنوات لقاءاتك به فحسب كتاب اليسار العراقي لصباح زيارة كلمة سلام عادل عام 56 عن الثقة المطلقة بانتصار الشعب العراقي على الإستعمار البريطاني، وهذا مهم لغرض توثيق هذة اللقاءات وإستنتاج حوادث تأريخية ضرورية لذلك، لك الصحة والسلام.

* آرا خاجادور:
الأستاذ العزيز .Almousawi A.S أولاً أشكرك على مشاعرك الطيبة وأفكارك الواضحة ومواقفك تجاه واحد من أبرز مناضلي الشعب العراقي والحزب الشيوعي الشهيد سلام عادل، وعلى إطرائك أيضاً، وأتمنى أن أكون كما تتوقع أيها العزيز.

كان أول لقاء لي مع الرفيق حسين أحمد الرضي (الموسوي) أبو إيمان ـ سلام عادل في أواسط عام 1949 في سجن نقرة السلمان بصحراء السماوة، لغاية أواسط عام 1953، وكان سلام عادل محكوماً عليه في دعوتين مركبتين الأولى لمدة 3 سنوات سجن، والثانية لمدة سنتين. وصل الرفيق الى السجن مع مجموعة من الرفاق الذي صدرت ضدهم أحكام في تلك الفنرة، كنت حينها أقضي حكماً بالسجن المؤبد بسجن نقرة السلمان، قبل وصول سلام عادل إليه بعدة أشهر. بدأت علاقتنا منذ يوم وصله الى السجن، وإستمرت علاقتنا الرفاقية طوال فترة بقائه معنا في سجن نقرة السلمان.

تجدد علاقتنا في آخر عام عام 1958، وذلك بسبب تأخر إطلاق سراحي عن بقية السجناء السياسيين الشيوعيين وغيرهم بعد قيام ثورة 14 تموز 1958، وتوطد أكثر بعد منذ إجتماع اللجنة المركزية للحزب في تموز 1959.

وهناك فترة ثالثة لعلاقاتنا المشتركة في موسكو، حيث أقام الرفيق في موسكو بعد ما عرف لاحقاً بالتكتل الرباعي ضد سكرتير الحزب، وكنت في زيارة عام 1961 الى موسكو للمشاركة في مؤتمر إتحاد نقابات العمال العالمي، وطلب الرفيق مني أن أبقى في المدرسة الحزبية بعد الحصول على موافق قيادة الحزب في بغداد، وخلال تلك الفترة التي كانت فيها في المدرسة الحزبية، وكان الرفيق مقيماً في موسكو بضيافة الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي أنتظمت لقاءاتنا.

إختصاراً أقول: عملنا سوية في مختلف ظروف العمل الحزبي في السجون وبين أبناء الشعب داخل الوطن وفي الخارج أيضاً.

أما بصدد الثقة بإنتصار الشعب والحزب في معاركهما العادلة، فينبغي أن يكون المناضل على ثقة بإنتصار قضيته العادلة إن عاجلاً أو آجلاً، لأن الثقة بالشعب والحزب والنفس أحدى الأركان الأساسية التي تمنح العزم والأمل والأفق لكل من يريد أن يبني حياة جديدة وحرة وسعيدة للشعب.

صباح ابراهيم
الى السيد الكاتب
نتمنى أن تذكر لنا التفاصيل التاريخية الدقيقة عن هذا المناضل ومواقفه النضالية وحياته كي تصبح جزء من سيرة حياته معروفة للأجيال التي لم تعاصره والأجيال القادمة ومن لم يعرف تفاصيل حياته. شكراً لك.

* آرا خاجادور:
الأستاذ العزيز صباح أبراهيم
بعد الشكر والتقدير لمساهمتك. أود الإشارة الى أني في الرد السابق على الأستاذ .Almousawi A.S أشرت الى الفترات التي عشنا خلالها سوية، الرفيق سلام عادل وبقية الرفاق وأنا في السجون وساحات النضال والخارج، حيث كانت البداية في سجن نقرة السلمان، ثم في العمل الحزبي السري والعلني ببغداد، وأخيراً في موسكو الى حين عودته الى الوطن، التي قلت عنها غير مرة إنه عاد ليقدم حياته في سبيل الوطن كله. في تلك الفترات المختلفة بطبيعتها (سجن؛ عمل حزبي؛ ودراسة) والمختلفة في المهمات الحزبية التي يتحملها سلام عادل ككادر حزبي ثم سكرتير عام الحزب، كان فيها مجتمعة هو هو. كان واضحاً وودياً ورقيقاً وقوي الإرادة. والى جانب كون الرفيق مناضلاً حزبياً كان متذوقاً للفنون والآداب، ومتعدد المواهب أيضاَ.

لقد كُتب الكثير عن الشهيد وباتت جميع تفاصيل حياته كمحطات في عمر أي إنسان معروفة، ولا أود التكرار فيما يتعلق بمكان الولادة وسنة الولادة ومهنته الأولى والطرد من العمل ممارسة العمل البسيط من أجل إدامة الحياة لخدمة الحزب والوطن، وسلام عادل كأب وزوج ورب عائلة وغير ذلك من جوانب حياته القصير والغنية للغاية.

وبصدد رحيله وإستشهاده شاباً، أذكر تعليق أحد مدرسي المدرسة الحزبية في موسكو، وكان يدرس مادة تتعلق بالإستراتيجية العسكرية، وهو أيضاً ضابط برتبة عقيد، قال حين دار حديث عن سلام عادل: أرجو عدم النظر الى ما سأقوله بأنه تدخل في شؤونكم الداخلية، كيف لم تستطيعوا الحفاظ على حياة سكرتير حزبكم وهو شاب متقد الذكاء؟ هل يمكن أن يوجد سكرتير مر بكل تلك التجارب بسهولة؟ وكان صاحب السؤال يشعر بالمرارة من فقداننا لقائد حزبنا.

وعلى صعيد الأحداث الهامة، أعتبر مسيرة 1 آيار عام 1959 بمناسبة عيد العمال العالمي محطة هامة للغاية في تاريخ الحزب والشهيد نفسه. حين رُفِعَ شعار: "الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيم"، وكان ذلك بدون خطة واضحة، أو بإنسياق وراء الجماهير، مما أدى الى أرباك في الحياة السياسية بالبلاد وداخل الحزب نفسه.

يضاف الى ذلك مطالبة الرفاق: زكي؛ بهاء؛ أبو العيس؛ وعامر الرفيق سلام عادل بتقديم نقد ذاتي، وقدم الرفيق النقد الذاتي. ومن جانب آخر ومن أجل إمتصاص غضب الزعيم عبد الكريم قاسم وعدم تصعيد الموقف سافر سلام عادل الى موسكو. يرى الرفيق أبو العيس أن موقف سلام عادل كان متردداً وغير حاسم. والرفاق زكي وبهاء وعامر طرحوا مسألة عدم إنتخاب سلام عادل الى موقع السكرتير. تناولت هذا الموضوع وغيره بصورة أكثر تفصيلاً في المقال قيد المناقشة وفي مقالات أخرى.

د.قاسم الجلبي
مأثره التاريخ
بعد إستشهاده من قبل البعثيين الأشرار في إنقلاب 8 شباط الأسود، إرتأت الحكومه السوفيتية، وبتأييد من اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي السوفيتي، أن يسمى إسم سلام عادل بإسم احدى شوارعها شوارع موسكو، وكان ذلك، "اولتسا سلاما عادلا"ultsa slama adela، كما فعلت محافظه النجف بتسميه إحدى شوارعها بإسم المناضل الشهيد سلام عادل، لآنه كان أحد أبناء هذه المحافظه النجيبه التي ولد وعاش فيها.

* آرا خاجادور:
د. قاسم الجلبي، شكراً على مساهمتك. نعم الرفيق سلام عادل نال مكانة رفيعة لدى الأحزاب الشيوعية الشقيقة، ومنها الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي، وهي حالة تعكس من جانب آخر مكانة حزبنا وبلدنا أيضاً.

إن إطلاق أسم سلام عادل على أحد شوارع موسكو نوع من التعبير الملموس عن الإحترام والتقدير البالغين لتضحيته التي قدمها من جانب القيادة الحزبية والرسمية في الإتحاد السوفيتي، وفي ذات الوقت إدانة لجريمة قتله تحت التعذيب الوحشي الحقود والإجرامي أيضاً.

أما أن تُطلق مدينة النجف المدينة التي ولد وترعرع فيها سلام عادل إسمه على أحد شوارعها، فذلك أمر طبيعي، فمن حق كل المدن أن تفخر بأبنائها المميزين، وإن إحياء ذكرى وأمجاد أبناء المدن المعنية واجب على تلك المدن من جانب آخر.

طلال الربيعي
عقدوا العزم على السير الى الْمَوْتُ الزُّؤامُ!
يقول لينين أن الطبقة الكادحة التى لا تتعلم إستخدام السلاح دفاعاً عن نفسها هى طبقة تستحق ان تعامل معاملة العبيد. ويقول الكاتب الموقر: تحققت الوحدة مع جماعة عزيز شريف لا على أساس ماركسي ـ لينيني، بل في إطار حزب وطني ماركسي، هذا ما أثر تأثيراً سلبياً على سياسة الحزب العامة، وأضعف الخط الثوري العنفي فيه- فما اشبه الليلة بالبارحة!

فالحزب عاد من جديد الى التخلي عن اللينينية في مؤتمره الذي سماه مؤتمر الديمقراطية والتجديد في عام 1993 وبحجة اقبح من ذنب، مفادها كما يقول جاسم الحلوائي، وهو أحد قادة الحزب سابقا: "إن التجديد هو الذي ساعد على إنقاذ الحزب من مآزق كثيرة كان يمكن ان تمنعه من المشاركة في العملية السياسية". ويقول حسان عاكف عضو المكتب السياسي للحزب: "لقد اتجه الحزب نحو تبني تأسيس دولة ديمقراطية فدرالية وهذه من انجازات المؤتمر الوطني الخامس كما ورد في كتاب الرفيق الحلوائي".

ومتابعا قوله: "على صعيد التمثيل الاجتماعي ألطبقي يرى المؤلف ان الحزب تبنى مصطلح العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر، الى جانب التخلي عن مصطلح ديكتاتورية البروليتاريا كما فعلت أغلب الاحزاب الشيوعية، موضحاً ان الحديث عن الديكتاتورية مرتبط بالحديث عن العنف، لذلك توجه الحزب الى تبني نهجاً سلمياً بعيداً عن الجملة الثورية".

ولربما كان الكاتب أحد الذين شاركوا في هذا المؤتمر ووقف الى جانب التخلي عن لينين من قبل الحزب أو ضده، ولذا سيكون مفيداً إطلاعه لنا على رأيه في هذا لموضوع الفائق الاهمية الآن أو لاحقاً.

ولكن من المعلوم أن التخلي عن لينين أدى ويؤدي الى تخبط فكري وسياسي لا مثيل له، كما يظهر بوضوح في مزاعم الحلفي وعاكف. فما علاقة الديكتاتورية بالثورية وجملتها؟ وهل كان لينين ثوريا بحق أم لا؟ كما ما هو الخطأ في الجملة الثورية، وكيف تعبر القوى الثورية عن نفسها إن لم يكن ذلك بجمل ثورية؟ أليس من مبادئ الماركسية أن يكون الشكل والمضمون منسجمان مع بعضهما البعض؟
يبدو ان البعض لا يتعلم ويكرر أخطاء الماضي وكأنهم عقدوا العزم على السير الى الْمَوْتُ الزُّؤامُ!
طلال الربيعي
المصدر
مصدر كلام الحلوائي وعاكف هو
http://www.iraqicp.com/index.php/sections/objekt/41164-2016-03-31-14-57-49

* آرا خاجادور:
ولتسهيل مهمة القارئ أنشر أدناه ما ورد في الربط المشار إليه ومن ثمه تعقيبي:
جاسم الحلوائي يقدم "دراسات جديدة حول مسيرة الشيوعيين النضالية"
نشر بتاريخ الخميس, 31 آذار/مارس 2016 14:57
عبد العزيز لازم
بحضور الرفيقين رائد فهمي نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وحسان عاكف عضو المكتب السياسي للحزب، ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي"، أخيرا، الرفيق جاسم الحلوائي (ابو شروق) ليوقع كتابة الموسوم "موضوعات سياسية وفكرية معاصرة" بعد ان حضر من منفاه ليستعرض حصيلة عقود من النضال المشرف.

حرص الرفيق حسان عاكف على تقديم الرفيق المحتفى به واستعراض كتابه الجديد المكون من ست عشرة دراسة، معتذرا عن الثغرات المحتملة في عرضه الكتاب بسبب تعدد موضوعاته، لكنه بسبب اطلاعه الدقيق على تفاصيل التاريخ النضالي للحزب عرض تفاصيل ذات طبيعة حوارية مع ما تضمنه الكتاب ومؤلفه. فبعد ان قرأ السيرة الذاتية للمؤلف المولود في كربلاء والذي انهى دراسته الابتدائية هناك ثم تخرج من معهد العلوم الاجتماعية في موسكو، أشار إلى انه عضو نقابة الصحفيين العراقيين ونقابة الصحفيين العالميين سابقا، وقد نشرت له "دار الرواد المزدهرة" في بغداد كتاب "الحقيقة كما عشتها"وكتاب "محطات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي". وبعد عرض اشكال القمع الذي تعرض له المؤلف منذ العهد الملكي مرورا بعهود الدكتاتورية اللاحقة استعرض الرفيق حسان عاكف محتويات كتاب الرفيق جاسم الحلوائي.

في استعراضه لفصول الكتاب ركز الرفيق حسان على الفصل المعنون "المؤتمر الخامس مؤتمر الديمقراطية والتجديد 1993" منوها باعجاب الرفيق المؤلف بنتائج هذا المؤتمر الذي كان عضوا فيه وبأهميته التاريخية. "فسيظل هذا المؤتمر علامة مضيئة في تاريخ الحزب لأنه حرره من الجمود العقائدي والنصية" - كما جاء في الكتاب. "وكان المؤتمر محطة مهمة في تجديد ايديولوجية الحزب ومرجعيته السياسية والفكرية وتوسيع قاعدته الاجتماعية الطبقية".

وأضاف الرفيق عاكف انه في مجال الديمقراطية تمت الاشارة إلى المواد والآليات الجديدة التي تضمنها النظام الداخلي للحزب، والتي تؤكد المزيد من اشاعة الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية، وتعميق دور عموم رفاق الحزب وهيئاته في رسم سياسة الحزب ومتابعة تطبيقها.

واصل الرفيق حسان عاكف استعراض الموضوعات والدراسات التي احتواها الكتاب مثل "تجارب الحزب الشيوعي العراقي في مجال التحالفات السياسية"، وتساؤل عن طبيعة ثورة الرابع عشر من تموز "أثورة كانت أم انقلابا عسكريا" ودراسة حول مؤامرة الشواف في الموصل آذار 1959 اضافة الى أحداث كركوك في تموز 1959 ثم انقلاب شباط الفاشي 1963 ودراسة موسومة بـ "من الذي يدفع تعويضات خسائر الحرب العراقية الايرانية" وغيرها من الدراسات، اضافة الى مقابلة واحدة مع المؤلف أجراها الاعلامي داود أمين.

عاد الرفيق حسان عاكف للحديث عن رأي الرفيق جاسم الحلوائي في المؤتمر الخامس الذي استطاع الحزب من خلاله التحرر من الجمود العقائدي والتخلص من ازمة كادت تعصف بكيانه. لكن الرفيق عاكف اشار الى ان هناك اوضاعا صعبة احاطت بالحزب ادت الى تحجيم الممارسة الديمقراطية في الحياة الداخلية للحزب، في مقدمتها ظروف العمل السري المرتبطة بطبيعة الانظمة الدكتاتورية البوليسية، موضحا ان عبارة "الحزب جدد ايديولوجيته" الواردة في الدراسة قد تعطي الانطباع ان الحزب تخلى عن ايديولوجيته ، والادق ربما القول ان الحزب وسع من مصادره ومنابعه الفكرية ، كذلك تحتاج عبارة " صحح " التي استخدمها المؤلف الى المزيد من التدقيق كي تناسب واقع الحزب.

وبيّن الرفيق عاكف ان الرفيق الحلوائي أوضح في كتابه طبيعة التجديد بالقول ان الحزب تأخر في التفاعل مع البيروسترويكا السوفيتية، حيث تطرقت اليها قيادة الحزب عام 1989 بينما طرحها السوفييت عام 1985. وقد أشار الرفيق عاكف إلى ان جميع الأحزاب الشيوعية في العالم تابعت تطور مسار البيروسترويكا التي اكتنفها الكثير من الالتباس والتشوش، وبهذا ربما يكون تمهل الحزب في دراسته للظاهرة له ما يبرره، خصوصا وان الحزب في حينها كان يمر في ظروف قاسية. ثم اشار الى اهمية الاطلاع على تقرير اجتماع اللجنة المركزية عام 1990 وعلاقته بمحتويات برنامج الحزب ونظامه الداخلي، وتوقف امام الفقرتين الاولى والثانية في البرنامج ، اللتين تؤكدان ان الحزب يسترشد بالفكر الماركسي، ويستوحي التراث الوطني والفكر التقدمي للأقوام العراقية في وضع سياساته وصياغة مواقفه. وفي هذا السياق القى الرفيق حسان عاكف المزيد من الضوء على مفهوم الحضارة العربية الاسلامية، موضحا ان هذا المفهوم ارتبط بكون معنى العلوم والثقافة والفلسفة في هذه الحضارة، والذين كانوا يعيشون في حواضر الدولة الاسلامية كانوا خليطا من المسلمين وغير المسلمين ومن العرب وغير العرب.

ولفت الرفيق عاكف إلى ان المؤتمر الخامس تبنى مصطلح الماركسية لشموليته لعموم مصادر الفكر الاشتراكي الى جانب الدروس التي افرزها النضال من اجل الاشتراكية وكذلك تجارب البناء الاشتراكي في انتصاراتها واخفاقاتها، واشار الى ان طروحات التطور اللارأسمالي لم تكن مناسبة للواقع العراقي لان البرجوازية الوطنية المنتجة ما زالت تمتلك قدراتها في تطوير الاقتصاد الوطني.

وأضاف قائلا: "لقد اتجه الحزب نحو تبني تأسيس دولة ديمقراطية فدرالية وهذه من انجازات المؤتمر الوطني الخامس كما ورد في كتاب الرفيق الحلوائي"، متابعا قوله: "على صعيد التمثيل الاجتماعي - الطبقي يرى المؤلف ان الحزب تبنى مصطلح العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر، الى جانب التخلي عن مصطلح ديكتاتورية البروليتاريا كما فعلت اغلب الاحزاب الشيوعية"، موضحا ان الحديث عن الديكتاتورية مرتبط بالحديث عن العنف، لذلك توجه الحزب الى تبني نهجا سلميا بعيدا عن الجملة الثورية.

كما بيّن الرفيق عاكف ان مؤتمرات الحزب والاجتماعات الاستشارية توالت بانتظام بعد المؤتمر الخامس واصبحت اللجان المحلية مرتبطة مباشرة باللجنة المركزية وتم تقليص صلاحيات سكرتير اللجنة المركزية، مضيفا ان الترشيح في المؤتمر الخامس جرى عن طريق الاسلوب الفردي لأول مرة وليس عن طريق القوائم التي كانت تقدمها اللجان المركزية السابقة.

وعقب الرفيق جاسم الحلوائي على حديث الرفيق حسان عاكف مشيرا إلى انه يعتقد ان التجديد هو الذي ساعد على إنقاذ الحزب من مآزق كثيرة كان يمكن ان تمنعه من المشاركة في العملية السياسية.

وفي سياق اشارته الى الجبهات السياسية وبعد تعريفه للجبهة اكد الرفيق الحلوائي ان الحزب ظل محافظا على استقلاله الفكري والتنظيمي والسياسي في تعامله مع الجبهات ومع القوى الاخرى طيلة مراحل نضاله، ولم يتم تشكيل الجبهة الوطنية في ظل قيادة الرفيق فهد لأن الحزب رفض حل تنظيماته تمهيدا لتشكيل حزب واحد كما كانت تطرحه الاحزاب الاخرى.

الرفيق حسان عاكف من جهته أضاف الى ان الكاتب لم يشر الى شعار الحزب الرئيس "قووا تنظيم حزبكم ، قووا تنظيم الحركة الوطنية" رغم انه شعار مرتبط ارتباطا قويا بالتحالفات واقامة الجبهات الوطنية، ثم استعرض سياسة الحزب التحالفية في العهد الملكي، كما ورد في الكتاب، والتحالفات التي رافقت انتفاضات الشعب آنذاك عام 1948 1952 و1954 حيث استطاعت القوى الوطنية بفضل النهج التحالفي إيصال 11 نائبا الى البرلمان، ما ارعب الانجليز والسلطة الرجعية، ثم انبثقت جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 التي كانت قاعدة سياسية لثورة الرابع عشر من تموز مشيرا الى ان الاقتصادي الوطني الراحل ابراهيم كبه هو الذي كتب برنامج جبهة الاتحاد الوطني.

انتقل الرفيق حسان عاكف بعد ذلك الى استعراض ظروف تشكيل "الجبهة الوطنية والقومية التقدمية" التي ظهرت بوادر انهيارها حسب كتاب الرفيق الحلوائي منذ عام 1974 اي بعد عام واحد من عقدها مع حزب البعث حيث حول البعث ميثاقه الخاص الذي اصدره مؤتمره الثامن الى قانون عام للدولة.

وتعرض الرفيق جاسم الحلوائي في كتابه الى قضية ارتباط الحزب في جبهتي "جوقد" في دمشق و"جود" في كردستان مبينا خطأ ذلك الارتباط في ظل النزاع المحتدم بين الحزبين الكرديين الرئيسين، حيث وضع الحزب نفسه في موقف محرج، مشيرا الى عدم ارتياح كلا الحزبين منه. ويشير الكتاب أيضا الى لجنة العمل المشترك عشية انتفاضة آذار 1991 التي عقدت في بيروت.

وحول ما إذا كانت ثورة الرابع عشر من تموز انقلابا ام ثورة يؤكد الحلوائي انها ثورة، وبعد ان يحدد الفروقات الجوهرية بين الثورة والانقلاب، يطرح المبررات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بانجازات14 تموز لاعتبارها ثورة.

كذلك جرى في الكتاب الاستشهاد بآراء المفكر حنا بطاطو الذي يعتقد ان أحداث كركوك هي من سبب اكبر الاذى للحزب، لكن الرفيق حسان عاكف يضيف إن احداث الموصل هي ايضا سببت نفس الاذى للحزب، ويخلص الى رأي مفاده ان الحزب بحاجة الى جهد اضافي لتوضيح حقيقة مواقفه اتجاه هذه الاحداث ودوره فيها، و التي تتحمل القوى اليمينية والرجعية المسؤولية الاساسية في اثارتها وتفجيرها.

وفي مقالة اخرى يشير الكتاب الى المواقف البطولية للشيوعيين والمواطنين في الوقوف بوجه السلطة الفاشية التي أتى بها انقلاب شباط الدموي وإن حركة حسن سريع اثبتت عجز الانقلابيين عن كسر شوكة الحزب والشعب ورفعت من شأن الحزب وهيبته، رغم ان الحركة شابها التسرع اذ لم يكن الحزب مستعدا للتعاطي معها. وتجلت بطولة الشيوعيين واصدقائهم في مواقف معتقلي قطار الموت وموقف الناس التضامني معهم.

وفي موضوع القضية الكردية استعرض الرفيق حسان عاكف ما ورد في الكتاب حول موقف الحزب التضامني مع تلك القضية مركزا على الشعار الذي اطلقه الحزب "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق". واشار الى الاخطاء التي وقع فيها قادة الحركة في مراحل نضالية مختلفة.

بعد الاستعراض الذي قدمه الرفيق حسان عاكف عقب الرفيق الحلوائي شاكرا الحضور، ومثنيا على الرفيق عاكف على حسن تقديمه لمحتويات الكتاب ومؤلفه، ثم شارك العديد من الرفاق في تقديم مداخلات مستمدة من تجاربهم الطويلة في صفوف الحزب.

