|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: سعيد الكحل |
للدبلوماسية حكمتها.
تفاجأ خصوم الوحدة الترابية للمغرب بالرسالة التي بعثها الملك إلى رئاسة المؤتمر 27 للاتحاد الإفريقي ، يدعو فيها القادة الأفارقة إلى تصحيح خطئهم بطرد جمهورية الوهم واستعداد المغرب لاسترجاع عضويته بالاتحاد التي تخلى عنها مضطرا، قبل 32 سنة، حفاظا على وحدة الأفارقة من الانقسام .ومن شدة الغيظ خرج وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، عن جادة الصواب ، منصبا نفسه وصيا على الأفارقة ومقررا نيابة عنهم "أنه لا يمكن لأي بلد إفريقي يرغب في الانضمام للاتحاد الإفريقي أن يقيد انضمامه بشروط" ، علما أن المغرب يدعو القادة الأفارقة إلى تصحيح خطأ قبول عضوية دولة وهمية لا تمتلك أي مقوم من مقومات الدولة ، وليس إلى طرد دولة ذات سيادة .ومبادرة المغرب هذه يمكن وضعها في سياقها السياسي والدبلوماسي العام . فعلى المستوى الدبلوماسي ، راهن المغرب طويلا على الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سلمي وسياسي للنزاع حول الأقاليم الصحراوية المسترجعة ، ولم يزد هذا الرهان موقفه إلا ضعفا بسبب أساليب الابتزاز والمتاجرة بالمواقف التي سلكتها الجزائر منذ 75 . فوضعية المغرب الدفاعية يسرت للخصوم مهامهم وفتحت لهم منافذ هجومية عدة (حقوقية عبر المطالبة بتوسيع مهام المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان ، دبلوماسية عبر تبني الأمين العام الأممي لأطروحة الانفصاليين ،الأمر الذي فجر الصراع بين المغرب والأمم المتحدة ، تجارية بإلغاء المحكمة الأوربية الاتفاق التجاري بين المغرب والاتحاد الأوربي ) .وأكيد أن موقف الدفاع يكلف صاحبه جهودا أكثر ويستنزف طاقاته ، بل يشغله عن التخطيط لكسب معارك التنمية والدبلوماسية معا .ومن مكر التاريخ أن المغرب نقل ملف الوحدة الترابية من الإشراف الإفريقي بسبب الانحياز الفاضح لمنظمة الوحدة الإفريقية لأطروحة الانفصال وقبولها بعضوية البوليساريو ، إلى الإشراف الأممي الذي فشل لحد الآن في إيجاد مخرج سياسي متوافق عليه ، ثم العودة بإستراتيجية أرقى إلى الاتحاد الإفريقي بهدف تصحيح الخطأ وقلب المعادلة بحيث يصير المغرب في موقف الهجوم فيما الخصوم يصبحون في وضع الدفاع . لا شك أن ممارسة الضغط على أي طرف تزيده ارتباكا وتخبطا.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |