من وحي الأحداث


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 5272 - 2016 / 9 / 1 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


في يوم 21 يوليوز 2016 تكون قد مرت 95 سنة على معركة أنوال المجيدة. وهي ذكرى تحتل مكانة مرموقة في وجدان وذاكرة شعبنا، لما تحمله من دروس وعبر. لقد انهزم فيها الجيش الاسباني الغازي لشمال المغرب وانتصرت المقاومة المسلحة بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي.

فبأي معنى يحيي المناضلون اليوم هذه الذكرى الخالدة؟

إنهم يحيونها، لأنها تتربع على هامة أمجاد شعبهم وهي أيضا:

+ ترمز إلى ذلك الخط الفاصل بين إرادة التحرر من الاستعمار والهيمنة الامبريالية، وبين خط الاندماج في سياسة الاستعمار وإجهاض معركة الشعب المغربي من أجل التحرير، وهي معركة لا زالت مهامها لم تستكمل لحد الساعة وهو الأمر الذي نترجمه نحن بمهمة بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية وهي الدولة المتحررة من الهيمنة الامبريالية تكون فيها السلطة للشعب.

+ ترمز أيضا إلى توفر الإرادة القوية من أجل نهوض جهات المغرب لتحقيق الاستقلال والدود عن الكرامة والحرية، وإن روح التمرد والثورة ضد الظلم والاستبداد هي روح تسكن شعبنا وأرضنا سهولا وجبالا ومياهنا وديانا وبحارا، وهي الروح التي على قاعدتها الصلبة سيبني المغرب المتنوع الخصوصيات لجهاته دولته الفيدرالية التي تضمن وحدة أرقى ومناعة أشد تتكسر عليها كل دسائس الأعداء والذين بثوا قنابلهم الموقوتة وسط شعبنا تحسبا لكل انفلات زمام الأمر من بين أيديهم.

+ إنها ترمز اليوم إلى تقوية كل عوامل الصمود والمقاومة وإطلاق دينامية استكمال مهام التحرير التي لطالما احتجزها النظام المتسلط، وهو يهدف إلى الالتفاف عليها لتوظيفها من أجل تجديد نخبه وضخ دماء جديدة علها تطيل عمره.

+ يحيي المناضلون هذه الذكرى في إطار شحذ أسلحة الوعي السياسي والطبقي ومحاربة أوهام إصلاح أوضاع المغرب المعطوبة، نتيجة الخيانات المتتالية التي استهدفت كفاح شعبنا منذ مطلع القرن الماضي ومنها الإجهاز على هذه الذكرى وتغييب رموزها، بل ترك رفاتهم في المنافي حتى ينساهم الشعب وينمحوا من ذاكرته ووعيه.

+ يحيي المناضلون هذه الذكرى، لأنها أدخلت نضال شعبنا إلى تاريخ البشرية عندما اندلع النضال ضد الاستعمار والامبريالية، وأصبح لشعبنا عبرها ومن خلالها حضورا في ذاكرة شعوب مكافحة فاحتل مكانة وصيتا مرموقين، مما جعل قادة الكفاح الوطني لتلك الشعوب يستلهمون دروس التجربة وينوهون بكفاءة قائدها الشجاع والملهم محمد بن عبد الكريم الخطابي رائد حرب التحرير الشعبية.

فإلى روح وذكرى هذا القائد العظيم كل التقدير والتكريم، وإلى جميع شهداء معركة أنوال، كل الامتنان والعرفان لأنهم رسموا بنور ونار طريق خلاص شعبنا من نير الاستعمار الجديد وكل عملائه.