بعد ذلك اوضح الرفيق الحلوائي ان الكتاب لا يتناول كل تاريخ الحزب، بل هو مجموعة دراسات تستند إلى تاريخ الحزب، مبينا انه "بالنسبة للعلاقة مع الاتحاد السوفيتي لم تكن علاقة تابع ومتبوع ولم نستلم تعليمات منهم بل ان هناك مواقف اختلفنا بها معهم على سبيل المثال كان السوفييت يرغبون بعودة العلاقة مع البعث بعد انسحاب صدام من الأراضي الإيرنية في عام 1982 ولكن اللجنة المركزية رفضت ذلك. وبالنسبة لاستلام السلطة من قبل الحزب كان هناك تداخل بين قوى الحزب وقوى عبد الكريم قاسم. وكان هناك انقسام داخل الحزب في الموقف من عبد الكريم قاسم بين تأييده ومعارضته، وفي تلك الفترة غلب الحزب مواقفه الوطنية على مواقفه المطالبة بالديمقراطية".

واضاف الرفيق الحلوائي ان من الخطأ الفصل بين القضية الوطنية والديمقراطية، فلا تستطيع حماية الوطنية بدون الديمقراطية. وعما طرح حول “الماركسية” و”الماركسية اللينينية” اوضح الرفيق اعجاب الشيوعيين بالماركسية اللينينية المفرط قائلا "كنا لينينيين اكثر مما كنا ماركسيين”.

وتوجت الفعالية بتقديم باقة ورد للرفيق جاسم الحلوائي باسم الحزب الشيوعي العراق قدمها الرفيق صباح المندلاوي عضو اللجنة المركزية، وقدمت له كذلك شهادة تقديرية من منتدى بيتنا الثقافي قدمها الرفيق مفيد الجزائري عضو اللجنة المركزية ورئيس تحرير جريدة "طريق الشعب".

يشار إلى ان اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء، احتفت في وقت سابق بالرفيق المناضل جاسم الحلوائي، الذي تحدث عن كتابه المذكور آنفا. وقد حضر الجلسة جمع كبير من الشيوعيين وأصدقائهم، وأدارها سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني، والرفيق إبراهيم حلاوي الذي قدم السيرة الذاتية للمحتفى به.
* نشر في جريدة "طريق الشعب" الخميس 31 آذار 2016.

* آرا خاجادور:
الدكتور طلال الربيعي
شكراً على مرورك ومساهمتك.
في البدء أرى من حق أي إنسان أن يبدي رأيه بأية قوة سياسية، سواء كان ذلك من موقع الدفاع أو العداء، المساندة أو الإعتراض، وما الى ذلك. ومن حق أي قوة سياسية أن ترد على الآخرين. وبديهي أن يبقى الخلاف والإختلاف في دائرة السياسة والفكر، وصراع الآراء الهادف الى تطوير المواقف والأفكار، وفي أجواء الإحترام المتبادل.

يتحقق ذلك إذا تحررنا من الغرضية السلبية، ومن الأهداف الضيقة، والمواقف المقررة سلفاً، ومن كل، أو على الأقل من معظم، أمراض التخلف وقصر النظر والتزمت.

على صعيد الفكري وحتى التنظيمي أرى أن اللينينية هي ماركسية نقية ضمن التجربة السوفيتية أو الروسية الملموسة، وهي تطوير عملي للماركسية، وإضافة جادة إنبثقت من صلب الماركسية نفسها، كفلسفة ومنهج بحث وأداة ثورية بيد الطبقة العاملة.

أرى أن جهوداً كبيرة فكرية ودعائية وإعلامية قد بذلت لعقود مديدة على صعيد العمل والتنظير من جانب منظري وعلماء المجتمع والسياسة البرجوازيين على طريق محاولات فك العرى بين الماركسية واللينينية، وهي محاولات في الكثير من الحالات لا تبدو بريئة، ويمكن مراجعة التجارب الملموسة في هذا الصدد.

إن الملكية الخاصة وقوة العمل المأجور وفائض القيمة والموقف منها يمثل الحدود الفاصلة بين نظرية الطبقة العاملة (الشيوعية العلمية) وبين خصومها من الألوان كافة، إن دكتاتورية البروليتاريا هي دكتاتورية الطبقة العاملة ضد دكتاتورية البرجوازية الرأسمالية، وتعني تحرير الطبقة العاملة من عبودية الأجور الرسمالية، إن أساس دكتاتورية البروليتاريا إقتصادي، وهي دكتاتورية البروليتاريا ضد السلطة البرجوازية ومن أجل إسقاطها، والسيطرة على السلطة السياسية، لتنفيذ الإجراءات الإقتصادية التي يجب على البروليتاريا إتخاذها فور إستلامها للسلطة.

لم تكن دكتاتورية البروليتاريا من إختراع لينين، لقد وضع أسسها ماركس وإنجلز معاً. وإن التخلي عن دكتاتورية البروليتاريا يعني التخلي عن الماركسية نفسها في أوضح صورة سافرة وبلا مواربة. إن دكتاتورية البروليتاريا تمثل المحتوى الرئيسي للثورة الإشتراكية والأداة الفعالة لدحر المستغلين، وفي كل الأحوال دكتاتورية البروليتاريا ليست عنفية، أو أن العنف يُشكل هدفاً لحكم الطبقة العاملة وحزبها السياسي، وإنما اللجوء إليه يأتي رداً على عنف العدو الطبقي.

وسياسياً إن الأحزاب الشيوعية الحقيقية حرصت على إعتبار الإستعمار العدو الرئيس، ومن هذا المنظور وعلى أساسه أسس فهد حزبنا في بلدنا الذي كانت فيه الطبقة العاملة ضعيفة عدداً ونوعاً، وإذا كان الإستعمار هو العدو الرئيسي في عهد وجود المنظومة الأشتراكية فإنه اليوم العدو الأساسي أيضاً، ولكنه أصبح أشد ضراوة.

كما إن من تابع بدقة وحذر تاريخ حركتنا الشيوعية، فينبغي عليه أن لا يأخذ الأوصاف أو الإتهامات أو التحريض أو القناعات الحقيقية أو المظهرية أو أي حالة أخرى إلا ضمن سياقها التاريخي الملموس، وعلينا مراجعة كل إتهامات الصادرة عن: التجربة اليوغسلافية والألبانية، والأوروشيوعية وتجربة إنهيار الإتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الإشتراكية ومواقف وإجتهادات الأفراد وغير ذلك. وليس هنالك عبارات تحمل مضموناً إيجابياً أو سلبياً بذاتها إذا لم تربط بظروفها، وتحلل في الوقت ذاته بروح حزبية وعلمية (إعني بالحزبية الإنتماء الصميمي للماركسية ـ اللينينية)، وأستثني الحالات والقوانين والمقولات التي تندرج ضمن قوانين الشيوعية العلمية ومقولاتها الرئيسية، لأنها تصف الواقع بنزاهة، وتسعى الى تغيره بعمق وجذرية.

