|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: أفنان القاسم |
بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثامن1
عادت المعارك في الحال بعد هذا اللقاء في الكوخ المحطم، فأُحيلت المنطقة التي فيها ملجأ الأطفال إلى جهنم. ذهب عبد السلام مع أبي المشارق ليفحص المكان. لم يكن يتوقع أن يكون الأطفال القتلى على مثل هذا العدد. كانوا قد رفضوا الذهاب للنوم عندما سكتت المدافع، وبدأوا اللعب مع طيشهم. عندما عادت السماء إلى الرعد، كنا لم نزل نسمع ضحكهم. كانت أم الأبيض قد اغتسلت بالدم، كأم فريد، كجدران الملجأ. كانت الأمهات يصرخن، ويضربن صدورهن، وكان الآباء يبكون. لم نكن قد رأينا في حياتنا دموع رجال كهذه. كان الكل يقسم على الانتقام، وعبد السلام لا يفوه بكلمة. بقي يقف متحجرًا وسط جثث الأطفال. جمع أبو المشارق الرجال المنهارين حوله، وأخذ يحكي لهم عن الوضع في المنطقة الصناعية. "معنويات المقاتلين من حديد، قال لهم، يجب ألا يصيب اليأس قلوبكم لموت طفل أو طفلين!" كيف كان يجرؤ على الكلام هكذا في مثل تلك اللحظة المهولة؟ أراد القائد الفلسطيني أن يصفعه، لكنهم قالوا له هناك رسول يأتيه، فأمسك عن ذلك. كنا ننتظر ظهور العمة مريم، التي كانت قد اختفت تمامًا منذ بدء الحرب. كان بطرس الأحمر.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |