رحيل أحمد زويل خسارة كبيرة لعالم قدير ومبتكر فذ


كاظم المقدادي
الحوار المتمدن - العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 15:33
المحور: سيرة ذاتية     

بعد صراع مع سرطان النخاع الشوكي،الذي أصيب به قبل ثلاثة أعوام،لم يمهله طويلآ، رحل العالم المصري/ الأمريكي الجنسية/ الكبير أحمد حسن زويل، ليلة الثلاثاء 2/8/2016،عن عمر ناهز السبعين عاماً.

ولد الراحل في 26 /2/ 1946 بمدينة دمنهور.لكنه نشأ وتلقى تعليمه الأساسي في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ. بعد إنهائه للثانوية العامة التحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية ونال بكالوريوس العلوم في الكيمياء بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967، وعمل معيداً بالكلية. ثم نال الماجستير عن بحث في علم الضوء.سافر إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر. وعمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا، بركلي (1974 - 1976). ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في أمريكا. حصل في 1982 على الجنسية الأمريكية. تدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح أستاذاً رئيسياً لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أمريكا خلفاً للعالم لينوس باولنغ، الذي نال جائزة نوبل مرتين: الأولى- في الكيمياء، والثانية- في السلام العالمي.

فيما بعد انتخب بالإجماع عضواً بالأكاديمية الأمريكية للعلوم.وفي عام 2009 إختاره البيت الأبيض ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي أوباما للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات.

وللفقيد تاريخ حافل في الحياة العلمية، حيث نُشِرَ له أكثر من 350 بحثاً علمياً في كبيريات المجلات العلمية العالمية المتخصصة مثل الـ Science والـ Nature..

ونال زويل جائزة نوبل للكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال "كيمياء الفيمتو" وإختراعه لميكروسكوب جديد يعمل باستخدام أشعة الليزر لتحليل الطيف Spectroscopy ، له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض أثناء التفاعلات الكيميائية. تعمل بسرعة الفيمتوثانية Femtosecond وهي الوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة، وتساوي جزء من مليون مليار جزء من الثانية. وقد أعربت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم أنه قد تم تكريم د. زويل نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر، حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمى بـ"كيمياء الفمتو ثانية" واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية بسرعة الفيمتوثانية. وقد أكدت في حيثيات منحها الجائزة لزويل أن هذا الاكتشاف قد أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به، إذ أن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة. هوو أول عالم عربي ينال هذه الجا-زة.

ولقاء إنجازاته العلمية،نال الراحل 31 جائزة دولية وأوسمة ومداليات مرموقة، منها:جائزة ماكس بلانك وهي الأولى في ألمانيا،جائزة وولش الأمريكية،جائزة هاريون هاو الأمريكية،جائزة هوكست الألمانية، ميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية،جائزة الامتياز باسم ليوناردو دا فينشي، جائزة باك وتيني من نيويورك، جائزة ألكسندر فون همبولدن من ألمانيا الغربية وهي أكبر جائزة علمية هناك،وسام بنجامين فرنكلن سنة 1998، جائزة وزارة الطاقة الأمريكية السنوية في الكيمياء، جائزة كارس من جامعة زيورخ، في الكيمياء والطبيعة، وهي أكبر جائزة علمية سويسرية، قلادة بريستلي، أرفع وسام أمريكي في الكيمياء سنة 2011. قلادة النيل العظمى وهي أعلى وسام مصري ، وغيرها.وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية وجامعة سيمون فريزار سنة 2014

من مؤلفات الراحل زويل،المثبتة في Wikipedia, the free encyclopedia ضمن ملفه فيها عن سيرة حياته ومنجزاته العلمية باللغة الأنجليزية :
• التقدم في التحليل الطيفي لليزر، I ، 1977
• التقدم في كيمياء الليزر،II، 1978
• الكيمياء الضوئية والبيولوجيا الضوئية، 1983
• الظواهر النادرة فائقة السرعة ، VII، 1990
• الرابط الكيميائي: بناء وديناميكية، 1992
•الظواهر النادرة فائقة السرعة ، 1993
•الظواهر النادرة فائقة السرعة ، IX
كيمياء الفيمتو: ديناميكيات فائقة السرعة للرابط الكيميائي،1994
كيمياء الفيمتو: ديناميكيات فائقة السرعة للرابط الكيميائي،II، 1994
• رحلة عبر الزمن: الطريق الى جائزة نوبل، 2002
• عصر العلم (سيرة ذاتية)، 2005.
* الزمن ، 2007
* رحلة عبر الزمن: الطريق الى نوبل، 2007
• الفيزياء البيولوجية: من الذرات إلى الطب، 2008
• التصوير الميكروسكوبي الإلكتروني رباعي الأبعاد،2009
• موسوعة الكيمياء التحليلية (محرر)
• تصور المادة رباعي الأبعاد:مجموعة أعمال زويل، 2014

وأطلق زويل عقب الثورة التي أطاحت بحكم حسني مبارك،مبادرة لإنشاء جامعة على مستوى عالمي في مدينة 6 أكتوبر (غربي القاهرة) سمّاها " مشروع زويل القومي للعلوم والتكنولوجيا".
وقد نعته رئاسة الجمهورية المصرية قائلة:" فقدت مصراليوم ابنًا بارًا وعالمًا نابغًا بذل جهودًا دؤوبة لرفع اسمها عاليًا في مختلف المحافل العلمية الدولية..كان الفقيد حريصًا على نقل ثمرة علمه وأبحاثه التي أثرت مجاليّ الكيمياء والفيزياء إلى أبناء مصر الذين يتخذون من الفقيد الراحل قدوة علميةً عظيمة وقيمة إنسانية راقية؛ فحرصت مصر على تكريمه بمنحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ثم قلادة النيل العظمى التي تُعد أرفع وسام مصري.وأضافت: أن الراحل "سيظل رمزًا للعالِم الذي كرّس حياته بشرفٍ وأمانة وإخلاص للبحث العلمي، وخيرَ معلمٍ لأجيال من علماء المستقبل الذين سيستكملون مسيرة عطائه من أجل توفير واقع أفضل للإنسانية ! "..
ووصفه العالم المصري فاروق الباز: "كان قليل التكبر كثير العمل.. وكان عالمًا قديرًا وشرفنا كثيرًا وستبقى ذكراه خالده"..
برحيل الدكتور أحمد زويل خسر الوسط العلمي العالمي الرصين عالماً قديراً ومبتكراً فذاً !

• أكاديمي عراقي مقيم في السويد