كم من المياه مرت بالملموس تحت جسور عبارات، مثل: الجمود العقائدي والنصية، والجملة الثورية، والتحريفية والتصفوية والتجديد والعلانية (الغلاسنوست) التي لم تحمل معاني الإنفتاح والشفافيه ... الخ. فهذه العبارات تارة تصف الواقع مثلما هو، وأخرى تُطلق لتمرير مواقف وأفكار وسياسات معادية للشيوعية في جوهرها الأصيل.

يعقوب ابراهامي
إلى طلال الربيعي (1): ماذا قال لينين؟
يقول الدكتور طلال الربيعي: يقول لينين أن الطبقة الكادحة التى لا تتعلم إستخدام السلاح دفاعاً عن نفسها هى طبقة تستحق ان تعامل معاملة العبيد. أنا أعرف ان لينين كان ثورياً أكثر منه ماركسياً. لكنني لم أعتقد في يومٍ من الأيام ان لاماركسيته بلغت إلى هذا الحد. أنا أظن أن طلال الربيعي يشوه (كعادته؟) قول لينين. وإذا كان طلال الربيعي يريد أن ينكر ذلك فإن عليه أن يأتي بالنص الأصلي في اللغة الإنكليزية أو الفرنسية وأن يشير إلى المصدر. إذا كانت ذاكرتي لا تخونني (وهي نادراً ما تخونني) فإن لينين قال ما معناه: ليس عيباً أن تكون عبداً - العيب هو أن تخضع للعبودية. الكرة طبعاً هي في ملعب الزميلين عبد الحسين سلمان وعبد المطلب العلمي.

* آرا خاجادور:
شكراً للأستاذ يعقوب ابراهامي على المساهمة، يبدو لي أن ما أشار إليه د. طلال الربيعي ليس نصاً حرفياً إنما يقصد المعنى العام، ويبدو لي أنك إستخدمت لينين بذات الطريقة، أعتقد أن المناقشات العامة لا تشترط نصاً حرفياً، كما ترفض الخروج عن المعنى الأصلي. ربما لو نستحث بعضنا على المناقشات المرنة، وفي جو الإحترام المتبادل، قد تكون بل قطعاً تكون الفائدة أعمق.

بعد فشل ثورة 1905 في روسيا إندلع نقاش حام بين لينين وبين معارضيه، أكد لينين في هذا الوضع على ضرورة الإستعداد أكثر لحمل السلاح، أما معارضوه من المثقفين الذين ذهبوا الى سويسرا، فقد هاجموا لينين وحمل السلاح واللجوء الى العنف، متجاهلين أن العدو الطبقي لا يتورع عن إستخدام العنف والقوة والسلاح، خاصة حين تكون قوى التغيّر لم تتخذ إستعداداتها اللازمة تحت وهم أن العدو سيلجأ الى السلمية التي تطالب بها الجماهير وقواها السياسية.

إن لينين ماركسي طبق المبادئ الماركسية بطريقة مبدعة، وفق الظروف الملموسة القائمة في روسيا، ولينين كقائد ثورة عملاقة له نظرة عملية تجاه المسؤوليات، التي تقع على عاتق حزب يريد بناء حياة جديدة في بلاده.

شيء طيب ومفيد مشاركة أكبر عدد من الأصدقاء المهتمين بالقضايا الحيوية من هذا النوع، وبهذا المعنى فهمت قولك أستاذ يعقوب ابراهامي: "الكرة طبعاً هي في ملعب الزميلين عبد الحسين سلمان وعبد المطلب العلمي".

ـ Almousawi A.S
مفارقة التاريخ
العزيز الصريح الحريص الموضوعي اراخاجادور. بعد إطلاعي على مداخلة الدكتور طلال الربيعي، حول المؤتمر الخامس مؤتمر الديمقراطية والتجديد 1993، ودراستي لكتاب اليسار العراقي لصباح زيارة، لابد من إبداء إعجابي الشديد بالخالد سلام عادل وامكانياته في العمل على التغيير والتجديد تقدما للأمام، وليس تخلفا وانسلاخا وعجزا عن قراءة الواقع، وبنفس الوقت عجبي عن حل بعد ان اسس مع رفاق اخرين منظمة سلام عادل في الحزب الشيوعي العراقي في بغداد بتاريخ 8 تموز 1979 للعمل من أجل تغيير قيادة الحزب حتى قرار حلها في عام 1994، تاييداً مشروطا لمقررات المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي
اليس في ذلك مفارقة كبيرة بخصوص مقررات هكذا مؤتمر مع الود والتقدير.

* آرا خاجادور:
الأستاذ .Almousawi A.S أشكرك على ثقتك وإطرائك. أنا لست مطلعاً على ما أشرت إليها من صراعات أو إتفاقات عشية المؤتمر الخامس للحزب وبعد إنعقاده، ولا على الكتاب الذي ذكرته حول اليسار العراقي للأستاذ صباح زيارة الموسوي، وعن تقويمه لسلام عادل، ولا أعرف شيئاً عن منظمة سلام عادل أو حلها.

وبصدد الصراعات بصفة عامة، لا توجد حركة سياسية في الدنيا دون وجود نقاط خلاف وإتفاق وحالات إيجابية وسلبية من الصراع الفكري وحتى التنظيمي، وفي مثل تلك الحالات تكون لعمليات إدارة الصراع من جانب القيادات المسؤولة دور أساسي دون تجاهل دور عامة العضوية في كل ذلك.

لقد واجه الرفيقان فهد وسلام عادل صراعات كثيرة، ولكنهما تصرفا بما تمليه عليهما مسؤولياتهما الحزبية وأخلاصهما للماركسية ـ اللينينية، ومن خلال الخبرات الكبيرة المتراكمة لدى الأحزاب الشيوعية على الصعيدين المحلي والعالمي في مواجهة مثل تلك الظروف والأحوال أيضاً. ويعرف الجميع، وتوخياً للدقة، أقول: إن أغلبية الشيوعيين العراقيين يعترفون بالدور الهام للرفيقين في رص صفوف الحزب وتقوية وحدته الداخلية، هذا الى جانب دعم تعاون أطراف الحركة الوطنية أيضاً.

