( هجص اختراع صلاة الضحى ) من مالك الى البخارى ومسلم


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

( هجص اختراع صلاة الضحى ) من مالك الى البخارى ومسلم
مقدمة :
1 ـ أصحاب الجنة درجتان : الدرجة العليا هم السابقون المقربون ، والدرجة الأقل هم أصحاب اليمين ( الواقعة : 8 : 40 ، 88 : 96 ). الذى سيكون من السابقين المقربين هو السابق بعمله وإخلاص قلبه لربه جل وعلا . لا يكتفى ـ مثلا ــ بالصلوات الخمس ولكن يضيف اليها النوافل . والنافلة هى الشىء الزائد ، يقول جل وعلا عن ابراهيم بعد أن رزقه بابنه الأكبر إسماعيل:( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً )(72) الانبياء ). وفى العبادة يقول جل وعلا يخاطب النبى والمؤمنين :(أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79) الاسراء ). هنا إشارة الى قيام الليل صلاة وتهجدا وقراءة القرآن . وقد كان النبى محمد عليه ـ وطائفة من المؤمنين ـ يقيم الليل ــ متعبدا ــ فى مكة ثم فى المدينة ، وقد قال له ربه جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ )(20) المزمل ). ويقول رب العزة جل وعلا من صفات المؤمنين أولى الألباب أنهم يقنتون آناء الليل : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9) الزمر) ، ومن صفات المتقين أصحاب النعيم أنهم ( كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) الذاريات ) وأنهم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) السجدة ) .
2 ـ الباب مفتوح لمن شاء أن يحجز لنفسه مكانا فى الصفّ الأولى ليكون من السابقين المقربين أصحاب النعيم ، وأيضا لم إختار لنفسه أن يكون من أصحاب الشمال أصحاب الجحيم. أصحاب الجحيم هم أصحاب الديانات الأرضية الذين يشرعون لأنفسهم ما يهوون ، لا يؤمنون بأن الله جل وعلا هو وحده مالك السماوات والأرض وهو وحده جل وعلا صاحب الدين واصبا خالصا : ( وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) النحل).
3 ـ الذى يؤمن مخلصا برب العزة جل وعلا لا يجرؤ على الابتداع فى دين الله جل وعلا . إذا شاء أن يصلى زيادة فوق الصلوات الخمس المفروضة سمّى ذلك نوافل ( وليس سُنّة ) ، ولديه يومه يصلى نوافل كيف شاء ، وأمامه الليل يقومه تهجدا وقنوتا وصلاة وتفكرا فى خلق السماوات والأرض : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران ) .
4 ـ المبتدعون فى أديانهم الأرضية منهم من يحرّم الصلاة فى أوقات محددة ، وفى نفس الوقت يقومون بتشريع صلوات ومناسك لا أصل لها ويجعلونها دينا ، ويحافظون عليها لتكون بتتابع القرون ضمن ما وجدوا عليه آباءهم ، وتراهم يتكاسلون ويتهاونون فى تأدية الصلوات الخمس ـ مثلا ـ ولكن لا يتهاونون فى أداء تلك الصلوات والمناسك التى إبتدعوها ، يؤدونها بإخلاص وفق دينهم الكاذب وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا . وكالعادة هم يختلفون فيما يخترعون . وقد إخترعوا صلوات للعيدين والاستسقاء والكسوف والضحى ..
5 ـ نعرض لاختراعهم صلاة الضحى :
أولا : أحاديث فى ( الموطأ / رواية يحيى ) تشرع صلاة الضحى :
ـ حديث أم هانىء :
وصنعوه ليشرع صلاة الضحى ، ويزعم أن النبى كان يصلى ـ وحده منفردا ـ صلاة وقت الضحى عند فتح مكة عندما دخلت عليه بنت عمه أم هانىء تستشفع له فى رجل. ، وقد صلاها ثمانى ركعات . وقد روى بصيغ مختلفة:
1 ـ ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَامَ الْفَتْحِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ‏.‏ )
2 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ، مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، تَقُولُ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ - قَالَتْ - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ‏"‏ مَنْ هَذِهِ ‏"‏ ‏.‏ فَقُلْتُ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ ‏"‏ ‏.‏ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي عَلِيٌّ أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً أَجَرْتُهُ فُلاَنُ بْنُ هُبَيْرَةَ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ ‏"‏ ‏.‏ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ وَذَلِكَ ضُحًى ‏.‏ )
حديث أنس بن مالك :
( - باب جَامِعِ سُبْحَةِ الضُّحَى ( أى صلاة الضحى ) : ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ، مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قُومُوا فَلأُصَلِّيَ لَكُمْ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَنَسٌ فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ ‏.‏).
أنس بن مالك ( الخادم الخائن الكذاب ) كان آخر من مات من الصحابة ، إذ عاش حتى أدرك الحجاج بن يوسف ، وكان مقربا من الأمويين . وقد حاز شهرة وثروة من هذا ، حيث توافد اليه الناس يسمعون رواياته وحكاياته واساطيره وأكاذيبه عن النبى . كان مُغرما بإختراع أحاديث يقيم فيها حفلات تكريم لأمه وزوج أمه وجدته ، يزعم فيها أنهم كانوا يطعمون النبى . هذا عكس ما جاء فى القرآن الكريم من أن بيوت النبى كانت مفتوحة لاطعام الضيوف ، حتى إنهم كانوا يدخلون بيوت النبى بلا إستئذان ، ويظلون فيها الى أن نزل النهى عن ذلك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ ) (53) الأحزاب ) . وفى هذا الفيلم الهابط يزعم الملعون أنس بن مالك أن النبى صلى لهم ، بعد أن إستضافوه على طعام ( صلّى لهم ) : (فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قُومُوا فَلأُصَلِّيَ لَكُمْ ‏" ‏)(فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ ).!!. وليس فى الحديث توقيت لهذه الصلاة . ومالك يستشهد به فى صلاة الضحى .!!