أما بصدد موقفي من الإحتلال الغادر والإجرامي لبلادنا، وما سبقه من فرض للحصار الإقتصادي الذي وصفته بسلاح التدمير الجماعي، وما أعقب الإحتلال من تدمير للدولة العراقية والمحاولات الخبيثة والمخطط لها لتدمير وحدتنا الوطنية، وتمزيق صفوف شعبنا فقد سجلتها بما يشبه المساهمات اليومية في كتابي الموسوم بـ "نبض السنين"، وهو متوفر في بغداد، ويمكن الإطلاع على العدد الكبير من المقالات التي كتبتها حول تلك الموضوعات على شبكة الإنترنيت، وعلى موقعي الفراعي على موقع الحوار المتمدن، وأظن أن كل ما طرحته كان ينطلق من الإسترشاد بالماركسية اللينينية وعلى أساسها.

طلال الربيعي
يحيل الثوار الى خراف !
ابراهامي لا يعرف عما يتحدث. وهل يمكن محاورة شخص بلغ الحمق به مداه فيزعم ان البلشفية هي صنو للفاشية؟ ان منطقه هو منطق يحيل الثوار الى خراف ليسيروا الى المقصلة طوعا او كرها!

* آرا خاجادور:
الدكتور طلال الربيعي المحترم
لا أعتقد أن أي منصف يمكن أن يوجه إتهاماً جائراً الى البلشفية يصل الى درك مقارنتها بالفاشية، ومثل ذلك الإتهام يرتد على مطلقه، لأنه خلو من أي قدر من الموضوعية وإحترام حقائق الحياة.

وأعتقد أننا جميعاً بحاجة الى التعمق أكثر فأكثر بأي موضوع مطروح للنقاش، بغية تحقيق أكبر قدر ممكن من تعميم الفائدة، خاصة في مواجهة ظروف في غاية القسوة والإختلاط وتعمق الجهالة بكل مراتبها.

طلال الربيعي
بريمر، وليس لينين، قتل وشرد ملايين العراقيين
بعيد قيام انقلاب 63 دعا البطل اللينيني سلام عادل الشعب الى حمل السلاح للدفاع عن نفسه ومكتسباته ضد عنف البعث صنيعة الامبريالية، الذي جاء الى السلطة بقطار امريكي على حد تعبير علي صالح السعدي رئيس حزب البعث وقتها. يقول بطاطو في الكتاب الثالث ص 292: سرعان ما خط الرضي - سلام عادل - بياناً تم لصقه على الجدران - تضمن مخاطبته الشعب قائلا:
- يا جماهير شعبنا المناضل الفخور! إلى الشوارع! طهروا بلدنا من الخونة
- إلى السلاح دفاعاً عن استقلال شعبنا ومكتسباته
- شكلوا لجان دفاع في كل ثكنة عسكرية وكل مؤثة وكل حي وكل قرية
- سيلحق الشعب، بقيادة قواه الديمقراطية، الخزي والهزيمة بهذه المؤامرة الجبانة، كما فعل بمؤامرة الكيلاني والمتآمرين الآخرين.
- إننا نطالب الحكومة بالسلاح!

إن جاسم الحلوائي وحسان عاكف ورهطهما قد طلّقوا لينين، باعتباره، بزعمهم، عنيفا وديكتاتوريا! واقترنوا ببريمر باعتباره حمامة سلام ورسول العالم الحر! ولكنهم, لكونهم يزعمون العلمية، عليهم ان يفسروا لنا تناقضهم: فبريمر، وليس لينين، هو من ساهم بقتل وتشريد ملايين من العراقيين وتحطيم الدولة العراقية.

إنهم يحيلون سلام عادل الى ايقونة لتقديسه، والغرض هو القضاء عليه وعلى ثوريته. انهم خلفاء رفاق - أعداء لينين الذين احالوا لينين الى ايقونة مقدسة بعد ان قاموا بتحنيط جثته وعرضها للناس في متحف للتفرج عايها.

* آرا خاجادور:
الدكتور طلال الربيعي المحترم
نعم بكل تأكيد أن بريمير ومَنْ يقف خلفه من دوائر إمبريالية وكل خدامهم في الداخل والخارج وفي المنطقة هم مَنْ قتلوا الشعب العراقي، ومازالوا يقتلونه الى يومنا هذا.

لاشك أنك أيها العزيز على إطلاع على موقفي وعدد غير من الرفاق المعروفين في الحزب الذين كانوا ضد الإحتلال، ومع مقاومته بكل السبل المشروعة، وضد أي موقف رخو لا ينسجم مع طبيعة الحزب نفسه.

وبديهي أن من حق كل شخص أن يبدي وجهة نظره تجاه مواقف الحزب وسلوكه من جميع القضايا الصغرى والكبرى، ولكي يكون النقد فعالاً، ويخدم مصالح الحزب والشعب، فمن المفترض أن يتصف بالموضوعية والتهمل والدقة وعدم إطلاق الأحكام دون وجه حق. ومثل هذا الموقف مطلوب في الوقت نفسه من الحزب ومن الأشخاص الذين يوجهون النقد أو يدعمون النهج السائد في السياسة العامة المعلنة للحزب.

في الحقيقة تعمدت أن أدخل المادة التي تلخص أو تقدم كتاب الرفيق الحلوائي والتقديم الذي قدمه الرفيق حسان عاكف، وليس الرابط فقط. ووجدت إنها مجرد عناوين عريضة عن قضايا عقدية كبيرة مطروحة للنقاش في أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد، وربما بعض العناوين تحمل إمكانية تفسيرها بإتجاهين مختلفين.

وأرى من الضروري في هذه المرحلة تشجيع المناقشات الجادة حتى ولو بدت قاسية، لقد فرضت التطورات العلمية والتقنية والرقمية تحولات في داخل الطبقة العاملة، ولكنها لم تغيّر طبيعة الإستغلال والعمل المأجور، وإن شغيلة الفكر في أعلى درجاتهم العلمية والفنية فإنهم يبيعون قوة عملهم لذات المستغل، سواءً كان ذلك على يد الراسمالي في صورته الكلاسيكية القديمة أو على أيدي الإداريين (المدراء).