حديث عمر بن الخطاب : ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْهَاجِرَةِ ( أى وقت الضحى ) فَوَجَدْتُهُ يُسَبِّحُ فَقُمْتُ وَرَاءَهُ فَقَرَّبَنِي حَتَّى جَعَلَنِي حِذَاءَهُ عَنْ يَمِينِهِ فَلَمَّا جَاءَ يَرْفَأُ تَأَخَّرْتُ فَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ ‏.‏ )
حديث عائشة : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ تَقُولُ لَوْ نُشِرَ لِي أَبَوَاىَ مَا تَرَكْتُهُنَّ ‏.‏ )
ثانيا : حديث ينفى ويثبت :
حديث فى ( الموطأ ) نسبوه لعائشة : ينفى أن النبى صلى الضحى وأن عائشة تصليها مع ذلك : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ ‏.‏ )
ثالثا : البخارى : أحاديث تشرع صلاة الضحى :
نقل البخارى حديث أم هانىء من ( الموطأ ) بروايات متعددة، حرص فيها على التأكيد على إنفراد النبى بصلاة الضحى :
1 ـ ( باب صَلاَةِ الضُّحَى ) :( حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك بن أنس، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله: أن أبا مرة، مولى أم هانىء بنت أبي طالب، أخبره: أنه سمع أم هانىء بنت أبي طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره، قالت: فسلمت عليه، فقال: (من هذه). فقلت: أنا أم هانىء بنت أبي طالب، فقال: (مرحبا بأم هانىء). فلما فرغ من غسله. قام فصلى ثاني ركعات، ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف، قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي، أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء). قالت أم هانىء: وذاك ضحى. ). ذكره ( مسلم ) في الحيض، باب: تستر المغتسل بثوب ونحوه .
2 ـ وصنع إسنادا مختلفا عن إسناد ( مالك ) كرر به نفس الحديث:( حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: ما حدثنا أحد أنه رأى النبي يصلي الضحى غير أم هانىء، فإنها قالت: إن النبي دخل بيتها يوم فتح مكة، فاغتسل، وصلى ثماني ركعات، فلم أر صلاة قط أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود. ) ( حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن ابن أبي ليلى قال: ما أنبأنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى غير أم هانىء، ذكرت: أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة اغتسل في بيتها، فصلى ثمان ركعات، فما رأيته صلى صلاة أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود. )
حديث أبى هريرة : وصنع البخارى حديثين نسبهما لأبى هريرة مع إختلاف السند وإختلاف المتن ـ وفيهما التأكيد على مشروعية صلاة الضحى :
1 ـ (حدثنا مسلم بن إبراهيم: أخبرنا شعبة: حدثنا عباس بن الجريري، وهو ابن فروخ، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث، لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على الوتر. )
2 ـ (- حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أبو التياح قال: حدثني أبو عثمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام . )
حديث أنس بن مالك : لم ينقل البخارى حديث أنس الملعون السابق المذكور فى الموطا . صنع البخارى حديثا مختلفة نسبه لأنس بن مالك يقول فيه : ( حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا أنس بن سيرين قال: سمعت أنسا يقول: قال رجل من الأنصار: إني لا أستطيع الصلاة معك، وكان رجلا ضخما، فصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما، فدعاه إلى منزله، فبسط له حصيرا، ونضح طرف الحصير، صلى عليه ركعتين، فقال رجل من آل الجارود لأنس: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قال: ما رأيته صلاها إلا يومئذ.) . وكرره البخارى بإسناد مختلف ( حدثنا علي بن الجعد : أخبرنا شعبة، عن أنس بن سرين قال: سمعت أنس بن مالك الأنصاري قال: قال رجل من الأنصار، وكان ضخما، للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لا أستطيع الصلاة معك. فصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما، فدعاه إلى بيته، ونضع له طرف حصير بماء، فصلى عليه ركعتين.وقال فلان بن فلان بن جارود لأنس رضي الله عنه: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ فقال: ما رأيته صلى غير ذلك اليوم.). فيهما نسب للنبى أنه صلى الضحى فى ذلك اليوم . وما رأوه يصلى الضحى غير ذلك اليوم . وإذن فما هو القول فى حديث (أم هانىء ) وفيه ايضا : ( ما حدثنا أحد أنه رأى النبي يصلي الضحى غير أم هانىء )
رابعا : البخارى : أحاديث تنفى صلاة الضحى
3 ـ حديث ابن عمر : (باب: صلاة الضحى في السفر. ) ( حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن توبة، عن مروق قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: أتصلي الضحى؟ قال: لا، قلت: فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بكر؟ قال: لا، قلت: فالنبي ؟ قال: لا إخاله. ) . أى لا أظنه . هنا نفى ان النبى صلى الضحى .
وحديث آخر لابن عمر يجعل صلاة الضحى بدعة : ( باب: كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم.) ( حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، جالس إلى حجرة عائشة، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم، فقال: بدعة... )
4 ـ حديث عائشة الذى ينفى ويثبت وقد نقله البخارى من الموطأ :
( حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل، وهو يحب أن يعمل به، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم، وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط، وإني لأسبحها. ). ذكره ( مسلم ) في صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب صلاة الضحى .( باب: استحباب صلاة الضحى ) .
( حدثنا آدم قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى، وإني لأسبحها. )