وهناك فرق شاسع بين أن يبدي رفيق ما رأيه بسياسة الحزب مهما كانت طبيعة مهمات ذلك الرفيق وبين التقويم العام المسؤول للحزب نفسه، عبر مؤتمراته أو غيرها من جهات الشرعية للحزب، وفي نهاية المطاف القيمة تكون في الخطوات العملية التي يتخذها الحزب، وليس فقط في إعداد البرامج بغض النظر عن قيمتها النظرية.

فلاح علي
الاخ طلال الربيعي
تحية طيبة
القراء ينتظرون منك الاجابة على سؤال السيد يعقوب ابراهامي طالبك بذكر المصدر اذا كان ما ذكرته عن لينين صحيح ما هو الضير من ان تجاوب على السؤال وتذكر مصدر معلوماتك.

اني لا اعرف ما هو السبب الذي يدفعك بمناسبة او دون مناسبة تلجأ الى محاولة التشوية والإساءة للحزب الشيوعي وسياسته ومواقفه، ولن تستطيع لأنك لا تملك معطيات دقيقة عن سياسة ومواقف الحزب تقرأ بشكل سطحي وتجتزأ جمل واقوال وتضعها في غير موقعها واصبح معروف عنك ذلك.

هل تعلم ان مبادئ بناء الحزب الشيوعي العراقي المثبته في النظام الداخلي هي مبادئ لينينية اذن كيف تخلى الحزب عن لينين؟ يا اخ طلال السياسة ترسم على أساس الواقع وهنا يعتقد هنالك تمايز مع الفكر في مجال التطبيق وليس تناقض كان لينين يؤكد على قدرة الحزب من الانتقال بسرعة من شكل نضالي الى آخر دون الاضرار بالوحدة السياسية والفكرية والتنظيمية بيان الرفيق الخالد سلام عادل صحيح موجه الى الحزب والجماهير وبيان الحزب بحمل السلاح في عام 1979 والانتقال الى الكفاح المسلح هو صحيح وموقف الحزب فرضة تغيير الواقع وموقف الحزب الآن صحيح بالانتقال الى النضال الجماهيري السلمي ومشاركة كل منظمات الحزب وجماهيره في الحراك الجماهيري هذا يعني ان شكل النضال السياسي الجماهيري السلمي هو حاضر في سياسة الحزب ومواقفة للمساهمة في ممارسة الضغط الجماهيري لإنهاء الفساد ونظام المحاصصة وازماته واحداث الاصلاح والتغيير ان رفع دكتاتورية البروليتاريا من وثائق الحزب في المؤتمر الخامس هذا لم يقره شخص الرفيق جاسم الحلوائي او الرفيق حميد مجيد وانما أقره أعضاء الحزب الذين شاركوا في صياغة الوثائق اي كل منظمات الحزب والمندوبيين الى المؤتمر هذه اراده جماعية وهل تعلم ان بناء الحزب اليوم قائم على مبادئ لينين في بناء الحزب اين التخلي عن المبادئ اللينية في هذا الظرف بالذات حاجة البلد الى وحدة عمل ونشاط قوى اليسار والديمقراطية ان اليساري الحقيقي وان لم يكن ملتزم تنظيميا لا بد ان يكون ملتزم فكرياً ان لا يسيئ ويشكك في مواقف وسياسة هذا الحزب اليساري او ذاك والا اصبح متناقض مع فكره وتوجهاته اليسارية ارجوا ان تتحلى بالموضوعية وتحترم ارادة اعضاء الحزب اتمنى لك كل خير.
مع التحيات.

* آرا خاجادور:
الأستاذ فلاح علي
أشكرك على مساهمتك، ولابد من التذكير أن الشيوعيين في الحوار يسعون الى مد الجسور مع غيرهم، ولا يميلون الى خلق أجواء التنافر، هذا الى جانب التمسك الدقيق بأسس نظريتهم ومواقفهم العامة الموثوق بها.

أعتقد لو تركت المطالبة بالإجابة على سؤال يعقوب ابراهامي ليعقوب نفسه، وهو لا يعوزه اللسان والقلم والقدرة على الدفاع عن النفس أو عن المواقف التي يتبنها، لكان ذلك أحسن، كما أعتقد، وذلك من أجل ألا نصل الى أجواء الحدة بين المتحاورين، مما يضعف المساهمات، ومن ثمة يضعف الإستفادة المتوخاة منها.

أوحت لي طبيعة الرد أنكما (أنت والربيعي) تحملان بعض الإنزعاج، كل من الطرف الآخر.

في الحقيقة أن الموضوع عن قائد حزبنا الشهيد سلام عادل، وكنت أتمنى أن تظل المناقشات شديدة الإلتصاق بالموضوع ذاته.

وربما الإبتعاد عن الموضوع نفسه قد يضر بالهدف الذي نسعى إليه، وقد ذكرت أنت في تعقيبك الكثير من الشؤون التي أتفق معها في خطوطها العامة.

إذا سمحت لي أنت والربيعي بالتأكيد في الظروف الراهنة على ضرورة وأهمية البحث عن نقاط اللقاء أكثر من نقاط الخلاف بين جميع القوى اليسارية والوطنية دون تجاهل أي موقف يتطلب المناظرة أو النقاش أو النقد والنقد الذاتي، وذلك لمواجهة الدور البشع والخطير للدين السياسي في الأوضاع القائمة التي تهدد بلادنا بالفناء، وهذا الطرح يتعلق بالجوانب العملية في النضال الوطني الراهن، وأظن أن هذه النقطة تستحق الكثير من العناية والإنماء والبحث من أجل مصالح الشعب، كل الشعب.

طلال الربيعي
تبعث في الضجر والملل
فلاح علي
كلماتك هي كالعادة اسطوانة مشروخة تكررها في مناسبة او غير مناسبة وتبعث في الضجر والملل و ان محاورتك هي كمحاورة الجدران.

* آرا خاجادور:
الدكتور طلال الربيعي، بعد التحية. أقول لك بكل إحترام: لا أتمنى أنك ذهبت بالإتجاه الذي ذهب إليه في ردك على الأستاذ فلاح علي حتى لو كانت مناقشاتكما المتبادلة تذهب بالإتجاه الذي أشرت إليه.

ـــ يتبع ...